Skip to Content

فليُضئ نوركم هكذا قدَّام الناس


«فليُضئ نوركم هكذا قدَّام الناس، لكي يَرَوْا أعمالكم الحسنة، ويُمجِّدوا أباكم الذي في السموات.» (مت 5: 16)

 «بلا لوم وبسطاء، أولاداً لله بلا عيب في وسط جيل مُعوَّج ومُلتوٍ، تُضيئون بينهم كأنوار في العالم.» (في 2: 15)



المسيحية هي المسيح:
____________________________

تمتاز
المسيحية بأنها لا يمكن فصلها عن مؤسِّسها، فالمسيحية هي المسيح؛ إذ لا
يمكننا أن نتصور إنساناً مسيحياً حقيقياً بدون المسيح.
فشخصية المسيح
وحياته وأعماله هي حجر الزاوية في سلوك أتباعه:
«أحيا لا أنا بل المسيح
يحيا فيَّ
» (غل 2: 20)، «مبنيِّين على أساس الرسل والأنبياء، ويسوع المسيح
نفسه حجر الزاوية، الذي فيه كل البناء مُركَّباً معاً» (أف 2: 20و21).
إنه
الألف والياء في الإنجيل ليس المكتوب فحسب؛ بل أيضاً الحي المُعاش في بني
البشر.
تقول إحدى الليتورجيات القديمة:

[نشكرك لأن اسم مسيحك قد دُعِيَ علينا، وهكذا صرنا معك واحداً...]([1])

فالمسيحي الحقيقي له فكر المسيح ومشاعره (1كو 2: 16)، لأننا «أعضاء جسمه، من لحمه ومن عظامه.» (أف 5: 30)

المسيحيون
هم المسيح فيما يحبون وما يعملون وما يقولون، فاسمهم في الواقع هو عنوان
شاهد لما في قلوبهم. المسيحي دُعِيَ ابناً لله، لأن المسيح الذي هو
?ابني
الحبيب الذي سُرَّت به نفسي
? حالٌّ في قلبه وفي فمه وفي أعماله:
«مَن
سقاكم كأس ماء باسمي لأنكم للمسيح، فالحق أقول لكم: إنه لا يُضيع أجره

(مر 9: 41)

مسيحيو القرون الأولى كانت حياتهم شهادة للمسيح شخصياً
وليست لمبادئ أخلاقية أو أدبية.
فلم تكن المسيحية في بدايتها دستوراً
أخلاقياً جديداً ينشره المسيحيون، بل شخصية جديدة هي المسيح.
وكان موضوع
حياتهم ليس تعاليم المسيح بل المعلِّم نفسه. لذلك كان تبشيرهم بالإنجيل
نابعاً من قلوب تكرَّست لشخص المسيح الحي ابن الله فادي العالم الذي هو
كفء لتوصيل روحه لكل البشر. وكما يقول المؤرخ ?جواتكن?:

[لقد اعتقد
الرسل أنهم لو تمكَّنوا من أن يملأوا قلوب الناس بالشكر الحقيقي على هبة
الحياة في المسيح لتجلَّى سلوكهم الإنجيلي كنتيجة مباشرة لذلك!]([2])

ولعلَّه
في ذلك كان متأثِّراً بالآية: «لذلك ونحن قابلون ملكوتاً لا يتزعزع ليكن
عندنا شكر به نخدم الله خدمة مرضية، بخشوع وتقوى.» (عب 12: 28)

وقد
وجد المؤرخون صلةً مباشرةً بين سلوك آبائنا المسيحيين الأوائل وبين طقوسهم
الكنسية، مثل المعمودية والعشاء الرباني والعبادة الطقسية بوجه عام، تلك
التي انبثقت بشكل طبيعي من أخلاقياتهم([3]).
كما أنهم بينما كانوا في
أورشليم يتبعون الطقوس اليهودية في العبادة في الهيكل والحياة اليومية،
إلاَّ أن تقدُّمهم الروحي في السمو عليها دلَّ على صِدْق قول معلِّمهم:
«ما جئتُ لأنقض بل لأُكمِّل » (مت 5: 17).
كما أن جماعتهم تميَّزت بأنها
جماعة صلاة. فالصلاة كانت هي المنبع والضمان لوحدتهم وروح الأُخوَّة
بينهم. ولقد برز من هذا الطابع من الحياة بذل ذات جماعي لم يكن اتجاهه
الحقيقي
هو الرغبة في إنشاء بدعة اجتماعية، بل التضحية من أجل كل محتاج
إلى معونة من أي نوع.

لقد عاش المسيحيون مع بعضهم حياة عائلية
سعيدة، فقد كان الأعضاء يُدعَوْن إخوة، وقد أعطت شركة المحبة المتعاطفة
بينهم أمثلة حية من السخاء.
وهكذا اتسع تدريجياً نطاق أُخوَّتهم حتى شمل
بلاداً وأقطاراً أخرى. وقد عُرفوا بـ ?التلاميذ? و?أهل الطريق? و?قديسين?.

وقد
بنى الرسول بولس رسائله على أساس حثِّ قرَّائها على الثبات في المسيح،
ويمكن أن نلخِّص هذا المعنى في مبدأ واحد هو:
«أَمَا تعلمون أنكم هيكل
الله، وروح الله يسكن فيكم؟... لأن هيكل الله مُقدَّسٌ الذي أنتم هو» (1كو
3: 16و17)
.
كما أن الفضائل العائلية والاجتماعية كانت سريعاً ما تظهر فيمن
يصيرون مسيحيين:
محبة الزوج لزوجته، والزوجة لزوجها، ومحبة وطاعة وإكرام
الأولاد لوالديهم، ومحبة الأعداء والفقراء؛ فكانوا يسلكون «كما يحق لإنجيل
المسيح.
» (في 1: 27)


خميرة نشـيطة:
______________________

إن
الانتشار السريع للمسيحية رغم كل العقبات والاضطهادات والظروف المضادة
لَهو أفضل برهان على صِدْق قول الرب إن ملكوت الله كحبة خردل صارت شجرة
عظيمة، وكخميرة صغيرة اختمر بها العجين كله.
وذلك لأن روحانية المسيحية
ظهرت في سلوك المؤمنين دون أن يُجبَر أحد على اعتناقها، فقد سيطرت على
قلوب البشر بسبب التلاقي المبارك بين إرادة الإنسان الحُرَّة التي تعضدها
النعمة مع مشيئة الرب التي نشتهي تحقيقها كل يوم بقولنا:
«لتكن مشيئتك،
كما في السماء (بين الملائكة والقديسين)، كذلك على الأرض».

ويعزو المؤرِّخ ?جيبون? انتشار المسيحية السريع إلى:

1 - الغيرة التي تأجَّجت في قلوب المسيحيين. وقد اكتسبوها من روح المسيح الذي سكن في قلوبهم.

2 - عقيدة خلود الإنسان التي لم تكن لدى الفلاسفة القدماء سوى أفكار غامضة عنها.

3 - القوات المعجزية التي أجراها مؤمنو الكنيسة الأولى.

4 - سلوك المسيحيين الأوائل الذي اشتمل على أكثر الآداب التي عرفتها البشرية نقاوةً.

5 - وحدة الكنيسة ونظامها اللذين كوَّنا بالتدريج ?ثروة مشتركة?، أي ملكوتاً غنياً بالروح ممتلئاً بالحب([4]).

لقد
تغلغل ينبوع القداسة الذي تفجَّر من المسيح في الحياة العملية لأشخاص لا
حَصْر لهم، بطريقة لم تعرفها البشرية منذ خِلْقتها وعجز المؤرِّخون عن أن
يصِلوا إليها
أو يسجِّلوها مع أنها جدَّدت حياة شعوب بأكملها، ومع هذا فقد
تسجَّلت في سفر الحياة عند الرب لكي تُكشَف في يوم الدينونة.

