تُبْ إِذًا و إِلاَّ جِثتُكَ على عَجَلٍ وحارَبتُهم بِالسَّيفِ الَّذي في فَمي (رؤ 2 /16)
اللوثرية
اللوثرية
lutherianism
luthérianisme
luteranesimo
1. مدخل
المذهب الأكبر في البروتستانتية. يعود إلى مارتن لوثر، الراهب الأغُسطيني الذي أراد أن يُصلِح الكنيسة الكاثوليكية، فوصل إلى حد الصدام مع البابا وإنشاء كنائس مستقلّة، نظّمها هو بنفسِه ودعاها بالكنائس الإنجيلية. انتشرت في ألمانيا واسكندينافيا واتخذت شكل كنائس وطنية.
2. اللاهوت
كان لوثر يُركِّز على أن الإنسان بعد الخطيئة الأصلية قد سقط وفسدت طبيعتهُ نهائياً وبالتالي هو غير قادر على صنع أدنى الخير، ولذلك فإن الخلاص هو عطية مجّانية من قِبل الله، ولا يعتمد بأي شكل من الأشكال على أعمال الإنسان أو استحقاقاتهِ الشخصية بل على استحقاق المسيح الذي فدى البشريّة. إلا أنّ لوثر كان ينكر على هذه النعمة قوّة التغيير والتجديد الحقيقية التي يمكن أن تحدثها في الإنسان، فهذا يبقى خاطئاً وباراً في الوقت نفسه، ذلك أن الله لا يحسب عليهِ خطاياه بل يسترها ببر المسيح. اشتهر لوثر بعبارته: "الإيمان فقط"، "النعمة فقط"، "الكتاب المقدس فقط".
3. العبادة
تحتل قراءة الكتاب المقدس وتفسيره في العبادة اللوثرية مكاناً رئيسياً، فله تعود السلطة المُطلقة في الإيمان والأخلاق، حتى أن اللوثريين يرفضون الأسرار المقدسة عدا المعمودية وعشاء الرب بسبب وضوح لحظات تأسيسهما مِن قِبل السيد المسيح.
في الإحتفال بعشاء الرب يتناول جميع المؤمنين الخبزَ والخمر، واللوثريين على خلاف باقي الكنائس البروتستانتية لا ينكرون الحضور الحقيقي لجسد الرب ودمه "مع" و"تحت" أشكال الخبز والخمر، إلا أنّهم يرفضون التفسير الكاثوليكي القائل بالتحوُّل الجوهري.
فيما يتعلّق بالكهنوت يعترف اللوثريون بالكهنوت المشترك بين جميع المؤمنين، ولكنهم لا يعترفون بكهنوت الخدمة، فالرعاة هم عبارة عن خدّام لا يختلفون عن باقي المؤمنين إلا في وظيفتهم.
كنتيجة حتميّة لرفض اللوثريين مبدأ إستحقاق أعمال الإنسان أمام الله يرفضون إعلان أحد المؤمنين الراقدين كقدّيس، ولذلك يرفضون أيضاً شفاعة القديسين. من ناحية أخرى يرفضون أيضاً الصلاة لأجل الراقدين، كنتيجة لعدم إيمانهم بمرحلة التطهير ما بعد الموت.
4. النصوص الرسميّة
يقبل اللوثريون العهد القديم العبري فقط كنص مُوحى من الله، أما النصوص اليونانية، والتي يسمّونها بالمنحولة، فينصحون بقراءتها للتقوى فقط. هذه النصوص موجودة في قانون الكتاب المقدس الكاثوليكي باسم "الكتب القانونية الثانية". يقبل اللوثريون أيضاً قانون الإيمان النيقاوي ـ القسطنطيني، وقانون إيمان الرسل. مِن كتابات لوثر ذات القيمة العقائدية هناك: "مقالات سمالكالدا" (1537)، كتاب التعليم الصغير (1529)، كتاب التعليم الكبير (1529)، اعتراف أوغوستا (1530)، الدفاع عن اعتراف أوغوستا (1531)، في سلطة وأوليّة البابا (1529) وبيان الإتفاق (1577). كل هذه النصوص تشكّل "كتاب الإتفاق" الذي تبنّاه الأمراء اللوثريون عام 1580.
5. أسلوب التنظيم
تتميَّز الكنائس اللوثرية التقليدية بأنها كنائس وطنية، مرتبطة بشكلٍ مباشر مع السلطة السياسية وذلك في ألمانيا واسكاندينافيا؛ عام 1996 قامت السويد بإتخاذ بعض الإجراءات التي من شأنها أن تفصل السلطتان عن بعضهما. أما في البلدان غير الأوروبية تشكل الكنائس اللوثرية جماعات دينية مستقلّة. بسبب غياب منظومة واضحة عن أسلوب التنظيم في الكنيسة، هناك كنائس تغلب عليها صيغة النظام الجمهوري أو المشيخي. معظم "الكنائس اللوثرية" منضمة حالياً في "الرابطة اللوثرية العالمية"، التي تحاول أن تعبّر، على الصعيد العالميّ، عن وحدة المذهب اللوثريّ.