فاْحذَروا مِنَ التَّذَمّرِ الَّذي لا خَيرَ فيه وكُفّوا أَلسِنَتَكم عن النَّميمَة لأَنَّ الكَلِمَةَ الَّتي تُقالُ في الخُفْيةِ لا تَذهَبُ سُدً ى والفَمَ الكاذِبَ يَقتُل النًفْس (حك 1 /11)
تذكار القديس يوسف النجار
تذكار القديس يوسف النجار
لم يحفظ الكتاب المقدّس لهذا القديس العظيم كلمة خرجت من فيهِ،
ولم تسمع الأرض نطقاً له
بل كان صمته وكماله وجمال نفسه، وبديع صفاته، وسمو فضائله، مع بساطة حياته
اروع تعليم، وافصح بيان واجمل فلسفة خرجت من فم إنسان
لأنه جمع في شخصه وفي حياته اسمى المزايا
واكمل الفضائل التي يمكن ان يتحلى بها إنسان في هذه الدنيا
كان يوسف البتول من بيت لحم، من سبط يهوذا ومن عشيرة داود
فكان بذلك من أشراف اسرائيل مولداً ومنشأً وحسباً ونسباً
إلا ان الله، الذي كان قد اراد لإبنه الوحيد حياة الاتضاع والفقر، شاء ان يكون الرجل الذي سوف ينتدبه ليكون
الحافظ الأمين لأمه، والخادم الحكيم الصادق ليسوع في حداثته
فقيراً مسكيناً، لا شأن له بين قومه، ولا ذِكْرَ له بين أهله وعشيرته
لكن غنى القديس يوسف كان في قلبه. وكانت ثروته اخلاقه وفضائله.
فاصطفاه الله بين جميع رجال اسرائيل لأعظم رسالة دعا إليها بشراً.
فكان يوسف ذلك الرجل الذي حقق مقاصد الله فيه
وما حدثَ هو أنه عندما أراد القديس يوسف أن يأتي بخطيبته مريم الى بيته،
وجـــدها ( حبلى ) . تنتظر مولودا
فاحتار في امره، ولكنّ شهامته منعته من ان يشهرها فهمَّ بتخليتها سراً.
وفيما هو مفكّر في ذلك ظهر له ملاك وكشف له عن الحقيقة.
ومنذ تلك الساعة جعل يوسف حياته وقفاً على خدمة العذراء وابنها يسوع.
فكان المربي الامين ليسوع من مغارة بيت لحم الى تقدمته الى الهيكل،
الى الهرب والعودة من مصر، الى الحياة الخفية في الناصرة،
الى فقد يسوع ووجوده في الهيكل
وكان يوسف يواصل رسالته وعنايته بيسوع ومريم بايمان حي ومحبة وحنان وكد وصمت
فاستحق يوسف ان يموت بين يدي يسوع ومريم.
وكان بذلك شفيع الميتة الصالحة.
كما أن الكنيسة أقامته شفيع العائلة المسيحية
وشفيع العمال الكادحين.
وقد انتشرت عبادة هذا القديس العظيم في جميع الأقطار شرقاً وغرباً، وشيِّدت على اسمه الكنائس وتألفت على اسمه الاخويات للميتة الصالحة.
وقد أدخل في الطائفة اعطاء البركة بايقونة القديس يوسف البطريرك بولس مسعد.
وله صلاة طقسية سريانية تتلى نهار عيده ( في الطائفة المارونية) في المساء والستار والصبح، ترقى الى عام 1484. صلاته تكون معنا.
آمــيــــــــن.
تعرفنا على يوسف الصديق والبار والصالح يبقى علينا أن نتعلم منه الكثير
يوسف كان رجل الصمت فقد خدم بصمت
وعاش مع عائلة الناصرة بصمت دون أن يتباهى بأنَّه هو من يربي الملك المنتظر
وهنا نسأل: أين نحن من صمت يوسف العميق؟
أين نحن من ذواتنا المتعطّشة للإصغاء إلى صوت الله في أعماقنا ؟
فيا أيها القديس يوسف يا من كنت قدوة بالصمت والطاعة والصلاح أعطنا أن نقتدي بك وساعدنا لنتبنَّى يسوع ملكاً ومخلِّصاً لحياتنا، آمين
هذه كانت رسالة يوسف وتضحيته العظمى .. فهل نجد اليوم أمثال يوسف ... ؟؟