Skip to Content

يوستينوس الفيلسوف والشهيد

 يوستينوس الفيلسوف والشهيد

(نابلس، نحو 100 م  ـ  روما، نحو 165 م).

   1. حياته
   وُلِدَ يوستينوس في مدينة نابلس في أوائل القرن الثاني من أبوين وثنيين. كان منذ صغره يميل إلى الفلسفة وذلك بهدف البلوغ إلى حقيقة الله.
تتلمذَ لأحد الفلاسفة الرواقيين، ولكنه سرعان ما تركهُ وانتقل إلى مدرسة أحد المشائيين، لكن هذا الأخير أيضاً خيَّبَ ظنَّه، فالتحق بأحد الفيثاغوريين، لكنه لم يتمكَّن من الصمود طويلاً لأن معلّمه فرض عليه دروساً لا تمتّ بصلة إلى تطلّعاته. وفي أثناء دراسته للفلسفة الأفلاطونية أعجِبَ بنظرية عالم المُثل، وانقطع في ضواحي قيصرية فلسطين للتأمل في هذه الحقيقة الجديدة، وهناك اهتدى إلى الإيمان المسيحي وقرأ الكتب المقدسة، فاقتنع أن الفلسفة المسيحية هي الوحيدة التي يجد فيها الإنسان معنى لحياته.
بعد أن نال سر العماد، أخذ على عاتقه الدفاع عن الفلسفة الجديدة (المسيحية)، فحصل بينه وبين تريفون (حاخام يهودي) جدالاً دوَّنه تحت عنوان "حوار مع تريفون". كذلك وجَّهَ سنة 152 م كتاباً إلى الإمبراطور يطلب فيه وقف الحملات العدائية على المسيحيين في روما.
أخيراً وشيَ بهِ مع ستة من المسيحيين، فماتوا بحد السيف سنة 166م على الأرجح.
   يُحتَفَل بذكراه في التقويم الغربي يوم 1 حزيران (يونيو).

   2. كتاباته:
   ترك يوستينوس مؤلّفات كثيرة لم يبقَ منها سوى:
   ـ الحوار مع تريفون: من أقدم النصوص الدفاعية ضد اليهود. فيهِ يركّز يوستينوس على أن مع قدوم العهد الجديد لسنا بعد تحت الشريعة. والفكرة الثانية المهمة هي الوجود السابق للمسيح: فالكلمة هو الذي ظهر للآباء قديماً، ثم تكلَّم بواسطة الأنبياء، وأخيراً تجسَّد من مريم العذراء، فهو يعزو كل عمل في الكون إلى الكلمة.
   ـ كتاب الدفاع الأول: كان يوستينوس يريد أن يبرهن كيف أن المسيحيين ليسوا بملحدين، وأن المسيح هو الإله الحقيقي، وأن المسيحية تفوق الوثنية. في هذا الكتاب يحثّ يوستينوس الوثنيين على اعتناق المسيحية والتخلّي عن عبادة الأوثان.
   ـ كتاب الدفاع الثاني: فيهِ يشنّ حملة على تصرّفات الوالي أوربيكوس الذي أعدم ثلاثة من المسيحيين.

   3. تعاليمه:
   تأثَّر يوستينوس باللاهوت السلبي فبيّن تسامي الله وتعاليه، ولم يكن غريباً عن الفكر الهلّيني فقد تشرَّب الرواقية والأفلاطونية. لكن الإله المتعالي لم يبقَ في عزلتهِ، بل أرسَلَ ابنه الوحيد، كلمتَه الأزلي إلى العالم ليكون وسيطاً بينهما. لقد استعار يوستينوس من الفلسفة الرواقية عبارة "اللوغوس المُخصِب" وطبَّقها على المسيحية: "كل ما قاله الفلاسفة والمشترعون وما اكتشفوه من جميل إنّما بلغوا إليهِ بفضل تأثير جزئي من الكلمة (اللوغوس)... فكل ما قيلَ من حق في كل زمن وفي الإنسانية جمعاء هو ملكنا نحن المسيحيين".
   في ما يخص العذراء مريم ودورها في تاريخ الخلاص، أظهر يوستينوس الفرق بينها وبين حواء. لقد أضحت بقبولها الأمومة الإلهية أُمّاً للجميع بدل حواء القديمة.
   وللمعمودية يفرد يوستينوس فصلاً كاملاً من كتاب الدفاع الأول، فبالمعمودية يغتسِل المؤمن ويستحيل إنساناً منيراً وجديداً على اسم الآب والابن والروح القدس.
   في ذات الكتاب يتكلم أيضاً عن الإفخارستيا كعامل توحيد تجمع المسيحيين حول شخص المسيح رأس كل الكنائس وفي هذا المجال يُعتَبَر النص الذي تركهُ لنا شهادة حية وثمينة عن الطريقة التي كان يحتفل بها المسيحيون الأوائل بالإفخارستيا والتي تشبه إلى حدٍ بعيد في أقسامها القداس في وقتنا الحاضر.

 

عن مقال للأب جوزيف معلوف البولسي



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +