خذْ ترْسًا ومِجنبًا و اْنهَضْ إِلى نُصْرَتي ( مز 35 /2)
19- حركة الإصلاح في الكنيسة الرومانية
19- حركة الإصلاح في الكنيسة الرومانية
بدأت دعوة الإصلاح في النصف الأول من القرن العاشر في منطقة اللورين غربي فرنسا، حيث بدأ أحد المصلحين واسمه جيرار هذه الحركة بتأسيس كنيسة وألحق بها ديرًا، وطبق نظم بركات على الحياة الديرية، ألا أن هذه الحركة ظلت محلية، إذ أصلحت ما حولها بينما بقية المناطق ظلت كما هي، لأن رجال الدين قاوموا حركة الإصلاح حيث لم يكن في مصلحتهم ذلك، وفي تلك الفترة تم إنشاء دير كلوني، وظهر رهبان في القرن 11 ووضعوا خطة عامة شاملة للإصلاح من ثلاثة بنود:
ثانيًا: إجبار الاكليروس على الالتزام بحياة العزوبة، وكانت هي الأصل في الكنيسة الكاثوليكية على أساس قول السيد المسيح بأن المتزوج يعمل ما يرضي زوجته أما المتبتل فيعمل ما يرضي الله وكان هؤلاء المصلحون يعتقدون أنهم لو تمكنوا من تنفيذ هذين البندين، فإنهم سيحققون قدرًا كبيرًا من الإصلاح بتحرير الكنيسة من روح العالم.
ثالثًا: تطهير حياة رجال الإكليروس الشخصية من الخطايا التي كانوا مستعبدين لها فطالبوا بإعطاء البابا سلطات أوسع لإصدار أحكام رادعة على كل مَنْ يخرج على تعاليم الكنيسة وقوانينها.
وقد بدأ هؤلاء الرهبان المصلحون تنفيذ برنامجهم في عام 1049 عندما ارتقي الكرسي البطريركي واحد منهم (البابا ليو التاسع Pope Leo IV) وقد تبني هذا البابا برنامج الإصلاح المشار إليه فتحسنت الأحوال نوعا ما.
وكل من جاء بعد ذلك من الباباوات كان يتبنى برنامج الإصلاح، وعلي رأس هؤلاء الباباوات المصلحين يقف البابا (هلدبراند) الذي كان أعظمهم جميعًا، والذي قاد بنفسه حركة إصلاحية رائعة.