صادقة هي الكلمة و مستحقة كل قبول ان المسيح يسوع جاء الى العالم ليخلص الخطاة الذين اولهم انا (1 تيمو 1: 15)
كلمة حياة آب 2013 "فإن أحببتم من يحبّكم، فأيُّ فضلٍ لكم؟ لأنّ الخاطئين أنفسهم يحبّون مَن يُحبّهم"
كلمة الحياة
آب 2013
"فإن أحببتم من يحبّكم، فأيُّ فضلٍ لكم؟ لأنّ الخاطئين أنفسهم يحبّون مَن يُحبّهم"
(لو 6: 32)
أُخِذت"كلمة حياة" هذا الشهر منالإنجيل بحسب القدّيس لوقا. وهي جزء من تعاليم يسوع التي تتطابق مع عظة الجبل عند القدّيس متّى. في تلك العظة، يُحدّديسوع متطلبّات ملكوت الله وميزات كلّ مَن ينتمي إليه. هذه الميزات تستلهم الآب السماويّ وتدعو إلى التشبّه به.
يدعو يسوع تلاميذه في هذه الآية إلى التشبّه بالآب في المحبّة. فإذا أردنا أن نكون أبناء له، علينا أن نحبّ قريبَنا تمامًا كما يحبّنا الله.
"فإن أحببتم من يحبّكم، فأيُّ فضلٍ لكم؟ لأنّ الخاطئين أنفسهم يحبّون مَن يُحبّهم"
إنّ أولى ميزات محبّة الله الآب هي مجّانيتها المطلقة. إنّها تتناقض كلّيّاًمع المحبّة كما يعرفها العالم. فمنطق هذه الأخيرةيعتمد على المعاملة بالمثل أو على التعاطف(فنحن نحبّ من يحبّنا أو مَن نستلطفه)، في حين أنّ محبّة الآب السماويّ هي محبةٌ مجّانية بلا مقابل. فهو يهب نفسه لمخلوفاته، بغضّ النظر عن جواب هؤلاء الذي قد يأتي. إنّها محبّة مبادِرَة بطبيعتها، تشارك بكلّ ما تملك. فهي إذًا محبّة تبني وتحوِّل. إنّ الآب السماويّ يحبّنا،لالأنّنا طيّبون أو صالحون روحيّاً، ونستحقّ بالتالي ذاك الاهتمام وذاك العطف، لا بل، على العكس، فمحبّته تخلق فينا طيبة النعمة وجمالها الروحيّ،جاعلةً منّا أحبّاءَ له وأبناء.
"فإن أحببتم من يحبّكم، فأيُّ فضلٍ لكم؟ لأنّ الخاطئين أنفسهم يحبّون مَن يُحبّهم"
تمتاز أيضًا محبّة الآب بالشموليّة. فهو يحبّ الكلّ من دون تمييز. مقياسه في المحبّة أنّها بلا حدود ولا قياس. فلا يمكن لهذه المحبّة أن تكون مجّانيّة وخلاّقة لو لم تكن في خدمة الإنسان، تلبّي كلّ حاجةٍ عنده وتملأ كلّ فراغ.
لذلك فالآب السماويّ يحبّ أبناءه الكافرين بالنعمة أيضًا والبعيدين عنه أو المتمرّدين الرافضين وصاياه. لا بل أكثر من ذلك، فإنّلهم عنده مكانة مميزّة تجذبه إليهم.
"فإن أحببتم من يحبّكم، فأيُّ فضلٍ لكم؟ لأنّ الخاطئين أنفسهم يحبّون مَن يُحبّهم"
كيف نعيش إذاً كلمة الحياة لهذا الشهر؟
إذ نتصرّف كأبناء حقيقيّين للآب السماويّ،فتكون محبّتنا كمحبّته مجّانيّة وشاملة، الميزتين اللتين أبرزناها. ونسعى لأن نكون مبادرين بالمحبّة، محبّة سخيّة، متضامنة، منفتحة على الجميع، حاضرة لسدّ كلّ نقص نجده من حولنا. وسنحاول أن نحبَّ محبّة متجرّدة عن كلّ مصلحة، ساعين بجديّةكي نكون أدوات لحريّة الله،فنُشرك الآخرين أيضاً بما وهبتنا إيّاه الطبيعة من نعم ووزنات.
عندما نترك كلمة يسوع هذه تقودنا، سنتطلّع بنظرة جديدة وقلب مستعّد إلى كلّ قريب سيمرّ بجانبنا وإلى كلّ ظرف من ظروف حياتنا اليوميّة. وحيثما تواجدنا لنعمل(في العائلة أو في المدرسة، في العمل أو في المستشفى،إلخ.) سنشعر باندفاعلنشر هذه المحبّة النابعة من الله، والتي حملها يسوع إلى العالم، ووحدها القادرة على أن تجدّدالعالم.