"طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي تُؤَدِّبُهُ يَا رَبُّ، وَتُعَلِّمُهُ مِنْ شَرِيعَتِكَ" ( مز 94: 12)
الفصل الثاني: أؤمن بيسوع المسيح ابن الله الوحيد من 659 ـ667
الفصل الثاني: أؤمن بيسوع المسيح ابن الله الوحيد من 659 ـ667
المقال السادس
"يسوع صعد إلى السماوات، وهو جالس إلى يمين الله
الآب الكلى القدرة"
659 ـ "ومن بعد ما كلمهم الرب يسوع ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله" (مر 16: 19 ). فجسد المسيح مجد منذ اللحظة الأولى لقيامته كما تشهد بذلك المميزات الجديدة والفائقة الطبيعة التي يتمتع بها جسده منذ الآن فصاعدا وبغير انقطاع. ولكن في مدة الأربعين يوما التي سيأكل ويشرب فيها مع تلاميذه ببساطة الأنفة، ويعلمهم فيها شؤون الملكوت، سيبقى مجده مستورا بستار الإنسانية العادية. ظهور يسوع الأخير ينتهي بدخول ناسوته دخولاً نهائيا في المجد الإلهي الذي ترمز إليه السحابة والسماء حيث سيجلس من الآن فصاعدا عن يمين الله. وأنه سيتراءى بطريقة جد استثنائية ووحيدة لبولس "كأنما للسقط" (1 كو 15: 8) ترائيا أخيراً يجعل منه رسولاً.
660 ـ إن ميزة المجد المحجوب لدى القائم من الموت في هذه المدة تظهر في كلامه العجيب لمريم المجدلية: "لم اصعد بعد إلى أبى، بل أمضى إلى اخوتى وقولي لهم إني صاعد إلى أبى وأبيكم، إلى إلهي وإلهكم" (يو 20: 17 ). فهذا يدل على اختلاف في الظهور ما بين مجد المسيح القائم من الموت ومجد المسيح الجالس عن يمين الآب. وحادث الصعود التاريخي والسامي معاً يدل على الانتقال من الواحد إلى الآخر.
661 ـ هذه المرحلة الأخيرة تبقى شديدة الارتباط بالأولى، أي الانحدار من السماء الذي تحقق في التجسد. والذي "خرج من الآب" يستطيع وحده "العودة إلى الآب": أي المسيح ."لم يصعد أحد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء، ابن البشر" (يو 3: 13). فإذا تركت الإنسانية لقواها الطبيعة لم تستطع الدخول إلى "بيت الآب" إلى حياة الله وسعادته. المسيح وحده استطاع أن يفتح للإنسان هذا الباب "بحيث يكون لنا، نحن الأعضاء، آمل اللحاق به إلى حيث سبقنا هو رأسنا ومبدأنا".
662 ـ "وأنا متى رفعت عن الأرض اجتذبت إلى الجميع" (يو 12: 32) فالارتفاع على الصليب يعنى ارتفاع الصعود إلى السماء والإنباء به. غنه بدء الصعود ويسوع المسيح الكاهن الوحيد للعهد الجديد والأزلي، لم "يدخل مقدساً صنعته الأيدي (...) بل دخل السماء بعينها ليظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا" (عب 9: 24 ). وفي السماء يمارس المسيح كهنوته بغير انقطاع "إذ إنه على الدوام حي ليشفع في" من "يتقربن به أي الله" (عب 7: 25 ). وبما أنه "حبر للخيرات الآتية" (عب 9: 11) فهو قلب الليترجيا والفاعل الرئيسي فيها، هي التي تكرم الآب في السماوات.
633 ـ المسيح يجلس منذ الآن فصاعداً إلى يمين الآب: "ونحن نعنى بيمين الآب مجد الألوهة وشرفها حيث جلس من كان ابناً لله قبل جميع الدهور، إلها واحد الجوهر مع الآب، من بعد تجسد ومن بعدما تمجد جسده ".
644 ـ الجلوس إلى يمين الأب يعنى افتتاح ملك الماسيا، أي تحقيق رؤيا دانيال النبي في شان ابن الإنسان : "أوتى سلطانا ومجداً وملكاً، فجميع الشعوب والأمم والألسنة يعبدونه، وسلطانه سلطان أبدى لا يزول ولكته لا ينقرض" (دا 7: 14 ). فمنذ هذه اللحظة، أصبح الرسل شهود "الملك الذي ليس له انقضاء".
بإيجاز
665 ـ صعود المسيح يشير إلى الدخول النهائي لناسوت يسوع إلى مقر الله السماوي من حيث سيعود، المقر الذي يخفيه في هذا الوقت عن عيون البشر .
666 ـ يسوع المسيح، راش الكنيسة، يسبقنا إلى ملكوت الآب المجيد حتى نحيا نحن، أعضاء جسده، في رجاءه أن نكون يوماً معه إلى الأبد .
667 ـ يسوع المسيح، الذي دخل مرة واحدة، مقدس السماء، يشفع فينا أبداً، على أنه الوسيط الذي يضمن لنا أبداً فيض الروح القدس.