كتب أن المسيح يتألم و يقوم من بين الأموات في اليوم الثالث و تعلن باسمه التوبة وغفران الخطايا لجميع الأمم (لو 24 /46-47)
الأسبوع الرابع بعد الدنح - القراءات الليتورجية - طقس ماروني
الأحد الرابع من زمن الدنح ٣٠ كانون الثاني
فصلٌ مِنْ رِسَالَةِ القدِّيس بُولُسَ الرَسُول الثانية إلى أهل روُمَا، (روم ٧ / ١ - ٦)
يا إِخوَتي، إِنِّي أُكَلِّمُكُم كأُنَاسٍ يَعْرِفُونَ الشَريعَة: هَلْ تَجْهَلُونَ أَنَّ الشَريعَةَ تتَسَلَّطُ عَلى الإِنْسَانِ مَا دَامَ حَيًّا؟ فَالمَرْأَةُ المُتَزَوِّجَةُ تَرْبُطُهَا الشَريعَةُ بِزَوجِهَا مَا دَامَ حَيًّا، ولكِنْ إِذَا مَاتَ زَوجُهَا، أُعْتِقَتْ مِنَ الشَريعَةِ الَّتي تَرْبُطُهَا بِهِ. فَإِنْ صَارَتْ لِرَجُلٍ آخَر، وَزَوْجُهَا حَيّ، تُدْعَى زَانِيَة. وَلكِنْ إِذَا مَاتَ زَوجُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ مِنَ الشَريعَة، ولا تَكُونُ زَانِيَةً إِنْ صَارَتْ لِرَجُلٍ آخَر. هكَذَا أَنْتُم أَيْضًا يَا إِخْوَتي، قَدْ مُتُّم عَنِ الشَريعَةِ بِجَسَدِ المَسِيح، لِكَي تَصِيرُوا لآخَر، وهُوَ الَّذي أُقِيمَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، حتَّى نُثْمِرَ لله. فعِنْدَمَا كُنَّا أُنَاسًا جَسَدِييِّن، كَانَتْ أَهْوَاءُ الخَطايَا تَغْتَنِمُ الشَريعَةَ لِتَعْمَلَ في أَعْضَائِنَا، حتَّى نُثْمِرَ لِلمَوت. أَمَّا الآنَ فقَدْ أُعْتِقْنَا مِنَ الشَريعَة، لأَنَّنَا مُتْنَا عَمَّا كَانَ يَأْسُرُنَا، حتَّى نَعْبُدَ الله في نِظَامِ الرُوحِ الجَدِيد، لا في نِظَامِ الحَرفِ العَتِيق. والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنّا ٤ / ٥ - ٧ ، ٩ - ٢٦
قَال يُوحنَّا الرَسُول: أَتَى يَسوعُ إِلى مَدِينَةٍ مِنَ السَامِرَةِ يُقَالُ لَهَا سُوخَار، عَلى مَقْرُبَةٍ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَاهَا يَعْقُوبُ لابْنِهِ يُوسُف، وفِيها نَبْعُ يَعْقُوب. وكَانَ يَسُوعُ قَدْ تَعِبَ مِنَ المَسِير، فَجَلَسَ عِنْدَ النَبْع، وكَانَتِ السَاعَةُ نَحْوَ الظُهْر. وجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ السَامِرَةِ لِتَسْتَقِيَ مَاء، فقَالَ لَهَا يَسُوع: «أَعْطينِي لأَشْرَب»؛ فقَالَتْ لَهُ المَرْأَةُ السَامِريَّة: «كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي أَنْ تَشْرَب، وأَنْتَ يَهُودِيّ، وأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّة؟». قَالَتْ هذَا، لأَنَّ اليَهُودَ لا يُخَالِطُونَ السَامِريِّين. أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهَا: «لَو كُنْتِ تَعْرِفِينَ عَطِيَّةَ الله، ومَنِ القَائِلُ لَكِ: أَعْطينِي لأَشْرَب، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا». قَالَتْ لَهُ المَرْأَة: «يَا سَيِّد، لا دَلْوَ مَعَكَ، والبِئْرُ عَمِيقَة، فَمِنْ أَيْنَ لَكَ المَاءُ الحَيّ؟ هَلْ أَنْتَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوب، الَّذي أَعْطَانَا هذِهِ البِئْر، ومِنْهَا شَرِبَ هُوَ وبَنُوهُ ومَاشِيَتُهُ؟». أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهَا: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا المَاءِ يَعْطَشُ مِنْ جَدِيد. أَمَّا مَنْ يَشْرَبُ مِنَ المَاءِ الَّذي أُعْطِيهِ أَنَا إِيَّاه، فَلَنْ يَعْطَشَ إِلى الأَبَد، بَلِ المَاءُ الَّذي أُعْطِيهِ إِيَّاهُ يَصِيرُ فيهِ نَبْعَ مَاءٍ يَتَفَجَّرُ حَيَاةً أَبَدِيَّة». قَالَتْ لَهُ المَرْأَة: «يَا سَيِّد، أَعْطِنِي هذَا المَاء، حَتَّى لا أَعْطَش، ولا أَعُودَ إِلى هُنَا لأَسْتَقِي». قَالَ لَهَا: «إِذْهَبِي، وادْعِي زَوْجَكِ، وعُودِي إِلى هُنَا». أَجَابَتِ المَرْأَةُ وقَالَتْ لَهُ: «لا زَوْجَ لِي». قَالَ لَهَا يَسُوع: «حَسَنًا قُلْتِ: لا زَوْجَ لِي. فَقَدْ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاج، والَّذي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. صَدَقْتِ في مَا قُلْتِ». قَالَتْ لَهُ المَرْأَة: «يَا سَيِّد، أَرَى أَنَّكَ نَبِيّ. آبَاؤُنَا سَجَدُوا في هذَا الجَبَل، وأَنْتُم تَقُولُون: إِنَّ المَكَانَ الَّذي فَيهِ يَجِبُ السُجُودُ هُوَ في أُورَشَلِيم». قَالَ لَهَا يَسُوع: «صَدِّقِينِي، يَا امْرَأَة. تَأْتِي سَاعَةٌ، فِيهَا تَسْجُدُونَ لِلآب، لا في هذَا الجَبَل، ولا في أُورَشَلِيم. أَنْتُم تَسْجُدُونَ لِمَا لا تَعْلَمُون، ونَحْنُ نَسْجُدُ لِمَا نَعْلَم، لأَنَّ الخَلاصَ هُوَ مِنَ اليَهُود. ولكِنْ تَأْتِي سَاعَة، وهِيَ الآن، فِيهَا السَاجِدُونَ الحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُوحِ والحَقّ. فَعَلى مِثَالِ هؤُلاءِ يُريدُ الآبُ السَاجِدينَ لَهُ. أَلله رُوح، وعَلى السَاجِدِينَ لَهُ أَنْ يَسْجُدُوا بِالرُوحِ والحَقّ». قَالَتْ لَهُ المَرْأَة: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَشِيحَا، أَيِ المَسِيح، آتٍ؛ وعِنْدَمَا يَأْتِي فَهُوَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيء». قَالَ لَهَا يَسُوع: «أَنَا هُوَ، أَنَا المُتَكَلِّمُ مَعَكِ». |
|
|
فصلٌ مِنْ رِسَالَةِ القدِّيس بُولُسَ الرَسُول الثانية إلى أهل روُمَا، (روم ٧ / ٧ - ١٣)
يا إِخوَتي، مَاذَا نَقُول؟ هَلِ الشَريعَةُ خَطِيئَة؟ حَاشَا! لكِنِّي مَا عَرَفْتُ الخَطِيئَةَ إِلاَّ بِوَاسِطَةِ الشَريعَة. فإِنِّي مَا عَرَفْتُ الشَهْوَةَ لَو لَمْ تَقُلِ الشَريعَة: «لاتَشْتَهِ!». واغْتَنَمَتِ الخَطِيئَةُ الفُرْصَةَ مِنَ الوَصِيَّة، فأَثَارَتْ فِيَّ كُلَّ شَهْوَة، لأَنَّ الخَطِيئَةَ بِدُونِ الشَريعَةِ مَيْتَة. أَمَّا أَنَا فَكُنْتُ حَيًّا مِنْ قَبْلُ بِدُونِ الشَريعَة. ولَمَّا جَاءَتِ الوَصِيَّةُ عَاشَتِ الخَطِيئَة، ومُتُّ أَنَا، والوَصِيَّةُ الَّتي هِيَ لِلحَيَاة، صَارَتْ لي هيَ نَفسُهَا لِلمَوت؛ لأَنَّ الخَطِيئَةَ اغْتَنَمَتِ الفُرْصَةَ مِنَ الوَصِيَّةِ فأَغْوَتْنِي، وبالوَصِيَّةِ قَتَلَتْنِي. إِذًا فَالشَريعَةُ مُقَدَّسَة، والوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وعَادِلَةٌ وَصَالِحَة. إِذًا فَهَل صَارَ لِيَ الصَالِحُ مَوْتًا؟ حَاشَا! إِلاَّ أَنَّ الخَطِيئَة، لِكَيْ تَظْهَرَ خَطيئَة، إسْتَعْمَلَتِ الصَالِحَ فَعَمِلَتْ فِيَّ مَوْتًا، حتَّى بَلَغَتِ الخَطيئَةُ بِوَاسِطَةِ الوَصِيَّةِ أَقْصَى حُدُودِ الخَطيئَة. والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنّا (٤ / ٣١ - ٣٨) قالَ يُوحنَّا الرَسُول: كَانَ التَلامِيذُ يَطْلُبُونَ مِنْ يَسوعَ قَائِلين: «رابِّي، كُلْ». فَقَالَ لَهُم: «أَنَا لِي طَعَامٌ آكُلُهُ وأَنْتُم لا تَعْرِفُونَهُ». فقَالَ التَلامِيذُ بَعضُهُم لِبَعض: «هَلْ جَاءَهُ أَحَدٌ بِمَا يَأْكُلُهُ؟». قَالَ لَهُم يَسُوع: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ مَنْ أَرْسَلَنِي، وأَنْ أُتِمَّ عَمَلَهُ. أَمَا تَقُولُونَ أَنْتُم: هِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَيَحِينُ الحِصَاد؟ وهَا أَنَا أَقُولُ لَكُم: إِرْفَعُوا عُيُونَكُم وانْظُرُوا الحُقُولَ إِنَّهَا قَدِ ابيَضَّتْ لِلحِصَاد. أَلحَاصِدُ يَأْخُذُ أُجْرَة، ويَجْمَعُ ثَمَرًا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة، لِكَي يَفْرَحَ الزَارِعُ والحَاصِدُ مَعًا. فيَصْدُقُ القَوْل: وَاحِدٌ يَزْرَعُ وآخَرُ يَحْصُد. أَنَا أَرْسَلْتُكُم لِتَحْصُدُوا مَا لَمْ تَتْعَبُوا أَنْتُم فِيه. آخَرُون تَعِبُوا، وأَنْتُم في تَعَبِهِم دَخَلْتُم».
