فالغالب سيلبس هكذا ثيابا بيضا، ولن أمحو اسمه من سفر الحياة، وسأشهد لاسمه أمام أبي وأمام ملائكته (رؤ 3 /5)
مقالة - العذراء نموذج حي للكنيسة و للمؤمن - الاب انطونيوس مقار ابراهيم راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان
العذراء نموذج حي للكنيسة وللمؤمن
الاب انطونيوس مقار ابراهيم
راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان
تميزت حياة العذراء مريم وشخصيتها بجوانب عدة تدعونا للسير قُدماً نحوها ولنكتسب منها ما يشبع حياتنا الروحية من فضائل وعن ذلك قال القديس اغسطينوس: "لاكتساب فضائل القديسين ومساعدتهم عليك أولاً الاقتداء بهم لتكتشف كيف عاشوا ومارسوا الفضيلة في حياتهم على الارض وهم في السماء يتوسلون الى الله من أجلنا".
الدعوة مفتوحة إذا كنت من الراغبين في بناء علاقة صحيحة مع الرب بالصلاة فالعذراء تقول لنا: "أولادي اسمعوني وطوبى للذين يحفظون طرقي".
ومن أراد أن يتمثل بشخص ما، إما أن يكون على مثاله أو أقله يتشبه به، فنحن إن كنا نحب العذراء مريم، علينا اولاً أن نتشبه بها في عيش الفضائل حيث تلألات هي في كل الفضائل بدرجاتٍ سامية. خذها إذن الآن مثالاً لاكتساب التواضع والوداعة حيث لا سبيل للحصول عليهم خارجاً عن العذراء مريم النموذج الحي لهتين الفضيلتين. وأركز هنا على التواضع حيث شددّ الآباء القديسون بقولهم أن التواضع حجرالأساس للفضائل كلها. فمن دونه لا يمكن أن توجد فضيلة حقيقيّة في نفس الإنسان وإذا امتلك الانسان التواضع فهذا يعني أنه امتلك كل الفضائل والعذراء كانت تعرف نفسها جيداً وأوضحت لنا بقولها " لأنه نظر الى تواضع أمته" .
فالانسان ذو القلب النقي والمتواضع يعرف جيداً ما اكتسبته نفسه من نِعَم الرب عليه. يقول الرب في سفر الامثال 8/17 عندي الغنى والمجد والكرامة والعظمة والذين يبكرون إليّ يجدوني .
وأنت أيها الشاب ويا أيتها الشابة لكما مريم العذراء نموذج لحياة العفة والطهارة ومنها يمكنكما أن تكونا قدوةً صالحة لغيركما. ويا أيها الخادم الذي قدمت ذاتك لحياة الخدمة إن كان ينقصك شئ لتكون خدمتك صالحة وأمينة عليك أن تسرع الى العذراء مريم أم الخادم وتأخذ منها النموذج لحياة خدمة ملؤها التضحية والعطاء وإنكار الذات .
مريم أم جميع النعم والفضائل ولا طريقة لنا للحصول على ما ينقصنا سوى بالتوجه صوب العذراء وطلب منها ما يلزمنا لحياتنا في سبيل بناء ركيزة إيمانية عميقة لسيرنا نحو يسوع المسيح الطريق والحق والحياة.
ابرز الفضائل التي عاشتها السيدة العذراء: