أُنصُرْني أيّها الرَّبُ إلهي و بِحَسَبِ رَحمَتِك خَلِّصْنِي (مز 109 /26)
آب - السكنسار الماروني
شهر آب
ايام هذا الشهر 31 يوماً، ساعات نهاره 13 ساعة، وساعات ليله 11ساعة.
اليوم الاول
تذكار الشهداء المكابيين
اخبرنا سفر المكابيين الثاني الفصلين السادس والسابع – عن استشهاد العازر الشيخ وشموني واولادها السبعة.
ان العازر كان من نسل هارون طاعن في السن قبض عليه انطيوكس الملك وأمره بأكل لحم الخنزير المحظر اكله بشريعة موسى، فاختار ان يموت مجيداً على ان يحيا ذميماً. صلاته معنا. آمين.
اما شموني فقد قبض عليها الملك مع اولادها واكرههم على تناول لحم الخنزير المحرم. فقال احد الشهداء:" اننا نختار الموت ولا نخالف شريعة آبائنا". فحنق الملك وأمر بحرقه. وعذبوا الثاني فمات وهو يقول للملك:" انك ايها الفاجر تسلبنا الحياة، ولكن ملك العالمين سيقيمنا لحياة أبدية".
وقال الثالث وهم يقطعون لسانه:
" من رب السماء اوتيت هذه الاعضاء واياه ارجو لاستردها".
وعذبوا الرابع ومات قائلاً:
"حبذا ما يتوقعه الذي يُقتَل بأيدي الناس، من رجاء اقامه الله له. أما انت ايها الملك، فلا تكون لك قيامة الحياة".
والخامس عذبوه. فالتفت الى الملك وقال:" انك بما لك من السلطان على البشر، مع كونك فانياً، تفعل ما تشاء. لكن لا تظن ان الله خذل ذريتنا. اصبر قليلاً فترى بأسه الشديد كيف يعتريك انت ونسلك".
والسادس قال للملك:" نحن خطئنا الى الهنا فجبلنا على نفسنا هذا العذاب، فلا تحسب انك تُترك سُدَّى بعد تعرضك لمناصبة الله".
وكانت امهم تحرض كلا منهم بلغة آبائها قائلة:" ان الله الذي تبذلون نفوسكم في سبيل شريعته، سيعيد اليكم برحمته الروح والحياة".
اما انطيوس فأخذ يتملق الصغير السابع ويغريه بالوعود اذا طاوعه. فقال الغلام:" اني لا اطيع امراً لملك وانما اطيع الشريعة". فأمر الملك بقتله. والحق بهم امهم شموني سنة 161 قبل المسيح. صلاتهم معنا. آمين.
وجود أعضاء القديس اسطفانوس أول الشهداء 2آب
اليوم الثاني
تذكار وجود أعضاء القديس اسطفانوس أول الشهداء
سنة 415، في عهد اركاديوس الملك، ظهر بالرؤيا ثلاث مرات غملائيل معلم مار بولس لكاهن فاضل يدعى لوسيانوس واخبره عن الموقع الذي دفن فيه هو والقديس اسطفانوس اول الشهداء ورفقته. فمضى الكاهن وقصّ الرؤيا على يوحنا اسقف اورشليم. فجاء هذا مع بعض الاساقفة واخرجوا تلك الذخائر من مدفنها ونقلوها الى اورشليم باحتفال عظيم.
وسنة 444، شيدت الملكة اودكسيا زوجة الملك تاودوسيوس الصغير، كنيسة فخمة، قرب المحل الذي رجم فيه القديس اسطفانوس، ونقلت اليها ذخائره الكريمة. صلاته معنا. آمين.
وفيه أيضاً: تذكار البابا اسطفانوس الاول
من روما. انتخب لرئاسة الكنيسة سنة 254. وفي ايامه وقع الجدال في لزوم اعادة تعميد من عمَّدَهم الهراطقة. فقضى البابا بعدم لزوم تعميدهم، اذا لم يُنقِص هؤلاء شيئاً من مقتضيات السر لا من جهة المادة والصورة والنية.
وفي ايام هذا البابا تفشى الطاعون في روما. فبذل البابا عناية خاصة بالمصابين. ولما اثار فالريانوس الاضطهاد على المسيحيين. كان البابا يشجع المؤمنين ويحثهم على الثبات والصبر، فحنق الملك عليه وارسل جنوده فقطعوا رأسه بينما كان يقيم الذبيحة الالهية في احدى مخابئ روما سنة 257. صلاته معنا. آمين.
داود النبي 3آب
اليوم الثالث
تذكار داود النبي
كان داود بن يسَّى من سبط يهوذا ومن بيت لحم. ولما سخط الله على شاول الملك اوحى الى صموئيل النبي، ان يمَسح داود بن يسَّى ملكاً على بني اسرائيل. فمسحه سراً. وكان داود رجل بأس، حسن المنظر، يحسن الضرب على الكنارة. فأحبه شاول جداً.
وقد بارز داود جوليات الجبار في حرب الفلسطنيين فقتله وانتصر بنو اسرائيل على الفلسطنيين، وزادت شهرة داود فحسده شاول واراد قتله. فاضطر داود للهرب من وجهه. فخرج شاول يفتش عنه ليقتله وكان الرب ينجي داود. وبعد ان قُتِلَ شاول في حرب الفلسطنيين في معركة جلبوع مَلَكَ داود مكانه واقام في حبرون سبع سنين. وبعدها جعل اورشليم عاصمة مُلكه ومَلَكَ فيها 33 سنة بكل حكمة ودراية في جميع الحقول.
واجرى معاهدة اتفاق بينه وبين حيرام ملك صور، فبسط سلطانه على فلسطين وسوريا كلها. وارتكب خطيئتَي الزنى والقتل، ولما جاءه من قبل الله ناثان النبي، يؤنّبه ويوبّخه، تَواضعَ وتَذللَ امام الرب وصرخ قائلاً:" خطئت الى الرب". وهتف بمزموره من اعماق قلبه:" ارحمني يا الله بحسب نعمتك وبحسب كثرة رحمتك امحُ مَعاصيَّ". وعاش حياته بالتوبة، وعاقبه الله على خطيئته بشدائد وبلايا عديدة. كان فيها داود صابراً، مستسلماً لارادة الله، عالماً انه مستحق التأديب.
وكتب مزامير تدل على ايمانه بالله ورجائه به ومحبته له.
ولما شاخ داود دعا ابنه سليمان ونادى به ملكاً بعده، واوصاه بحفظ رسوم الرب واحكامه وان يبني هيكل الرب الذي كان داود قد اعد بعض ما يلزم لبنائه. واضّجع داود مع آبائه ودُفن في مدينة داود نحو سنة 1045 قبل المسيح. وداود كلمة عبرانية معناها الحبيب. صلاته معنا.آمين.
القديس دومينيكوس 4آب
اليوم الرابع
تذكار القديس دومينيكوس
ولد دومينيكوس اي عبد الاحد سنة 1170 في اسبانيا من اسرة شريفة تقية. كان ابوه فيلِكس من انسباء الملوك والامراء. وامه حنة امتازت بالقداسة والتقى. فعشق دومينيكوس منذ حداثته الفضيلة. واتم علومه الجامعية فنبغ في البيان والخطابة والفلسفة واللاهوت. كان كثير الصلاة والاماتة. ورسمه الاسقف مرتينوس كاهناً فأخذ يتفانى في خدمة النفوس. واشتهر بقداسته وعلمه وفصاحته. فدعاه اسقفه الى القاء الدروس اللاهوتية في جامعة فالنسا، فكان من ابرز الاساتذة فيها.
وكان دومينيكوس صديقاً حميماً لمار فرنسيس الاسيزي. وقد أُرسِلَ دومينيكوس بمهمة الى فرنسا حيث كانت بدعة الألبيجوا. فقام يعظ ويرشد ويلقي المحاضرات. وألّفَ فرقة من المرسَلين تساعده على العمل. وصلّى الى العذراء لتساعده. فظهرت له واوحت اليه بأن الخطة المثلى للنجاح في هداية الهراطقة والمنشقين، ليست فقط بالاعتماد على العلم والوعظ والجدل، بل بالصلاة والاماتة والمثل الصالح. وان يلجأ الى عبادة الوردية التي سلمته اياها وأمرَته بأن ينشر عبادتها في كل مكان. فنجح في رسالته. ومن ذلك الحين جعل عبادة الوردية محور حياته. وكان يعتقد ان العبادة لمريم العذراء هي اساس كل قداسة. وسنة 1215 اسس رهبانيته ووضع لها القوانين التي اثبتها البابا اينوشسيوس الثالث. ومن تلك الرهبانية العلماء والقديسون في مقدمتهم القديس توما اللاهوتي. ورقد دومينيك بسلام الرب في سنة 1221 وله من العمر احدى وخمسون سنة. صلاته معنا. آمين.
القديس خريستوفانوس 5 آب
اليوم الخامس
تذكار القديس خريستوفانوس
قيل ان اصل القديس كنعاني وثني المذهب. انتظم في سلك الجندية مدة ثم اعتمد في ايام الملك فيلبوس المعروف بالعربي. وترك الجندية ليتجند للمسيح وغادر بلاده مبشراً بالانجيل واتى خاصةً الى ليكيا بآسيا الصغرى وسندته نعمة الله في جهاده ووفّقته فربح نفوساً كثيرة.
ولما اثار الملك داكيوس الاضطهاد على المسيحيين قبض والي كيليكيا على خريستوفانوس وانزل به اقسى الاعذبة. فوضعوا خوذة من حديد محمي في رأسه وبسطوه على صفيحة من حديد على قدر جسمه، طولاً وعرضاً. واضرموا تحتها النار وهم يصبّون زيتاً غالياً على اعضائه. فكان يتحمل هذا العذاب الاليم بجميل الصبر والشكر لله. وعند هذا المشهد صاح كثيرون من الوثنيين: لا اله الا اله خرستوفانوس. فآمن منهم كثيرون. ثم ربطوا الشهيد على خشبة واخذوا يرمونه بالسهام النهار كله فصانه الله من السهام والجراح، بل اصاب سهمٌ عين احد الجنود فاقتلها من محجرها فشفق القديس عليه وقال له ان يأخذ من الدم ويضعه في محل العين ويُنزِلها فيه، ففعل وعاد اليه نورُ بصره ونورُ الايمان معاً. واخيراً امر الوالي بقطع رأسه فجثا مصلياً من اجل الخطأة. ونال اكليل الشهادة نحو سنة 250 للمسيح. صلاته معنا. آمين.
وفيه أيضاً: تذكار القديس لويس غونزاغا (1568 -1591)
ولد هذا القديس من عيلة أميريّة في ايطاليا. ولما شب اراد والده أن يعده لمستقبل عالمي زاهر. ولكن الله اراد خلاف ذلك. بعمر التاسعة، بدا لويس على جانبٍ كبير من التقوى والطهارة الملائكية. وفي الحادية عشرة تناول القربانة الاولى. وفي عمر السادسة عشرة، عزم على الدخول في جمعية الآباء اليسوعيين. فأبدى له والده خشونة نادرة. ولكنه ثبت على عزمه ودعوته ودخل الابتداء في الرهبنة المذكورة. ظهر من اول دخوله مثالاً للكمال والتقشف والطهارة ومحبة الله... اوحى له الله قُربَ اجله. تعرّض لوباءٍ مميت في مدينة بوم عام 1591. وكان عمره 23 سنة.
اولى عجائبه شفاؤه لأمّه التي ظهر لها ممجَّداً ومبتسماً. وقد اجرى الله على يده معجزانت كثيرة . ويذكره السنكسار اللاتيني في 21 حزيران. صلاته معنا. آمين.
تجلّي الربّ 6 آب
اليوم السادس
تذكار تجلي الرب
يخبرنا الانجيليون الثلاثة متى ومرقس ولوقا عن حادثة التجلي فيقول القديس متى في الفصل السابع عشر: وبعد ستة ايام مضى يسوع ببطرس ويعقوب واخيه يوحنا، فانفرد بهم على جبلٍ عالٍ وتجلّى بمرأّى منهم. واذا موسى وايليا قد تراءيا لهم يكلمانه. فقال بطرس ليسوع:" رَبِّ، حسن ان نكون ههنا، فان شئت، نصَبتُ ههنا ثلاثَ مظال: واحدة لك وواحدة لموسى وواحدة لايليا". وبينما هو يتكلم ظلَّلهم غمام نيِّر، واذا صوت من الغمام يقول:" هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت، فله اسمعوا". فلما سمع التلاميذ هذا الصوت، اكبّوا بوجوههم، وقد استولى عليهم خوف شديد. فدنا يسوع ولمسهم وقال لهم:" قوموا، لا تخافوا". فرفعوا انظارهم، فلم يروا الا يسوع وحده.
ان السيد المسيح بتجلّيه هذا اراد أن يُظهِر عما يكون مجده في ملكوته السماوي لمن يكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعه، فانه يحصل على صفات الطوباويين الاربع اي عدم التألم والضياء وسرعة الانتقال والتجرد عن الكثافة. والقديس توما اللاهوتي في كلامه عن التجلي يقول: ان المخلص، بعد ان اوصى تلاميذه وجميع المؤمنين بان لا بد لكل منهم ان يحمل كل يوم صليبه ويتبعه. اراد ان يريهم لمحة من المجد المعد لحاملي ذلك الصليب. وهذا ما قاله بولس الرسول:" إنّا إن متنا معه فسنحيا معه وان صبرنا فسنملك معه" (2تيمو 2: 11 -12).
ويعتقد القديس توما ان في حادث التجلي هذا ظهوراً جديداً للثالوث الاقدس: فالآب بالصوت والابن هو المتجلي والروح القدس السحابة المنيرة. وصوت الآب الهاتف من السماء: هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت، فله اسمعوا. يعني ان ثقوا به ولا ترتابوا في ما يقوله لكم. كل ذلك لكي يثبتهم في الايمان به، وإن رأوه مصلوباً وميتاً لكي يشجعهم على احتمال العذاب والموت، رجاء الحصول على المجد في السماء الذي اظهر لهم مثاله في تجليه.
بركات هذا التجلي تكون معنا. آمين!
القديس ضوميط الشهيد 7آب
اليوم السابع
تذكار القديس ضوميط الشهيد
كان ضوميط وثنيّاً فارسيّاً من مدينة أمد، في ايام الملك والنس الأريوسي. أقيم من جملة وزراء هذا الملك الذي كان يحثّه على اضطهاد المسيحيين لا سيما الاكليريكيين منهم. فضربه الله بداء المفاصل. فرجع الى نفسه وعدّ ذلك عقاباً له. تركَ كفر الملك وخدمته واعتمد وتمسّكَ بالايمان الصحيح. هجر وطنه وأتى نصيبين. ترهَّبَ في أحد الأديار وصار شماساً. وعندما أراد رئيسه أن يرقّيه الى درجة الكهنوت، اعتذر تواضُعاً وفرَّ الى مغارة في أحد الجبال. وعاش فيها السنين الطوال متنسّكاً باكياً نادماً على خطيئته. فاجتذب الكثيرين الى التوبة والمعتقد الكاثوليكي. فشرّفه الله بصنع الآيات ولاسيما شفاء داء المفاصل. فأتاه الناس من كلّ صوب للشفاء. فعرف به يوليانوس الملك الجاحد فأمر برجمه وسدّ باب المغارة عليه فمات فيها سنة 363. والناس يدعونه "ضوميط الفالج" واليه يلجأ المرضى بداء المفاصل. صلاته معنا. آمين.
البابا سيكستوس الثاني الشهيد 8آب
اليوم الثامن
تذكار البابا سيكستوس الثاني الشهيد
كان هذا البابا من آثينا. درس الفلسفة فبرع فيها، لكنه ادرك ان تعليم المسيح اسمى وانفع من كل فلسفة. فجاء الى روما، واشتهر بقداسته وعلمه حتى جعله البابا اسطفانوس الاول رئيس شمامسة. ولما سُجن البابا عُهِدَ اليه بمهام الكنيسة. وبعد استشهاد البابا اسطيفانوس سنة 257، انتُخب سيكستوس لرئاسة الكنيسة.
ولما اضطهد فاليريان الملك المسيحيين وامر بملاحقة الاكليروس خاصّةً، قبضوا على البابا سيكستوس فسجنوه مدة ثم اخرجوه الى خارج المدينة وقطعوا رأسه سنة 258. وبينما كانوا سائرين به الى القتل تبعه رئيس شمامسته ديونسيوس يصيح:" الى اين تذهب دون ابنك؟". فأجابه الشهيد:" لست اتركك يا ابني، لكنّ الله أُعَدَّ لك جهاداً اعظم، فانك ستتبعني بعد ثلاثة ايام". وهكذا كان. فان الملك القى القبض على ديونسيوس واذاقه مر العذاب وبعد ثلاثة ايام قتله. صلاته معنا. آمين.
وفيه أيضاً: تذكار القديس مورون
ولد هذا البار في جزيرة كريت من ابوين مسيحيين. ومنذ حداثته عشق الفضيلة، ولما شب زوّجَه والداه. فعاش مع زوجته عيشة البر والقداسة. وكان يحب الفقراء، ويحسن اليهم. واخصب الله ارضه بحيث تمكّن من ان يكفي عيالاً مؤونةَ الحنطةِ والزيتِ والخمر.
وجاء ذات يوم، اثنا عشر لصاً الى بيدره وملأوا جوالقهم من الحنطة وحاولوا، الليل كله، ان يحملوها ويذهبوا بها، فلم يتمكنوا، فجاءهم مورون، وبدلاً من ان يزجرهم وينتزع منهم ما اخذوه، رفع لكل منهم جوالقه على كتفه وقال:
" احذروا ان تخبروا احداً بما صنعتُ معكم. واذا كنتم في حاجة، فتعالوا جهاراً. وانا اعطيكم حاجتكم".
ولما رأى اسقفه ما تحلى به من الفضائل وما يأتيه من اعمال الرحمة، رقاه الدرجة الكهنوتية. فأحسن القيام بواجباته وازداد غيرة على اعمال الرحمة وخلاص النفوس. ومات اسقفه. فأنتُخب خلفاً له. فكان ذلك الراعي الصالح الساهر على الرعية، وقد منحه الله موهبة صنع المعجزات، حتى لقب "بالعجائبي" وبمثل هذه الاعمال المجيدة رقد بالرب نحو سنة 350 وقد ناهز المئة سنة من العمر. صلاته معنا. آمين.
ماتيّا الرسول 9آب
اليوم التاسع
تذكار ماتيّا الرسول
كان من التلاميذ الاثنين والسبعين الذين لازموا الرب في حياته العلنية وارسلهم للتبشير قبل موته وبعد صعوده الى السماء. وقد انتُخب رسولاً مكان يهوذا الاسخريوطي كما جاء في اعمال الرسل الفصل الاول:" وفي تلك الايام قام بطرس في الاخوة، وكان عددهم يناهز مائة وعشرين، فقال:" ايها الاخوة، كان لا بد ان تتم الآية التي قالها الروح القدس من قبل بلسان داود، على يهوذا الذي جعل نفسه دليلاً للذين قبضوا على يسوع... بعد موته يجب إذاً اختيار واحد من هؤلاء الرجال الذين صحبونا طوال المدة التي قضاها الرب يسوع بيننا، ليكون شاهداً معنا لقيامته... فقدموا اثنين يوسف المسمى برسابا وماتيا. وصلوا وقالوا: ايها الرب العارف قلوب الجميع، اظهر اي هذين اخترت، ليقوم بالخدمة والرسالة التي سقط عنها يهوذا. ثم اقترعوا، فأصابت القرعة ماتيا، فضُمَّ الى الرسل الاحد عشر".
اما ماتيا فكانت فضائله السامية هي التي اهلته الى تلك الدعوة الرسولية الشريفة، وبعد ان تفرق الرسل في الآفاق للتبشير، تذكر بعض تراجم القديسين ان ماتيا بشر اولاً في اليهودية. واحتمل كباقي الرسل الاهانة والضرب والسجن، ثم مضى الى تدمر وطاف بين النهرين والعربية الجنوبية وذهب يفتقد القديس توما في الهند وعاد الى اليهودية. وقال آخرون انه بشر في الحبشة ورد كثيرين الى الايمان بالمسيح. وقضى هناك شهيداً نحو سنة 63. صلاته معنا. آمين.
لورنسيوس الشهيد 10آب
اليوم العاشر
تذكار لورنسيوس الشهيد
ولد في اسبانيا سنة 212 من ابوين امتازا بالتقوى والعبادة. ودرس العلوم العصرية والبيعية، حيث تعرف الى شاب اسمه سيكستوس وقد توثقت عرى الصداقة بينهما. ثم جاء لورنسيوس الى روما لمتابعة دروسه وكان صديقه سيكستوس قد اصبح حبراً اعظم باسم سيكستوس الثاني، فجعله رئيساً لشمامسته واتخذه الساعد الايمن له في ادارة الشؤون الزمنية وتوزيع الاسرار، فقام بوظيفته هذه احسن قيام، يهتم بالفقراء والايتام والمرضى والعذارى اللواتي يكرسن نفوسهن لخدمة الله.
ولما اثار الملك فاليريانوس الاضطهاد على المسيحيين، أمر بالقبض على البابا سيكستوس واجباره على تقديم البخور للاوثان، او سوقه الى العذاب، فساقوه الى السجن فلحقه لورنسيوس وهو يقول:" الى اين تذهب يا أبي، دون ولدك، فاني لم أكن لافارقك في الحياة، فلست ارضى ان افارقك في التضحية والممات". فأجابه الحبر القديس:" لست اتركك يا ولدي، فان الله قد اعد لك جهاداً اعظم من جهادي، فسوف تلحقني بعد ثلاثة ايام".
فرجع لورنسيوس وقلبه يقطر دماً، تائقاً الى مشاركة ابيه في الاستشهاد، واخذ يفتقد المسيحيين الذين في الكهوف والمخابئ والدياميس يؤآسيهم ويشجّعهم، مستتراً باجنحة الظلام يصرف الليل كله بافعال الرحمة ومؤاساة المظلومين.
وفي الغد رأى البابا مساقا الى محل العذاب، فقال له:" لا تتركني، يا ابي، فقد صنعت كل ما امرتني به ووزعت كنوزك على الفقراء". فسمع الجند كلمة كنوز، فقبضوا على لورنسيوس واخبروا الملك فاليريانوس بذلك. فاستحضره وسأله: اين اخفيت الكنوز؟. فلم يجبه. فسجنه. وكان في السجن رجل اعمى ابرأه لورنسيوس بعد ان آمن واعتمد. فذاع الخبر في المدينة، واتى العميان الى سجن لورنسيوس يطلبون منه نعمة البصر. فأبرأهم بصلاته واشارة الصليب المقدس.
وارسل الملك في طلب لورنسيوس، وطالبه بالكنوز. فطلب لورنسيوس مهلة ثلاثة ايام، فأعطاه المهلة المطلوبة واطلقه. فمضى وجمع كل من كانت الكنيسة تعولهم وتتصدق عليهم من عميان وعرج ومشوهين وفقراء وبعد ثلاثة ايام جاء بهم الى الملك وقال له:" هذه هي كنوزنا ايها الملك، لان الرحمة والصدقة على هؤلاء تجعل لنا كنوزاً في السماء لا تفنى". فاغتاظ الملك وامر بجلده وتعذيبه والقديس يمحد الله.
اخيراً امر الملك ان يعرى لورنسيوس من ثيابه ويشوى جسمه. ولما اكلت النار جنبه الاول قال للملك:" قد اكلت النار جنبي الاول فأدرني على الجنب الثاني". ثم رفع عينيه الى السماء وصلى من اجل ارتداد روما الى الله. واسلم الروح فوق النار يحترق سنة 259. صلاته معنا. آمين.
الشهيدان يوستوس وبستور 11آب
اليوم الحادي عشر
تذكار الشهيدين يوستوس وبستور
ولد هذين الشهيدان الاخوان في مدينة كميلونا في اسبانيا، من ابوين مؤمنين تقيين، وكانا حديثي السن، يترددان الى المدرسة. ولما أمر الملك ديوكلتيانوس باضطهاد المسيحيين وقتلهم أخذ الوثنيون ينادون في المدينة بان كل من لا يعبد الاصنام يُقتَل، فلما سمعا بهذا تركا كتبهما واسرعا الى محل الاستشهاد، مجاهيرين بعبادتهما ليسوع المسيح وحده، راغبَين في الموت من اجله.
ورغم ملاطفة الملك لهما وتخويفاته ثبتا على ايمانهما رغم حداثة سنهما، فأمر الملك بذبحهما، وكان ذلك سنة 404. صلاتهما معنا. آمين.
وفيه أيضاً: تذكار القديس اوديوس
قال القديس اغناطيوس بطريرك انطاكية:
ان القديس بطرس هامة الرسل رسم اوديوس اسقفاً على انطاكية نحو السنة الثالثة والاربعين، قبل سفره الى روما. وقد أثبت المؤرخ اوسابيوس والقديس ايرونيموس، ان اوديوس كان الاسقف الثاني على مدينة انطاكية.
ثم ان القديس يوحنا فم الذهب قد عَدَّ القديس اوديوس "عطر الكنيسة". وقد أثبت المؤرخون استناداً الى شهادة اوسابيوس ان القديس اوديوس نال اكليل الشهادة في اواخر اضطهاد نيرون بنحو السنة الثامنة والستين. وقيل انه كان من تلاميذ ربنا الاثنين والسبعين. صلاته معنا. آمين.
الشهيدان انيكاتوس وفوتيوس 12 آب
اليوم الثاني عشر
تذكار الشهيدين انيكاتوس وفوتيوس
كانا اخوين شريفين من نيقوميدية امتازا بالمحافظة على ايمانهما المسيحي. ولما اذاع الملك ديوكلتيانوس اوامره باضطهاد المسيحيين مبيناً ما اعده من العقاب الهائل والعذاب الشديد لكل من يعترف بايمان المسيح، سمع القديس انيكاتوس بهذا، فتقدم بكل جرأة امام الملك وجمهور الوثنيين، وصاح بهم:" أنا مسيحي" فغضب الملك وأمر بالقبض عليه وانزال أمر العذبات به، ثم طُرِح للوحوش الضارية فلم تؤذه.
وكان القديس يشكر الله الذي قواه على احتمال العذاب وصانه سالماً. واخذ يصلي ليبيد الله صنم تلك المدينة هيركليوس، فاستجابه الله واهبط ذلك الصنم امام الناس فتكسر. فخزي الوثنيون لدى هذه الآية واشتد حنق الملك فأمر بقطع رأس القديس. وما رفع الجلاد سيفه فوق عنقه، حتى شلت يده، فارتد خائباً مذعوراً.
وكان اخوه فوتيوس ناظراً بعين دامعة الى جهاد اخيه الجاثي على ركبتيه، فركض اليه ووقع على عنقه يقبله، راغباً في الاستشهاد معه لاجل الايمان بالمسيح فأمر المغتصب بان يذيقوهما من العذابات انواعاً تقشعر لها الابدان. وهما صابران يشكران الله. ثم القوهما في السجن فأقاما فيه مدة طويلة بالصلاة يستعدان لسفك دمائهما في سبيل ايمانهما بالمسيح. عندئذ أمر الملك باخراجهما من السجن وطرحهما في اتون نار متقدة، وفيه نالا اكليل الشهادة، وبقوة الهية بقيت جثتاهما مصانتين من الحريق فأخذهما المسيحيون ودفنوهما باكرام. وكان ذلك سنة 305. صلاتهما معنا. آمين.
كلارا البتول 13آب
اليوم الثالث عشر
تذكار كلارا البتول
ولدت سنة 1191 في مدينة اسّيزي بايطاليا مناسرة عريقة بالحسب والنسب. وكانت والدتها مشهورة بالتقوى والفضيلة. فأحسنت تربيتها هي واخواتها وغذَّتهن بأحمل الفضائل المسيحية. وامتازت كلارا بوداعتها ورصانتها ومحبتها لذويها وللفقراء لا ترغب في الزينة والظهور، بل عكفت على الصلاة والاختلاء، ونذرت بتوليتها للمسيح.
وسمعت بشهرة القديس فرنسيس الكبير الذي انشأ ديراً بالقرب من اسّيزي فذهبت اليه تطلب منه الارشاد والترهب. فألبسها الثوب الرهباني، وادخلها دير راهبات مار مبارك. وكان عمرها ثمانية عشرة سنة، وبعد مدة لحقت بها اختها اغنس.
ثم سعى القديس فرنسيس ببناء دير لها، ليتم قصده بانشاء رهبانية نسائية، فأتت امها واخواتها وبعض البتولات وترهبن معها وكانت رئيسة عليهن، تسير امامهن في جميع الواجبات الرهبانية، تشدد في حفظ القوانين التي وضعها لهن القديس فرنسيس. وكان هو يشرف عليهن ويرشدهن بمثله وكلامه.
وفي سنة 1212. اثبت البابا اينوشنسيوس الثالث رهبانيتها، فأخذت القديسة كلارا تمارس بوجه اخص فضيلتي التواضع والفقر، على مثال ابيها الروحي القديس فرنسيس. فوزعت على الفقراء حصتها وزادت في اماتاتها وتقشفاتها، حتى كانت تمشي دائماً حافية وتنام على الارض من دون فراش. وتصوم كل ايام الاسبوع الا يوم الاحد. وفي صومي الميلاد والاربعين تقتصر على الماء والخبز فقط. ولا تأكل شيئاً ايام الاثنين والجمعة، وكان غذاؤها التأمل والصلاة.
واعطيت صنع العجائب ومنها انها كثرت رغيفاً واشبعت منه جمهور ديرها وكان لا يقل عن الخمسين شخصاً. وملأت قارورة زيت بعد ان كانت فارغة. وردت بصلاتها عساكر البرابرة عن ديرها، ونجّت راهباتها من ايديهم وابرأت شخصاً من الحّمى التي كادت تميته. وكانت متعبدة كثيراً للقربان الاقدس تتناول والدموع ملء عينيها. وبعد ان جاهدت الجهاد الحسن ودبرت رهبانيتها مدة اربعين سنة رغم مرضها الدائم، رقدت بالرب سنة 1253. ومعنى كلارا منيرة. صلاتها معنا. آمين.
القديس مركلّس 14آب
اليوم الرابع عشر
تذكار القديس مركلّس
كان من جزيرة قبرص والياً على احدى المدن، عادلاً مستقيماً، ارتقى الى الدرجة الكهنوتية، ثم الى الاسقفية على مدينة افاميا في سوريا، ولما اصدر الملك تاودوسيوس الكبير اوامره باقفال معابد الاصنام وهدمها، نهض مركلّس لتنفيذ اوامر الملك فذهب الى هيكل الصنم المشتري في مدينة افاميا وأضرم النار. ثم سار بجنوده المسيحيين ليحرقوا معبداً وثنياً آخر كان قريباً من المدينة، فعرف به الوثنيون فانقضوا عليه وقتلوه. فمات شهيد الايمان واصبح فخر الكنيسة سنة 389. صلاته معنا. آمين.
وفيه أيضاً: تذكار النبي ميخا الصغير
هو غير ميخا بن يملة الذي عاش ايام الملك اشاب (1مل 22). هذا كان من اليهودية، تنبأ ايام يوتام، احاز وحزقيا سنة 721 ق.م، كان معاصراً للنبيين هوشع واشعيا، كان من اقرباء النبي عاموص، تعابيره واقعية قاسية فيها صور سريعة وتلاعب في الالفاظ.
لا يُعرف شيء عن حياته ولا كيف دعاه الله، انما هو كان مقتنعاً بدعوته وكان ضميره ضيقاً.
ان العهد الجديد حفظ من نبوءته نصّاً على اصل المسيح كما جاء في متى 2: 6 ويوحنا 7: 42 " وانت يا بيت لحم، ارض يهوذا لست الصغيرة في ولايات يهوذا: فمنك يخرج وال يرعى شعبي" (ميخا 5: 2). صلاته معنا. آمين.
انتقال سيدتنا مريم العذراء 15آب
اليوم الخامس عشر
تذكار انتقال سيدتنا مريم العذراء
في هذا اليوم تعيّد الكنيسة المقدسة عيد انتقال سيدتنا مريم العذراء بنفسها وجسدها الى السماء كما حددها عقيدةً ايمانية البابا بيوس الثاني عشر سنة 1950.
بعد رجوع السيد المسيح الى الآب عاشت العذراء على الارض حوالي 23 سنة. قبل حلول الروح القدس كانت مع الرسل " المثابرين على الصلاة بقلب واحد" (اعمال 1: 14).
ماتت العذراء بين ايدي الرسل بعمر يقارب اﻟ72سنة. يقال انها دفنت قرب بستان الزيتون حيث نازع يسوع.
واذا كان الموت قصاص الخطيئة فلماذا ماتت مريم وهي التي حفظها الله من كل خطيئة؟
ماتت مريم اولاً- لان يسوع ذاته مات ليخلص الانسان من الخطيئة، وبما ان مريم هي شريكة يسوع بفدائنا كان عليها ان تموت مثله.
ثانياً- ان موتها يجعلها اكثر تشبهاً بنا. فهي مثل يسوع اختبرت كل ما في طبيعتنا البشرية ما عدا الخطيئة.
ثالثاً- كانت مريم مثالاً لنا في الحياة والموت، فهي شفيعة الحياة الصالحة والميتة الصالحة.
ماتت مريم مثل ابنها لم تخضع لفساد الموت.
ويعلم المجمع الفاتيكاني الثاني:" ان مريم بعد ان كملت حياتها الزمنية، انتقلت بنفسها وجسدها الى مجد السماء، وعظها الرب كملكة العالمين لتكون اكثر مشابهة لابنها رب الارباب (رؤيا 19: 16) المنتصر على الخطيئة والموت". ونحن نقول لها: يا قديسة مريم صلي لاجلنا الآن وفي ساعة موتنا. آمين!
القديس روكز 16آب
اليوم السادس عشر
تذكار القديس روكز
ولد في اواخر القرن الثالث عشر في مدينة مونبلييه في فرنسا من أبوين شريفين تقيين. وعند ولادته ظهر على صدره صليب أحمر، رمزاً لجهاده في الحياة حتى الدم. وكان متفانياً بوجه خاص في محبة القريب. ولما توفي والداه، وهو ابن عشرين سنة، وزع امواله على الفقراء تاركاً لعمه ما يملكه من اراض واسعة وقرى عديدة. ثم تنكر بزي الفقراء والمساكين وهجر وطنه قاصداً الى مدينة روما العظمى. وما دخل ايطاليا حتى رأى مرض الطاعون يفتك في اكثر مدنها. فشرع يهتم في دفن الموتى ويخدم المرضى ويشفيهم باشارة الصليب المقدس. غير انه اصيب هو نفسه بهذا المرض ولازمه وجع مؤلم في جنبه فأوى الى غاب خارج المدينة، وهناك قاسى آلاماً مبرحة.
وبعد ان تحمل القديس روكز أمرّ الأوجاع، مَنّ الله عليه بالشفاء، واوحى اليه بالرجوع الى وطنه، وكانت الحروب الاهلية تمزّق تلك البلاد التي قام عمه والياً عليها. ولما وصل روكز متنكراً ظنوه جاسوساً. فقبضوا عليه وساقوه الى عمه الوالي وكيل املاكه، فلم يعرفه. فأمر بطرحه في سجن مظلم، فصبر روكز على بلواه، ممارساً الصوم الصلاة واعمال الاماتة مدة خمس سنوات، ولما شعر بدنو اجله، استدعى كاهناً زوده الاسرار المقدسة، وعندما فاضت روحه البارة، أشرق نور ساطع في السجن، ووجدوا امام جثمانه الطاهر لوحاً مكتوباً عليه:" من اصيب بالطاعون، والتجأ الى عبدي روكز، ينجو بشفاعته". وكانت وفاته سنة 1327.
وفي الحال اسرعت جدته يصحبها عمه وتحققت انه حفيدها من الصليب الاحمر الذي كان مطبوعاً على صدره فضمته الى صدرها مذرفة الدموع السخية على فقد حشاشة كبدها وذخيرتها الثمينة. اما عمه فعرفه من الصليب الاحمر الذي كان على صدره فبكاه، وتكفيراً عن ذنبه، اقام له كنيسة على اسمه تخليداً لذكره. صلاته معنا. آمين.
الشهيد ميرون الكاهن 17آب
اليوم السابع عشر
تذكار الشهيد مِيرون الكاهن
كان في ايام الملك داكيوس قيصر، كاهناً في احدى كنائس اخائيا. وبينما كان يحتفل بعيد الميلاد مع المؤمنين، دخل الوالي انتيبطرس الى الكنيسة وقبض على كثير من الحاضرين. فتقدم الكاهن من الوالي بكل جرأة واخذ يوبخه على ظلمه ويشجع المسيحيين على الثبات في ايمانهم. فأمر انتيبطرس بالقبض عليه وقال له: ضَحِّ للآلهة، ان كنت لا تريد ان تموت موت المجرمين، فأجابه مِيرون:" اني لن اضحي إلاّ لإلهي وحده، لا لآلهتك الكذبة".
فأمر الوالي، فمزقوا جسده بامشاط من حديد واضرموا ناراً ورموه فيها، فصانه الله من الحريق والتهمت النار كل من كان حولها. وقام مِيرون يصلي داخل النار ويرتل انشودة النصر. فخاف الوالي والحاضرون. ثم اخرجوه من النار وعلقوه وسلخوا جلده واخذوا منه سيوراً. وهو يصلي قائلاً:" انتظرت الرب بصبر فاستجاب صلاتي". ثم اخذ سيراً من جلده ورشق به الوالي فاحتدم هذا غيظاً، فأمر الوالي بالقائه في السجن فجاءه ملاك الرب يعزيه ويشفي جراحه حتى اصبح جسده سالماً. ولما رآه الوالي صحيح الجسم ظنه ساحراً. فأمر بطرحه للوحوش فآنسته وعند هذا المشهد العجيب، صرخ الحاضرون: عظيم هو الاله الذي بشرنا به مِيرون فخاف الوالي من ثورة الشعب فأرسل الكاهن الى مدينة كيزيكو. وهناك قطع رأسه وتكلل بالشهادة نحو سنة 253. صلاته معنا. آمين.
رسالة ابجر الملك الى السيد المسيح 18آب
اليوم الثامن عشر
تذكار رسالة أبجر الملك الى السيد المسيح
قيل ان أبجر كان ملكاً على مدينة الرها. سمع بالآيات التي كان يصنعها السيد المسيح في اورشليم. وبما انه كان مريضاً، كتب الى المسيح رسالة بها يستدعيه اليه. ومضمون الرسالة ما سمع من معجزاته. لذلك اعترف أبجر بالمسيح وآمن انه ابن الله نزل من السماء. وختم رسالته هذه بقوله للمسيح:" لهذا ادعوك ان تأتي وتشفي ما بي من الامراض. وانا اقدم لك مدينتي، فهلم اسكن معي، تأمن شر اليهود الذين يريدون قتلك".
فأجابه السيد المسيح، قال:" طوبى لك، يا أبجر الملك، لانك آمنت بي قبل ان تراني فاستحققت الحياة الابدية. الا انه يجب علي ان اكمل الاعمال التي لاجلها أرسلت، ثم ارجع الى الذي ارسلني، وعليه لا يمكنني المجيء اليك. فأعدك بأني، بعد صعودي، ارسل اليك احد تلاميذي فيشفيك ويمنحك الحياة ولمن كان مثلك. اما مدينتك فلتكن مباركة لك وفائزة بالنصر".
وكان الملك أبجر قد طلب من رسوله حنانياس المصّور ان يأتيه بصورة السيد المسيح اذا تعذر مجيئه اليه. فأعطى المسيح حنانياس الرسول صورة وجهه مرسومة على منديل نشف به وجهه وهي غير مصنوعة بيد بشرية. فجاء بها حنانياس الى ملكه، فشفي هذا من مجرد لمسه اياها وكانت محفوظة باكرام اجيالاً طويلة في مدينة الرها، يقدم لها المؤمنون الاكرام ويشفون بواسطتها من امراضهم. وقد انقذت مراراً مدينة الرها من الاعداء. وذكرها بعض الآباء القديسين، كيوحنا الدمشقي وغيره، بمحاماتهم عن تكريم الايقونات. ثم نقلت هذه الصورة بأمر الملك رومانوس الى مدينة القسطنطينية وبقيت مكرمة في كنيستها الكبرى آجيا صوفيا حتى سنة 944. ومنها الى كنيسة " هوذا الرجل" وبعد ذلك باجيال نُقلت الى روما وهي الآن محفوظة بكل اكرام في دير القديس سلفستروس.
اما ارسال هذه الصورة مع الرسالة الى أبجر الملك، فكان نحو السنة الحادية والثلاثين للمسيح. وفي السنة 43 ذهب الرسول تادي الى الرها وبشّرَ فيها وعمّدَ الملك وأهل مدينته. جعلنا الله رسلاً لانجيله. آمين.
القديس اندراوس ورفاقه الشهداء 19آب
اليوم التاسع عشر
تذكار القديس اندراوس ورفاقه الشهداء
كان هذا القديس قائد عساكر الرومانيين في الشرق ايام الملك مكسيميانوس مضطهد المسيحيين. ولما نشبت الحرب بين المملكة الرومانية والفرس. ارسل القائد اندراوس مع فرقته الى بلاد فارس. وعندما رأى ان جيش الفرس اكثر عدداً وعدة اخذ ينفخ روح الحماسة في عسكره الذي لم يكن حينئذ مؤمناً، ويحملهم على الصلاة معه الى يسوع المسيح رب الجنود، فاستجاب الرب صلاته. وجعل النصر حليفه وبدد شمل الاعداء باعجوبة باهرة، عندئذ آمن الجنود الذين معه، ويروى انه جاء بهم الى حلب فعمدهم اسقفها نوتس ورجعوا ظافرين.
فلما علم الوثنيون بأنهم اعتمدوا وشوا بهم الى الوالي سلوكوس فأمرهم هذا بان يكفروا بالمسيح ويعودوا الى عبادة الاوثان. فلم يسمعوا له وثبتوا مجاهرين بايمانهم، وقال اندراوس قائدهم للوالي:" نحن جنود أمناء للملك. وقبل ذلك نحن جنود الاله القدير على كل شيء". عندئذ ارسل الوالي عساكره ضدهم. فالتقوا بهم في مضيق جبل قورش، وكان اندراوس وجنوده قادرين على الدفاع والنجاة من ايدي محاربيهم، لكنهم آثروا ان يسفكوا دمهم لاجل المسيح. ويظفروا بالاستشهاد فطرحوا سلاحهم واستسلموا كالغنم لخصومهم، فذبحوهم جميعاً ففازوا بالنصر واكليل الشهادة سنة 300 وكان عددهم نحو 2593 شهيداً. ان كنيسة المسيح تنتصر لا بالانتقام والتقتيل بل بموت بنيها في سبيل المسيح. صلاتهم معنا. آمين.
القديس برنردوس 20 آب
اليوم العشرون
تذكار القديس برنردوس
هو ربيب اسرة فرنسية عريقة بالحسب والنسب والتقوى المسيحية. نجح في دروسه وبرع فيها وكان مثال الشباب خاصة بالمحافظة على طهارته.
في التاسعة عشرة من عمره ترك العالم مع اربعة من اخوته وخاله الكونت غولدري وعدد كبير من الشباب نحو الثلاثين ودخل معهم رهبنة القديس مبارك.
وعكف على الصمت والصلاة والطاعة الكاملة. وامتاز بروح الوداعة والتواضع والمحبة والاتحاد بالله. يمارس التقشفات على انواعها. ويرغب في الخدم الحقيرة ويلبس الثياب العتيقة. ويخصص اوقات الفراغ ليملأ عقله وذاكرته من آيات الكتاب المقدس، حتى استظهر اكثرها. ففاضت تآليفه ورسائله.
وفي الرابعة والعشرين من عمره، ذهب الى البرية فأصبحت تلك القفار آهلة بالرهبان والنساك، يقيمون الصلوات ويمارسون اشق انواع الاماتة والتقشف. وكان برنردوس في طليعتهم، فرسمه اسقف الابرشية كاهناً واقامه رئيساً عاماً عليهم. فكان حكيماً حليماً متفانياً في خدمة رهبانه.
دامت رئاسته 39 سنة اعطى الكنيسة اكثر من 880 راهباً اكثرهم من الاشراف والمثقفين ومن قواد الجيوش والبيوتات الكبيرة. وقد انشأ ديراً للنساء ترهبت فيه امه واخته الوحيدة وعاشتا بروح القداسة، كما ان اخاه الصغير واباه الشيخ دخلا ديره. وتوفي والده بنسمة القداسة بين يديه.
كان المرشد لكبار الدنيا وعظمائها. يُقدم بقلب جريء على مكافحة الكبرياء وانحطاط الاخلاق والآداب، مطالباً بالتعويض عن الاساءة وبمساعدة الفقراء والمحتاجين ناشراً راية السلام والنظام في كل مكان برأيه الصائب وكلمته النافذة. وكانت خطبه ومواعظه تأخذ بمجامع القلوب لِما فيها من الفصاحة وقوة الحجة، حتى لُقِّبَ " بالعسلي الفم". كما لُقِّبَ "بقيثارة العذراء" التي كان كثير العبادة لها. وقد الف الصلوات والاناشيد البديعة في مدحها. وله رسائل وتآليف عديدة في اللاهوت والحياة الروحية جعلته بين آباء الكنيسة وعلمائها الكبار. وقد حضر مجامع عديدة كان له النفوذ الاول فيها، وقد اختاره تلميذه البابا اوجانيوس الثالث ليدعو الامراء والملوك المسيحيين الى تأليف الحملة الصليبية الثانية لانقاذ الاراضي المقدسة... وعلى رغم مرضه ذهب لإلقاء الصُّلح بين معسكرين في حرب اهلية ونجح في مهمته. ثم عاد الى ديره حيث مات سنة 1153. صلاته معنا. آمين.
صموئيل النبي 21آب
اليوم الحادي والعشرون
تذكار صموئيل النبي
كانت امه حنة امرأة تقية لكنها كانت عاقراً كئيبة النفس. فصلّت الى الرب ونذرت نذراً.
فاستجاب الرب صلاتها ورزقها ولداً فدعته صموئيل اي الملتمَس من الرب فقدمته للكاهن عالي في بيت الرب. وهتفت بتسبحة الشكر تصليها الكنيسة كل صباح:" تَهلّلَ قلبي بالرب" (1ملوك2: 1).
وكبر صموئيل ليخدم الرب وصار نبياً لله وقاضياً وحبراً بعد موت عالي ومؤسساً للملكية في اسرائيل.
وما لبث ان أرجع تابوت العهد. وكان يسوس الشعب بكل حكمة ودراية وأنشأ مدارس او جماعات نبوية في الرامة مدينة لدرس شريعة الرب وتعليمها للشعب. وامره الرب ان يقيم شاول من سبط بنيامين ملكاً على اسرائيل. ولما خالف شاول وصية الرب، رذله الرب وأمر صموئيل ان يمسح داود من سبط يسَّى ملكاً مكانه.
وتوفي صموئيل بعد ان شبع من الايام، ودفن في بيته في الرامة. (1ملوك 25: 1). وكان ذلك سنة 1040 قبل المسيح. صلاته معنا. آمين.
وفيه أيضاً: تذكار الشهيدة فاسا واولادها
كانت فاسا في مدينة الرها بين النهرين، لها ثلاثة اولاد، هم تاوغنس واغابيوس وفيداله. ربتهم على ايمان المسيح. فأمر والي الرها بالقبض عليها، واخذ يتملقها واولادها ليذبحوا للاوثان ويتركوا الدين المسيحي. فلم تذعن القديسة لامره. ولم تتزعزع عن حبها للمسيح.
فأمر الوالي بتعذيب اولادها اولاً. فانولوا بهم امر العذابات امام عينيها حتى اماتوهم، وكانت هي تشجعهم على احتمال العذاب من اجل المسيح الفادي الالهي. ثم أمر الوالي بحبسها بعد ان اذاقوها من العذابات الواناً وهي ثابتة في ايمانها. اخيراً اتوا بها الى مكدونية حيث قطعوا رأسها فنالت اكليل الشهادة في اواخر القرن الرابع. صلاتها معنا. آمين.
الشهيد سيمفوريانوس 22آب
اليوم الثاني والعشرون
تذكار الشهيد سيمفوريانوس
ولد هذا القديس في اوائل القرن الثاني في مدينة اوتون بفرنسا من ابوين مسيحيين ربياه على قواعد الدين والآداب وساعدهما على ذلك مرسَلون اتوا من ازمير الى فرنسا مبشرين بالانجيل وفد نزلوا ضيوفاً في بيتهما.
وكان قد انكب على درس الكتاب المقدس ومنه تلقن اسمى الفضائل التي تعشقها ونما فيها منذ حداثته. وكان يذهب الى قبور المرسَلين الذين استشهدوا في بلاده، ويصلي طالباً نعمة الاستشهاد نظيرهم.
وكان الوالي هرقل يطارد المسيحيين، وكان ممن استشهدوا في ذلك الاضطهاد القديسان بطرس واسطفانوس ابناء عم سيمفوريانوس. لذلك كان يشتاق هو جداً الى الاقتداء بهما. ولم يكن قد ناهز العشرين من عمره.
فلما كانت سنة 180، التقى بجماعة الوثنيين يحتفلون بعيد آلهتهم، فطلبوا اليه ان يضحي لها، فرفض بكل جرأة. فصاحوا: انه مسيحي، فأجاب:" نعم اني مسيحي واحتقر الاصنام". فقبضوا عليه واحضروه امام الوالي هرقل فأمر بضربه وحبسه فاحتمل القديس كل ذلك بصبر جميل وفرح جزيل من اجل المسيح.
فأخرجوه من السجن واخذ الوالي يتملقه ويعده بالوظائف والمال اذا ضحى للآلهة فلم يحفل بالوعود، بل اخذ يحث الوالي على الايمان بالمسيح. فأمر هذا بقطع رأسه. وبينما كانوا سائرين به الى محل الاستشهاد، ركضت امه اوغوسطا وشقت جماهير الوثنيين ومن اعلى السور هتفت: يا ابني سيمفوريانوس، حيٌّ هو الله الذي تموت لاجله، تشجع يا عزيزي، تشجع واذكر الحياة الابدية. وافع قلبك الى السماء ان لك فيها مجد لا يزول!... وما زالت تلك الام الباسلة تحرّض ابنها بمثل هذا الكلام، حتى قطعوا رأسه وفاز باكليل الظفر سنة 180. صلاته معنا. آمين!
البارّة أنتوسا وأثناسيوس الأسقف الشهيد 23آب
اليوم الثالث والعشرون
تذكار البارّة انتوسا واثناسيوس الاسقف الشهيد
ولدت هذه البارة في مدينة طرسوس في كيليكيا، من ابوين وثنيين غنيين. وكان في تلك المدينة اسقف مشهور بالقداسة وفعل العجائب اسمه اثناسيوس، سمعت به انتوسا الصبية، فرغبت في ان تراه وان تعتنق دين المسيح الذي يعبده. فذهبت اليه خقية عن والديها مع اثنين من خدمها هما كاريسيموس وتاوفيطوس، طالبة سر العماد المقدس.
اما انتوسا فنزعت عنها اثوابها الثمينة واعطتها للاسقف لكي يبيعها ويوزع ثمنها على الفقراء ولبست ثوباً حقيراً ورجعت الى امها، فغضبت هذه عليها وارادت ان توشي بها، فتوارت انتوسا ولجأت الى الاسقف القديس وطلبت ان يلبسها ثوب الرهبنة. فألبسها اياه بعد ان نذرت بتوليتها للسيد المسيح. وذهبت الى البرية، حيث عاشت بالصلاة والتأمل وممارسة انواع الاماتة والتقشف مدة ثلاث وعشرين سنة. وكانت تحارب تجارب ابليس بالصلاة وقهر الجسد. وبعد هذا الجهاد الطويل استودعت روحها الطاهرة بين يدي الله.
اما والي المدينة فقد استحضر الاسقف، فأجاب بكل شجاعة انه لا يعمل إلاّ الخير، وانه من الجور والظلم اضطهاده للمسيحيين وان عبادة الاصنام لا خير فيها. فاستشاط الوالي غيظاً وأمر به فعذبوه كثيراً ثم قطعوا رأسه فتكلل بمجد الشهادة. ثم استحضر الوالي خادمَي القديسة انتوسا، فلم يخافا تهديده، بل جاهرا بايمانهما بالاله القادر على كل شيء. وبأن الاصنام آلهة كاذبة، فأمر الوالي حالاً بضرب عنقهما بعد ان اذاقهما امر العذابات، وبذلك حظبا باكليل الشهادة في اواسط القرن الثالث. صلاتهم معنا. آمين.
القديس افتيخيوس الشهيد 24 آب
اليوم الرابع والعشرون
تذكار القديس افتيخيوس الشهيد
ولد افتيخيوس في مدينة سبسطية فيايام الرسل وقد اعتمد على ايديهم وتتلمذ للقديس يوحنا الانجيلي. وبما انه كان ذا ايمان حار وغيرة متقدة، اخذ يطوف البلدان مبشراً بايمان المسيح. ولذلك فاسى اضطهادات كثيرة في مواضع عديدة. فقبض عليه الوثنيون وزجوه في السجن وبقي فيه مدة طويلة، صابراً على الجوع والاهانات من اجل المسيح.
ثم أُخرِجَ من السجن وعاد الى التبشير، لا يهاب تهديدات الوثنيين فأوجب عليه هؤلاء ان يترك التبشير ويكفر بالمسيح ويضحي للاوثان، فأبى، مجاهراً بايمانه، راذلاً الخرفات الوثنية. فانهالوا عليه بالضرب بقضبان جافية، حتى كادوا يميتونه وهو صابر يمجد اللن. فأضرموا ناراً وألقوه فيها. فصانه الله من الحريق ونجا من ايدي الكفرة معذبيه.
وذهب الى روما وهناك واصل جهاده وكلل اعماله الصالحة بالموت في ساحة الاستشهاد. فجاء المسيحيون خفية ودفنوه في الطريق المسمى أبيَا في مقبرة كاليستوس. وكان ذلك نحو مطلع القرن الثاني للمسيح. صلاته معنا. آمين!
القديس تيطس تلميذ بولس الرسول واسقف كريت 25آب
اليوم الخامس والعشرون
تذكار القديس تيطس تلميذ بولس الرسول واسقف كريت
تدلنا الآثار القديمة على ان تيطس ولد في جزيرة كريت من اسرة شريفة، يونانية وثنية، وانه جاء الى اورشليم لينظر السيد المسيح بعد ان سمع به وبعجائبه. وهناك آمن واعتمد وصار من التلاميذ الاثنين والسبعين، رافق بولس الرسول في اكثر اسفاره وشاطره اتعاب الرسالة ومشقاتها وكان له خير معين في عمله العظيم. وكان بولس يدعوه "الابن الصادق في الايمان" (تيطس 1: 4).
وبعد ان رافقه الى انطاكية وغيرها من المدن، جاء معه الى اورشليم سنة 51. وحضر المجمع الذي عقده الرسل للنظر في إبطال شريعة الختان التي كان يُجبر باتباعها اليهودُ المتنصرون. وقرّر المجمع إبطالها عملاً برأي بولس الرسول وتيطس.
وفي السنة 56 ارسله بولس من افسس الى كورنتس ليصلح ما وقع من الخلاف بين اولئك المسيحيين الحديثي العهد في الايمان فذهب تيطس ودبر الامور بما اوتيه من حكمة وغيرة رسولية واعاد السلام الى تلك الكنيسة الفَتيّة التي كانت عزيزة على قلب بولس. وقد عبّر بولس عن سروره في رسالته الثانية الى اهل كورنتس إذ قال:" قد تعزينا وازددنا فرحاً جداً بفرح تيطس لان روحه استراحت من قِبَل جميعكم" (2 كور13:7).
وصحب بولس الى جزيرة كريت سنة 63، فأقامه اسقفاً عليها.
وبشر تيطس ايضاً بالانجيل في الجزر المحيطة بكريت. واجرى الله على يده عجائب كثيرة. ورد كثيرين الى الايمان. وبعد ان تمم حياته، رسولاً غيوراً وعاملاً نشيطاً في كرم الرب. رقد بالرب بشيخوخة صالحة في مدينة كريت اسقفيته. وكانت وفاته في اواخر القرن الاول للمسيح. صلاته معنا. آمين!
القديس زافيرينوس البابا 26آب
اليوم السادس والعشرون
تذكار القديس زافيرينوس البابا
ولد هذا القديس في روما. ولما استشهد البابا القديس فيكتور الاول (+198)، قام الشعب يصلي لاجل اختيار خلف له. وبإلهام الروح القدس اختاروا زافيرينوس بواسطة حمامة جثمت على رأسه. وكان ذلك في اثناء الاضطهاد الذي ثار على المسيحيين. فأخذ البابا يسوس الكنيسة في الخفية، صوناً لحياته، وبعد ان هدأت زوبعة الاضطهاد، أعلن رئاسته على الكنيسة جهاراً وشرع يناضل عن الايمان المستقيم ضد المبتدعين الذي ظهروا في ايامه. وبغيرته وارشاده رد بعضهم الى الايمان الحق.
وبعد ان ساس الكنيسة بكل حكمة وقداسة مدة تسع عشرة سنة، تكللت حبريته بغار الاستشهاد في 26آب سنة 217 في ايام الملك انطونيوس، ودُفِنَ في المقبرة التي أنشأها على طريق أبيَا في روما. صلاته معنا. آمين.
وفيه أيضاً: تذكار الشهيد ادريانوس
كان ادريانوس قائد فرقة من العساكر الرومانية وكان وثنياً متقدماً عند الملك ديوكلتيانوس ولم يكن يتجاوز الثمانية والعشرين من العمر. فاقترن بابنةٍ تسمى ناطاليا مسيحية تخاف الله. وبما انه كان يشاهد المسيحيين يحتملون بصبر عجيب انواع العذابات ويُقدمون على الموت والاستشهاد بكل جرأة وشجاعة، رجاء ان ينالوا المجد الابدي، تأثر جداً ومست النعمة قلبه فآمن بالمسيح. وكُتِبَ اسمُه بين اسماء الشهداء المضطهَدين وسُجِنَ معهم.
فعرفت ناطاليا امرأته بذلك فطارت فرحاً. ولما حان وقت استشهاده هرعت اليه، وسارت معه الى الملك فسأله: هل انت مقيم على جنونك؟ - أجابه الشهيد:
" اني مستعد لان اسفك دمي من اجل هذا الجنون". فاغتاظ الملك وامر بجلده حتى سالت دماؤه وظهرت احشاؤه، ثم قطعوا اطرافه وزوجته ناطاليا تشجعه على الاحتمال والثبات لينال الاكليل. أما هو فكان صابراً يشكر الله، فأمر الملك بقطع رأسه مع سائر الشهداء رفاقه. أما ناطاليا وسائر النساء اللائي كُنَّ يزرن معها الشهداء، فأمر بقطع أرجلهن وايديهن وبذلك نلن اكليل الشهادة مع الشهداء الذين سبقوهن الى المجد السماوي. وكان ذلك سنة 306. صلاتهم معنا. آمين
الانبا بيمين الناسك 27 آب
اليوم السابع والعشرون
تذكار الانبا بيمين الناسك
ولد هذا القديس في مصر وهجر العالم نحو السنة 385 ولحق به اخوته الستة وذهبوا الى برية الاسقيط حيث قاموا يكافحون اهواء الجسد وشهواته بأشد الاماتات وممارسة الفضائل مكرسين حياتهم لتمجيد الله.
اما بيمين فقد تفرد بإتقان فضيلة التواضع والتقشف. وكان قاسياً على ذاته شفوقاً على غيره، يقسم ليله ثلاثة اقسام، الثلث الاول للصلاة والثاني للشغل اليدوي والثالث للرقاد. اما النهار فيشتغل في القسم الاول منه وفي الثاني يقرأ الكتب المقدسة، وفي الثالث يلتقط البقول ويصنع السلال لمعاشه وإغاثة الفقراء.
وقد امتاز في درس الحياة الباطنية فتجنب كل ما يعكّر صفاءها. جاءته والدته يوماً لتراه، فلم يخاطبها الا من داخل قليته، اماتة لاهوائه الطبيعية.
ومن كلامه وحكمه: ان النفس تحتاج الى التواضع احتياج الجسد الى النفس. وان الناس يضعون نقائصهم وراء ظهورهم لئلا يروها، اما نقائص الغير فيضعونها امامهم. ينموالانسان بالفضيلة بمقدار حذره من محبته الذاتية وكفرانه بنفسه. من يضع لجاماً للسانه فاز بالطمأنينة والسلام. يجب ان نحب الخطأة ونشفق عليهم كي يتوبوا.
ومنحه الله صنع المعجزات فكان يشفي الناس من امراض النفس والجسد واراد احد الولاة ان يراه فلم يمكّنه من رؤيته، فحبس ابن اخته قصد ان يأتي خالهُ فيخلصه. فأتت ام الشاب تترجى اخاها ليشفق عليها ويخلص ابنها من الحبس، فأجابها احد الاخوة بلسانه:" ان بيمين ما خلف بنين". فأصبح كلامه هذا مضرب المثل. فألح الوالي عليه بان يكتفي برسالة منه ليطلق ابن اخته من الحبس. فكتب بيمين اليه يقول: ان كان مذنباً فعامله بحسب العدل وإلاّ فأطلقه، فدهش الوالي من هذا التجرد العجيب واطلق الشاب.
وكان الآباء والمتوحدون يتخذون هذا القديس مرشداً ومعلماً لهم، يقتدون بفضائله ويستنيرون بارشاداته ونصائحه الحكيمة. وكانت التقشفات والاسهار قد أنحلت جسمه فشعر بدنوّ اجله واستعدّ لملاقاة ربه بالصلوات الحارة والاشواق القلبية الى الاتحاد الدائم بالله ورقد بالرب سنة 451 م. وله من العمر ثمانون سنة قضى خمساً وستين منها ناسكاً في القفر. صلاته معنا. آمين.
القديس موسى الحبشي 28آب
اليوم الثامن والعشرون
تذكار القديس موسى الحبشي
كان موسى رئيساً على زمرة من اللصوص حتى بلغ الثلاثين من عمره، الى ان هداه الله على يد احد السياح، فظهرت له فظاعة حياته وتاب توبة حقيقية، متنسكاً، ممارساً الفضائل ببطولة. رسمه تاوفيلوس بطريرك الاسكندرية كاهناً. قتله البرابرة عام 400، صلاته معنا. آمين.
وفيه أيضاً: تذكار القديس اغوسطينوس ملفان البيعة
ولد اغوسطينوس سنة 354، في مدينة تاغستا، شمالي افريقيا، من والدين مسيحيين، بتريسيون ومونيكا. تلقن العلوم العالية على اساتذة وثنيين فمحوا من ذهنه ما كان قد تعلمه من مبادئ الديانة المسيحية.
اتم دروسه العالية في قرطاجا، فتفوق على اقرانه وهو في التاسعة عشرة من عمره. وكان طموحاً الى المجد والغنى، ولوعاً بمطالعة كتب الفلاسفة الوثنيين وشعرائهم. استسلم الى شهوات الجسد، وانتحل طريقة المانيِّين المنكرين الوحي والمعتمدين على الفلسفة الطبيعية وقوة العقل البشري. ورأى في تلك الطريقة ما زاده توغلاً في المفاسد والشرور.
وكانت والدته مونيكا تبكي وتتضرع الى الله لاجل اهتداء ابنها. فاستجاب الله صلاتها، وكشح عن عقل اغوسطينوس ظلمات الضلال. فنبذ المانيِّة وفسادها ظهرياً، لانها لم تكن لتشبع عقله وقلبه المتعطشين الى ينبوع الحقيقة والمحبة الصافي. وقد حمله على التوبة مثل المتوحدين ولا سيما حياة القديس انطونيوس الكبير فقال لصديقه أليبيوس:" هؤلاء البسطاء يرثون السماء ونحن العلماء نلهو باباطيل الارض؟" ثم خرج يبكي خطاياه ويأسف على سيرته الماضية.
قصد القديس امبروسيوس الذي كان يسترشده يوم كان تلميذاً في ميلانو، فمنحه سر العماد المقدس وهو ابن 33 سنة.
اما امه مونيكا فطار قلبها فرحاً على اهتداء ابنها، ثم رقدت بالرب بين يديه.
وانكب على اعمال التوبة ومطالعة الكتاب المقدس والتأليف، فرسمه فاليريوس اسقف ايبونه كاهناً سنة 391 واقامه مساعداً له.
ولما توفي فاليريوس، خلفه اغوسطينوس على كرسي الاسقفية. فأخذ يعيش عيشة الراهب الناسك. شيد للرهبان ديراً قضى فيه حياته كلها. كما أنشأ ديراً للرهبات، كانت اخته رئيسة عليهن.