|
|
|
|
فصلٌ مِنْ رِسَالَةِ القدِّيس بُولُسَ الرَسُول الثانية إلى أهل روُمَا، (روم ٧ / ١٤ - ٢٥)
يا إِخوَتي، نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ الشَرِيعَةَ رُوحِيَّة، أَمَّا أَنَا فإِنْسَانٌ جَسَدِيٌ مُبَاعٌ لِلخَطيئَة. فَإِنِّي لا أَفْهَمُ مَا أَعْمَلُهُ، لأَنَّ مَا أُرِيدُهُ لا أَفْعَلُهُ، ومَا أَكْرَهُهُ إِيَّاهُ أَفْعَل. فإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لا أُرِيدُهُ، فأَنَا شَاهِدٌ لِلشَرِيعَةِ بأَنَّهَا حَسَنَة. فلَسْتُ أَنَا الآنَ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ، بَلِ الخَطيئَةُ السَاكِنَةُ فِيَّ. فإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ الصَلاحَ لا يَسْكُنُ فِيَّ أَنَا الإِنْسَانَ الجَسَدِيّ، لأَنَّ إِرَادَةَ الخَيرِ حَاضِرَةٌ فِيَّ، أَمَّا عَمَلُ الخَيرِ فَلا؛ لأَنَّ الخَيرَ الَّذي أُرِيدُهُ لا أَفْعَلُهُ، والشَرَّ الَّذي لا أُريدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَل. وَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لا أُريدُهُ، فَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ مَنْ يَفْعَلُ هذَا، بَلِ الخَطيئَةُ السَاكِنَةُ فِيَّ. إِذًا فأَنَا الَّذي أُريدُ فِعْلَ الخَير، أَجِدُ فِيَّ هذِهِ الشَرِيعَة، وهيَ أَنَّ الشَرَّ حَاضِرٌ فِيَّ. وَإِنِّي أَفْرَحُ بِشَرِيعَةِ اللهِ في عُمْقِ كِيَاني. لكِنِّي أَرَى في أَعْضَائي شَرِيعَةً أُخْرَى تُحَارِبُ شَرِيعَةَ عَقْلي، وتَأْسُرُني في شَرِيعَةِ الخَطِيئَةِ الكَامِنَةِ في أَعْضَائِي. أَلوَيْلُ لي أَنَا الإِنْسَانَ التَعِيس! مَنْ يُنْقِذُني مِنْ جَسَدِ المَوْتِ هذَا؟ فَالشُكْرُ للهِ بِيَسُوعَ المَسِيحِ رَبِّنَا! فأَنَا إِذًا بِالعَقْلِ عَبْدٌ لِشَرِيعَةِ الله، وَبِكَوْني إِنْسَانًا جَسَدِيًّا عَبْدٌ لِشَرِيعَةِ الخَطِيئَة!
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنّا (٤ / ٣٩ - ٤٢)
قالَ يُوحنَّا الرَسُول: آمَنَ بِيَسُوعَ سَامِرِيُّونَ كَثِيرُونَ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ المَدِينَة، مِنْ أَجْلِ كَلامِ المَرْأَةِ الَّتِي كَانَتْ تَشْهَد: «إِنَّهُ قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ». فَلَمَّا جَاءَ السَامِرِيُّونَ إِلَيْه، سَأَلُوهُ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَهُم، فَأَقَامَ يَومَين. وآمَنَ عَدَدٌ أَكْثَرُ مِنْ أَجْلِ كَلِمَتِهِ. وكَانُوا يَقُولُونَ لِلْمَرْأَة: «مَا عُدْنَا مِنْ أَجْلِ كَلامِكِ نُؤْمِن، فَنَحْنُ قَدْ سَمِعْنَاه، ونَعْلَمُ أَنَّ هذَا هُوَ حَقًّا مُخَلِّصُ العَالَم».
|
|
|
|
فصلٌ مِنْ أعمالِ الرُسُل، وبارِكْ يا سيِّد (رسل ٨/ ٤-١٣)
يا إِخوَتي، أَمَّا الَّذِينَ تشَتَّتُوا فَجَالُوا يُبَشِّرُونَ بِالكَلِمَة. وَنَزَلَ فِيلِبُّسُ إِلى مَدِينَةٍ في السَامِرَة، وأَخَذَ يَكْرِزُ لأَهْلِهَا بِالمَسيح. وكَانَ الجُمُوعُ يُصْغُونَ بنَفْسٍ واحِدَةٍ إِلى أَقْوَالِ فِيلِبُّس، لأَنَّهُم سَمِعُوا وشَاهَدُوا الآياتِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُها. فَكَثِيرُونَ مِمَّن بِهِم أَرْوَاحٌ نَجِسَة، كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُمُ الأَرْوَاحُ وهِيَ تَصْرُخُ بِصَوتٍ عَظِيم. وكَثِيرُونَ مِنَ المُقْعَدِينَ والعُرْجِ نَالُوا الشِفَاء. فَعَمَّ تِلْكَ المَدِينَةَ فَرَحٌ عَظِيم. وكَانَ مِن قَبْلُ في المَدِينَةِ رَجُلٌ اسْمُهُ سِيمُون، يُمَارِسُ السِحْر، ويُدْهِشُ أَهْلَ السَامِرة، ويَدَّعِي أَنَّهُ رَجُلٌ عَظِيم. فَكَانُوا يُصْغُونَ إِلَيْهِ بِأَجْمَعِهِم مِن صَغِيرِهِم إِلى كَبيرِهِم وَيَقُولُون: « هذَا هُوَ قُدْرَةُ اللهِ الَّتِي تُدْعَى العَظِيمَة!». وكَانُوا يُصْغُونَ إِلَيه، لأَنَّهُ كَانَ مِنْ زَمَنٍ طَويلٍ قَدْ أَدْهَشَهُم بِأَعْمَالِهِ السِحْرِيَّة. ولكِنْ لَمَّا آمَنُوا بِكَلامِ فِيلِبُّسَ وهُوَ يُبَشِّرُهُم بِمَلَكُوتِ اللهِ وَباسْمِ يَسُوعَ المَسِيح، أَخَذُوا يَعْتَمِدُونَ رِجَالاً ونِسَاءً. وسِيمُونُ نَفْسُهُ آمَنَ أَيْضًا، فاعْتَمَدَ وصَارَ مُلازِمًا لِفِيلِبُّس، وكَانَ يَرَى مَا يَجْري مِنْ آيَاتٍ عَظِيمَةٍ وأَعْمَالٍ قَدِيرَةٍ فَتأْخُذُهُ الدَهْشَة.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا (لو ٩ / ٥١ - ٥٦)
قالَ لُوقَا البَشِير: لَمَّا تَمَّتِ الأَيَّامُ لِيُرْفَع، صَمَّمَ يَسُوعُ بِعَزْمٍ أَنْ يَتَوَجَّهَ إِلى أُورَشَلِيم.وَأَرْسَلَ رُسُلاً أَمَامَ وَجْهِهِ، فَذَهَبُوا وَدَخَلُوا قَرْيَةً لِلسَامِريِّين، لِكَي يُعِدُّوا لِقُدُومِهِ.
فَلَمْ يَقْبَلْهُ السَامِرِيُّون، لأَنَّهُ كَانَ مُتَوَجِّهًا إِلَى أُورَشَليم. وَلَمَّا رأَى ذلِكَ تِلمِيذَاهُ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا، قَالا: «يا رَبّ، هَلْ تُرِيدُ أَنْ نَأْمُرَ بِأَنْ تَنْزِلَ نَارٌ مِنَ السَمَاءِ وَتُفْنِيَهُم؟». فالْتَفَتَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ وَأَنَّبَهُمَا. ثُمَّ ذَهَبُوا إِلَى قَرْيَةٍ أُخْرَى. |
|
|
|
فصلٌ مِنْ أعمالِ الرُسُل، وبارِكْ يا سيِّد (رسل ٨/ ١٤-٢٥)
يا إِخوَتي، سَمِعَ الرُسُلُ الَّذينَ في أُورَشَليمَ أَنَّ أَهْلَ السَامِرَةِ قَدْ قَبِلُوا كَلِمَةَ الله، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِم بُطْرُسَ ويُوحَنَّا. فَانْحَدَرا وصَلَّيَا مِنْ أَجْلِهِم لِيَنَالُوا الرُوحَ القُدُس؛ لأَنَّ الرُوحَ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَد نَزَلَ على أَحَدٍ مِنْهُم، وإِنَّمَا كَانُوا قَدِ اعْتَمَدُوا فَقَط بِاسْمِ الرَبّ يَسُوع. حينَئِذٍ أَخَذَ بُطْرُسُ ويُوحَنَّا يَضَعَانِ الأَيْدي علَيْهِم فَيَنَالُونَ الرُوحَ القُدُس. ورَأَى سِيمُونُ أَنَّ الرُوحَ يُوهَبُ بِوَضْعِ أَيْدي الرَسُولَيْن، فَقَدَّمَ لَهُمَا مَالاً، وقَال: «أَعْطِيانِي أَنَا أَيْضًا هذَا السُلْطَان، حَتَّى يَنَالَ الرُوحَ القُدُسَ مَنْ أَضَعُ علَيهِ يَدَيَّ!». فَقَالَ لَهُ بُطْرُس: «فَلْتَذْهَبْ فِضَّتُكَ مَعَكَ إِلى الهَلاك! فَقَدْ ظَنَنْتَ أَنَّكَ تَقتَنِي عَطِيَّةَ اللهِ بِالمَال! فلا نَصِيبَ لَكَ في هذَا الأَمْرِ ولا مِيرَاث، لأَنَّ قَلْبَكَ غَيرُ مُسْتَقِيمٍ أَمَامَ الله! فَتُبْ عَنْ شَرِّكَ هذَا، وَاسْأَلِ الرَبَّ عَسَاهُ يَغْفِرُ لَكَ مَا رَاوَدَ قَلبَكَ! فَإِنِّي أَرَاكَ في مَرَارَةِ العَلْقَمِ وقُيُودِ الآثَام!». فَأَجَابَ سِيمُونُ وقَال: «إِسْأَلا أَنْتُمَا الرَبَّ مِنْ أَجْلي لِئَلاَّ يُصيبَني شيءٌ مِمَّا قُلتُما». أَمَّا هُمَا فَبَعْدَ أَنْ شَهِدَا ونَادَيَا بِكَلِمَةِ الرَبّ، عَادَا إِلى أُورَشَليمَ وهُمَا يُبَشِّرَانِ في قُرًى كَثِيرَةٍ لِلسَامِرِيِّين.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا (لو ١٧ / ١١ - ١٩)
قالَ لُوقَا البَشِير: فِيمَا كانَ يَسُوعُ ذَاهِبًا إِلى أُورَشَلِيم، اجْتَازَ ما بَيْنَ السَامِرَةِ والجَلِيل. وفِيمَا هُوَ يَدْخُلُ إِحْدَى القُرَى، لَقِيَهُ عَشَرَةُ رِجَالٍ بُرْص، فَوَقَفُوا مِنْ بَعِيد، وَرَفَعُوا أَصْواتَهُم قَائِلين: «يا يَسُوع، يَا مُعَلِّم، إِرْحَمْنا!». وَرَآهُم يَسُوعُ فَقالَ لَهُم: «إِذْهَبُوا وأَرُوا أَنْفُسَكُم لِلْكَهَنَة». وفيمَا هُمْ ذَاهِبُونَ طَهُرُوا. فَلَمَّا رَأَى وَاحِدٌ مِنْهُم أَنَّهُ قَدْ شُفِيَ، عَادَ وَهوَ يُمَجِّدُ الله بِصَوتٍ عَظِيم. وارْتَمَى عَلَى وَجْهِهِ عِنْدَ قَدَمَي يَسُوعَ يَشْكُرُه، وكانَ سَامِرِيًّا. فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقال: «أَمَا طَهُرَ العَشَرَة؟ فَأَيْنَ التِسعَة؟ أَمَا وُجِدَ فِيهِم مَنْ يَعُودُ لِيُمَجِّدَ الله سِوَى هذَا الغَريب؟!». ثُمَّ قالَ لَهُ: «قُمْ واذْهَبْ، إِيْمَانُكَ خَلَّصَكَ!». |
|
|
|
فصلٌ مِنْ رِسَالَةِ القدِّيس بُولُسَ الرَسُول الثانية إلى أهل قورنثوس (٢قور ٣ / ١ - ٦)
يا إِخوَتي، أَنَعُودُ نَبْدَأُ فَنُوَصِّيكُم بِأَنْفُسِنَا، أَمْ تُرَانَا نَحْتَاج، كَبَعْضِ النَاس، إِلى رَسَائِلِ تَوْصِيَةٍ إِلَيْكُم أَوْ مِنكُم؟ إِنَّ رِسَالَتَنَا هيَ أَنْتُم، وهيَ مَكْتُوبَةٌ في قُلُوبِنَا، يَعْرِفُهَا وَيَقْرَأُهَا جَمِيعُ النَاس. أَجَلْ، لَقَدِ اتَّضَحَ أَنَّكُم رِسَالَةُ المَسِيح، الَّتي خَدَمْنَاهَا نَحْنُ، وهيَ مَكْتُوبَةٌ لا بِالحِبْرِ بَلْ بِرُوحِ اللهِ الحيّ، لا عَلى أَلْوَاحٍ مِنْ حَجَر، بَلْ عَلى أَلْوَاحٍ مِنْ لَحْمٍ أَي في قُلُوبِكُم. تِلْكَ هيَ الثِقَةُ الَّتي لَنَا بِالمَسِيحِ عِنْدَ الله، وهِيَ أَنَّنا لا نَقْدِرُ أَنْ نَدَّعيَ شَيْئًا كأَنَّهُ مِنَّا، بَلْ إِنَّ قُدْرَتَنا هِيَ مِنَ الله، فهوَ الَّذي قَدَّرَنَا أَنْ نَكُونَ خُدَّامًا لِلعَهْدِ الجَدِيد، لا لِلحَرْفِ بَلْ لِلْرُوح، لأَنَّ الحَرْفَ يَقْتُلُ أَمَّا الرُوحُ فَيُحْيِي. والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا (٧ / ٣٧ - ٣٩)
قالَ يُوحنَّا الرَسُول: في آخِرِ أَيَّامِ العِيدِ وأَعْظَمِهَا، وَقَفَ يَسُوعُ وهَتَفَ قَائِلاً: «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ إِليَّ. وَالمُؤْمِنُ بِي فَلْيَشْرَبْ، كَمَا قَالَ الكِتَاب: مِنْ جَوْفِهِ تَتَدَفَّقُ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيّ». قَالَ هذَا عَنِ الرُوحِ الَّذِي كَانَ المُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوه. فَالرُوحُ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ أُعْطِيَ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ مُجِّد. |
|
|
|
فصلٌ مِنْ رِسَالَةِ القدِّيس بُولُسَ الرَسُول الثانية إلى أهل قورنثوس (٢قور ٣ / ٧ - ١٤)
يا إِخوَتي، إِذَا كَانَتْ خِدْمَةُ المَوْت، الَّتي نُقِشَتْ حُرُوفُهَا في أَلْوَاحٍ مِنْ حَجَر، قَدْ ظَهَرَتْ في المَجْد، حَتَّى إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَنْظُرُوا إِلى وَجْهِ مُوسَى، بِسَبَبِ مَجْدِ وَجْهِهِ، معَ أَنَّهُ مَجْدٌ زَائِل، فَكَيْفَ لا تَكُونُ خِدْمَةُ الرُوحِ أَكْثَرَ مَجْدًا؟ فإِذَا كَانَ لِخِدْمَةِ الدَيْنُونَةِ مَجْدٌ، فَكَمْ بِالأَحْرَى تَفُوقُهَا خِدْمَةُ البِرِّ مَجْدًا؟ لأَنَّ مَا كَانَ ذَا مَجْدٍ في المَاضِي، زَالَ مَجْدُهُ، بِالقِيَاسِ إِلى هذَا المَجْدِ الفَائِق! فإِذَا كَانَ مِنْ مَجْدٍ لِمَا يَزُول، فأَيُّ مَجْدٍ يَكُونُ بِالأَحْرَى لِمَا يَدُوم؟ إِذًا، بِمَا أَنَّ لَنَا مِثْلَ هذَا الرَجَاء، فَنَحْنُ نَتَصَرَّفُ بِكَثِيرٍ مِنَ الجُرْأَة، ولَسْنَا كَمُوسَى الَّذي كَانَ يَضَعُ بُرْقُعًا عَلى وَجْهِهِ، لِئَلاَّ يَنْظُرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلى نِهَايَةِ مَجْدٍ يَزُول. ولكِنْ أُعْمِيَتْ بَصَائِرُهُم؛ فإِنَّ ذلِكَ البُرْقُعَ نَفْسَهُ بَاقٍ إِلى هذَا اليَوْم، عِنْدَمَا يَقْرَأُونَ العَهْدَ القَدِيم؛ ولا يُكْشَفُ عَنْ بَصَائِرِهِم، لأَنَّهُ لا يَزُولُ إِلاَّ بِالمَسِيح!
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا ١٩/ ٢٨ - ٣٧
قالَ يُوحنَّا الرَسُول: بَعْدَ ذلِكَ، كَانَ يَسُوعُ يَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ شَيءٍ قَدْ تَمّ، ولِكَي تَتِمَّ آيَةُ الكِتَابِ قَالَ: «أَنَا عَطْشَان!». وكَانَ هُنَاكَ إِنَاءٌ مَمْلُوءٌ خَلاًّ. فَغَمَسُوا في الخَلِّ إِسْفَنْجَةً، وَوَضَعُوهَا عَلى عُودٍ مِنْ زُوفَى، وأَدْنَوْهَا مِنْ فَمِهِ. فَلَمَّا ذَاقَ يَسُوعُ الخَلَّ قَال: «لَقَدْ تَمّ!». ثُمَّ حَنَى الرَأْس، وأَسْلَمَ الرُوح. وإِذْ كَانَ يَوْمُ التَهْيِئَة، سَأَلَ اليَهُودُ بِيلاطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُ المَصْلُوبِينَ وتُنْزَلَ أَجْسَادُهُم، لِئَلاَّ تَبْقَى عَلى الصَليبِ يَوْمَ السَبْت، لأَنَّ يَوْمَ ذلِكَ السَبْتِ كَانَ عَظِيمًا. فَأَتَى الجُنُودُ وكَسَرُوا سَاقَي الأَوَّلِ والآخَرِ المَصْلُوبَينِ مَعَ يَسُوع. أَمَّا يَسُوع، فَلَمَّا جَاؤُوا إِلَيْهِ ورَأَوا أَنَّهُ قَدْ مَات، لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْه. لكِنَّ وَاحِدًا مِنَ الجُنُودِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَة. فَخَرَجَ في الحَالِ دَمٌ ومَاء. والَّذي رَأَى شَهِدَ، وشَهَادَتُهُ حَقّ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الحَقَّ لِكَي تُؤْمِنُوا أَنْتُم أَيْضًا. وحَدَثَ هذَا لِتَتِمَّ آيَةُ الكِتَاب: «لَنْ يُكْسَرَ لَهُ عَظْم». وجَاءَ في آيَةٍ أُخْرَى: «سَيَنْظُرُونَ إِلى الَّذي طَعَنُوه». |