ليس الأصحاء بمحتاجين إلى طبيب، بل المرضى ( مت 8 /12)
القديسون - المصادر الأساسية لتعاليم الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية
القديسون
1 - الاستعلان الإلهي (الوحي): أ - الكتاب المقدس، ب - التقليد؛ 2- الليتورجية؛ 3 - المجامع؛ 4 - آباء الكنيسة؛ 5 - القديسون؛ 6 - القوانين الكنسية؛ 7 - الفن المقدس (الأيقونات).
إن إيمان الكنيسة القويم وتعليمها الأرثوذكسي يظهران جليّاً في سِيَر وحياة المؤمنين الحقيقيين، وهؤلاء هم القديسون.
والقديسون هم الذين يُشاركون ويشتركون في قداسة الله - تبارك وتعالى - حسب القول الإلهي:
+ «إني أنا الرب إلهكم فتتقدَّسون وتكونون قديسين، لأني أنا قدوس» (لا 11: 44).
ويؤكِّد العهد الجديد هذه العلاقة بين قداسة الله وحتمية قداستنا هكذا:
+ «لأن هذه هي إرادة الله: قداستكم» (1تس 4: 3).
+ «لأن أولئك (آباء أجسادنا) أدَّبونا أياماً قليلة... وأما هذا (الربُّ) فلأجل المنفعة لكي نشترك في قداسته» (عب 12: 10).
+ «كما اختارنا فيه (في المسيح) قبل تأسيس العالم، لنكون قديسين» (أف 1: 4).
لذلك، فإن سِيَر وحياة القديسين تحمل شهادة لصدق وأصالة وحق إنجيل المسيح الذي هو عطية قداسة الله للبشر.
لذلك يُتلى السنكسار في الكنيسة على المؤمنين خلال قدَّاس الموعوظين، وقبل تلاوة الإنجيل، كشهادة حيَّة على ما سيُتلى على المؤمنين من كلمة الله الحية.
مواهب القداسة المتنوعة:
وفي الكنيسة مواهب متنوعة للقديسين. فبجانب آباء الكنيسة القديسين الذين نالوا كرامة من الله بسبب تعليمهم المُلْهَم من الله، فهناك أنواع مواهب مختلفة للقديسين بحسب أوجه قداستهم.
فهناك أول مواهب الروح القدس، وهي موهبة الرسولية المُعطاة لرُسُل المسيح (1كو 12: 28) الذين أُرسلوا من قِبَل المسيح ليكرزوا بالإيمان المسيحي في العالم. وهناك المبشِّرون ومنهم البشيرون الذين كتبوا الأناجيل بوحي خاص من الله. وهناك الأنبياء الذين ينالون إلهاماً مباشراً من الله ليُخاطبوا الناس بكلمة الله. هناك أيضاً المعترفون الذين عانوا وتألَّموا من أجل الإيمان، مثل القديس بفنوتيوس الذي حضر مجمع نيقية المسكوني عام 325م، وغيره. وهناك الشهداء الذين ماتوا سافكين دماءهم من أجل الاعتراف بالإيمان.
ثم هناك مَن تسمَّوا في الكنيسة باسم القديسين من بين الرهبان والراهبات أو من عامة الشعب المسيحي.
وهناك مَن تسمَّوا بـ الأبرار وهو ما يُطلق على الملوك والولاة وغيرهم من مُقدِّمي الشعب المسيحي الذين كانت لهم خدمات جليلة على الكنيسة والفقراء والمعوزين،
وعلى رجال الكهنوت. وهناك القديسون أيضاً من رجال الكهنوت، وبعض رجال الدولة والحُكَّام إذا كانوا قد سلكوا طريق القداسة، بالرغم من مناصبهم العُليا.
وليس في الكنيسة القبطية مَن يُطلق عليهم - كما بين الشعب الروسي - مُتصنِّعي الجنون، وحتى في هذه الكنيسة الروسية كان آباء الرهبنة هناك يرفضون مَن يتقدَّم من هؤلاء ليلتحقوا بالأديرة.
كما وضع القديس الروسي سيرافيم ساروفسكي هذا القانون على رهبان ديره، إذ كان لا يقبل في ديره مَن يتصنَّع الجنون.
ولكن، في الحياة الرهبانية، هناك مَن كان يُطلق عليهم مثل هذه الصفات من قِبَل مَن حولهم بخلاف الحقيقة، حينما يتفوَّق هؤلاء القديسون والقديسات في المحبة والخدمة للآخرين أو في النسك وجحد وبيع كل مقتنياتهم من أجل المسيح، مثل القديسة التي كانت الراهبات يَقُلْن عنها أنها الهبيلة، لأنها كانت تتفانى في خدمتهن (اللواتي تذكر عنهن سيرة القديس باخوميوس أنهُنَّ كُنَّ متوانيات في رهبنتهن). وقد كشف سرَّ قداسة هذه القديسة لهؤلاء الراهبات القديس بيتر المسئول عن دير الراهبات الباخوميات.
ومثل سيرة هذه القديسة التي يَرِد ذكرها أيضاً في سيرة القديس دانيال إيغومانس شيهيت. وكذلك القديس سيرابيون السبَّاني الذي باع إنجيله ورداءه ليُعطي ثمنهما للفقراء!
وقد كان كشف قداسة هؤلاء وأولئك سبب توبيخ وتأنيب لمَن هم حولهم، ليُجدِّدوا حياتهم وتوبتهم، ويسلكوا في طريق القداسة من جديد.
مَثَل لشهادة القديسين للإيمان الصحيح:
وهذا المثل يَرِد في سيرة القديس أنطونيوس بقلم القديس أثناسيوس الرسولي، حينما قال عن القديس أنطونيوس:
[إن كل الشعب تهلَّلوا حينما سمعوا أن هذا الإنسان قد حرم هرطقة أريوس المضادة للمسيحية.
وكل الشعب في مدينة الإسكندرية هرعوا معاً ليَرَوْا أنطونيوس، وحتى اليونانيون (الوثنيون) هم وكهنتهم أتوا إلى الكنيسة قائلين: إننا نريد أن نرى رجل الله، إذ هكذا كانوا يدعونه].
(أثناسيوس الرسولي - حياة أنطونيوس: 69)
وكان البابا أثناسيوس الرسولي قد دعا القديس أنطونيوس للنزول إلى الإسكندرية ليدحض المزاعم الكاذبة التي روَّجها الأريوسيون بأن القديس أنطونيوس يوافقهم على هرطقتهم، متمسِّحين في اسمه لكي يتبعهم الشعب المسيحي!
الإفراز والتمييز في سرد سِيَر القديسين:
وكمثل أي تعليم صحيح، فإن كتابة سِيَر القديسين العطرة، دخل فيها أيضاً بعض التأويلات والقصص غير المدوَّنة بدقة.
لذلك فإن قراءة سِيَر القديسين يجب أن تكون قراءة صحيحة، أي بحسب معايير القداسة التي أرساها الإنجيل ورسائل الرسل، وكما دُوِّنت بيد مؤرِّخين ثُقاة مثل مؤرِّخي سِيَر آباء الرهبنة الأوائل:
أنطونيوس وباخوميوس ومقاريوس ومعاصريهم، والبعض من تلاميذهم التي لم يتسرَّب إليها ما تسرَّب إلى تدوين سِيَر بعض القديسين في العصور الوسطى بعد القرن الثامن الميلادي من أخبارٍ غير صادقة أو دقيقة.
فمثلاً قد حذَّر المسيح من أنَّ صُنْع المعجزات والآيات لن يكون ضماناً للخلاص في يوم الدينونة العظيم، فسوف يصنعها أيضاً الضدُّ للمسيح والأنبياء الكذبة (مت 7: 22؛ 24: 24؛ 2تس 2: 9؛ رؤ 13: 13؛ 16: 14؛ 19: 20).
كما حدَّد القانون الرسولي بوضوح قيمة هذه المعجزات، إذ قال: ليس كل مَن تنبَّأ هو خادمٌ لله، وليس كل من يُخرج شياطين هو قديس
(القانون 50 من القوانين الرسولية الـ 71). لذلك فأخبار المعجزات ليست معياراً لقداسة القديس، بل سيرته وحرصه على حفظ وصايا الله.
وكذلك، تسرَّب إلى بعض سِيَر القديسين ادِّعاء رؤى وإعلانات بعضها يتنافى صراحةً مع التعاليم الرسولية، مثل: مخطوطة تسرد رؤيا للقديس غريغوريوس اللاهوتي، وغيرها.
فادِّعاء رؤى وإعلانات ليست معياراً لقداسة القديس. ولكن المعجزات والرؤى تأتي معياراً ثانياً أو ثالثاً بعد المعيار الأول للقداسة.
المعيار الأول للقداسة:
لذلك فإن المعيار الأول والصادق للقداسة هو: السيرة والحياة التي تتفق مع تعليم المسيح ثم تعاليم الرسل في الإنجيل؛ ومع الخبرات الروحية للقديسين الأوائل الذين شقُّوا طريق الحياة مع الله وساروا فيه،
واجتازوا صعابها وعرفوا أسرارها، ورصدوا محاذيرها وضلالات الشيطان التي يحاول أن يُضِلَّ بها السائرين فيها.
لذلك، فإن كتابة سِيَر القديسين (القدامى منهم والمعاصرين) يجب أن يكون القائم بها على وعي وعلم بمبادئ وأصول الحياة المسيحية المؤسَّسة على الإنجيل وبشهادة القديسين، ويكون قد اختبرها وعاش فيها،
وهو عالم أن سيرة حياة القديس ستكون شهادة على صدق تعاليم الإنجيل وصحة تعاليم الرسل وأصالة العقائد المسيحية.
وللأسف يقوم الآن غير الأكفاء بالترويج لسِيَر قديسين قدامى ومَن يعتبرونهم قديسين معاصرين، دون هذه المعايير التي ذكرناها،
مما يتسبَّب في تشويه معالم القداسة الحقيقية في أذهان المؤمنين ما ينطبع أيضاً على حياتهم
1 - الاستعلان الإلهي (الوحي): أ - الكتاب المقدس، ب - التقليد؛ 2- الليتورجية؛ 3 - المجامع؛ 4 - آباء الكنيسة؛ 5 - القديسون؛ 6 - القوانين الكنسية؛ 7 - الفن المقدس (الأيقونات).
إن إيمان الكنيسة القويم وتعليمها الأرثوذكسي يظهران جليّاً في سِيَر وحياة المؤمنين الحقيقيين، وهؤلاء هم القديسون.
والقديسون هم الذين يُشاركون ويشتركون في قداسة الله - تبارك وتعالى - حسب القول الإلهي:
+ «إني أنا الرب إلهكم فتتقدَّسون وتكونون قديسين، لأني أنا قدوس» (لا 11: 44).
ويؤكِّد العهد الجديد هذه العلاقة بين قداسة الله وحتمية قداستنا هكذا:
+ «لأن هذه هي إرادة الله: قداستكم» (1تس 4: 3).
+ «لأن أولئك (آباء أجسادنا) أدَّبونا أياماً قليلة... وأما هذا (الربُّ) فلأجل المنفعة لكي نشترك في قداسته» (عب 12: 10).
+ «كما اختارنا فيه (في المسيح) قبل تأسيس العالم، لنكون قديسين» (أف 1: 4).
لذلك، فإن سِيَر وحياة القديسين تحمل شهادة لصدق وأصالة وحق إنجيل المسيح الذي هو عطية قداسة الله للبشر.
لذلك يُتلى السنكسار في الكنيسة على المؤمنين خلال قدَّاس الموعوظين، وقبل تلاوة الإنجيل، كشهادة حيَّة على ما سيُتلى على المؤمنين من كلمة الله الحية.
مواهب القداسة المتنوعة:
وفي الكنيسة مواهب متنوعة للقديسين. فبجانب آباء الكنيسة القديسين الذين نالوا كرامة من الله بسبب تعليمهم المُلْهَم من الله، فهناك أنواع مواهب مختلفة للقديسين بحسب أوجه قداستهم.
فهناك أول مواهب الروح القدس، وهي موهبة الرسولية المُعطاة لرُسُل المسيح (1كو 12: 28) الذين أُرسلوا من قِبَل المسيح ليكرزوا بالإيمان المسيحي في العالم. وهناك المبشِّرون ومنهم البشيرون الذين كتبوا الأناجيل بوحي خاص من الله. وهناك الأنبياء الذين ينالون إلهاماً مباشراً من الله ليُخاطبوا الناس بكلمة الله. هناك أيضاً المعترفون الذين عانوا وتألَّموا من أجل الإيمان، مثل القديس بفنوتيوس الذي حضر مجمع نيقية المسكوني عام 325م، وغيره. وهناك الشهداء الذين ماتوا سافكين دماءهم من أجل الاعتراف بالإيمان.
ثم هناك مَن تسمَّوا في الكنيسة باسم القديسين من بين الرهبان والراهبات أو من عامة الشعب المسيحي.
وهناك مَن تسمَّوا بـ الأبرار وهو ما يُطلق على الملوك والولاة وغيرهم من مُقدِّمي الشعب المسيحي الذين كانت لهم خدمات جليلة على الكنيسة والفقراء والمعوزين،
وعلى رجال الكهنوت. وهناك القديسون أيضاً من رجال الكهنوت، وبعض رجال الدولة والحُكَّام إذا كانوا قد سلكوا طريق القداسة، بالرغم من مناصبهم العُليا.
وليس في الكنيسة القبطية مَن يُطلق عليهم - كما بين الشعب الروسي - مُتصنِّعي الجنون، وحتى في هذه الكنيسة الروسية كان آباء الرهبنة هناك يرفضون مَن يتقدَّم من هؤلاء ليلتحقوا بالأديرة.
كما وضع القديس الروسي سيرافيم ساروفسكي هذا القانون على رهبان ديره، إذ كان لا يقبل في ديره مَن يتصنَّع الجنون.
ولكن، في الحياة الرهبانية، هناك مَن كان يُطلق عليهم مثل هذه الصفات من قِبَل مَن حولهم بخلاف الحقيقة، حينما يتفوَّق هؤلاء القديسون والقديسات في المحبة والخدمة للآخرين أو في النسك وجحد وبيع كل مقتنياتهم من أجل المسيح، مثل القديسة التي كانت الراهبات يَقُلْن عنها أنها الهبيلة، لأنها كانت تتفانى في خدمتهن (اللواتي تذكر عنهن سيرة القديس باخوميوس أنهُنَّ كُنَّ متوانيات في رهبنتهن). وقد كشف سرَّ قداسة هذه القديسة لهؤلاء الراهبات القديس بيتر المسئول عن دير الراهبات الباخوميات.
ومثل سيرة هذه القديسة التي يَرِد ذكرها أيضاً في سيرة القديس دانيال إيغومانس شيهيت. وكذلك القديس سيرابيون السبَّاني الذي باع إنجيله ورداءه ليُعطي ثمنهما للفقراء!
وقد كان كشف قداسة هؤلاء وأولئك سبب توبيخ وتأنيب لمَن هم حولهم، ليُجدِّدوا حياتهم وتوبتهم، ويسلكوا في طريق القداسة من جديد.
مَثَل لشهادة القديسين للإيمان الصحيح:
وهذا المثل يَرِد في سيرة القديس أنطونيوس بقلم القديس أثناسيوس الرسولي، حينما قال عن القديس أنطونيوس:
[إن كل الشعب تهلَّلوا حينما سمعوا أن هذا الإنسان قد حرم هرطقة أريوس المضادة للمسيحية.
وكل الشعب في مدينة الإسكندرية هرعوا معاً ليَرَوْا أنطونيوس، وحتى اليونانيون (الوثنيون) هم وكهنتهم أتوا إلى الكنيسة قائلين: إننا نريد أن نرى رجل الله، إذ هكذا كانوا يدعونه].
(أثناسيوس الرسولي - حياة أنطونيوس: 69)
وكان البابا أثناسيوس الرسولي قد دعا القديس أنطونيوس للنزول إلى الإسكندرية ليدحض المزاعم الكاذبة التي روَّجها الأريوسيون بأن القديس أنطونيوس يوافقهم على هرطقتهم، متمسِّحين في اسمه لكي يتبعهم الشعب المسيحي!
الإفراز والتمييز في سرد سِيَر القديسين:
وكمثل أي تعليم صحيح، فإن كتابة سِيَر القديسين العطرة، دخل فيها أيضاً بعض التأويلات والقصص غير المدوَّنة بدقة.
لذلك فإن قراءة سِيَر القديسين يجب أن تكون قراءة صحيحة، أي بحسب معايير القداسة التي أرساها الإنجيل ورسائل الرسل، وكما دُوِّنت بيد مؤرِّخين ثُقاة مثل مؤرِّخي سِيَر آباء الرهبنة الأوائل:
أنطونيوس وباخوميوس ومقاريوس ومعاصريهم، والبعض من تلاميذهم التي لم يتسرَّب إليها ما تسرَّب إلى تدوين سِيَر بعض القديسين في العصور الوسطى بعد القرن الثامن الميلادي من أخبارٍ غير صادقة أو دقيقة.
فمثلاً قد حذَّر المسيح من أنَّ صُنْع المعجزات والآيات لن يكون ضماناً للخلاص في يوم الدينونة العظيم، فسوف يصنعها أيضاً الضدُّ للمسيح والأنبياء الكذبة (مت 7: 22؛ 24: 24؛ 2تس 2: 9؛ رؤ 13: 13؛ 16: 14؛ 19: 20).
كما حدَّد القانون الرسولي بوضوح قيمة هذه المعجزات، إذ قال: ليس كل مَن تنبَّأ هو خادمٌ لله، وليس كل من يُخرج شياطين هو قديس
(القانون 50 من القوانين الرسولية الـ 71). لذلك فأخبار المعجزات ليست معياراً لقداسة القديس، بل سيرته وحرصه على حفظ وصايا الله.
وكذلك، تسرَّب إلى بعض سِيَر القديسين ادِّعاء رؤى وإعلانات بعضها يتنافى صراحةً مع التعاليم الرسولية، مثل: مخطوطة تسرد رؤيا للقديس غريغوريوس اللاهوتي، وغيرها.
فادِّعاء رؤى وإعلانات ليست معياراً لقداسة القديس. ولكن المعجزات والرؤى تأتي معياراً ثانياً أو ثالثاً بعد المعيار الأول للقداسة.
المعيار الأول للقداسة:
لذلك فإن المعيار الأول والصادق للقداسة هو: السيرة والحياة التي تتفق مع تعليم المسيح ثم تعاليم الرسل في الإنجيل؛ ومع الخبرات الروحية للقديسين الأوائل الذين شقُّوا طريق الحياة مع الله وساروا فيه،
واجتازوا صعابها وعرفوا أسرارها، ورصدوا محاذيرها وضلالات الشيطان التي يحاول أن يُضِلَّ بها السائرين فيها.
لذلك، فإن كتابة سِيَر القديسين (القدامى منهم والمعاصرين) يجب أن يكون القائم بها على وعي وعلم بمبادئ وأصول الحياة المسيحية المؤسَّسة على الإنجيل وبشهادة القديسين، ويكون قد اختبرها وعاش فيها،
وهو عالم أن سيرة حياة القديس ستكون شهادة على صدق تعاليم الإنجيل وصحة تعاليم الرسل وأصالة العقائد المسيحية.
وللأسف يقوم الآن غير الأكفاء بالترويج لسِيَر قديسين قدامى ومَن يعتبرونهم قديسين معاصرين، دون هذه المعايير التي ذكرناها،
مما يتسبَّب في تشويه معالم القداسة الحقيقية في أذهان المؤمنين ما ينطبع أيضاً على حياتهم