و ليُسر بِكَ ويَفرَحْ جَميعُ الَّذينَ يَلتَمِسونَكَ و لْيَقُلْ دَومًا مُحِبّو خَلاصِكَ: اللهُ عَظيم (مز 70 : 5 )
وصـايا الله العشر: الوصية الخامسة - الأب منير سقال
بقلم: الأب منير سقال
1- قيمة الحياة الإنسانية
1- صيغة الوصية: هي نفسها في روايتي الوصايا العشر "لا تقتل" (خر20 /13- وتث5/17)؛ أو يُقصد بها القتل المتعمّد غير الشرعي، بما فيه القتل الناتج عن عدم الحذر والتأني.
2 - معنى الوصية: إن الحياة ثمينة ومقدسة وكرامة، الإنسان أنه خُلق على صورة الله ومثاله. فالقضاء عمداً على حياة القريب خطيئة تصعد صرختها نحو السماء والحياة وجود لائق بكرامة الإنسان
وكل عمل أو فعل يجعل من القريب شيئاً يكن التصرف به يندرج في خط القتل. فالله هو سيد الحياة وصائنها، والإنسان مدعو للاشتراك في حياة الله
فالحياة الأرضية موجهة نحو الحياة مع الله. فالوصية تعني: احترام الحياة والحق بالحياة وحماية الحياة.
3 - النهي عن القتل ووصية المحبة: إن المعنى الإيجابي للوصية هو ذلك الموقف الذي يتخذه الإنسان تجاه الإنسان الآخر، هو "النعم" المرتكزة على نَعَم البشر تجاه الله وعلى نعم الله تجاه البشر.
فالعدالة ومحبة الله والقريب تتجلى في أن تجري الحك وتحب الرحمة وتسير بتواضع. وصّدق يسوع هذا "وحي الإرادة الإلهية" وتعداه في رسالته بطريق تثير الإعجاب
(أريد رحمة لا ذبيحة)،
ومع يسوع يتعدى القتل الإرداء الجسدي إلى الغضب والكلام المهين.
4 - الوصية الخامسة في عصرنا: تتجه الوصية إيجابياً نحو "الحفاظ على الحياة"؛ وهذا التوجه يمس البشرية في عالم اليوم المتبدل
فالمقصود هو صيانة الحياة وتعزيزها بنوع يوافق كرامة الإنسان ويحقق العدل في معاملته.
وكل عمل أو فعل يجعل من القريب شيئاً يكن التصرف به يندرج في خط القتل. فالله هو سيد الحياة وصائنها، والإنسان مدعو للاشتراك في حياة الله
فالحياة الأرضية موجهة نحو الحياة مع الله. فالوصية تعني: احترام الحياة والحق بالحياة وحماية الحياة.
فالعدالة ومحبة الله والقريب تتجلى في أن تجري الحك وتحب الرحمة وتسير بتواضع. وصّدق يسوع هذا "وحي الإرادة الإلهية" وتعداه في رسالته بطريق تثير الإعجاب
(أريد رحمة لا ذبيحة)،
ومع يسوع يتعدى القتل الإرداء الجسدي إلى الغضب والكلام المهين.
فالمقصود هو صيانة الحياة وتعزيزها بنوع يوافق كرامة الإنسان ويحقق العدل في معاملته.
2 - العمل على ازدهار الحياة وتنظيمها
1 - ازدهار الحياة الجسدية والروحية: السؤال هو : كيف يمكننا أن ننمي الحياة ونضفي عليها أشكالاً؟ دون الإعلاء من شأن الجسد حتى العبادة، ولا الحط من كرامته إلى حدّ الاحتقار، فالإنسان، في النظرة الكتابية المسيحية، واحد بجسده وروحه، وحياته الجسدية موكلة إليه بمثابة عطية من الله.
2 - حماية الصحة وتعزيزها: وذلك في الحفاظ على المقاييس الصحية واحترام نظام الأمور. فخير الإنسان الأسمى هو في سعادته ونجاح حياته أكثر مما هو صحته (موقفنا من المعاقين: قبول الله له ودعوته إياه للحياة). فكل الأنشطة من عمل وراحة وتنشئة وفن وفكر عليها أن تُبقي الإنسان محورها وليس المال والشهرة مما يقود إلى تدمير الصحة. (الوسائل المُنشطة).
3- مخاطر الصحة والحياة
1 - الأدوية والكحول والمخدرات: الملاحظ ازدياد في عدد الأشخاص الذين يفشلون في التكيف مع واقع الحياة، ورغبة منهم وتوقهم إلى التحرر والاستقلالية يلجؤون إلى الأدوية والكحول والمخدرات، فيتعودون عليها وتغريهم فتقودهم إلى الانتحار البطيء وتدمير الذات والموت، وذلك على عكس ما تعدهم به.
فالاستخدام الطبي للمهدئات والمخدرات جائز أخلاقياً
على أن لا تصل بهم الحالة إلى وضع لا يعود فيها الإنسان سيد قواه العقلية. فمن شروط الحياة الكريمة أن يجتهد كل واحد أن يرى حدوده ويمارس الاعتدال أو التجرد. والوقاية تكون في الأٍسرة من خلال الحوار والاستشارة
والمدرسة والكنيسة من خلال فرق الشباب ونوادي العائلات و اللقاءات الشخصية والمراكز الاستشارية. فالإيمان المسيحي يمنح الرجاء الذي يحرر من الخوف واليأس والفشل، الرجاء بيسوع المسيح.
2 - مرض نقص المناعة (الإيدز Aids أو السيدا Sida): الفرد والجماعة معنيان بهذا المرض
وعليهما أن يتصرف تجاهه تصرفاً مسؤولاً مع الانتباه إلى البعد الأخلاقي للجنس وإلى قبول المجتمع الشخص المصاب وعدم معاملته بازدراء أو تمييز، وعلى المصاب الانتباه والوقاية.
3 - الانتحار: هو عمل يضع به إنسان ما حداً لحياته السؤال: هل يجوز من الوجهة الأخلاقية بشر فقدان الحياة بالانتحار؟ هل الانتحار قتل متعمد للذات؟ أليس من حقوق الإنسان الأساسية أن يكون حراً في وضع حداً لحياته؟
الانتحار هو رفض لاستمرار العيش في الحرية ورفض للذات. هو عمل يقضي على الحرية قبل الأوان. من قتل نفسه ينكر الله الذي وهبنا الحياة.
ورفض الحياة هو رفض للحرية، ورفض العيش في الحياة هو رفض لله، لذلك لا يمكن تبرير الانتحار أخلاقياً. الانتحار هو رفض لمحبة الله للإنسان وإنكار لمحبة النفس والتوق الطبيعي إلى الحياة ولواجب العدل والمحبة تجاه القريب والمجتمع. إيماننا المسيحي يقابل تمجيد الانتحار المتعمد بنظرة إلى الحياة متأصلة في الإيمان.
فإيماننا يجعلنا نثق بأن الله، في كل حالة، يستطيع أن يلتقي حياتنا من جديد.
4 - التعرض للعنف والتعذيب وعقوبة الإعدام: الدفاع عن النفس جائز أخلاقياً إذا لم يكن ممكناً رد المعتدي بغير العنف الجسدي
على أن لا يكون ثمة نية بأن يُلحق بالمعتدي الظالم ضرر جسيم تفوق نسبته الجرم الذي قام به أو بقتله، وأن لا يكون الدفاع مُحركاً بفكرة الثأر.
التعذيب: و تهديد جسيم لحياة الإنسان وكرامته. وهو أمر مرذول أخلاقياً، ويتنافى والكرامة،
الإنسانية ويولد شروراً كثيرة، ولا يخدم بأي شكل السعي إلى الحقيقة (التعذيب النفسي والجسدي).
الإعدام: استخلص من التقليد المسيحي من (رو13/4)،
حق الدولة بإصدار الحكم بالموت، متى فقد المجرم حقه بالحياة لاقترافه جرماً يستحق تلك العقوبة.
ويُعترف للعدالة البشرية بالسلطة الضرورية لإصدار حكم عادل، مما يعني، في حال حصول جريمة قتل الحكم بموت القاتل. ولكن التقليد المسيحي لا يستثني حق الدولة بإصدار عقوبة الموت كوسيلة قصوى.
انطلاقاً من الإيمان، وعلاوة على التدابير القانونية التي تحددها الدولة، على المسيحيين أن يتذكروا أن أكبر مجرم يمكنه أن يتصالح مع الله بقبوله نعمة الإقرار والتوبة. هذه الخلفية قد قوّت الاقتناع بأن المسيحيين
لا يمكنهم أن يكونوا من دعاة عقوبة الإعدام.
5 - الالتزام والتضحية بالصحة والحياة: تنهي الوصية الخامسة عن القتل وتأمر بحماية الحياة وتعزيزها، وتلفت الانتباه إلى مختلف القيم التي ينبغي أخذها بالاعتبار في حياة متوافقة مع المتطلبات الأخلاقية. فالحياة خير أسمى، إنها خير أساسي فنحن ملزمون أخلاقياً بحماية الحياة الإنسانية والمحافظة عليها، آخذين بعين الاعتبار من ضحى بحياته في سبيل خيرات
وقيم أخرى:
"ليس لأحد حب أعظم من أن يبذل ذاته عن أحبائه" (يو15/13).
على أن لا تصل بهم الحالة إلى وضع لا يعود فيها الإنسان سيد قواه العقلية. فمن شروط الحياة الكريمة أن يجتهد كل واحد أن يرى حدوده ويمارس الاعتدال أو التجرد. والوقاية تكون في الأٍسرة من خلال الحوار والاستشارة
والمدرسة والكنيسة من خلال فرق الشباب ونوادي العائلات و اللقاءات الشخصية والمراكز الاستشارية. فالإيمان المسيحي يمنح الرجاء الذي يحرر من الخوف واليأس والفشل، الرجاء بيسوع المسيح.
وعليهما أن يتصرف تجاهه تصرفاً مسؤولاً مع الانتباه إلى البعد الأخلاقي للجنس وإلى قبول المجتمع الشخص المصاب وعدم معاملته بازدراء أو تمييز، وعلى المصاب الانتباه والوقاية.
ورفض الحياة هو رفض للحرية، ورفض العيش في الحياة هو رفض لله، لذلك لا يمكن تبرير الانتحار أخلاقياً. الانتحار هو رفض لمحبة الله للإنسان وإنكار لمحبة النفس والتوق الطبيعي إلى الحياة ولواجب العدل والمحبة تجاه القريب والمجتمع. إيماننا المسيحي يقابل تمجيد الانتحار المتعمد بنظرة إلى الحياة متأصلة في الإيمان.
فإيماننا يجعلنا نثق بأن الله، في كل حالة، يستطيع أن يلتقي حياتنا من جديد.
على أن لا يكون ثمة نية بأن يُلحق بالمعتدي الظالم ضرر جسيم تفوق نسبته الجرم الذي قام به أو بقتله، وأن لا يكون الدفاع مُحركاً بفكرة الثأر.
الإنسانية ويولد شروراً كثيرة، ولا يخدم بأي شكل السعي إلى الحقيقة (التعذيب النفسي والجسدي).
حق الدولة بإصدار الحكم بالموت، متى فقد المجرم حقه بالحياة لاقترافه جرماً يستحق تلك العقوبة.
ويُعترف للعدالة البشرية بالسلطة الضرورية لإصدار حكم عادل، مما يعني، في حال حصول جريمة قتل الحكم بموت القاتل. ولكن التقليد المسيحي لا يستثني حق الدولة بإصدار عقوبة الموت كوسيلة قصوى.
انطلاقاً من الإيمان، وعلاوة على التدابير القانونية التي تحددها الدولة، على المسيحيين أن يتذكروا أن أكبر مجرم يمكنه أن يتصالح مع الله بقبوله نعمة الإقرار والتوبة. هذه الخلفية قد قوّت الاقتناع بأن المسيحيين
لا يمكنهم أن يكونوا من دعاة عقوبة الإعدام.
وقيم أخرى:
"ليس لأحد حب أعظم من أن يبذل ذاته عن أحبائه" (يو15/13).
4- حماية الحياة الإنسانية في بدايتها
1 - أسئلة ومشكلات في موضوع بداية الحياة الإنسانية: إن الكنيسة انطلاقاً من اعتقادها بأن كل حياة إنسانية لها كرامتها وقيمتها تلتزم الدفاع عن الحياة الإنسانية الضعيفة وغير القادرة على الدفاع عن نفسها، حتى قبل الولادة، فكثيرون يعتقدون أن الطفل قبل مولده لا يملك الكرامة نفسها التي له بعد مولده.
وعليه فالإجهاض وقتل الأجنة جريمتان مُنكرتان (ك ع51). فالحياة البشرية الإنسانية تبدأ لدى الإخصاب فليست هي
"شيئاً يسبق الإنسان" ولا هي "جزء من الأم" ولا "مجرد إنتاج من الزرع" ولا "حياة في صيرورة"، فمنذ الحبل نحن بإزاء حياة إنسان في بدء تكوينها وفيها مُتضمنة كل المراحل اللاحقة. فكل من يستخدم وسائل تمنع البويضة الملقحة في رحم المرأة
إنما يقضي على حياة إنسانية، لا يمكن من الوجهة الأخلاقية معادلة مثل هذه الوسائل بوسائل منع الحمل. "الطفل هو كله طفل والديه وهو كله طفل الله الخالق".
2 - حماية الحياة الإنسانية في حالات الصراع: الصراع بين عدة خيرات؛ للحفاظ على خيرات تبدو لهم مهمة أو يستحيل على الأصل التخلي عنها. مهم جداً معرفة الوقائع والمفاهيم المستخدمة معرفة جيدة؛ والتمييز بين التدابير القانونية والأحكام الأخلاقية للوصول إلى قرارات أخلاقية مسؤولة.
فالقرائن المستخدمة لوقف الحمل إنما تدل على مشكلات مطلوب حلها مثل الاغتصاب والعنف أو الحالة النفسية والاجتماعية الشاقة وصحة الأم وحياتها إن كانت في خطر وتحسين النسل والإعاقات?
فالسؤال الأخلاقي بالذات هو: هل هذه القيم على جانب كبير من الأهمية أو الضرورة الملحة بحيث ينبغي تفضيلها على الخير الأساسي الذي تشكل الحياة المُعدة لأن تبصر النور؟ هذه المشاكل لا يجوز حلها بقتل الطفل الذي تم الحبل به.
إن أدق القرائن الطبيعية وهي المتعلقة على صحة الأم قد تقلصت كثيراً نتيجة التقدم العلمي الطبي لا بل أصبحت نادرة، وفي الحالات النادرة جداً
حيث حياة الأم وحياة الطفل في الوقت عينه في خطر، وفي هذه الحالة "متى كانت في خطر حياتان يستحيل إنقاذهما معاً، يجوز من الوجهة الأخلاقية العمل على إنقاذ إحداهما على الأقل" إذ أن الهدف
هدف العمل الأساسي، هو إنقاذ الحياة.
3 - الاستشارة بشأن الجينات والفحص الذي يسبق الولادة: أسهمت هذه الاستشارات في أثناء الحمل والفحص الذي يسبق الولادة ي خفض المضاعفات، ولكن كل هذا التقدم العلمي لم تلغ مخاطر الحمل، فهناك ولادات بعاهات مردها أسباب جينية أو اختلال في تبدل الخلايا إبان فترة الحمل.
السؤال هو:
إذا تبين أن العاهة وراثية، هل يمكنهم اتخاذ مسؤولية إنجاب طفل آخر ؟ إذا تبين أن هناك عاهات وراثية في العيلة القيام بتشخيص جيني قبل الزواج
على أن لا يربط الزوجان متابعة الحمل بعد الزواج بشرط سلامة الجنين من العاهات فكل حياة إنسانية حتى المصابين بعاهة أو إعاقة هي في نظر الله جديرة بالعيش، وليست في تصرف الإنسان فكل الفحوصات والتشخيص الذي يسبق الولادة هو إيجابي في حال الاطمئنان والتدخل الطبي للحياة والمعالجة وهو سلبي في حال كان القصد منه وقف الحمل إذا تبين وجود عاهة أو مرض لدى الجنين، فالتشخيص بهدف الإجهاض مرفوض خلقياً
وهو مقبول إذا كان لحماية الطفل وإنطاقاً من القيمة الإيجابية لكل حياة بشرية. فإن قيمة الإنسان غير مرتبطة بصحته ولا بسعادته ولا بفائدته ولا بجنسه ولا بقبول والديه له، بل بكونه إنساناً وبكونه على صورة الله وبقبول الله له ودعوته إلى مستقبل أبدي.
المبدأ الأخلاقي هو احترام كل كائن بشري على أنه شخص والتصرف معه على هذا الأساس.
5- الاعتناء بالأشخاص المرضى والمحتضرين
1 - المرض والاحتضار والموت في الحياة المسيحية: حياتنا هي "فترة من الزمن مؤقتة" نختبر فيها الوجع والألم والمرض والموت ووداع الآخرين وفقدانهم. وذلك لأسباب متعددة منها جسدية ونفسية، والمرض يصيب الإنسان كله، فيشعر أن مُستبعد ومعزول عاجز ولا يفيد أحداً. ولكن هل يمكننا أن نفهم حقاً النزاع والموت؟ أمام موت طفل، أمام الكوارث والجوع والحوادث والمرض. يقول أبيقور: "إن ارهب الشرور، أعني الموت، لا يعنينا فما دمنا على قيد الحياة لا وجود لموت، وعندما يحضر الموت لا نعود في الوجود".
والتفكير المؤمن بالموت يستند إلى أن الله هو الإله الحي وأنه بكونه خالق الحياة، يجب أن تحيا خلائقه ويثبت في محبته لنا حتى في الموت لأنه "خلق كل شيء للوجود"
وهو "لا يُسر بهلاك الأحباء، (حك1/13-14).
النظرة إلى الموت من خلال الإيمان تجعل مواجهة الموت، بالنسبة للمسيحي، معنىً يقوم على التمسك بالله في الثقة والتخلي عن ذواتنا، في الموت يُمتحن إيماننا الأخير.
2 - خدمة المرضى والمحتضرين: نحن مسؤولون عن المحافظة عن الحياة والاهتمام بالصحة والصراع ضد الأمراض وشقائها وعن مرافقة المحتضرين ومساعدتهم، وهذه هي أيضاً غاية العمل الطبي وغاية الإسعافات التي يتجلى هدفها الأسمى في خير المريض في المعنى الشامل للكلمة: "عمل رحمة" السؤال الأخلاقي هو:
هل يحق للطبيب أن يفعل كل ما يستطيع الطب أن يحققه؟
هل يجب الحفاظ على الحياة وإطالتها مهما كان الثمن؟ ما هو المسموح به أخلاقياً وما هو المرفوض في نهاية الحياة؟
لا يحق لنا التصرف بالحياة الإنسانية تصرفاً مطلقاً، في أية مرحلة من مراحلها، ويحق للإنسان أن يموت بكرامة. فالميتة الميَسرة أو الموت الهنيء أو الأوتانازيا، أمر مرفوض خلقياً. أمّا الأمر المسموح به خلقياً فهو التخلي عن استخدام الوسائل القادرة على إطالة الحياة لمدة ما والتي لا تسهم إلا في إطالة آلام لا تطاق. فيترك المريض كي يموت بكرامة ولكن شرط دون أي تدخل يسبب الموت، وهذا ما يسمى بـ "الميتة الميسرة السليبة" أما "الميتة الميسرة المفتعلة"
أي التدخل المباشر في المسيرة التي تقود إلى الموت، وتأخذ شكل عمل قتل متعّمد إزاء المريض، ولو كان هذا القتل مطابقاً لأمنيته، فهذا أمر غير مسموح به أخلاقياً، وكذلك الأمر في الإهمال المقصود به وضع حد للحياة قبل الأوان.
المساعدة على الموت ضمن إطار الإسعاف تهدف إلى تسهيل موت المحتضر وإلى مساعدته على تقبل موته.
احترام النهاية المحتمة يقتضي أن نتوارى ونقتل الموت. الحياة هي عطية من الله وهي مستندة إلى الله ومرتبطة به في كل لحظة حتى نهايتها الأرضية وما بعد ذلك. إن إنهاء الحياة عن عمد يعني التصرف بها تصرفاً تاماً، وهذا غير مقبول.
المرجع
(ملاحظة: هذه الحديث هو النص المضغوط لفصل الخامس من كتاب المسيحية في أخلاقياتها" لمن يرغي في الذهاب إلى أبعد: العودة إلى الكتاب من ص 257 ? 302).
عن موقع القديسة تريزا: جمعية التعليم المسيحي بحلب
فالقرائن المستخدمة لوقف الحمل إنما تدل على مشكلات مطلوب حلها مثل الاغتصاب والعنف أو الحالة النفسية والاجتماعية الشاقة وصحة الأم وحياتها إن كانت في خطر وتحسين النسل والإعاقات?
فالسؤال الأخلاقي بالذات هو: هل هذه القيم على جانب كبير من الأهمية أو الضرورة الملحة بحيث ينبغي تفضيلها على الخير الأساسي الذي تشكل الحياة المُعدة لأن تبصر النور؟ هذه المشاكل لا يجوز حلها بقتل الطفل الذي تم الحبل به.
حيث حياة الأم وحياة الطفل في الوقت عينه في خطر، وفي هذه الحالة "متى كانت في خطر حياتان يستحيل إنقاذهما معاً، يجوز من الوجهة الأخلاقية العمل على إنقاذ إحداهما على الأقل" إذ أن الهدف
هدف العمل الأساسي، هو إنقاذ الحياة.
السؤال هو:
إذا تبين أن العاهة وراثية، هل يمكنهم اتخاذ مسؤولية إنجاب طفل آخر ؟ إذا تبين أن هناك عاهات وراثية في العيلة القيام بتشخيص جيني قبل الزواج
على أن لا يربط الزوجان متابعة الحمل بعد الزواج بشرط سلامة الجنين من العاهات فكل حياة إنسانية حتى المصابين بعاهة أو إعاقة هي في نظر الله جديرة بالعيش، وليست في تصرف الإنسان فكل الفحوصات والتشخيص الذي يسبق الولادة هو إيجابي في حال الاطمئنان والتدخل الطبي للحياة والمعالجة وهو سلبي في حال كان القصد منه وقف الحمل إذا تبين وجود عاهة أو مرض لدى الجنين، فالتشخيص بهدف الإجهاض مرفوض خلقياً
وهو مقبول إذا كان لحماية الطفل وإنطاقاً من القيمة الإيجابية لكل حياة بشرية. فإن قيمة الإنسان غير مرتبطة بصحته ولا بسعادته ولا بفائدته ولا بجنسه ولا بقبول والديه له، بل بكونه إنساناً وبكونه على صورة الله وبقبول الله له ودعوته إلى مستقبل أبدي.
المبدأ الأخلاقي هو احترام كل كائن بشري على أنه شخص والتصرف معه على هذا الأساس.
والتفكير المؤمن بالموت يستند إلى أن الله هو الإله الحي وأنه بكونه خالق الحياة، يجب أن تحيا خلائقه ويثبت في محبته لنا حتى في الموت لأنه "خلق كل شيء للوجود"
وهو "لا يُسر بهلاك الأحباء، (حك1/13-14).
النظرة إلى الموت من خلال الإيمان تجعل مواجهة الموت، بالنسبة للمسيحي، معنىً يقوم على التمسك بالله في الثقة والتخلي عن ذواتنا، في الموت يُمتحن إيماننا الأخير.
هل يحق للطبيب أن يفعل كل ما يستطيع الطب أن يحققه؟
هل يجب الحفاظ على الحياة وإطالتها مهما كان الثمن؟ ما هو المسموح به أخلاقياً وما هو المرفوض في نهاية الحياة؟
أي التدخل المباشر في المسيرة التي تقود إلى الموت، وتأخذ شكل عمل قتل متعّمد إزاء المريض، ولو كان هذا القتل مطابقاً لأمنيته، فهذا أمر غير مسموح به أخلاقياً، وكذلك الأمر في الإهمال المقصود به وضع حد للحياة قبل الأوان.