الأرشمندريت أفرام (كرياكوس)
سمعتم هذه الحادثة عن شفاء المخلع. هذا الشفاء الذي نراه كثيراً في الأناجيل وخصوصاً في إنجيل متى
فهناك قطعة ترتيلية في الكنيسة تقول:
" اشفِ يا رب نفسي المخلّعة بالخطايا الكثيرة، كما شفيت المخلّع قديماً".
هذه الترتيلة تلخّص معنى الحادثة الشفائية التي سمعتموها اليوم.
في هذا المقطع الإنجيلي ثلاث جُمل تسترعي انتباهنا. الأولى هي:
" فلما رأى يسوع ايمانهم قال للمخلع ثق يا بني مغفورةٌ لك خطاياك".
وكأنه يقول لكلّ واحد منا: ثق يا بني مغفورة لك خطاياك.
السؤال دائماً يطرح: ما هي أهمية غفران الخطايا؟ جاء يسوع المسيح لكي يخلّصنا برمّتنا جسداً وروحاً. جاء ليعطينا الشفاء التام. ماذا ينفع للانسان اذا كان جسده صحيحاً ونفسه مريضة؟
لذلك لا بد لنا ان نلتجىء إلى الرب لنطلب منه غفران الخطايا:
" ثق يا بني مغفورة لك خطاياك".
اي ان شفاءَنا يتعلّق بإيماننا. وقد شفى هذا المخلع بناء لإيمان الذين كانوا يحملونه.
تقول الجملة الأخرى:
" لكن لكي تعلموا ان ابن البشر له سلطان على الأرض ان يغفر الخطايا"
من هو هذا ابن البشر، ابن الانسان؟ هو طبعاً الرب يسوع المسيح الإله الذي أصبح انساناً لكي يخلّصنا من خطايانا. هذا ما أتى على لسان الأنبياء قديماً.
واخيراً "لما نظر الجموع هذا الشفاء تعجّبوا
ومجدّوا الله الذي أعطى الناس سلطاناً كهذا".
هذه الجملة الأخيرة هي التي تصل بهذا المقطع إلى أوجه.
تعجّبوا ومجّدوا الله أنه أعطى سلطاناً كهذا للناس. طبعاً الذي كان عنده مثل هذا السلطان هو الرب يسوع المسيح. لكن هذا السلطان أُعطي للناس أي انه لم يعط فقط للربّ يسوع ولكن لتلاميذه كلّهم، للرسل المؤمنين بالرب.
هذا السلطانَ الإلهي الذي أُعطي أيضاً للرسل وللأساقفة وللكهنة، لكلّ مؤمن عنده إيمان راسخ في الرب له هذا السلطان ان يغفر الخطايا. هذه هي العجيبة الكبرى كيف أن الربَّ يسوع الإله الإنسان أعطى هذا السلطان الإلهي للذين يؤمنون به.
بعد الرب اتى الرسل واتى التلاميذ كلُّهم وطافوا المسكونة وأخذوا يَشفون الناس بقوّتهم الإلهية بهذا السلطان. في الكنيسة أيها الأحباء نحن نجد شفاءً كاملاً لأمراضنا.
يظن الانسان المسيحي اليوم أن شفاءه يأتي عن يد الآخرين، يد الأطباء الذين لا يختصّون إلاّ بشفاء الجسد.
والرب يسوع المسيح وحده جاء ليُعطينا شفاءً كاملاً في جسدنا ونفسنا آمين
منشورات دير مار ميخائيل
|