من أحب حياته فقدها ومن رغب عنها في هذا العالم حفظها للحياة الأبدية (يو 12 /25)
هيبوليتوس
(روما حوالي 170 م - حوالي 235 م).
يُذكر في التقويم الروماني في 13 آب.
يعتقد البعض أنه من الأفضل الكلام عن "لغز هيبوليتوس" وليس عن "هيبوليتوس"، لما يحوط هذه الشخصية من غموض تاريخي. يمكن أن تُقسَم آراء الباحثين في هذا المجال إلى ثلاث فئات:
- الموقف الأول: يعتقد بأن هيبوليتوس هو كاهن روماني، مناوئ لكاليستُس ومنشق عن الكنيسة. نُفِيَ عام 235 م إلى جزيرة سردينيا مع الأسقف بنطيانُس. وبعد أن تصالحا، مات في المنفى ونُقِلت ذخائره إلى روما حيث يُكرَّم.
- الموقف الثاني: يميِّز بين ثلاث شخصيات:
1. هيبوليتوس، كاهن روماني، استشهد عام 235 م مع البابا بنطيانُس في جزيرة سردينيا وهو موضوع تكريم في الكنيسة.
2. هيبوليتوس، أسقف شرقي صاحب "كتابات هيبوليتوس" المختصة بشروح الكتاب المقدس.
3. شخص يُدعى يوسيبُس، كاتب "اللائحة" ضد الهرطقات، ومناوئ للبابا كاليستُس.
- الموقف الثالث: يقسم كتابات هيبوليتوس إلى قسمين منسوبين إلى كاتبين مختلفين.
بالنسبة للتقليد الكنسي هيبوليتوس هو قديس، شهيد وأول كاتب كَنَسي كتب باللغة اليونانية في روما، وأول بابا مزيَّف!.
كان هيبوليتوس كاهناً في روما (مع أن هناك شكوك حول أصله)، وقد أدان تساهل البابا زِفيرينوس (199 - 217 م)، ومن بعده البابا كاليستُس (217 - 222 م) بما يخص توبة المرتدّين، وفي عام 217 م انتُخِب بابا من قِبَل جماعة ذات نفوذ في الكنيسة، جاعِلاً من نفسهِ أول بابا مزيَّف، ضد البابا كاليستُس. هذا الأمر دام في عهد البابا التالي، أوربانُس (223 - 230 م) والبابا بنطيانُس (230 - 235 م)، إلى أن نفي هذا الأخير مع هيبوليتوس إلى جزيرة سردينيا وهناك على ما يبدو تمّت المصالحة بينهما واستشهدا. عندها نقل البابا فابيانُس (236 - 250 م) جثتيهما إلى روما يوم 13 آب 236 أو 237 م، حيث دُفِنا وحيث تُكَّرَم ذِكراهما.
أهم أعمال هيبوليتوس هو كتاب "تفنيد جميع البِدع" الذي يُعتَبَر مصدراً هاماً لتاريخ تلك الفترة وللتعرُّف على الغنوصية. "التقليد الرسولي" يخبرنا عن الحياة الكنسية بتنظيمها وعبادتها. "شرح كتاب دانيال" هو أقدم شرح لأحد الكتب المقدسة، يصلنا كاملاً.
جدير بالذكر أن الصلاة الإفخارستية الثانية في الطقس الروماني، مُقتَبسة من مؤلفات هيبوليتوس.