هَللويا ! إِحمَدوا الرَّبَّ لأَنَّه صالِح لأنَّ للأبدِ رَحمَته (مز 106 /1)
42- حياة الشعب في تلك الفترة
42- حياة الشعب في تلك الفترة
كان هناك فرق كبير بين مستوي حياة القادة أمثال برنارد ودومنيك وفرانسز الاسيس. وبين عامة الشعب الذين تشبعت نفوسهم بروح الخوف كنتيجة حتمية لما استقر في قلوبهم في ضوء نظام العبادة الذي كان شائعًا في ضوء العقوبات الكنسية وسيف الحرم ومحاكمه التفتيش وأهوالها.
وكان الشعب ينظر إلى الله كديان قاسي شديد البطش والعقاب لا سبيل لإرضائه غير ممارسه الأسرار وإطاعة التعاليم التي يتلقونها عن أباء اعترافهم، وسيطرت على عقول العامة الخرافات والأوهام ولعل مبعث هذا كان ممارسه طقوس الكنيسة على غير علم أو يقين، خاصة وان معظمهم كانوا جهال وفقراء.
لم يكن الناس يعرفون شيئًُا اسمه محبة الله أو الثقة فيه، لهذا كانوا يواظبون على الممارسات الكنسية لا عن رغبة بل عن رهبه وتفاديا لعقاب يصبه الله على المتهاونين. كل هذا كان حال الناس بشكل عام في كل بلاد أوروبا وخصوصًا غربها عدا ألمانيا حيث تميز الناس بالتقوى وإطاعة الإنجيل.
ولم يكن هذا بسبب دور متميز قامت به الكنيسة هناك لكن لأن الألمان أنفسهم كانوا مدققين في حياتهم الخاصة، تشهد بذلك الترانيم التي كانوا ينشدونها في بيوتهم وكنائسهم وكان الآباء يعلمون أبناءهم الوصايا العشر والصلاة الربانية وقانون الأيمان، كما كانوا يعلمونهم بعض الصلوات.
كما كانوا يعلمونهم كذلك، الله هو مانح كل الخيرات، وأن كل عطية صالحه وموهبة تامة هي من فوق نازله من عند أبى الأنوار وان الصلاة هي السبيل الوحيد لتمتعهم بالعناية الإلهية وحصولهم على العطايا والمواهب السماوية.
إلا أنه تجدر الملاحظة إلى أنه لا يجب أن تأخذ فترة العصور الوسطي على إطلاقها أنها كانت فترة خضوع أبكم من جميع الناس وتسليمًا مطلقًا بكل ما نادت به الكنيسة فقد سجلت التواريخ أسماء الأشخاص عارضوا حركات مقاومة لهذه الاتجاهات نذكر منها: