إِنَّ رَجاءَ الكافِرِ كعُصافةٍ تَذهَبُ بِها الرِّيح وكزَبَدٍ رَقيقٍ تُطارِدُه الزَّوبعة إِنَّه يَتَبَدَّدُ كدُخانٍ في الهَواء ويَمْضي كذِكْرِ ضَيفِ يَومٍ واحِد (حك 5 /14)
تأملات شهر قلب يسوع الاقدس - 22 - تأمل في العمل حسب إرادة الله
تأملات شهر قلب يسوع الاقدس
التأمل 22
تأمل في العمل حسب ارادة الله
من أحب الله أحب ارادته المقدسة ايضاً وخضع لها في كل أمر وان شقَ عليه هذا الأمر وصعب ، لأن ارادة الله هي قداستنا ( 1 تسا 4 : 3 ) . أما ارادتنا فتطلب دائماً ما يخالف القداسة ويناقضها ويرضي الجسد وأهواءه. فالعمل اذن بأرادتنا ضلال يبعدنا عن القداسة ويقودنا الى الهلاك الأبدي ، أما العمل بإرادة الله في كل حين فيرشدنا الى كل بر وصلاح وقداسة . وهذا ما أراد ربنا يسوع ان يعلمنا ويُفهمنا اياه بخضوعه هو أولاً لإرادة أبيه السماوي في كل أمر وفي كل حين حتى موته على الصليب.
تخلف يسوع ذات يوم عن أبويه في هيكل أورشليم ، ولما عاتباهُ عن تغيبه هذا عنهما وقد عذب نفسهما قال لهما : (( ألم تعلما انه ينبغي ان أكون في ما لأبي ، ثم نزل معهما وكان يخضع لهما )) ( لو 2 : 49 – 50 ) ، وواصل خضوعه هذا في حياته كلها فلم يفعل شيئاً بمجرد ارادته بل كان طائعاً لإرادة أبيه السماوي ، كما صرح لنا بذلك مراراً عديدة فقال : (( طعامي أنا أن اعمل مشيئة من أرسلني وأتم عمله )) ( يو 4 : 43 ) ، واني نزلت من السماء ليس لأعمل بمشيئتي بل بمشيئة من أرسلني ( يو 6 : 38 ) ، وفي بستان الزيتون لما فرغ من ذكر الموت ومن العذابات المعدة له أراد ان تعبر عنه هذه الكأس الشديدة المرارة ولكنه قدم ارادة أبيه على ارادته الذاتية فقال ثلاث مرات : (( يا ابتاه ان كان يستطاع فلتعبر عني هذه الكأس ولكن ليس كإرادتي بل كإرادتكَ )) ( متى 26 : 39 ) . فإن كان الرب يسوع قد أحبنا وبينَ لنا محبته هذه بطاعته الى الموت وجب علينا كذلك ان نبين لهُ محبتنا بخضوعنا لإرادته المقدسة وحفظنا وصاياهُ وشرائع كنيستهِ. فالطاعة لإرادة الله في جميع الأمور هي الدليل الأكيد على محبتنا له كما أكد لنا ذلك هو نفسه بقوله لنا : (( إن كنتم تحبوني فاحفظوا وصاياي . من كانت عنده وصاياي وحفظها فذاك هو الذي يحبني. من يحبني يحفظ كلمتي )) ( يو 14 : 15 و 21 ) .
خبر
جاء في حياة القديس مكاريوس المصري انه بعد ان صرف سنين كثيرة في الحياة النسكية حتى بلغ فيها الى درجة سامية من الكمال أهلته لقبول موهبة صنع العجائب . . فسمع ذات يوم صوتاً من السماء يقول لهُ : (( مكاريوس انك لم تصل بعد في كمالك الى فضيلة أمرأتين عائشتين معاً في المدينة المجاورة لك )) وإذ كان القديس يعد ذاته أحقر الكل وأنقص من الكل لم يتعجب من هذا الصوت السماوي ، لكنه أراد ان ينتفع منه ، فقام وطلب المرأتين ، ولما وجدهما سألهما عن كيفية حياتهما. فأجابتاهُ : ليس في حياتنا شيء خارق العادة ونحن عائشتان بمقتضى واجباتنا بلا تقصير. فلم يكتفِ الناسك القديس بهذا الجواب بل ألح عليهما بالسؤال طالباً منهما ان تفصلا له كلامهما و تشرحا له أعمالهما الصالحة الإعتيادية. فأجابتاهُ إذ ذاك قائلتين : اننا أمرأتان غريبتان لا قرابة بيننا غير اننا قد تزوجنا أخوين نسكن معهما في بيت واحد منذ خمس عشرة سنة ، وفي كل هذه المدة لم يوبخنا ضميرنا على مشاجرة بيننا او كلام غير لائق ، وقد طلبنا غالباً من رجلينا ان يأذنا لنا بالذهاب الى أحد الأديار ، فلم يجيبا الى طلبتنا ، فخضعنا إذ ذاك لإرادة الهنا ووعدناهُ بأن نقضي بقية أيام حياتنا في بيتنا هذا ونعيش فيهِ كأننا في دير من دون ان نبحث عن أمر من أمور العالم ، واننا بعونه تعالى قد حفظنا حتى الآن عهودنا للرب الهنا.
فرجع الناسك القديس الى مسكنه مستفيداً ومباركاً الرب الذي لا يلتفت الى اختلاف الأحوال بين الناس بل يفيض نعمه وروحه على كل صنف منهم.
إكرام
انظر في جميع الحوادث ارادة الله وأخضع بطيبة نفس متيقناً ان الله لا يريد بجميع حوادث الزمان سوى خيرك وخلاص نفسك.
نافذة (تقال ثلاث مرات دائماً)
يا قلب يسوع ان تعزيتي في احزاني هي خضوعي لإرادتك المقدسة.
صلوات تتلى في كل يوم
من الشهر المخصص بعبادته الجليلة
فعل التكريس لقلب يسوع الأقدس
يا قلب يسوع الهي المسجود له الممتلئ قداسة ورحمة .انني أجسر ان اهدي لك لأنك قلب قدوس القديسين وما قلبي الا ضعيف ومائل الى الخطأ ومع ذلك فإني واثق بأن رحمتك الغزيرة تقبله مني لتطهره وتصلحه وتقدسه.
يا معلمي المحبوب اني اهدي لقلبك الأقدس ذاتي بجملتها وكل ما أنا حاصل عليه واملكه اي حياتي و موتي وعقلي وتمييزي وضميري ومخيلتي وارادتي ولا سيما قلبي مع جميع حركاته وأشواقه، أهدي لك جسدي وحواسي وأقوالي وأعمالي وجميع أشغالي وأفراحي وآلامي، وبالنتيجة اني اهدي ذاتي واكرسها بجملتها لقلبك الأقدس من الآن وحتى الأبد.
هذا واني بكل سرور اعدك بأني سأكرم قلبك الأقدس وأسجد له كل أيام حياتي وسأجتهد بنشر اسمه واكرامه وجذب القلوب الى محبته.
ان قلبك الإلهي الموجود حقيقة مع ناسوتك المقدس تحت السر العجيب سيكون منذ الآن وصاعداً ملجأي وراحتي وتعزيتي ورجائي ومحبتي. يا مخلصي الحبيب ليكن قلبك تتمة سجودي وشكري وصلواتي وتوبتي وليكن قلبك تتمة سجودي وشكري وصلواتي وتوبتي وليكن لي كل شيء، أي نوري وقوتي وسندي ومقري وحياتي.
وانت ايتها العذراء الحبل بلا دنس، أمي وسيدتي العزيزة اني اقدم هذا التكريس على يديك المباركتين، واجسر ان اطلب منكِ ان تحفظيني الى النفس الأخير من حياتي أميناً لابنكِ الحبيب الذي تجب لهُ المحبة والمجد الى دهر الداهرين، آمين.
طلبة قلب يسوع الأقدس
كيرياليسون كريستاليسون
يا ربنا يسوع المسيح أنصت إلينا
يا ربنا يسوع المسيح استجب لنا
أيها الآب الأله السماوي ارحمنا
أيها الابن مخلص العالم ارحمنا
أيها الروح القدس الإله ارحمنا
أيها الثالوث القدوس الإله الواحد ارحمنا
يا قلب يسوع المتحد بالكلمة الإلهية ارحمنا
يا قلب يسوع مقدس اللاهوت ارحمنا
يا قلب يسوع لجة الحكمة ارحمنا
يا قلب يسوع بحر الجودة ارحمنا
يا قلب يسوع كرسي الرحمة ارحمنا
يا قلب يسوع الكنز غير الفاني ارحمنا
يا قلب يسوع الذي من ملئه ننال النعم كلنا ارحمنا
يا قلب يسوع صلاحنا وسلامنا ارحمنا
يا قلب يسوع مثال جميع الفضائل ارحمنا
يا قلب يسوع المحب والمحبوب إلى الغاية ارحمنا
يا قلب يسوع ينبوع الحياة الأبدية ارحمنا
يا قلب يسوع سرور الآب الأزلي ارحمنا
يا قلب يسوع المضحي عن آثامنا ارحمنا
يا قلب يسوع المملوء مرارة من أجلنا ارحمنا
يا قلب يسوع الحزين حتى الموت ارحمنا
يا قلب يسوع المجروح بالمحبة ارحمنا
يا قلب يسوع المطعون بالحربة ارحمنا
يا قلب يسوع السافك دمه من اجلنا ارحمنا
يا قلب يسوع المنسحق من اجلنا ارحمنا
يا قلب يسوع المهان في سر محبته المقدس ارحمنا
يا قلب يسوع ملجأ الخطأة ارحمنا
يا قلب يسوع قوة الضعفاء ارحمنا
يا قلب يسوع تعزية الحزانى ارحمنا
يا قلب يسوع ثبات الصديقين ارحمنا
يا قلب يسوع خلاص الراجين بك ارحمنا
يا قلب يسوع رجاء المائتين فيك ارحمنا
يا قلب يسوع الحماية الطيبة لمكرميه ارحمنا
يا قلب يسوع نعيم جميع القديسين ارحمنا
يا قلب يسوع نعيم جميع القديسين ارحمنا
يا قلب يسوع عوننا في الشدائد ارحمنا
يا حمل الله الحامل خطاسا العالم انصت إلينا
يا حمل الله الحامل خطايا العالم استجب إلينا
يا حمل الله الحامل خطايا العالم ارحمنا
كرياليسون كريستاليسون
يا يسوع الوديع والمتواضع القلب
إجعل قلبنا مثل قلبك
فعل تخصيص لقلب يسوع الأقدس
يا يسوع فاديّ الحبيب، إني اهدي لكَ قلبي فضعهُ في قلبك الأقدس، إذ في هذا القلب الطاهر اشتهيت السكنى وبه قصدتُ أن احبك. بهذا القلب الأقدس رمتُ ان يجهلني العالم لتعرفني انت وحدك فقط. من هذا القلب الأقدس أستمد حرارة حب أغني به قلبي. في هذا القلب الأقدس أجد القوة والأنوار والشجاعة والتعزية التامّة. فأن ضعفتُ قوّاني ، وان ذبلتُ أحياني، وان حزنتُ عزّاني، وان قلقتْ سكنّ روعي.
يا قلب يسوع الأقدس ليكن قلبي هيكلاً لحبك وليذع لساني جودك ولتثبت عيناي دائماً في جروحك .وليتأمل عقلي كمالك، ولتتذكر ذاكرتي عظم مراحمك ، وليعبر كل ما بي حبي الجزيل لقلبك وليكن قلبي مستعداً لاحتمال كل شيء والتضحية بكل شيء حباً لك.
يا قلب مريم الطاهر، يا أشهى القلوب وأحنّها وأقدرها بعد قلب مخلصي الحبيب. قدمي يا بتولاً طاهرة إلى قلب ابنك الحبيب تخصيصنا به وحبنا له ومقاصدنا كلها، فأنه يشفق على بؤسنا ويتحنن على شقائنا ، فينجينا من بلايانا حتى اذا ما كنتِ شفيعتنا ومحامية عنا في وادي الشقاء أصبحتِ ملكتنا في دار البقاء، آمين.
الصلاة
ايها الإله الضابط الكل السرمدي، انظر إلى قلب ابنك الحبيب وإلى المجد والوفاء اللذين يؤديهما إليك عن الخطأة وهدئ غضبك وأغفر لنا نحن الطالبين رحمتك باسم ربنا يسوع المسيح ابنك الوحيد الذي يحيا ويملك معك ومع روحك القدوس الى أبد الآبدين ، آمين.
موقع سلطانة الحبل بلا دنس
www.peregabriel.com