لا تُعطُوا الكِلابَ ما هَو مُقدَّس، ولا تُلْقوا لُؤلُؤَكُم إِلى الخَنازير، لِئَلاَّ تَدوسَه بِأَرْجُلِها، ثُمَّ تَرْتَدَّ إِلَيكُم فتُمَزِّقَكُم ( مت 7 /6)
كلمة حياة تموز 2005: " الربّ يساند جميع الساقطين ويُنهض كلّ الرازحين "
كلمة حياة
تموز 2005
"الربّ يساند جميع الساقطين ويُنهض كلّ الرازحين"
(مزمور 144، 14)
"الله محبّة" (1 يو، 4-8)، إنّها الحقيقة الأقوى التي يجب أن تهدي سفينة حياتنا وتقودها.
ولكن، غالباً ما يعترينا الشكّ، بخاصّة أمام الكوارث الطبيعيّة الكبرى وعنف البشريّة، وأمام الفشل والآلام التي تعترينا.
أظهر الله محبّته لنا عندما خلق العالم ووهبنا الحياة وكلّ خير فيها، وعندما خلّصنا بابنه الوحيد وقدّسنا بالروح القدس.
يتجلّى حبّ الله لنا باستمرار. يتجلّى في كلّ مرّة يكون حاضراً معنا ويرافق خطواتنا ويسند ضعفنا في تجارب الحياة.
والمزمور المستقاة منه كلمة حياة هذا الشهر يؤكّد لنا هذا الأمر، فهو يتكلّم عن عظمة الله وقدرته، وعن حنانه ووسع محبّته في الوقت نفسه. قدرة الرّب لامتناهية، غير أنّه يبقى أباً عطوفاً متنبّهاً حاضراً ومحبّته يَقِظَة أكثر من محبّة الأمّ.
" الربّ يساند جميع الساقطين ويُنهض كلّ الرازحين"
(مزمور 144، 14)
لقد مرّ كلّ منّا بظروفٍ صعبة وأليمة في حياته الشخصيّة كما في علاقاته مع الآخرين. وأمام جدران الأنانيّة واللامبالاة التي تتخطّى أحياناً تحمّلنا كم من مرّة وجدنا أنفسنا عاجزين فاستسلمنا لها.
وكم تكون في حينه حاجتنا ماسّة إلى من يفكر فينا.. وفي تلك اللحظات بالذات تأتي كلمة الحياة هذه لنجدة ضعفنا.
يسمح لنا يسوع بأن نختبر ضعفنا وعجزنا، لا لنيأس، بل لنلمس عظمة نعمته التي تتجلى بالضبط حين نشعر وكأنّ قوانا قد خانتنا، لنفهم محبّة الله لنا بطريقة أفضل، وذلك شرط أن نثق به ثقة تامة كما ثقة الطفل بأمه.
فلنستسلم له بكليّتنا وسنشعر أنّنا في أحضان آب يحبّنا كما نحن وهو قادر على كلّ شيء. وعندها لن تَعُد اخطاؤنا تشلّنا لأنّ الله سيقيمنا في كلّ مرّة من سقطتنا تماماً كما يفعل الأهل مع أبنائهم.
" الربّ يساند جميع الساقطين وينهض كلّ الرازحين"
(مزمور 144، 14)