وأَنتِ يا بَيتَ لَحمُ، أَرضَ يَهوذا لَسْتِ أَصغَرَ وِلاياتِ يَهوذا فَمِنكِ يَخرُجُ الوالي الَّذي يَرْعى شَعْبي إِسرائيل . مت-2-6
رسالة حول "سنة الافخارستيا" 2005 - البطريرك غريغوريوس الثالث
رســالـة
غبطة البطريرك غريـغــوريوس الثالـث لحَّـــام الكلّي الطوبى
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم
للروم الملكيين الكاثوليك
"سـنة الافخـارستيـا"
"سنة الإفخارستيّا"
نوجه هذه الرسالة بنوع خاص إلى رعايانا في أبرشيتنا البطريركيّة الدمشقيّة (سوريّا) وفي بطريركيّة الإسكندريّة (مصـر) وبطريركيّة القدس (فلسـطين). ونترك لإخوتنا المطارنة الموقرين أمر تطبيق ما ورد في هذه الرسالة في أبرشياتهم حسب حاجتها، إذا رغبوا في ذلك.
لقد أراد قداسة البابا يوحنا بولس الثاني أن يكون هذا العام عام الإفخارستيّا (تشرين الأول 2004 - تشرين الثاني 2005). وقد سبق قداسته و أصدر رسالته الرائعة بعنوان: "الكنيسة تعيش من الإفخارستيّا" ( 17 نيسان 2004). وعُقِدَ المؤتمر الدولي حول الإفخارستيّا (المكسيك تشرين الأول 2004).
وستكون الإفخارستيّا موضوع سينودس الأساقفة الكاثوليك حول الإفخارستيّا (تشرين الأول 2005) وعنوانه: "الإفخارستيّا مصدر وقمّة حياة الكنيسة ورسالتها".
عنوان رسالة البابا لإعلان هذا العام "عام الإفخارستيّا" هو نداء تلميذيّ عماوس ليسوع: "أمكث معنا" (لوقا 24: 29). يسوع يؤكّد لنا أنّ اسمه عمَّانوئيل، وقبل صعوده إلى السماء قال لتلاميذه:" أنا معكم وليس أحد عليكم" ( يو 16: 3). و نحن بدورنا نقول ليسوع: أمكث معنا! كن عمانوئيل الدائم معنا والحاضر معنا في سر محبته في المناولة المقدّسة.
بمناسبة الاحتفال بسنة الإفخارستيّا على مستوى الكنيسة الجامعة نسوق بعض الأفكار والمبادرات العمليّة.
روحانيّة سنة الإفخارستيّا
الإفخارستيّا هي قمّة الحياة المسيحيّة والحياة الروحيّة على مستوى الكنيسة، الجماعات والأفراد. الإفخارستيّا هي الله معنا ونحن مع الله من خلال الاحتفال بالليترجيّة الألهيّة والمناولة المقدسة. ولكن الإفخارستيّا هي ايضاً سرّ الكنيسة بأسرها. إنها سرّ الجماعة. إنها تنطلق من الجماعة التي تجتمع يوم الربّ لتعيش سرّ المسيح القائم، في جوّ من الصلاة والأخوَّة والمحبّة والفرح. وهي سرّ الجماعة خارج الكنيسة أيضاً: فهي سرّ الأخ نلتقي به في القداس يوم الأحد. كما نلاقيه في البيت والشارع والمدرسة والعمل والوظيفة. الإفخارستيّا هي سرّ الأخوّة المسيحيّة! إنّها سرّ الأخ! سرّ الآخر! وإلى هذا تشير عبارة " المسيح فيما بيننا ومعنا ! كائن وسيكون!".
هذا ما نقرأه في سفر أعمال الرسل الذي يجمع بين الاحتفال بالإفخارستيّا والمحبّة والمساعدة للفقراء في الجماعة المسيحيّة الأولى، كما ورد في الفصلين الثاني والرابع: "وكان كلُّ شيء مشتركاً بينهم ، يبيعون أملاكهم وخيراتهم ويتقاسمون ثمنها على قدر حاجة كلِّ واحدٍ منهم.وكانوا يلتقون كلَّ يوم في الهيكل بقلب واحد ويكسرون الخبز (الإفخارستيّا) ويتناولون الطعام بفرحٍ وبساطة قلب"،"وكان لجماعة المؤمنين قلب واحد وروح واحدة".
الإفخارستيّا دعوة إلى الوحدة داخل الكنيسة الواحدة ومع المؤمنين في الكنائس الأخرى الذين لا نستطيع حتى الآن أن نشاركهم في المناولة المقدَّسة. وبالنسبة لنا، نحن الروم الملكيين الكاثوليك، الإفخارستيّا تحقيق لأمنيّة قداسة البابـا يوحنا بولس الثاني لنـا: إننا كما قال"كنيسة قوية ومتوافقة".
هكذا نريد أن تكون الإفخارستيّا في كنيستنا عامّةً وفي أبرشياتنا البطريركيّة الثلاث خاصةً، سنة محبّةٍ وتعاونٍ وتضامنٍ وأخوّة. وتنسيقٍ رعويّ. وتقويةِ الإيمان المشترك بيننا حول سرّ الإفخارستيّا المقدس. ونحب أن نذكر فقرة من رسالة قداسة البابا في إعلان سنة الإفخارستيا يقول فيها:"لا أطلب أن تقام احتفالات غير اعتياديّة في هذه السنة. إنَّ الأمر الأكثر أهميّة هو أن تهدف كلُّ المبادرات على أنواعها، إنعاش روح التقوى الداخليّة الشخصيّة العميقة في حياة المؤمنين" (الرقم 29 من الرسالة)
المحاور الأساسيّة لسنة الإفخارستيا
المحاور الأساسيّة لهذه السنة المباركة هي:
1- الاحتفال بيوم الأحد بإتقان ووقار وجمال و إنعاش القداس الإلهيّ والصلوات الليترجيّا الأخرى في رعايانا ومشاركة الشعب فيها، حسب توجيهات اللجنّة الليترجيّة، بحيث تعتبر سنة الإفخارستيا سنة الليترجيا أيضاً كما قال قداسة البابا.
2- الاستعداد الجيد الجدّي للمناولة المقدسة. وبخاصة من خلال سرّ التوبة والمصالحة والاعتراف وأعمال التوبة وإنعاش أفعال الإيمان والرجاء والمحبّة .
3- تقويّة الروح الجماعيّة في رعايانا.
4- إعلان إيماننا بسرّ حضور المسيح فيما بيننا في الإفخارستيّا بمارسات مختلفة.
5- الاهتمام بالفقراء بيننا من خلال " صينيّة الأحد" والتقادم الأخرى من المحسنين الذين أنعم الله عليهم.
مبادرات واقترحات
نستعرض بعض الاقتراحات والمبادرات العمليّة لإحياء سنة الإفخارستيّا. ويُترك لكل أبرشيّة ورعيّة أنّ تختار منها ما يوافق ظروفها.
1- الإعلان الرسمي لسنة الإفخارستيّا في الكاتدرائيّة وفي كلّ رعيّة في يوم واحد هو الثلاثون من شهر كانون الثاني (يناير) 2005.
توجيهات عـامة
2- تفتح الكنائس أيام الجمعة أو يوم آخر، حتى الساعة التاسعة مساء. وتقام سهرة روحيّة تُقرأ فيها فصول من الكتاب المقدس حول الإفخارستيّا، وتتلى صلوات من خدمة عيد الجسد ومن رتبة المطالبسي. ويترك مجال للتأمل والمشاركة الإنجيليّة وفترات من الصمت للسجود والتأمل والعبادة الفرديّة.
