لا تَجرني معِ الأَشْرار وفَعَلَةِ الآثام مَن يُسالِمون قَريبَهم بأَلسِنَتِهم و الشر كامِنٌ في قُلوبِهم ( مز 28 /3)
48- الأخوة
48- الأخوة
كان هناك شبة كبير بين هؤلاء وبين الوالدين، ألا أنهم احتفظوا ببساطة الإيمان واشتهروا بين جيرانهم بحياة التقوى والطهارة والمعرفة العميقة وقد ابتعدوا عن الكنيسة نهائياَ وعاشوا منفردين وراحوا يمارسون عبادتهم بطريقتهم الخاصة باللغة اللاتينية.
وأعضاء هذه الجماعة كانوا من (فلاحين الكتاب المقدس) إذ كانوا يواظبون على قراءته بطريقه جعلتهم أكثر منهم عن غيرهم بالنسبة لمفاهيم ذلك النصر، وكانت لديهم ترجمات عديدة للكتاب المقدس وأجزاء منه، وكانت جماعه الأخوة متعاونة ومترابطة في جميع أنحاء أوروبا وكان لهم نشاط كبير بين العمال في المدن، والفلاحين في الريف.
وبالرغم من ظهور هذه التيارات المتعارضة والمحتجة التي كانت تتزايد يوما بعد يوم فإن الكنيسة لم تستفد منها، إذ وجهت كل همها إلي إسكات هذه الأصوات دون الاهتمام بما يجب أن تفعل لإصلاح نفسها، ومعالجة أوجه القصور والنقص في خدماتها كما إنها لم تحاول، تلافي الأخطاء، فكانت محاكم التقسيم هي رد الفعل الوحيد لظهور هذه الحركات والتيارات وكان لهذه المحاكم أسوأ الأثر في تطور الأحداث التي واجهتها الكنيسة فيما بعد.
والآن نستعرض ما آلَت إليه أحوال الكنيسة الكاثوليكية في أوروبا في نهاية العصور الوسطي، كَهَزّات أتت بعده النهضة والإصلاح الديني.