من لم يكن معي كان علي، ومن لم يجمع معي كان مبددا ( مت 12 /30)
غريغوريوس النيصي
غريغوريوس النيصي
(قيصرية قبادوقية حوالي 335 م ـ نيص حوالي 394 م).
1. حياته
قديس، أسقف نيص القبادوقية، وهو الأخ الأصغر لباسيليوس القيصري (الكبير) وواحد من آباء الكنيسة.
غريغوريوس الذي كان قارئاً، بعد وفاة زوجتِهِ، ترهَّب في الدير الذي أسسهُ أخوه باسيليوس في بونتو (Ponto) قرب نهر إيريز (Iris). حوالي عام 371 م سيمَ كاهناً من قِبَل أخيهِ باسيليوس ومن ثم أسقفاً على نيص.
كان يتمتع بآراءٍ دينية شديدة الأرثوذكسية، وقد كان غيوراً في الدفاع عن العقيدة ضد الآريوسيين، غير أنه أظهر بعض الصعوبة في إدارة الأمور العملية. اتهمه الآريوسيون بالتدبير السيء للشؤون المالية، وقد نجحوا في نفيهِ مدة عامين (376 ـ 378 م). لكن بعد عودتهِ شارك ضدَّهم في مجمع القسطنطينية المسكوني (381 م). في السنة التالية أُرسِل لتنظيم بعض الكنائس العربية.
2. أفكاره
بشأن معرفة الله يؤكّد غريغوريوس على أن قمّة معرفة الله الطبيعية هي في رفع روح الإنسان حتى مشاهدة الله ذاته بشكل مباشر، هذا يكون بمثابة استباق لمشاهدة الله الطوباوية في الفردوس.
في العقيدة الثالوثية يقول بأن طبيعة الأقانيم هي واحدة ولهذا فالله واحد، أمّا الفرق بين الأقانيم فهو في العلاقات بين أقنوم وآخر: "واحد هو المصدر (الآب)، الآخر هو من المصدر، وحتى في ما هو مِن المصدر نجد اختلافاً؛ فواحد هو من الأول بشكل مباشر (الابن) والآخر هو عبر ذاك الذي يأتي بشكلٍ مباشر من الأول (الروح القدس)". بهذا يعترف غريغوريوس شأنهُ شأن باقي الآباء البيزنطيين بأن الروح القدس منبثق من الآب بواسطة الإبن.
في تعليمه حول الإسخاتولوجيا أخذَ غريغوريوس عن أوريجانوس التعليم القائل بالإصلاح النهائي الشامل أي خلاص الجميع من الشر، بعد المرور بمرحلة تطهير، حتى إنّ مبدع الشر نفسهُ (الشيطان) سيُشفى من شرّه.
في الإفخارستيا يقول: "نحنُ نؤمن بأنه في نفس اللحظة التي يتم فيها التكريس بواسطة كلمة الله، فإن الخبز يتحول لجسد اللوغوس الإلهي".
3. مؤلفاته
اشتهر كلاهوتي من خلال كتاباتهِ:
ـ ضد أونوميوس (دفاعاً عن عقيدة مجمع نيقيا).
ـ تعليم الكنيسة (دفاعاً عن المسيحية في وجه اليهود والوثنيين).
ـ كتاباً في الإيمان.
ـ ضد الآريوسيين.
ـ عشرة براهين ضدّ الأبوليناريين.