لأنَّ يَنْبوعَ الحَياةِ عِندَكَ و نُعايِنُ النُورَ بِنورِكَ ( مز 37 /10)
أفرام السرياني
أفرام السرياني
من أعظم كتّاب وشعراء الشرق المسيحي. قد لُقِّبَ بقيثارة الروح القدس، أفرام هو قديس وأحد آباء ومعلّمي الكنيسة. ولِد عام 306 م في مدينة نصيبين (شرقي نهر الخابور)، من أسرة مسيحية. سيمَ شماساً قبل عام 338 م وبقي كذلك حتى وفاتِهِ. أسس المدرسة اللاهوتية في نصيبين. في عام 363 م عندما ترك الامبراطور يوفانوس المدينة في يد الساسانيين، انتقل أفرام إلى الرها (آنذاك تحت الحكم الروماني) وتوفي هناك عام 373.
مع تعاطيه لحياة التصوف، فقد ظل عاكفاً على الكرازة وتفسير الكتاب المقدس وعقائد الإيمان القويم. ألَّف الأناشيد الكثيرة باللغة السريانية، فكانت من روائع الأدب السوري المسيحي رقةً وجمالاً وتفكيراً وتعبيراً. ومازالت تتلى حتى اليوم في الطقس السرياني. امتاز بمديح العذراء مريم. في عام 1920 م أعلنهُ البابا بندكتس الخامس عشر معلماً في الكنيسة.
يحتفل بذكراه في التقويم الروماني يوم 9 حزيران (يونيو)، وفي التقويم البيزنطي يوم 28 كانون الثاني (يناير).
2. أفكاره
يُعتَبَر أفرام شاهداً ممتازاً على تقليد الكنيسة الفارسية التي كان يعرف لغتها. في أناشيده الـ 80 حول الإيمان نجد أن أفرام كانَ بعيداً عن تأثير الفلسفة اليونانية. لذا فلا نتوقع أن نجد في كتبهِ عرضاً منسقاً حول التعليم الصحيح فيما يتعلق بالمسائل العقائدية. كان يرفض العقلانية معتبراً إياها صفة الهراطقة التي كان يحاربهم، لذلك نجده حتى في كلامهِ عن الإيمان شاعراً يستخدم أسلوباً غنياً بالصور. لم يكن يعرف التمييز بين كلمتي "ذات" و"طبيعة". كما أنّه في حديثه عن الروح القدس لا يذكر صراحةً أنه الله رغم أنه لا يشك في مساواتهِ في الجوهر لله الآب.
في حديثه عن مريم العذراء يقول: " جمالك أنت فقط (يا يسوع) وجمال أمّك يفوقان جمال أي مخلوق آخر، وهذا لأنه ليس فيكَ أيّ دنس وليس في أمّك أيّ ظلّ".
بالنسبة للإفخارستيا من الواضح إيمان أفرام بأنها ذبيحة جسد ودم الرب إذ يقول في إحدى وصاياه: "بعد موتي بثلاثين يوماً قدّموا لأجلي الذبيحة المقدسة، فإن الذبيحة التي يحتفل بها الأحياء تعود بالنفع على الأموات".
3. مؤلفاته
لقد ترك لنا أفرام كتابات كثيرة لم تأخذ حقها من الدراسة. كانت كتاباته تدور حول المحور الأخلاقي. الكثير منها تُرجِمَ فوراً إلى عدة لغات منها اليونانية والأرمنية، ومن الجدير بالذكر أن الترجمة اللاتينية قد أُخِذَت عن هذه الترجمات.
من أهم مؤلفاتهِ لدينا الـ 77 نشيد نصيبيني، فيهِ يتحدَّث أفرام أيضاً عن الحوادث أيام الحرب. لدينا أيضاً تفسير كتاب التكوين، الخروج والدياتيساون. وفي النهاية هناك "وصية أفرام" التي تحوي نواة أصليّة من تأليفهِ، فيها تحياتهِ لتلاميذه قبل وفاته.