الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكَ: ما مِن أَحَدٍ يُمكِنَه أَن يَدخُلَ مَلَكوتَ الله إِلاَّ إِذا وُلِدَ مِنَ الماءِ و الرُّوح فَمَولودُ الجَسدِ يَكونُ جَسداً و مَولودُ الرُّوحِ يَكونُ روحاً (يو 3 /5-6)
أوسابيوس القيصري
أوسابيوس القيصري
(فلسطين 263 م ـ 339 م).
مفسِّر ومؤرِّخ كبير للعصور المسيحية الأولى. وُلِدَ أوسابيوس في فلسطين ودرس في مدينة القيصرية على يد بانفيلوس وقد استخدم المكتبة الكبرى التي تركها أوريجانوس. كان لإضطهاد الإمبراطور ديوقلاطيانوس (303 ـ 310) أثراً كبيراً في حياتهِ، فقد سُجِنَ على اثره فترة في مصر كما أنَّ معلّمه قد توفيَ بسبب هذا الإضطهاد.
في عام 313 م أقيمَ أسقفاً على مدينة القيصرية وقد أُنعِمَ عليهِ برؤية الحقبة القسطنطينية حين نالت الكنيسة حرية التعبير عن إيمانها. في عام 325 م شارك في مجمع نيقيا الأول حيث ألقى الكلمة الإفتتاحية وفيها عبَّر عن قبولهِ لقانون إيمان القديس أثناسيوس، إلا أنهُ أظهرَ ميولاً آريوسية في سينودوسي أنطاكية وصور. كان قريباً بشكل دائم من البلاط الملكي. توفي عام 339 م.
2. أفكاره
لقد كان أوسابيوس رجلاً ذا ثقافةٍ واسعة، هذا واضح من خلال أعماله الدفاعية والتاريخية. وبالرغم من محدوديّة هذه الأعمال إلا أن بدونها يصعب علينا جداً معرفة الثقافة القديمة وتاريخ الكنيسة في القرون الثلاثة الأولى.
بالنسبة للعقيدة الثالوثية تأثر أوسابيوس بشكل كبير بأوريجانوس، إلا أن فكره يميل أكثر إلى البساطة. هو يعتقد بأن الآب هو وحده الله العليّ والأزليّ، بينما الابن ـ الكلمة هو "إلهٌ ثانوي" تابع للآب وأما الروح القدس فهو نعمة مخلوقة. وبالرغم من رفضه لبدعة آريوس التي تنكر ألوهية الابن إلا أنه يرى في تعبير "مساوٍ للآب في الجوهر" الذي صاغه مجمع نيقيا خطر الصابلية الشكليّة.
في الكريستولوجية يرى أوسابيوس في الكلمة المتجسِّد "معلّم الحقيقة"، لكنهُ يتحفَّظ كثيراً في موضوع كمال طبيعته البشرية.
3. مؤلفاته
كتب أوسابيوس العديد من الأعمال التاريخية نذكر منها
ـ التقويم: عبارة عن تاريخ العالم وقد نُشِرَ عام 303 م.
ـ القوانين الإنجيلية: وهو نظام مَراجع للأناجيل، فقد حسَّنَ أوسابيوس من خلال هذا العمل ما كان قد قام بهِ اللاهوتي الإسكندري أَمّون في القرن الثالث.
ـ التاريخ الكنسي: سرد فيهِ تاريخ الكنيسة من بدايتها وحتى عام 324 م.