وقام يكافح الدوناتيين فأفحمهم ورد منهم كثيرين الى الحقيقة، كافح هرطقة البيلاجيين الناكرين النعمة ومفاعيلها والخطيئة الاصلية. لُقِّبَ "باللاهوتي وكوكب العلماء وزهرة المدارس وعمود الكنيسة ومَفزعة المبتدعين".
وقد أنشأ اغوسطينوس الكنائس والمستشفيات والمياتم. وكان عَطوفاً كل العطف على الفقراء والمرضى. وقد اضطر مرة ان يبيع آنية الكنيسة ليقدم ثمنها جزية عن بعض الاسرى، واعماله الخيرية لا يحصى لها عد.
وكفى بكتاب اعترافاته الشهيرة دليلاً على عمق تواضعه... وفي تأمله بسر التجسد كان يقول:" يا رب، من لا يعبدك كمبدع المخلوقات، يستحق جهنم، ولكن من لا يعبدك بعد ان تجسدت وتألمت ومت لاجله، فانه يستحق جهنماً اخرى اشد عذابا".
وانهى هذا القديس العظيم حياته في معركة ملكوت المسيح في 28 آب سنة 430، وله من العمر 76 سنة.
وقد أغنى الكنيسة بما تركه من المؤلفات التي تربو على 120 كتاباً ما عدا الرسائل النفيسة. وأنشأ رهبانية تعد اكثر من مئتي جمعية من رهبان وراهبات ينتمون اليه ويسيرون بموجب القوانين والفرائض التي وضعها. صلاته معنا. آمين!
قطع رأس يوحنا المعمدان 29آب
اليوم التاسع والعشرون
تذكار قطع رأس يوحنا المعمدان
قال مرقس الانجيلي: ان هيرودوس كان قد ارسل الى يوحنا من أمسكه واوثقه في السجن، من اجل هيروديا امرأة اخيه فيلبس لانه تزوجها. فكان يوحنا يقول لهيرودوس:" لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك". وكانت هيروديا ناقمة عليه تريد قتله فلا تستطيع، لان هيرودوس كان يهاب يوحنا لعلمه انه رجل بار قديس. وكان يحميه. فاذا استمع اليه، حارَ فيه كثيراً وراقَه الإصغاء اليه.
وجاء يومٌ مؤاتٍ لها اذ اقام هيرودوس في ذكرى مولده مأدبة للاشراف والقواد واعيان الجليل. فدخلت ابنة هيروديا ورقصت فأعجبت هيرودوس والمدعوين. فقال الملك للفتاة:" سليني ما اردت فأعطيك". واقسم لها:" لأعطينك كل ما تطلبين ولو نصف مملكتي". فخرجت وسألت امها:" ماذا اطلب؟" فقالت:
" رأس يوحنا المعمدان". فبادرت الى الملك وقالت:" اريد ان تعطيني في هذه الساعة على طبقٍ رأسَ يوحنا المعمدان". فاغتمَّ الملك، ولكنه من اجل القسم الذي اقسمه بمسمع من المدعوين، لم يشأ ان يرد طلبها. فأرسل الملك من ساعته حاجباً وامره بأن يأتي برأسه. فمضى وضرب عنقه في السجن، واتى بالرأس على طبق فدفعه الى القتاة فحملته الى امها. وبلغ الخبرُ تلاميذه فجاؤوا وحملوا جثته ودفنوها. (مرقس 6: 17- 29).
كذلك يخبرنا مرقس الانجيلي ان يوحنا كان قد انفرد في البرية يمارس التقشفات والاصوام ويدعو الناس الى التوبة، ويغار جداً على حفظ الشريعة، لا يأخذ بالوجوه ولا يراعي احداً في إظهار الحق وفي ما هو لله. ولما عرف بأن هيرودوس قد علق بهيروديا امرأة أخيه فيلبّس واتخذها زوجة له واخوه حي، وصنع شروراً كثيرة وامسى حجرَ عثرةٍ وشكٍ للشعب، هب من خلوته واتى يوبخ هيرودوس على عمله هذا المغاير لشرائع الله.
هكذا انتقمت امرأة فاجرة من ذلك الذي قال عنه المسيح الرب انه اعظم من نبي وانه لم يقم في مواليد النساء اعظم منه. وكانت وفاته في السنة الاحدى والثلاثين للميلاد.
اما هيرودوس فماتَ شرّ ميتة. كذلك هيروديا لاقت حتفها غرقاً في نهر مجلَّد. وهكذا انتقم الله لمختاره يوحنا. صلاته معنا. آمين!
القديس فيليكوس الشهيد 30آب
اليوم الثلاثون
تذكار القديس فيليكوس الشهيد
كان هذا القديس كاهناً في روما، ولما اشتد الاضطهاد قبضوا عليه. وأُحضر امام والي المدينة المدعو دراكوس فأرسله هذا الى هيكل زاميس الصغير. فكلفه تقديمَ البخور للاصنام فأبى وحقّرها واخزاها. فأمر الوالي ان يضعوه على آلة عذاب لكي يعترف بأية قوة اسقط تماثيل الآلهة، فقال:" لا تظن، ايها الوالي، اني فعلت ذلك بقوة الشيطان، بل بالثقة التي لي بالله القادر على كل شيء وبالقوة التي اعطانيها ربي يسوع المسيح على آلهتكم الكذبة".
حينئذ امر الوالي ان يأخذوه خارج المدينة الى معبد للاصنام، فما وصل القديس اليها وصلى باسم يسوع المسيح، حتى سقط المعبد فتحطم كل ما فيه. ولما عرف الوالي بذلك، حكم عليه بقطع رأسه. وبينما هم سائرون به التقوا برجل مجهول، عرف انهم ذاهبون بالقديس لكي يقتلوه لانه مسيحي، فقال لهم الرجل:" وانا ايضاً مسيحي مثله واريد ان اموت معه". وارتمى على القديس فعانقه وبينما هما يتبادلان قبلة السلام، ضربوا عنقهما بالسيف ففازا باكليل الشهادة سنة 313.وبما ان ذلك الرجل كان مجهول الهوية والاسم، سُمّي "أدوطوس" اي المضاف او الزائد، " لانه اضيف الى الشهيد فيليكوس".
صلاتهما معنا. آمين
القديس ايجيديوس 31آب
اليوم الحادي والثلاثون
تذكار القديس ايجيديوس
ولد ايجيديوس نحو سنة 640 في مدينة أثينا من أبوين تقيين من اصل ملوكي، هما تاودورس وبيلاجيا، ربياه على حب الفضيلة ومخافة الله. واختارا له اقدر الاساتذة فدرس العلوم عليهم ونبغ فيها، كما امتاز بميله الى الفضيلة بحيث لم يكن يُرى الا مصلياً او دارساً.
ولما بلغ الرابعة والعشرين من عمره، فجع المةت والديه، فكان مصابه بهما عظيماً، حتى انه زهد في الدنيا وتخصص بممارسة الصلوات والاماتات واعمال الرحمة حتى جاد بالثياب التي عليه. فكافأه الله بصنع العجائب كشفاء المرضى وطرد الشياطين، واشتهرت قداسته فتقاطرت الناس اليه تلتمس شفاعته وصلاته. ولتواضعه العميق لكل مجد عالمي، فباع املاكه ووزع ثمنها على المساكين وهجر وطنه قاصداً بلاد المغرب.
وفي طريقه هدّأَ بصلاته زوبعةً وخلص المركب من الغرق، ونزل في جزيرة حيث اقام ثلاثة ايام عند ناسك آنسه وشاركه في الصلاة والاماتة. واقلع من هناك الى مرسيليا ومنها الى مدينة أرل حيث كان يعيش من الصَدَقة. ثم دخل مغارة محاطة باشجار السنديان وعلى بابها الاعشاب والاشواك وبقربها عين ماء غزيرة، اقام في تلك المغارة كل حياته مثابراً على الصلاة والتأمل، لا يأكل سوى العشب ويغتذي بحليب غزالة آوت اليه.
وكان ذات يوم، بعض أعوان الملك يصطادون فطاردت كلابهم تلك الغزالة فلجأت الى مغارة القديس فلاحقوها ورماها احدهم بسهم من الخارج اصاب يد القديس وسال منها الدم، فتألم كثيراً، لكنه لم يفه بكلمة. فرفعوا الشوك عن باب المغارة ورأوا القديس جاثياً يصلي والدم يسيل منه فاندهشوا ووقعوا على قدميه مستغفرين، وضمدوا جراحه وطلبوا بركته وقفلوا راجعين واخبروا ملكهم بما جرى. فتأثر جداً، ثم جاء هو والاسقف اريجيوس لزيارة القديس ايجيديوس في مغارته فاستأنس بهم وقص عليهم سيرته. فاعجبوا به. ووهبه الملك الاراضي المجاورة للمغارة لينشئ فيها ديراً لمن يريد الاقتداء به بطريقته. ثم رسمه الاسقف كاهناً فأنشأ القديس ديراً امتلأ بالرهبان.
ثم ذهب الى روما وقابل قداسة البابا مبارك الثاني (684 – 685) الذي باركه وبارك ديره. وبعد ان اعطي فعل العجائب في حياته علم بدنو اجله فجمع رهبانه واوصاهم بالمحبة والالفة وحفظ النظام والقانون واقتبل الاسرار المقدسة ورقد سنة 720. صلاته معنا. آمين.
† † †