في غَضبِكَ، يِا رَبِّ، لا تُوَبِّخْني و في سُخطِكَ لا تُؤَدِّبْني ( مز 6 /2)
الصيد العجائبي - الخوري اميل هاني
الصيد العجائبي
الخوري اميل هاني
مقدمة
في هذه القطعة من إنجيل لوقا، ينطلق اللإنجيلي من خبر مرقس (١/١٦-٢٠) حيث يدعو يسوع التلاميذ الأولين. لكن لوقا يُظهر يسوع في مكان قفر وكأنه يستعد للبشارة بملكوت الله.
كما ويعطي لوقا هذا النص بُعداً كنسياُ، يظهر فيه بطرس مع ضعفه و خطيئته، بفضل النعمة، في وسط العمل التبشيري، الذي يريد يسوع من خلاله أن يطال كل البشر ليجذبهم الى الكنيسة.
كما وينقلب دور التلاميذ من صيادي سمك الى صيادي بشر، يصطدون الناس للخلاص ويجمعونهم من كل اللأنحاء، كما تجمع الشباك أصناف عديدة من السمك إذاُ الكنيسة تمزج أولاُ من تعليم يسوع، ومن عمل الرسل فيما بعد.
كما ويعطي لوقا هذا النص بُعداً كنسياُ، يظهر فيه بطرس مع ضعفه و خطيئته، بفضل النعمة، في وسط العمل التبشيري، الذي يريد يسوع من خلاله أن يطال كل البشر ليجذبهم الى الكنيسة.
كما وينقلب دور التلاميذ من صيادي سمك الى صيادي بشر، يصطدون الناس للخلاص ويجمعونهم من كل اللأنحاء، كما تجمع الشباك أصناف عديدة من السمك إذاُ الكنيسة تمزج أولاُ من تعليم يسوع، ومن عمل الرسل فيما بعد.
1- النص لوقا (٥/١-١١)
١- حدث وإذ كان الجمع يزدحم عليه و يسمع كلمة الله و هو كان واقفاًعند بحيرة جنيسارت
٢- فرأى اثنتين سفينتين واقفتين عند البحيرة ، والصيادون قد خرجوا منهما وغسلوا الشباك.
٣- فدخل إلى إحدى لسفينتين،التي كانت سمعان، سأله أن يبعد عن البّر قليلاً، جلس ثمّ من السفينة يعلّم الجموع.
٤- ولّما فرغ من الكلام، قال لسمعان: ابعد إلى العمق و ألقوا شباككم للصيد.
٥- فاجاب سمعان قال: يا سيّد كلّ ليل قد تعبنا ولم نأخذ شيئاُ، و لكن على كلمتك أٌلقي الشباك
٦- و ذلك لما فعلوا أمسكوا سمكاُ كثيراً جداً، صارت تتمزق فالشباكهم .
٧- فأشاروا إلى شركائهم في السفينة الأخرى أن يأتوا يساعدوهم، فأتوا و ملأوا السفينتين حتى أخذتا في الغرق.
٨- رأى لّما سمعان بطرس خرّ عند ركبتيّ يسوع قائلاً: أخرج من سفينتي، لأني رجلٌ خاطئ، يا ربّ.
٩- إذ اعترته دهشة و جميع الذين معه على صيد السمك الذي أخذوه،
١٠- كذلك وأيضاً يعقوب و يوحنا ابنا زبدى، اللذان كان شريكي سمعان، فقال لسمعان اليسوع لاتخف، من الأن الناس تكون تصطاد
١١- لّما جاؤوا بالسفينتين إلى البرّ تركوا الكل و تبعوه
2- المكان و الزمان
المكان: - شاطئ بحيرة جنيسارت حيث كان يسوع يبشّر بملكوت الله و الناس يزدحمون ليسمعوا كلام الله.
- البرّ: حيث طلب يسوع من سمعان أن يبتعد عن البرّ لكثرة زحمة الجموع و لكي يعلمهم
الزمان: في الصباح لأن سمعان يجيب يسوع في الآية ٥ " يا سيّد، كل الليل وقد تعبنا و لم نأخذ شيئاً "، و في ختام الفصل ٤ الآية ٤٢ " خرج يسوع في الصباح "
3- الأشخاص
أ- يسوع:
- كان يعلّم ويبشر بملكوت الله
- صعد إلى قارب سمعان وطلب منه أن يبتعد عن البرّ
- جلس في القارب يعلّم الجموع
- قال لسمعان : لا تخف من الآن الناس تكون تصطاد
ب- الناس: إزدحموا على يسوع ليسمعوا كلام الله
ج- الصيادون:
- كانوا يغسلون الشباك.
- كانوا يلقون شباكهم.
- أمسكوا سمكاً كثيراً.
- أشاروا إلى شركائهم أن يأتوا يساعدوهم.
- فأتوا وملأوا السفينتين حتى أخذتا في الغرق.
د- سمعان:
- إبتعد بيسوع في القارب عن البرّ.
- أجاب يسوع: " تعبنا كل الليل ولم نأخذ شيئاً "
- ألقى الشباك على كلمة يسوع
- خرّ عند ركبتي يسوع قائلاً: أخرج من سفينتي لأني رجلُ خاطئ
4- يعقوب و يوحنا:
- إعترتهما الدهشة
- شريكا سمعان
5- دراسة النص
أ- يسوع يعلّم:
في هذا الجزء يركزّ لوقا الإنجيلي على زمن المسيح، مهملاً التحديدات الكرونولوجية. كما و يركزّ على الوعد المعطى لسمعان وعلى النداء الموجَّه إلى الرسل الثلاثة، مُظهراً البعد الإكليزيولوجي و الكرازي لبطرس و المهمة الرسولية.
يظهر المسيح في هذا الجزء الأول معلماً في كل عظمته و في علاقة توحّده بالكنيسة.
يظهر المسيح في هذا الجزء الأول معلماً في كل عظمته و في علاقة توحّده بالكنيسة.
يسوع يعلُن ويعلّم كلمة الله و الجموع تسمع ككنيسته وتتجاوب مع نداءه. يقف يسوع على الشاطئ وقوف القائم من الموت، لكن في الوقت عينه وقفة المعلّم الذي يعلن كلمة الله. وهو يوشن كرازة الرسل التي هي آمتداد لكرازته.
بُعد القارب عن الشاطئ يعطي نهايةً ليسوع و كأنه منبر الوعظ.
ب- أمر يسوع و المعجزة:
كلمة يسوع، " سرّ إلى العمق و ألقوا شباككم للصيد "، بعد أن تعبوا الليل كلّه و لم يصطادوا شيئاً، صنعت المعجزة فأصابوا كماً كبيراً من السمك حتى كادت شباكهم تتمزّق، و أومأوا إلى شركائهم ليأتوا و يساعدوهم.
الخضوع لكلمة يسوع من قِبَل بطرس مثال يقتدي به كل مسؤول في الكنيسة.
كما ويركز على الوجهة العجائبية للصيد، (كثرة السمك تمزق الشباك، الحاجة إلى المساعدة...) والإنجيلي يريد أن ينقل القارئ من مستوى إلى آخر، من يد السمك إلى صيد البشر و العمل الرسولي. وهذا الصيد العجائبي أعطى الشجاعة و الثقة من أجل المهة الرسولية، فقدرة يسوع التي بها حوّل الصيادين إلى تلاميذ لا ترتبط بكلمته وحدها، بل بالعمل الذي به برهن عن سلطته.
ج- نتيجة المعجزة و الوعد لسمعان بطرس:
سجد سمعان بطرس أمام يسوع معترفاً به إلهاً، كما و أصابته الدهشة هو و التلميذين اللذين معه. وأعترف أمام يسوع بخطيئته. يعطى سمعان إسم بطرس دلالة على المستقبل الذي يدل عليه هذا اللقب.يتوجّه سمعان إلى يسوع بلفظة "الرّب" (كيريوس).
يُبرز لوقا هذا التناقض الذي عاشه بطرس في حياته، من إتباع ليسوع و خيانته له، لذلك يُظهِر ناحية خطيئة سمعان بطرس في هذا النص، لما قال: "تباعد عني يا رّب أنا رجل خاطئ".
حضور يعقوب و يوحنا، يتبيّن كشريكان لبطرس و هذا يرسم التعاون الذي سيقوم لاحقاً بينهم في الكنيسة.
شجّع يسوع سمعان الذي استولت عليه الرعدة و أعلن له مستقبله الرسولي. سجد سمعان أمام الرب
و كأنه ملاك يتراءى للبشر:"لا تخف". إتّباع يسوع يتطلّب الإنتقال من صياد للسمك إلى صياد للبشر لكي يجمعهم في شباك الكنيسة.
يركز لوقا على آنية الحدث الذي يركز على معجزة يسوع و نتيجة طاعة سمعان لكلمة يسوع(من الآن...).
نتيجةً لكلام يسوع و دعوته، و كردة فعل عليها،"تركوا كل شيء و تبعوه".
كما و ربط لوقا أىساس رسالة بطرس بالوظائف التي نالها من كلمات المسيح القائم من الموت.
كما ويركز على الوجهة العجائبية للصيد، (كثرة السمك تمزق الشباك، الحاجة إلى المساعدة...) والإنجيلي يريد أن ينقل القارئ من مستوى إلى آخر، من يد السمك إلى صيد البشر و العمل الرسولي. وهذا الصيد العجائبي أعطى الشجاعة و الثقة من أجل المهة الرسولية، فقدرة يسوع التي بها حوّل الصيادين إلى تلاميذ لا ترتبط بكلمته وحدها، بل بالعمل الذي به برهن عن سلطته.
ج- نتيجة المعجزة و الوعد لسمعان بطرس:
سجد سمعان بطرس أمام يسوع معترفاً به إلهاً، كما و أصابته الدهشة هو و التلميذين اللذين معه. وأعترف أمام يسوع بخطيئته. يعطى سمعان إسم بطرس دلالة على المستقبل الذي يدل عليه هذا اللقب.يتوجّه سمعان إلى يسوع بلفظة "الرّب" (كيريوس).
يُبرز لوقا هذا التناقض الذي عاشه بطرس في حياته، من إتباع ليسوع و خيانته له، لذلك يُظهِر ناحية خطيئة سمعان بطرس في هذا النص، لما قال: "تباعد عني يا رّب أنا رجل خاطئ".
حضور يعقوب و يوحنا، يتبيّن كشريكان لبطرس و هذا يرسم التعاون الذي سيقوم لاحقاً بينهم في الكنيسة.
شجّع يسوع سمعان الذي استولت عليه الرعدة و أعلن له مستقبله الرسولي. سجد سمعان أمام الرب
و كأنه ملاك يتراءى للبشر:"لا تخف". إتّباع يسوع يتطلّب الإنتقال من صياد للسمك إلى صياد للبشر لكي يجمعهم في شباك الكنيسة.
يركز لوقا على آنية الحدث الذي يركز على معجزة يسوع و نتيجة طاعة سمعان لكلمة يسوع(من الآن...).
نتيجةً لكلام يسوع و دعوته، و كردة فعل عليها،"تركوا كل شيء و تبعوه".
كما و ربط لوقا أىساس رسالة بطرس بالوظائف التي نالها من كلمات المسيح القائم من الموت.
الخاتمة
من خلال قراءتنا لهذا النص المأخوذ من الإنجيلي لوقا، رأينا البعد الإكليزيولوجي، الكنسي لهذا النص الذي تأسس على كلام يسوع و حضوره، و من خلال التفاعل مع كلمته. ل
قد تأسست الكنيسة من خلال المهمة التي سلمها يسوع إلى بطرس و رفاقه في الرسالة،لكن الكنيسة تحتاج دائماً إلى قدرة و نعمة الرّب لتستطيع القيام بعملها الرسولي حتى نهاية العالم.
المراجع
- " إزائية الأناجيل الأربعة " إعداد الخوري بولس الفغالي، نعمة الله الخوري، يوسف فخري، لبنان ١٩٩٦.
- الخوري بولس الفغالي في سلسلة دراسات ببلية، الرابطة الكتابية، الفصل السادس و العشرون، ص . ٣٢٦-٣٣٣ .
- الكتاب المقدس، العهد الجديد
قد تأسست الكنيسة من خلال المهمة التي سلمها يسوع إلى بطرس و رفاقه في الرسالة،لكن الكنيسة تحتاج دائماً إلى قدرة و نعمة الرّب لتستطيع القيام بعملها الرسولي حتى نهاية العالم.
المراجع
- " إزائية الأناجيل الأربعة " إعداد الخوري بولس الفغالي، نعمة الله الخوري، يوسف فخري، لبنان ١٩٩٦.
- الخوري بولس الفغالي في سلسلة دراسات ببلية، الرابطة الكتابية، الفصل السادس و العشرون، ص . ٣٢٦-٣٣٣ .
- الكتاب المقدس، العهد الجديد