3- تتلقن الجوقات ترانيم عيد الجسد الإلهي. وتقدم هذه الترانيم في احتفالات خاصة "رسيتال".
4- تنشر مطويّة( نشرة رعويّة ) تساعد المؤمنين على ممارسة التوبة والاعتراف إستعداداً للمناولة المقدسة
5- يوم الخميس العظيم المقدس يُقام احتفال مركزي مع كل الكهنة وكلّ الرعايا حول المطران. وتُقام حفلة غسل الأرجل مع الليترجيّا الإلهيّة.
6- تُجمع صينيّة مرّة كلّ شهر ( مثلاً الأحد الثاني من الشهر ) وتُخصَّص لمساعدة الإخوة الأكثر حاجة في الرعيّة.
7- تسجيل( فيديو) قداس نموذجي مع شروحات خاصة وعرضه على الأخويات وفرق الشباب وباقي الأنشطة الرعويّة.
8- نشر كراس خاص يشرح أجزاء القداس الإلهيّ وأموراً أخرى مثل: الدخول إلى الكنيسة، إشارة الصليب، إكرام الأيقونات،.والرموز الكنسيّة .
9- وضع أشرطة كاسيت لكل الصلوات الطقسيّة (غير القداس) لكي تكون بمتناول المؤمنين. وتكون أداة لممارسة الصلاة في البيت، ولتقود المؤمنين إلى اكتشاف جمال صلواتنا الطقسيّة التي وضعها آباؤنا القديسون.
10- ترشيد المؤمنين إلى ممارسة تقويّة شرقيّة قديمة تنتشر رويداً رويداً في رعايانا وهي " صلاة يسوع". ويمكن أن تكون مرادفاً شرقيّاً للعبادَة القربانيّة. لا بل تساعد المؤمن المتعبّد إلى مخاطبة الربّ يسوع، وكأنه حاضر إلى كلّ دقائق وتفاصيل حياة المؤمن.ولهذا وضعنا شرحاً لهذه الصلاة في الكراس الذي ننشره بمناسبة سنة الإفخارستيّا.
11- أهميّة الاحتفال بتقوى وبطريقة مميّزة بكلّ الأسرار المقدسة لأنّها كلها مرتبطة بالإفخارستيّا وكانت قديماً تقام أثناء الاحتفال بليترجيّا القداس الإلهي .
12- نوصي بنشر الإيقونة المُلقَّبة "الأوسع من السماوات Platitera".وتمثل السيدة مريم العذراء حاملة في أحضانها السيد المسيح. هذه الإيقونة هي بمثابة شعاع القربان الذي من خلاله تُظهِرُ لنا مريم المسيحَ الإلهَ المحبَّ البشر.
13- إحياء وتدعيم العادة القديمة بأن يقدِّم المؤمنون بتواتر كلَّ ما تحتاج إليه كنائسنا للاحتفال بسرّ الإفخارستيّا: خبز القربان، خمر، زيت، شموع، زهور، أوانٍ مقدسة، ستائر للهياكل، وثياب للكهنة والشمامسة وحملة الصليب والشموع، وتقادم أخرى لحاجات الكنيسة المختلفة.
14- تساعد سنة الإفخارستيّا أيضا في تفعيل المجمع الإبرشي في ابرشيتنا الدمشقيّة.
15- نود الإشارة إلى أن مجلس البطاركة والأساقفة في مصـر، وأنا نائب الرئيس فيه، قد أصدر تعليمات للاحتفال بالسنة الإفخارستيّا. منها احتفالات مشتركة بين الكنائس الكاثوليكية في القاهرة، بحيث يقام احتفال مشترك في إحدى الكنائس مرة في الشهر (يوم الخميس).
16- ستكون سنة الافخارستيّا في مصر تفعيلاً لقرارات وتوجيهات المجمع الابرشي الذي عَقَدَ جلسته الثانيَة والأخيرة بحضورنا يوم 18 كانون الثاني (يناير) 2005.
17- ندعو المؤمنين عموماً في كلّ رعايانا إلى المشاركة في سنة الإفخارستيّا، وأن يكتشفوا جمال الصمت والهدوء والتأمل والخشوع في الكنيسة أثناء القداس والصلوات الطقسيّة ويشاركوا فيها بحرارة.
18- ندعوا بخاصة الشباب إلى اكتشاف أهميّة الصمت والإصغاء في عالم صاخب. وهم مدعوون إلى المشاركة في كلّ المبادرات المذكورة في هذه الرسالة.
19- كما ندعوا اخوتنا الكهنة لكي يشركوا الأطفال بسنة الإفخارستيّا ويساعدوهم على اكتشاف الصلاة الطقسيّة والسجود والعبادة والاختلاء.
20- نقيم في أبرشية دمشق " سنة سرّ الزواج " في إطار فعاليات المجمع الأبرشيّ الدمشقيّ. ولهذا فإننا ندعو العائلات إلى المشاركة في نشاطات سنة الإفخارستيّا. وبخاصة ندعوا إلى التوجه إلى قداس الآحاد والأعياد معاً، ( الأب والأم والأولاد). كما ندعوهم إلى تكريس أوقات للعبادة والسكوت والإصغاء والاختلاء في البيت. فيصبح البيت حقّا كنيسةً بحضور يسوع فيه كما حضر في بيت تلميذي عماوس وعرفاه عند كسر الخبز.
ليترجيا القداس الإلهي
21- حضور القداس يوم الأحد بتواتر وكل أحد! (بالرغم من أنّه ليس يوم عطلة في كلِّ بلادِنا) وتشجيع المؤمنين على الصوم القرباني قبل المناولة ولو بساعة أو ساعتين قبل بدء القداس الإلهي.
22- تقدَّم الشروحات في الوعظ وفي السهرات المذكورة أعلاه حول القداس الإلهي ورموزه.
23- يُطبِّق الكهنة بدقّة أكبر قواعد الإنعاش الليترجيّ لمساعدة المؤمنين في المشاركة في القداس الإلهي (راجع التقويم التقسي 2005 المقدمات ص 23 ـ 36 ).
24- يهتم كهنة الرعايا بأجزاء القداس التي تساعد على الاستعداد للمناولة. ومن ذلك:
- دورة القرابين ( مشاركة الشعب، والشباب والأطفال ..).
- تلاوة صلوات الاستعداد للمناولة مع الشعب.
- ذكر اسم المؤمن عند المناولة.
- التشديد على الشكر بعد المناولة.
- إمكانيّة تكريس دقيقتي صمت وشكر شخصي بعد المناولة. مثلا بعد التلاوة الجماعيّة لصلاة الشكر (أي التي تلي الطلبة: قفوا... أشكروا الرب شكراً لائقاً).
- أناشيد قربانيّة من خدمة عيد الجسد حالا بعد "إقبلني اليوم" التي ترنم مختصرة.
- وضع كاسيتات ترانيم عيد الجسدّ قبل القداس وفي ختامه.
25- الاحتفال بليترجيّا القداس الإلهي مع فئات متجانسة. يتاح فيها المجال لشروحات مناسبة ولإنعاش ملائم لكل فئة. ( يمكن استعمال كراس القداس مع الأطفال).
26- وليكن الاحتفال بالقداس أيام الآحاد والأعياد وبالصلوات الفرضيّة هو التعبير الشرقي لعبادتنا القربانيّة. وأدعوالجميع إلى أن يهملوا الساعة الدقاقة التي في يدهم! ولننهِ الكلام عن طول القداس والصلوات ! ولنقل إنّه وقت يعمل فيه للربّ! لنطرح عنا كلَّ المهام الدنيويّة لأننا نستقبل الربَّ ونحن في صحبة الربّ يسوع عمانوئيل إلهنا وصديقنا ومخلصنا.
27- لا ننسَ تعاليم الآباء عن الليترجيّا: السماء على الأرض ! ولنتعلم الذهول أمام محبّة الله، أمام الإيقونات المقدسة. ولتتميَّز صلواتنا كلّها بطابع الاحتفال والجمال. ولتكن صلاتنا بوقار وتمهل وخشوع وتأمل واحترام وبلفظ جميل وفصاحة.
28- نوصي المؤمنين بأن يحافظوا على الصمت بعد نهاية القدّاس. وليرنم الجوق بعض الترانيم الطقسيّة القربانية الافخارستية. وليخرج الجميع بهدوء وفرح من الكنيسة. وتكون السلامات والتمنيات خارج الكنيسة.
الصلوات الطقسيّة في الرعية
29- نحرض الكهنة على الاحتفال إلى جانب الليترجيا الإلهيّة، بالغروب والسحر وصلاة إحدى الساعات ظهراً مع المؤمنين في الكنائس الرعوية. ولتفتح الكنيسة ولتوضع برامج الصلوات على أبواب الكنائس وفي الأنترنت. وتقام الصلاة بمن حضر ومهما كان عدد الحضور! ولنكثّف هذه الصلوات أيام الصوم الأربعيني المقدس. فإن هذه الصلوات هي دعوة ملحة إلى التوبة والندامة وإصلاح السيرة والقداسة. وهي خير استعداد للمناولة المقدسة أيام الصوم الأربعيني.
30- نذكِّر أن رتبة قداس الأقداس السابق تقديسها وزياح القرابين السابق تقديسها في هذه الليترجية هي الطريقة الشرقية لزياح القربان المقدس!
تحريض للكهنة الشمامسة والرهبان والمكرَّسين والمكرَّسات
31- ندعو الجميع بخاصة الكهنة والرهبان والراهبات إلى اكتشاف روحانيّة صلوات القداس الإلهي والصلوات الطقسيّة، وبخاصة عواطف السجود والعبادة والخشوع والتعجّب والندامة التي تتردد كثيراً في هذه الصلوات.
32- نحرض الإكلـيركيين كهنة ورهبـاناً والراهبـات والشمامسّة على التقيّد بما يفـرضه القانون الكنسيّ العام (ق. 378 من مجموعة قوانين الكنيسة الشرقيّة) والشرع الخاص (رقم 57 – 58)، بالنسبة لإقامة القداس بتواتر لا بل يومياً. والاحتفال بالصلوات المفروضة يوميّاً وهي: صلاة السحر. وصلاة ساعة من الساعات. والغروب والنوم الصغرى. وتكريس أوقات صمت وتأمل وسجود وعبادة أثناء تلاوتها، فإنَّ هذه الاحتفالات هي من أهم أعمال دعوتهم المقدسة.
33- نحرِّض جميع الذين يخدمون في الهيكل ويمرّون بحكم عملهم أمام بيت القربان، أن يتميزوا بالوقار والاحترام. ومنهم الكهنة والرهبان والراهبات والشمامسة والقراء والقندلفتون وخدّام الهيكل ووكلاء الكنيسة.
34- نحرض طلاب الكهنوت أن يشاركوا في القداس الإلهي اليومي بالرغم من زحمة الدروس ويقيموا الصلوات الفرضيّة بإتقان مميَّز وباحترام التقاليد والمراسم الكنسيّة بدقة مقرونة بالترنيم الجميل. وندعوهم إلى ممارسة التأمل الشخصي والخلوة والعبادة في الكنيسة لكي يكتشفوا دعوتهم ويعمِّقوا قناعاتهم من خلال لقائهم بالرب يسوع.
35- نوجه هذه الدعوة نفسها إلى جميع المكرَّسين والمكرَّسات في الجمعيات العاملة في كنيستنا.
عيد الجسد وإكرام القربان المقدَّس
36- لا بدَّ من الاشارة إلى عيد الجسدّ. إنّه من أصل غربي لاتيني. ولكن كنيستنا الملكيّة أدخلته في تقويمها الطقسي بعد عيد العنصرة وألبسته حلّة شرقيّة رائعة وفريدة.
37- نحرِّض رعايانا على الاستعداد لهذا العيد والاحتفال المميّز به. وسننشر خدمة هذا العيد مع مقدمة تاريخيّة في كراس مستقل.
38- ولا نغفل ذكر عادة زياح القربان المقدس. إنَّها هي أيضاً دخيلة على طقسنا وروحانيتنا وعبادتنا الشرقيّة. ولكننا بعبقريتنا الروميّة الملكيّة الكاثوليكيّة الشرقيّة وضعنا لهذه الرتبة إطاراً شرقيّاً عبادياً تقويا لا مثيل له حتى في التقليد اللاتيني الأصيل.إننا نوصي بهذا الزياح حيث درجت عادة القيام به. كما يمكن الاحتفال بزياح القربان في الايام التي فيها تبقى الكنيسة مفتوحة للصلاة والعبادة، بحيث يقام الزياح أثناء هذه السهرة الروحيّة.
39- يوزع كراس خدمة عيد الجسد ورتبة المطالبسي على المؤمنين . ليكونا رفيقيهم في سنة الإفخارستيّا.
الخـــاتمـة
مع قداسة البابا يوحنا بولس الثاني صاحب مبادرة سنة "الإفخارستيا" ننهي هذه الرسالة: "إن أمثلة القديسين في خبرة السعادة في لقاء الرب يسوع في القربان ماثلة أمامنا. ومريم العذراء هي "أمراة إفخارستية" (الرقم 10 من الرسالة).
ومع قداستة نقول:
"إننا نتمنى أن تجد الكنيسة، وكنيستنا الرومية الملكية الكاثوليكية في أبرشياتنا البطريركية الثلاثة، وفي كل أبرشياتنا في البلاد العربية والمهاجر، أن تجد إلى جانب مريم وبحمايتها، دفعاً جديداً لأجل القيام برسالتها ولكي تكتشف أكثر فأكثر أن الافخارستيا هي الينبوع والمصدر والقمة في كل مرافق حياتها".
وننهي بنشيد جميل من أناشيد عيد الجسد الإلهي:
" أَعجَبُ العَجائِبِ كلِّها أَن يُرى الإِلهُ بجَسَد. وأَعجَبُ من ذلكَ كثيراً أَن يُشاهَدَ على الصَّليبِ مُعلَّقاً. أَمَّا مجموعُ العجائِبِ كافَّة. فهو وُجودُهُ الفائِقُ الإِدراك تحت الأَعراضِ السِّريَّة. فحقّاً أَيُّها المسيحُ إِلهُنا إِنَّكَ صنَعتَ بهذا السِّرِّ العظيمِ ذِكراً لعَجائِبكَ كلِّها.
فيا لكَ من ربٍّ رحيمٍ رؤوف. أَعطيتَ ذَاتَكَ غِذاءً لأَتقِيائِكَ. يَذكُرُونَ بهِ إلى الدَّهرِ ميثاقَكَ. ويتذَكَّرونَ موتَكَ وآلامَكَ حتَّى يوْم مجيئِكَ المجيد. فهلمَّ بنا. أَيُّها المؤمنون. نتَناولْ قوتَنا وحياتَنا. ونستقبِلْ مَلِكَنا ومُنقِذَنا هاتفين: خَلِّص ياربّ. المكرمينَ بإِمانٍ حضورك المجيدَ المُوقَّر".
القاهرة في 19/5/2005
+ غريغوريوس الثالث
بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية والقدس
للروم الملكيين الكاثوليك
- قرأت 1069 مرة