فليعط كل امرئ ما نوى في قلبه، لا آسفا ولا مكرها. لأن الله يحب من أعطى متهللا (2كور 9 /7)
الصلاة - الموقع الرسمي لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس
الصـــــــلاة
قال الرب يسوع: «اسألوا تُعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يفتح لكم لأن كلَّ من يسألُ يأخذُ ومن يطلبُ يجدُ ومن يقرعُ يفتحُ له» (مت 7: 7و8).
«الحق الحق أقول لكم كل ما تطلبون من الآب باسمي يعطيكم» (يو 16: 23)
أعيروا آذانكم يا جميع عابري طريق الحياة الدنيا، يا من أتعبتكم تكاليف الحياة المختلفة، وأقلقتكم همومها المتنوعة الكثيرة،
فإن الرب يسوع يصف لكم الدواء لهذا الداء وهو أن ترفعوا الصلوات إلى الآب السماوي باسمه، ويعدكم بأن تستجاب طلباتكم الحارة إذا قدمتموها إليه تعالى بالإيمان المتين الذي يعرّفه الرسول بولس قائلاً:
«وأما الإيمان فهو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى»(عب11: 1)
والإيمان باللّـه هو الاعتراف بالفكر والقلب واللسان بوجوده تعالى وبكل الحقائق الإيمانية التي أعلنها لنا ابنه الحبيب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح.
فاسكبوا إذن نفوسكم وقلوبكم وعقولكم أمامه بتواضع ووداعة وتوبة نصوح وندامة كاملة على كل ما اقترفتموه من الذنوب، فيتغمّد اللّـه خطاياكم ويريحكم من أتعابكم مبتهجاً بعودتكم إليه تائبين،
مثلما ابتهج والد الابن الضال بعودة ابنِه إليه تائباً فغفر له تمرّده وتبديده أمواله في عيشة الترف والخطية، وقبِل توبته واعترافه بخطيته لما قال لأبيه بحزن وندامة وأسف:
«يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقاً بعد أن ادعى لك ابناً، فقال الأب لعبيده أخرجوا الحلّة الأولى وألبسوه، واجعلوا خاتماً في يده، وحذاء في رجليه، وقدّموا العجل المسمّن واذبحوه فنأكل ونفرح لأن ابني هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد فابتدأوا يفرحون»(لو15: 21 ـ 24).
ولكي يشجعنا الرب يسوع على المثول أمام الآب السماوي كأبناء له بالنعمة والتضرّع إليه تعالى باسم ابنه الحبيب، وعبادته بالروح والحق
وتفريغ شحنة همومنا الكثيرة قدامه، علّمنا أن ندعو أباه السماوي قائلين:
«أبانا الذي في السموات» لنخاطبه بدالة البنين، وعقد الرب يسوع المقارنة بين صلاح الآب السماوي وبين عاطفة الأب البشري تجاه أولاده قائلاً:
«أم أيّ إنسان منكم إذا سأله ابنه خبزاً يعطيه حجراً وإن سأله سمكة يعطيه حية، فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة فكم بالحري أبوكم الذي في السموات يهب خيرات للذين يسألونه»(مت7: 9 ـ 11).
أيها الأحباء:
مما لا يختلف به مؤمنان، وقد سارت به الركبان، أن الإنسان منذ بدء وجوده ينازل إبليس وجنده في حرب ضروس، وبهذا الصدد يحثّنا الرسول بطرس على مقاومة عدونا إبليس بقوله:
«اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو فقاوموه راسخين في الإيمان عالمين أن نفسَ هذه الآلام تُجرى على إخوتكم الذين في العالم»(1بط 5: 8و9). فالصلاة إلى اللّـه ضرورية جداً للاستعانة به تعالى دائماً، لينقذنا من عدونا الشرس إبليس الذي يصفه الرب يسوع بقوله لليهود:
«أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا ذاك كان قتّالاً للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق»(يو8: 44).
وإبليس اللعين هذا لا يزال ينصب لنا الفخاخ ليصطادنا محاولاً إدخالنا بالتجارب لنسقط في وهدة الخطية كما فعل بآدم أبي الجنس البشري، ولذلك علّمنا الرب يسوع في الصلاة الربية أن نطلب من الآب السماوي قائلين:
«لا تدخلنا بالتجربة لكن نجنا من الشرير».
وقد أعلن لنا الرب يسوع محبة اللّـه لنا بقوله:
«لأنه هكذا أحبّ اللّـه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية»(يو3: 16).
فالرب يسوع قد فدانا بدمه الكريم وأعطانا الغلبة على إبليس، فإذا واظبنا على تقديم الصلاة إلى الآب السماوي باسم ابنه الحبيب يسوع المسيح الذي جرب مثلنا في كل شيء ما عدا الخطية والذي أعطانا الغلبة على إبليس
لا بد أن يكون الرب معنا في صراعنا مع إبليس فنظفر على عدو اللّـه والبشر بقوة الرب يسوع الذي يوصينا قائلاً: «اسهروا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف»(مت26: 41).
كما يقول عن بعض أجناس الأبالسة الذين يدخلون البشر ويعذّبونهم:
«وأما هذا الجنس فلا يخرج إلاّ بالصلاة والصوم»(مت17: 21).
فما أقوى الصلاة التي يصلّيها المؤمن التائب بل البار برفع قلبه وعقله ونفسه إلى السماء فتدخل أمام عرش العظمة كبخور طيب الرائحة وتستجاب.
وفي صدد قوة الصلاة، يلقي علينا الرسول يعقوب درساً خالداً بقوله:
«طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها. كان إيليا إنساناً تحت الآلام مثلنا وصلّى صلاة أن لا تمطر فلم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر، ثم صلّى أيضاً فأعطت السماء مطراً وأخرجت الأرض ثمرها»(يع5: 16 ـ 18).
فعندما يرفع المؤمن قلبه ونفسه وعقله إلى اللّه بإيمان متين ورجاء وطيد ومحبة خالصة، يسمع اللّه صلاته ويغفر له ذنوبه بعد أن يكون قد سامح من أخطأ إليه.
فهذا العشار التائب الذي صلّى إلى اللّه في الهيكل بتواضع وانسحاق القلب وقد وقف بخشوع وهو يقرع صدره قائلاً: «اللهم ارحمني أنا الخاطئ»، يقول الرب يسوع عنه: «أقول لكم إن هذا نزل إلى بيته مبرراً»(لو18: 13و14).
وهذا اللص التائب الذي صلب مع الرب يسوع وأعلن إيمانه به وهو على الصليب ورفع صلاته إليه برجاء وطيد قائلاً: «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك»(لو23: 42)
استجيبت طلبته حالاً واستحق أن يسمع وعد الرب الصادق قائلاً له:
«الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس»(لو23: 43).
وأما إذا لم تستجب صلاتنا، فلنفحص نفوسنا إن كنا قد قدّمنا الصلاة بإيمان أم لا
وإن كنا قد تبنا إلى ربنا الذي لا يقبل صلاة الخاطئ إلاّ في حالة واحدة هي عندما يطلب الخاطئ المغفرة من اللّـه بتوبة صادقة، وبدموع ساخنة
وعزم على ألاّ يعود إلى الخطية. وقد لا يستجيب اللّـه صلاتنا لأن في استجابتها ضرراً لخلاص نفوسنا، وهو أدرى بما ينفعنا.
كما قد يتمهّل الرب باستجابة صلاتنا لإظهار قوة إيماننا بقدرته، ويذكر الإنجيل المقدس حادثة المرأة الكنعانية التي سارت وراء الرب يسوع عندما كان في تخوم صور وصيدا وكانت تصرخ:
«ارحمني يا سيد يا ابن داود ابنتي مجنونة جداً»(مت15: 22) فلم يجبها الرب حالاً بل تمهّل كأنه لا يريد أن يلبّي طلبها وذلك ليظهر للجمهور قوة إيمانها
فكانت بلجاجة وثبات تواصل الصراخ، وبعد أن كلّمها، تبيّن للناس من جوابها له أنها كانت ثابتة على الإيمان به، وقد أجابته بتواضع وحكمة
فمدح الرب إيمانها وشفى ابنتها المجنونة. فهي قدوة لنا لنصلي بلا فتور. وإذا اعترضنا على ما يجري لنا في الحياة من تجارب فيكون ذلك بتواضع وحكمة ونحن نقول: لتكن مشيئتك يا رب.
وقد علّمنا الرب يسوع الصلاة بمثاله إذ كان له المجد ينفرد بالآب السماوي كل يوم مرات عديدة بصلوات حارة، وعندما كان الرب يسوع يصلّي كانت صلاته مناجاة الذات للذات فهو والآب واحد في الجوهر وهو في الآب والآب فيه كما قال هو عن نفسه (يو14: 10).
وعندما سأله تلاميذه مرة أن يعلّمهم الصلاة، علّمهم أن يتوجّهوا بالصلاة إلى الآب السماوي قائلاً: «متى صلّيتم فقولوا أبانا الذي في السموات» (مت6: 9 ـ 13 ولو11: 1 ـ 4). وعلّمهم وعلّمنا الصلاة التي ندعوها الصلاة الربية المختصرة جداً،
والتي جعلها نموذجاً لنا نقيس به طلباتنا التي نقدمّها للّه تعالى، وقد ضمّنها مواضيع الصلاة التي تشمل شكر اللّه تعالى على نعمه التي يسبغها علينا دائماً، وتمجيد اسمه القدوس،
وطلبتنا إليه ليسدّ لنا حاجات النفس والجسد، وهكذا نعبده بالروح والحق.
فعلينا أن نواظب على الصلاة الجمهورية في الكنيسة المقدسة مع المؤمنين كافة، والاشتراك بالقداس الإلهي، كما وأن نقتدي بآبائنا الميامين بإقامة الصلاة في دورنا صباح مساء لأفراد العائلة كافة،
إلى جانب صلواتنا الفردية، لنستمرّ على الاتصال بإلهنا العظيم ونستمدّ منه تعالى القوة والحكمة والظفر على عدونا إبليس وجنده والحماية من أتباعه البشر الأشرار. وحيث أننا بحاجة إلى أن نعرف إرادة ربنا
علينا أن نواظب على قراءة الكتاب المقدس وننصت جيداً لنسمع وصايا ربنا يسوع المسيح بتقوى ومخافة اللّه، ونعمل بها، ونتجنب نواهيه له المجد، ونقدّم له صلاة الشكر والامتنان
مؤمنين به أنه إلهنا ومخلصنا وفادينا لأنه بدون إيمان لا توجد صلاة، فكيف نصلي لمن لا نؤمن به، والرب يوصينا قائلاً: «لذلك أقول لكم كل ما تطلبونه حينما تصلون فآمنوا أن تنالوه فيكون لكم»(مر11: 24)
فإن الرب يسوع يصف لكم الدواء لهذا الداء وهو أن ترفعوا الصلوات إلى الآب السماوي باسمه، ويعدكم بأن تستجاب طلباتكم الحارة إذا قدمتموها إليه تعالى بالإيمان المتين الذي يعرّفه الرسول بولس قائلاً:
«وأما الإيمان فهو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى»(عب11: 1)
والإيمان باللّـه هو الاعتراف بالفكر والقلب واللسان بوجوده تعالى وبكل الحقائق الإيمانية التي أعلنها لنا ابنه الحبيب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح.
فاسكبوا إذن نفوسكم وقلوبكم وعقولكم أمامه بتواضع ووداعة وتوبة نصوح وندامة كاملة على كل ما اقترفتموه من الذنوب، فيتغمّد اللّـه خطاياكم ويريحكم من أتعابكم مبتهجاً بعودتكم إليه تائبين،
مثلما ابتهج والد الابن الضال بعودة ابنِه إليه تائباً فغفر له تمرّده وتبديده أمواله في عيشة الترف والخطية، وقبِل توبته واعترافه بخطيته لما قال لأبيه بحزن وندامة وأسف:
«يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقاً بعد أن ادعى لك ابناً، فقال الأب لعبيده أخرجوا الحلّة الأولى وألبسوه، واجعلوا خاتماً في يده، وحذاء في رجليه، وقدّموا العجل المسمّن واذبحوه فنأكل ونفرح لأن ابني هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد فابتدأوا يفرحون»(لو15: 21 ـ 24).
وتفريغ شحنة همومنا الكثيرة قدامه، علّمنا أن ندعو أباه السماوي قائلين:
«أبانا الذي في السموات» لنخاطبه بدالة البنين، وعقد الرب يسوع المقارنة بين صلاح الآب السماوي وبين عاطفة الأب البشري تجاه أولاده قائلاً:
«أم أيّ إنسان منكم إذا سأله ابنه خبزاً يعطيه حجراً وإن سأله سمكة يعطيه حية، فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة فكم بالحري أبوكم الذي في السموات يهب خيرات للذين يسألونه»(مت7: 9 ـ 11).
مما لا يختلف به مؤمنان، وقد سارت به الركبان، أن الإنسان منذ بدء وجوده ينازل إبليس وجنده في حرب ضروس، وبهذا الصدد يحثّنا الرسول بطرس على مقاومة عدونا إبليس بقوله:
«اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو فقاوموه راسخين في الإيمان عالمين أن نفسَ هذه الآلام تُجرى على إخوتكم الذين في العالم»(1بط 5: 8و9). فالصلاة إلى اللّـه ضرورية جداً للاستعانة به تعالى دائماً، لينقذنا من عدونا الشرس إبليس الذي يصفه الرب يسوع بقوله لليهود:
«أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا ذاك كان قتّالاً للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق»(يو8: 44).
وإبليس اللعين هذا لا يزال ينصب لنا الفخاخ ليصطادنا محاولاً إدخالنا بالتجارب لنسقط في وهدة الخطية كما فعل بآدم أبي الجنس البشري، ولذلك علّمنا الرب يسوع في الصلاة الربية أن نطلب من الآب السماوي قائلين:
«لا تدخلنا بالتجربة لكن نجنا من الشرير».
وقد أعلن لنا الرب يسوع محبة اللّـه لنا بقوله:
«لأنه هكذا أحبّ اللّـه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية»(يو3: 16).
فالرب يسوع قد فدانا بدمه الكريم وأعطانا الغلبة على إبليس، فإذا واظبنا على تقديم الصلاة إلى الآب السماوي باسم ابنه الحبيب يسوع المسيح الذي جرب مثلنا في كل شيء ما عدا الخطية والذي أعطانا الغلبة على إبليس
لا بد أن يكون الرب معنا في صراعنا مع إبليس فنظفر على عدو اللّـه والبشر بقوة الرب يسوع الذي يوصينا قائلاً: «اسهروا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف»(مت26: 41).
كما يقول عن بعض أجناس الأبالسة الذين يدخلون البشر ويعذّبونهم:
«وأما هذا الجنس فلا يخرج إلاّ بالصلاة والصوم»(مت17: 21).
فما أقوى الصلاة التي يصلّيها المؤمن التائب بل البار برفع قلبه وعقله ونفسه إلى السماء فتدخل أمام عرش العظمة كبخور طيب الرائحة وتستجاب.
«طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها. كان إيليا إنساناً تحت الآلام مثلنا وصلّى صلاة أن لا تمطر فلم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر، ثم صلّى أيضاً فأعطت السماء مطراً وأخرجت الأرض ثمرها»(يع5: 16 ـ 18).
فعندما يرفع المؤمن قلبه ونفسه وعقله إلى اللّه بإيمان متين ورجاء وطيد ومحبة خالصة، يسمع اللّه صلاته ويغفر له ذنوبه بعد أن يكون قد سامح من أخطأ إليه.
فهذا العشار التائب الذي صلّى إلى اللّه في الهيكل بتواضع وانسحاق القلب وقد وقف بخشوع وهو يقرع صدره قائلاً: «اللهم ارحمني أنا الخاطئ»، يقول الرب يسوع عنه: «أقول لكم إن هذا نزل إلى بيته مبرراً»(لو18: 13و14).
وهذا اللص التائب الذي صلب مع الرب يسوع وأعلن إيمانه به وهو على الصليب ورفع صلاته إليه برجاء وطيد قائلاً: «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك»(لو23: 42)
استجيبت طلبته حالاً واستحق أن يسمع وعد الرب الصادق قائلاً له:
«الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس»(لو23: 43).
وأما إذا لم تستجب صلاتنا، فلنفحص نفوسنا إن كنا قد قدّمنا الصلاة بإيمان أم لا
وإن كنا قد تبنا إلى ربنا الذي لا يقبل صلاة الخاطئ إلاّ في حالة واحدة هي عندما يطلب الخاطئ المغفرة من اللّـه بتوبة صادقة، وبدموع ساخنة
وعزم على ألاّ يعود إلى الخطية. وقد لا يستجيب اللّـه صلاتنا لأن في استجابتها ضرراً لخلاص نفوسنا، وهو أدرى بما ينفعنا.
كما قد يتمهّل الرب باستجابة صلاتنا لإظهار قوة إيماننا بقدرته، ويذكر الإنجيل المقدس حادثة المرأة الكنعانية التي سارت وراء الرب يسوع عندما كان في تخوم صور وصيدا وكانت تصرخ:
«ارحمني يا سيد يا ابن داود ابنتي مجنونة جداً»(مت15: 22) فلم يجبها الرب حالاً بل تمهّل كأنه لا يريد أن يلبّي طلبها وذلك ليظهر للجمهور قوة إيمانها
فكانت بلجاجة وثبات تواصل الصراخ، وبعد أن كلّمها، تبيّن للناس من جوابها له أنها كانت ثابتة على الإيمان به، وقد أجابته بتواضع وحكمة
فمدح الرب إيمانها وشفى ابنتها المجنونة. فهي قدوة لنا لنصلي بلا فتور. وإذا اعترضنا على ما يجري لنا في الحياة من تجارب فيكون ذلك بتواضع وحكمة ونحن نقول: لتكن مشيئتك يا رب.
وقد علّمنا الرب يسوع الصلاة بمثاله إذ كان له المجد ينفرد بالآب السماوي كل يوم مرات عديدة بصلوات حارة، وعندما كان الرب يسوع يصلّي كانت صلاته مناجاة الذات للذات فهو والآب واحد في الجوهر وهو في الآب والآب فيه كما قال هو عن نفسه (يو14: 10).
والتي جعلها نموذجاً لنا نقيس به طلباتنا التي نقدمّها للّه تعالى، وقد ضمّنها مواضيع الصلاة التي تشمل شكر اللّه تعالى على نعمه التي يسبغها علينا دائماً، وتمجيد اسمه القدوس،
وطلبتنا إليه ليسدّ لنا حاجات النفس والجسد، وهكذا نعبده بالروح والحق.
إلى جانب صلواتنا الفردية، لنستمرّ على الاتصال بإلهنا العظيم ونستمدّ منه تعالى القوة والحكمة والظفر على عدونا إبليس وجنده والحماية من أتباعه البشر الأشرار. وحيث أننا بحاجة إلى أن نعرف إرادة ربنا
علينا أن نواظب على قراءة الكتاب المقدس وننصت جيداً لنسمع وصايا ربنا يسوع المسيح بتقوى ومخافة اللّه، ونعمل بها، ونتجنب نواهيه له المجد، ونقدّم له صلاة الشكر والامتنان
مؤمنين به أنه إلهنا ومخلصنا وفادينا لأنه بدون إيمان لا توجد صلاة، فكيف نصلي لمن لا نؤمن به، والرب يوصينا قائلاً: «لذلك أقول لكم كل ما تطلبونه حينما تصلون فآمنوا أن تنالوه فيكون لكم»(مر11: 24)