كانت
فاعلية المسيحية في المؤمنين هادئة وعميقة في قلوبهم،
ومع ذلك فقد استرعت
أعمال النعمة الإلهية فيهم انتباه المؤرِّخين. فمن يستطيع أن يقيس العمق
والعرض لكل تلك الخبرات المباركة للتسامح،
وسلام القلب الداخلي، والثقة في
الله، والحب لله وللإنسان، والاتضاع والوداعة والصبر والتسليم؛ تلك
الخبرات التي تفتَّحت كزهور الربيع في تربة القلب المتجدِّد بالإيمان منذ
حلول الروح القدس على الكنيسة الأولى وإلى الأبد!
مَن يستطيع أن يُحصي عدد
الصلوات الملتهبة والتوسُّلات التي رُفعت من المخادع والكهوف والصحاري
وقبور الشهداء، في الليل الهادئ وفي وضح النهار،
لأجل الأصدقاء والأعداء،
لأجل كل طبقات البشر، وحتى لأجل المضطهِدين القساة، إلى عرش المخلِّص؟!
كم
تأصَّلت الحياة بجذورها في أعماق النفس البشرية وظهرت في سلوك المؤمنين
الخارجي وأثـَّرت تأثيراً عجيباً في كل المجالات!

والسبب في ذلك
واضح، وهو أن المسيحية تتميز بإمكانية وسهولة ممارسة الفضيلة والتقوى
بمعونة نعمة المسيح:
«لأنه قد ظهرت نعمة الله المُخلِّصة لجميع الناس،
مُعلِّمة إيَّانا أن... نعيش بالتعقُّل والبر والتقوى في العالم الحاضر»
(تي 2: 11و12)،
«وتفاضلت نعمة ربنا جداً مع الإيمان والمحبة التي في
المسيح يسوع» (1تي 1: 14)، «لأن نيري هيِّن وحملي خفيف.» (مت 11: 30)

وأعلى
مستوى من الحب لله وللإنسان، الذي وضعت المسيحية أساسه، تظهر براهينه في
سِيَر أولاد الله في كل جيل، أولئك الذين تكلَّمت أعمالهم بأكثر من
كلامهم.
إن أجمل المبادئ الأدبية لم تقدر أن تلد العالم ثانية ولا أن
تغلبه، ولكن إنجيل المسيح قد فعل ذلك ولا يزال: «ثقوا أنا قد غلبتُ
العالم» (يو 16: 33)،
«كل مَن وُلد من الله يغلب العالم. وهذه هي الغلبة
التي تغلب العالم: إيماننا.» (1يو 5: 4)

من كلمة المسيح وروحه، ومن
حياته في الكنيسة وتملُّكه عليها؛ نَبَع وفاض نهرٌ من قوة فداء وتقديس
ومجد في قلوب الأفراد والعائلات والأُمم على مدى تلك القرون العشرين،
وسيظل ينبع حتى يصير الله الكل في الكل.

ونحن لا يُعوزنا أن نوضِّح
السلوك المسيحي في حياة الرسل أو المؤمنين الأوائل المذكورة في الإنجيل
وعلى الأخص سفر أعمال الرسل.
ولكننا نريد أن نلمس هنا استمرار حياة المسيح
في أولئك الذين وَلَدتهم الكنيسة للمسيح بقوة وفاعلية ونعمة الروح القدس
سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، وذلك بشهادة الفلاسفة وحتى الأعداء
والوثنيين والأباطرة.
وسِيَر القديسين والقديسات - التي نحتاج إلى قراءتها
والتأمُّل فيها والاقتداء بها - قد جعلت الكثيرين يكتبون محاولين الاقتراب
من أسرار هذه الحياة الجديدة على جنس البشر والمذهلة حقًّا بسبب القوة
الإلهية التي فيها.

