Skip to Content

اللقاء بيسوع وصفات التلميذ و الرسول - الخوري اميل هاني

 

 اللقاء بيسوع وصفات التلميذ والرسول

Click to view full size image

الخوري اميل هاني

في هذه الاجواء الميلادية التي نعيشها نطلب من يسوع الطفل الالهي ان يتجسد في قلب كل واحد منّا، ليصير كل منّا مسيح آخر يجسّد يسوع في حياته الروحيّة والعمليّة، فيعكس وجهه لكلّ شخص يلتقي به ويكون كلّ شخص منّا تلميذاً حقيقياً ليسوع يشهد له أمام كل انسان يلتقي به حتى نمجد الله كلنا في حياتنا واعمالنا، له المجدالى الابد.
مناسبة اخرى تدعونا أمنا الكنيسة للتأمل بها والتعمق بها في هذه السنة المخصصة لبولس الرسول،
وعلى خطاه سنحاول الافادة من خبرته لنرى كيف يمكننا التشبه بخبرته وبعلاقته الشخصية بالمسيح القائم من الأموات هو الذي يكرر مراراً في رسائله (اقتدوا بي..) هذه الخبرة او هذه العلاقة الشخصية بالمسيح بدأ يعيشها بولس وهو ذاهب الى دمشق ليسلّم ويوثق تلاميذ الرب (اع ٩).
وما كان إلا أن ظهر نور المسيح فجأة أمامه، فسقط على الارض..
وسأل السؤال الذي غيّر حياته،"من انت يا رب؟" هذا السؤال كان بمثابة الحدث الاساسي في حياته، والحدث المؤسِّس لكل لاهوته وتعاليمه.
فبولس صحيح أنه كان فريسيًا وعلى اطلاع بالكتب المقدسة والانبياء وكل ما قيل عن المسيح لكنه لم يلتق به بعد هذا اللقاء الشخصي الا عندما التقاه على طريق دمشق.
وهو يدعونا اليوم الى ان نترك جانباً كل الامور التي تعلمناها عن المسيح، فنجلس على أقدامه كما كانت مريم أخت مرتا جالسة عند قدمي يسوع تستمع الى كلامه.. فانها قد اختارت النصيب الافضل الذي لن ينزع منها" (لو ١٠/ ٣٨ - ٤٢)
علينا أن نصغي اليه لنسمع كلامه ونميّز ارادته في حياتنا لنكون حقيقة سائرين على طريق التعرف اليه كما فعل بولس وغيره الكثيرين من القديسين.
سهل جداً أن اتكلم عن المسيح لكن المطلوب والصعب قليلاً هو أن اتكلم مع المسيح.
حتى نصبح كما قال يسوع اخوته الحقييين، "لأن اخوته وامه هم الذين يسمعون كلام الله ويعملون به" (لو ٨/ ٢١).

كيف التقي يسوع؟
- من خلال الكتاب المقدس، مثل تلميذي عماوس، لم تنفتح أعينهما الا لمّا شرح لهما يسوع ما جاء في الكتب حول يسوع الناصري انه يجب ان يموت ويقوم..
الكتاب المقدس يجعلني أعرف حياة يسوع ورسالته والدعوة الى التشبه به "تعلموا مني اني وديع ومتواضع القلب". والى من اراد اتباعه:
" من اراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني".
الكتاب المقدس هو كلمة الله الحيّة في كل الدهور ولكل الاجيال هو كلمة الحقّ التي تتمّ في اوانها، لأنّ الله أمين وصادق في وعوده.
الكتاب المقدس هو المكان الذي اجلس فيه مع يسوع لأصغي اليه ماذا يقول لي؟
هو المكان الذي اغوص فيه بالتأمل لمعرفة يسوع عن كثب (لو٢/ ١٩) "وكانت مرم تحفظ جميع هذه الامور وتتأملها في قلبها."
هو المكان الذي يكلّمني فه يسوع ليقول لي من هو؟ ليعرّفني عليه، هو ابن الله وابن الانسان، هو المعلّم، هو الطبيب الذي يشفي جميع أمراض البشر الجسدية والروحية، هو المخلص.
وانا اليوم في الحركة الرسولية المريمية عليّ أن أنتبه لدور الكتاب المقدس في حياتي والتزامي، على ألا يظلّ دوره محصوراً بالإجتماع الاسبوعي، بل يجب ان يرافقني في كل لحظة من نهاري في عملي، عند المساء وقبل النوم لأسعى بإلتزامي الى عيش الكتاب المقدس، والى تجسيده والشهادة ليسوع بكل موقف من حياتي.

- ألتقي بيسوع من خلال الاسرار خاصة سرّ الافخارستيا الذي من خلاله يتحدّ بي يسوع وانا أتحدّ به فيقدّس جسدي ويطهّر نفسي ويجعلني أترسّخ أكثر فأكثر بهذه الكرمة التي أشكّل غصناً اخضراً ومثمراً فيها.

- ألتقيه في سرّ التوبة الذي من خلاله يظهر لي الرب حنانه وعطفه ورحمته وغفرانه ومسامحته مهما كانت جسامة خطيئتي، يغمرني كما غمر الابن الضالّ دون أن يحسب لي خطاياي ودون أن يلومني أو يعاتبني.

- ألتقي بيسوع من خلال الآخر: "كلّ ما فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فلي قد فعلتموه"، وعليَّ أن أجعل الآخر يلتقي بيسوع أيضاً من خلالي.

- في سرّ المعمودية التي من خلالها ألبس المسيح، كما قال بولس الرسول: "أنتم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح"، وأتخلّق بأخلاق المسيح، فيصبح بإمكاني القول مع بولس:"لست أنا الحيّ بل المسيح حيٌّ فيّ" (غل٢/ ١٩ - ٢٠).
لأنّ المعمودية تدعوني إلى أن أسير سيرة تليق بها تاركاً الانسان القديم مع كل ما فيه من ضعف وخطيئة وبعد عن الله ولابساً الانسان الجديد
الذي هو المسيح مع كل ما فيه من نِعَم ومواهب إلهية، لأنّنا لم نعد تحت حكم الخطيئة بل في حكم النعمة. لم نعد عبيداً للخطيئة بل ابناءً لله الآب واخوة ليسوع المسيح وهياكل للروح القدس. علينا ان نحافظ على نعمة الله التي فينا.

- الصلاة الفردية والجماعية

الهدف من هذا اللقاء الشخصي بيسوع:
- التلمذة الدائمة ليسوع، كل يوم نكتسب ونتعمّق أكثر في معرفتنا له، لا يمكننا الاكتفاء بكمّ معيّن وكانّه فترة تحصيل علمي ٣ - ٤ سنوات، انما هو إكتساب يوميّ ولقاء يوميّ بيسوع، "سيروا الى العمق."
و الثمار المرجوة من هذه العلاقة الدائمة بيسوع، الشجرة الصالحة تثمر ثماراً صالحة، واذا كنت غصناً في الكرمة عليّ أن استمدّ الغذاء من الأصل الذي هو المسيح وأصِل به الى الفروع كما العضو في الجسد أيضاً عليه ان يقوم بمهامه لينمو الجسد ولا يكون فيه خلل.
- الغيرة الرسولية:" الويل لي ان لم ابشّر" (١كور ٩ / ١٦) هي هذا الاندفاع الذي يجب أن يكون عند الرسول، وسعيه وعمله الجديّ لخلاص النفوس.
هي نتيجة حتمية لمحبتنا للمسيح وللقريب، علينا أن نفعل ما يفعل يسوع وان نحبّ كما أحبّ يسوع، بذل الذات والانفتاح على حاجات ونقص الآخرين، وعدم الانكماش والانغلاق على الذات.
علامات الغيرة الرسولية:

١- انها نقيّة عفيفة: منزّهة عن كلّ عيب، تعمل بروح المحبة (١ كور ١٣) دون غضب أو حسد.عندما نشعر بانفعال ما ينبغي الا نقرر شيئاً حتى نعود الى الهدوء.

٢- مسالمة: روح يسوع روح سلام وطمأنينة ومن يقبل اليه ويحمل نيره يستريح ويجد السلام. هكذا ينبغي أن تكون غيرتنا ليّنة محبّة توحي الايمان والنيّة السليمة بعيدة عن القساوة.

٣ - متواضعة: أي أن يصبر الانسان على ضعف الآخرين ويكون عنده الصبر في تقويم اعوجاجهم كالمعلم الإلهي.

٤- منفتحة للمشورة الصالحة: لا يكتفي الانسان بما يعرفه بل يستعين بخبرة غيره ويأخذ رأيه بالإعتبار، ويعترف بجميل من يؤازره.

٥- مجرّدة: لا يقصد الرسول من خلالها الا مجد الله فقط "لي أن أنقص وله أن ينمو".

صفات الرسول:
- ان يكون أداة طيّعة بين يديّ الله.
- أن يكون تقيّاً: يحبّ الصلاة، يتحدّ بالله كل حين، ليستطيع أن يؤثّر في النفوس بأقواله وأعماله فتصبح حياته شهادة حيّة عن المسيح.
- أن يعيش التضحية والكفر بالذات ليستطيع أن يثبت ويتحدّ بالمسيح ويخلّص النفوس. (كيف يستطيع الرسول أن يكون فادياً مع المسيح بدون تضحية).
- أن يكون حكيماً كي يحسن تطبيق مبادئ الانجيل على بيئة ومحيط خاص، ويعرف أنه أخ وخادم ورسول الى النفوس.
- أن يكون مجرّداً: يعمل لمجد الله وبآسمه ،لا بإسمه هو، ولا يقصد من رسالته جاهاً أومالاً.
- أن يثق بالله، يتكل عليه ويعمل عمله مع البشر, هو من يؤمن بمواعيد الرب وقوة نعمته، وهو من يسير وراء المسيح من دون خوف، هو من يشتغل في كرم الرب ويترك الحصاد لغيره

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +