كونوا أَنتُم أَيضاً مُستَعِدِّين، ففي السَّاعَةِ الَّتي لا تَتَوَقَّعونَها يأَتي ابنُ الإِنسان ( مت 24 /44)
راس الكنيسة مار يوحنا بولس الثاني - قصيدة شعرية - الشاعر نبيل نعمة بديوي
رأس الكنيسة مار يوحنا بولس الثاني
رأسَ الكنيـــــسةِ والتقى عنــــوانُ مــا دارَ في فلكِ الهُــــدى إنسانُ
رأسَ الكنيــــسةِ ماذا بعدَ رحيلــــكمْ قلبٌ تمـــــرسَ بالجــوى، ظمآنُ
هذي البرايا مُـذْ تواردَ نعيُــــكــــــمْ أمــواجُ بحــــرٍ ما لــــهُ شـــطآنُ
جاءتْ تُعزّي والعــــزاءُ سجيّـــــةٌ سيّـانَ إنْ كبُرَ الورى أو هانــــوا
يا صاحبَ المجدِ التلـــــيدِ لكَمْ هوى صنمٌ تجبّرَ وانطـوى عـــــــدوانُ
ورمَتْ صنوفُ الدهرِ كلَّ مُغــامرٍ ومحَــتْ معالمَ خزيـهِ الأزمـــــانُ
هانتْ لديـهِ الكائناتُ ولمْ تــــــكنْ إلا لتُــرضي غرورَهُ الأكــــــوانُ
شـرُّ الخليقةِ منْ تكـونُ علـــــومـهُ هدّامـــةً وســـــلاحُهُ شـــيــــطانُ
منْ يدّعي حُـبَّ الإلهِ وفعـــــــــلهُ وأدُ القريـــبِ فقـــولهُ بهتـــــــــانُ
مولايَ لا تحفلْ بما صنعَ الورى واغفـــــرْ فإنَّ جهادَك الغفـــــرانُ
يا سيّـدي منْ أنتَ حتّــى أقبلـَــتْ هذي الجمــوعُ تلُـــفها الأحــــــزانُ
جسمٌ تنَـاهبُــهُ القروحُ وهـــامـــةٌ هيهاتِ يطــوي شموخَها نسـيــــانُ
يا راعيَ الإيمانِ عُدتَ لمنبـــــعٍ ثـرٍّ ويرفُـــــــدهُ الهوى الـــريّـــانُ
وتخذتَ دستـورَ المحبّةِ هاديــــاً لا سيفُ لا إرهابُ لا عُــــدوانُ
وحملْــتَ في بُرديكَ قلباً نــابضـاً بمحبــةٍ نادى بهــــا الرحمــــــــــنُ
في كلِّ حقلٍ قدْ زرعتَ براعمــاً في كُـلِّ قلبٍ رقـّــــةٌ وحنـــــــــانُ
ما أنتَ يا مــولايَ إلا تجسّـــــدٌ لعقيــــــدةِ الإنجـــيلِ فهيَ أمــــــانُ
هـيَ للحقيقةِ صــرخةٌ خــلآّقــةٌ هـيَ للمحبـــةِ روضــةٌ وجِنـــــــانُ
رُحماكَ ربّي لقدْ أتيـتُ مُعــزّيــاً منْ كانَ بعضُ صفاتهِ الإحســــانُ
شَـمَـلتْ محبــتُهُ الخليقةَ كُلَّـــهــا فأشادَ محــزونٌ وفــاضَ لســـــانُ
الشاعر: نبيل نعمة بديوي