أنوار وسط جيل مُعوَّج وملتو:
__________________________________________________

يقول
الفيلسوف ?
جوته Goethe?:
?إن الصراع بين الإيمان وعدم الإيمان يظل هو
الموضوع الجوهري والوحيد والأعمق لتاريخ العالم والبشرية الذي يخضع له
جميع الناس?([5]).
فإذا قارنَّا بين المؤمنين بالمسيح وغير المؤمنين، نجد
أن المؤمنين كانت لهم جدِّية في أخلاقهم تباينت بشدة مع الفساد الذي كان
سائداً في القرون الأولى.
لقد صدَّت المسيحية الطائشين والشهوانيين، وفي
نفس الوقت لم تتوقف عن أن تؤثِّر بقوة عجيبة في أعمق وأنبل الأذهان، كما
أن ولع الفقراء والمظلومين بالإنجيل شهد لقوته المعزِّية والمُجدِّدة
وهكذا كان المسيحيون يشعُّون بحياتهم الإنجيلية مثل كواكب عديدة وسط ظلمة
خطايا البشر([6]).

وفي وسط فساد حياة الوثنيين الكئيبة المظلمة فتح
الله ينبوع القداسة والمحبة والسلام الذي ناله المسيحيون من معلِّمهم،

فصار هذا القطيع الصغير ينبض بالحياة والرجاء، ملحاً للأرض ونوراً للعالم.
كانوا فقراء في ممتلكات هذا العالم، ولكنهم امتلكوا الكنوز غير الفانية
التي لملكوت الله. كانوا ودعاء ومتضعي القلوب ما أهَّلهم أن ينالوا وعد
الرب أن يرثوا أرض الميعاد،
وبخضوعهم للرب غلبوا العالم، وبالتألُّم
والموت معه ربحوا إكليل الحياة.

لقد أوضح المدافعون عن الإيمان -
ابتداءً من كاتب الرسالة إلى ديوجنيتس حتى أوريجانوس وكبريانوس وأغسطينوس،
بطرق مختلفة وقوية - تفوُّق الأخلاق المسيحية على الوثنية، وقد تأيَّدت
شهاداتهم تماماً بثمار المؤمنين العملية.
ويقول أحد المؤرِّخين:

[إذا
قارنَّا الحالة الأدبية لشعوب الكنائس الرسولية بأحوال اليهود والوثنيين
المحيطين بهم، فكأننا نقارن بين واحة خضراء ذات ينابيع حيَّة وأشجار
مثمرة، وصحراء قاحلة ليس فيها سوى رمال وأحجار.
لقد كان السلوك اليومي
للمسيحيين الأوائل عبارة عن شركة حيَّة مع المسيح في سعي متواصل إلى تمجيد
الله وخلاص الإنسان، فكثير من الفضائل الرئيسية مثل الاتضاع ومحبة الأعداء
كانت غير معروفة قبل المسيحية؛
أما التقوى الإنجيلية فكان يمثـِّلها الرسل
مثل بطرس وبولس ويوحنا في نماذج مختلفة، فقد كانوا أقرب ما يكون إلى ما
يستطيع الجنس البشري أن يُحقِّقه من الكمال في عالم كله خطية: «بلا لوم
وبسطاء، أولاداً لله بلا عيب في وسط جيل مُعوَّج وملتو، تُضيئون بينهم
كأنوار في العالم.» (في 2: 15)]([7])

كتب العلاَّمة ترتليان مُخاطباً الوثنيين في القرن الثالث الميلادي:
_______________________________________________________

[لم
يَقُل أحد ولا رأى ولا سمع أنه يوجد بيننا شيء له علاقة بجنون السيرك أو
عدم حشمة المسرح أو وحشية ساحة الصراع (أو الملاكمة) أي التمرينات الباطلة
في أرض المصارعات، فلماذا تهتاجون علينا لأننا نختلف عنكم فيما يتعلَّق
بملذَّاتكم؟ إن عدم مشاركتنا في مسرَّاتكم يجعلنا خاسرين حسب مفهومكم. نحن
ننبذ ما يسرُّكم، وأنتم أيضاً لا تتذوَّقون ما يُفرحنا.]([8])

ويقول الشهيد يوستينوس:
__________________________________________________

[إنهم
يظنون أننا مجانين لأننا نعبد هذا المسيح الذي صُلِب تحت حُكم بيلاطس
البنطي كإله، ولكنهم لو عرفوا سرَّ الصليب لَمَا قالوا ذلك، ولكن يمكنهم
أن يعرفوه من ثماره (أي ثمار الصليب في المؤمنين).
فنحن الذين عشنا في
الفسق وكُنَّا نخدم شهواتنا، نتلذَّذ الآن بالعفة والأخلاق الطاهرة.

نحن
الذين كنا نسير وراء السحر والشعوذة كرَّسنا أنفسنا الآن لله الصالح
الأبدي.
نحن الذين كنا نحب المال والممتلكات أكثر من أي إنسان، نسلِّم
الآن ما عندنا بلا مقابل لأجل المنفعة العامة للكل ونُعطي كل محتاج. نحن
الذين كنا نُبغض ونقتل بعضنا بعضاً، نصلِّي الآن لأجل أعدائنا.
نحن الذين
ما كنا نوافق على أن نشترك في المأوى مع الغرباء بسبب اختلاف عاداتنا،
فإننا الآن - منذ مجيء المسيح - نعيش معهم، ونحاول برفق أن نُهدِّئ من روع
الذين يضطهدوننا بحقد ويُبغضوننا بلا سبب، ونُقنعهم بأن يُعدِّلوا حياتهم
وفقاً لتعاليم المسيح السامية رجاءً في أن يُشاركونا في البركات التي
نتمتع بها والمذخرة لنا عند الله ضابط الكل.

أنوار وسط جيل مُعوَّج وملتو:
__________________________________________________
وفي
وسط فساد حياة الوثنيين الكئيبة المظلمة فتح الله ينبوع القداسة والمحبة
والسلام الذي ناله المسيحيون من معلِّمهم، فصار هذا القطيع الصغير ينبض
بالحياة والرجاء، ملحاً للأرض ونوراً للعالم. كانوا فقراء في ممتلكات هذا
العالم، ولكنهم امتلكوا الكنوز غير الفانية التي لملكوت الله. كانوا ودعاء
ومتضعي القلوب ما أهَّلهم أن ينالوا وعد الرب أن يرثوا أرض الميعاد،
وبخضوعهم للرب غلبوا العالم، وبالتألُّم والموت معه ربحوا إكليل الحياة.

فكثير
من الفضائل الرئيسية مثل الاتضاع ومحبة الأعداء كانت غير معروفة قبل
المسيحية؛ أما التقوى الإنجيلية فكان يمثـِّلها الرسل مثل بطرس وبولس
ويوحنا في نماذج مختلفة، فقد كانوا أقرب ما يكون إلى ما يستطيع الجنس
البشري أن يُحقِّقه من الكمال في عالم كله خطية:
«بلا لوم وبسطاء، أولاداً
لله بلا عيب في وسط جيل مُعوَّج وملتو، تُضيئون بينهم كأنوار في العالم

(في 2: 15)]([7])

فنحن الذين عشنا في الفسق وكُنَّا نخدم شهواتنا، نتلذَّذ الآن بالعفة والأخلاق الطاهرة.

نحن
الذين كنا نسير وراء السحر والشعوذة كرَّسنا أنفسنا الآن لله الصالح
الأبدي.
نحن الذين كنا نحب المال والممتلكات أكثر من أي إنسان، نسلِّم
الآن ما عندنا بلا مقابل لأجل المنفعة العامة للكل ونُعطي كل محتاج. نحن
الذين كنا نُبغض ونقتل بعضنا بعضاً، نصلِّي الآن لأجل أعدائنا.
نحن الذين
ما كنا نوافق على أن نشترك في المأوى مع الغرباء بسبب اختلاف عاداتنا،
فإننا الآن - منذ مجيء المسيح - نعيش معهم، ونحاول برفق أن نُهدِّئ من روع
الذين يضطهدوننا بحقد ويُبغضوننا بلا سبب، ونُقنعهم بأن يُعدِّلوا حياتهم
وفقاً لتعاليم المسيح السامية رجاءً في أن يُشاركونا في البركات التي
نتمتع بها والمذخرة لنا عند الله ضابط الكل.


لمجده تعالى
+   ?    +



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +