و الثقة التي لنا به هي أنه إذا سألناه شيئا موافقا لمشيئته استجاب لنا (1يو 5 /14)
كلمة حياة نيسان 2013 - "لا تتذمّروا، أيُّها الإخوة، بعضُكم من بعض..."
كلمة حياة
نيسان2013
"لا تتذمّروا، أيُّها الإخوة، بعضُكم من بعض..." (يعقوب 5: 9)
إذا أردْنا أن نفهمَ بشكل أفضل "كلمةَ الحياة" المقترحةَ علينا هذا الشهر، علينا أن نتذكّرِ الظروفَ التي رافقَتْ رسالةَ القدّيسِ يعقوب آنذاك. لقد توجّهَ بها إلى جماعاتٍ مسيحيّةٍ بدأَتْ تعاني انقساماتٍ في داخلِها، بسببِ الفضائحِ والتفرقةِ الاجتماعيّةِ والاستعمالِ الأنانيّ للثروات واستغلالِ العمّال والإيمانِ القائمِ على الكلامِ أكثرَ منه على الأفعال إلخ...
كلّ ذلك أدّى إلى حالةٍ من الاستياءِ بين بعض أفرادِ الجماعةِ تجاه آخرين، فسادَ الاضطرابُ الجماعةَ كلَّها.
"لا تتذمّروا، أيُّها الإخوة، بعضُكم من بعض..."
نحن اليومَ أيضاً نختبرُ في جماعاتِنا ما كان يجري إذاً في زمنِ الرسل: فالصعوباتُ الكبرى التي تواجهُ حياتَنا الإيمانيّة، غالبًا ما تنبعُ من الداخلِ وليس من العالمِ الخارجيّ وحسب. وقد يكونُ سببُها بعض الظروف وتصرّفاتُ إخوةٍ لنا لا يلتزمون بالعيش المسيحيّ، فيولِّدُ عندنا هذا نوعًا من عدمِ الارتياحِ وقلّةِ الثقةِ والفزع.
"لا تتذمّروا، أيُّها الإخوة، بعضُكم من بعض..."
ولكن إذا نجمت هذه التناقضاتُ وهذا التفكّكُ الخطِران، عن إيمانٍ غيرِ مستنيرٍ وعن حبِّ لله وللقريبِ ما زال غيرَ ناضج، فأوّل ردّةَ فعلِ المؤمنِ المسيحيّ يجب ألا تكونُ قلّةَ الصبر أو التمسّكِ بالرأي، إنّما اتّباعُ تعليمِ يسوع. إنّه يطلبُ منّا الانتظارَ بصبر، يطلبُ التفهّمَ والرحمة، وكلُّها فضائلُ تساعدُ على نموِّ بذرةِ الخير التي زُرِعَتْ فينا، كما وَرَدَ في مثلِ الزؤان (متّى 13، 24-30. 36-43).
"لا تتذمّروا، أيُّها الإخوة، بعضُكم من بعض..."
كيف نحيا، إذًا، "كلمةَ الحياة" لهذا الشهر؟
إنّها تضعُنا أمامَ وجهٍ صعبٍ من وجوهِ الحياةِ المسيحيّة. فنحن أيضاً ننتمي إلى جماعاتٍ متنوّعة، كالأسرةِ والرعيّةِ والأخويّةِ ومجال العملِ والجماعاتِ المدنيّة... قد تسيرُ بعض الأمورُ في هذه الجماعات، على غيرِ ما يرام، بسبب اختلافِ الأطباع وطريقةِ التفكير والتصرّف، والتفككُ وقلةُ الأمانة فيؤلمُنا ذلك ويولّد فينا رفضًا ونبذًا.
كلُّها فرصٌ مناسبَةٌ حتّى نحيا "كلمةَ حياة" هذا الشهر. بدلَ أن نختارَ الدينونةَ والنميمةَ اللتين قد نميلُ إليهما، فلنسامحْ ولنرحَمْ ولنلجَأْ إلى التصحيح الأخويّ، بقدرِ المستطاع. وعندما نجيبُ على نقصِ المحبّة بمزيدٍ من المحبّة وعلى اللامبالاة والإهمال بمزيدٍ من الجهدِ والالتزام، عندها سنؤدّي شهادةً مسيحيّة حقيقيّة.
كيارا لوبيك (كانون الأوّل 1989)