عِندَ اللهِ خَلاصي و مَجْدي وفي اللهِ صَخرَةُ عِزِّي و مُعتَصَمي (مز 62 /8)
57- نهضة إحياء العلوم
57- نهضة إحياء العلوم
شهد القرن الخامس عشر في أوروبا نهضة مشرقة تمهد السبيل إلى الإصلاح المنشود، وهي ما سماها المؤرخون (أحياء العلوم والآداب the renaissance) حيث كانت الشعوب الغربية مبهورة بالاكتشافات الحديثة التي أعلنتها البرتغال. واستهوتهم أيضًا الاكتشافات العملية والأفكار الأدبية والغنية التي أعلنها العلماء والفنانون، وكانت كتابات اليونان والرومان القديمة هي قناديل الفكر في تلك الفترة، أنهل منها الأوربيون ليترجموها لتكون قاعدة انطلاقهم الجديد، وفي هذه الإثناء انهارت الإمبراطورية الرومانية الشرقية في يد الأتراك وتسقط القسطنطينية في أيديهم، فيفر منها العلماء إلى الغرب حاملين معهم كتبهم وثقافتهم القديمة وتبدأ أوروبا كلها لتكشف التقارب عن كنوز اليونان القدامى. كما ساعدت الجامعات حينئذ على التعمق في هذه العلوم ونسخت الكتب وطبعت لأول مرة بعد أن اخترع يوحنا جوتنبرج الألماني آلة الطباعة وطبع على رأس ما طبع الإنجيل المقدس وقد دبت هذه النهضة الجديدة أولا في إيطاليا ومنها انتقلت إلى أنحاء أوروبا، ولكن كثيرين في تعبدهم للآداب الوثنية القديمة بدأوا يرتدون إلى الوثنية ويحتفظون بالمسيحية اسمًا، مما أصبح خطرًا أخر على الكنيسة (انظر نتيجة الكنيسة لأولادها في حين تري العكس في كنيستنا القبطية في هذه الفترة رغم ما كان فيها من الاضطهاد) لذلك نري في أواخر القرن 15 وخلال القرن 16 رجالا عظماء ينهضون لصد هذا التيار الإلحادي والعبث الديني، ويكافحون في سبيل إصلاح الكنيسة حتى الدم مثل.