أَمَّا الَّذينَ يَطلُبونَ نَفْسي لِيُهلِكوها فلْيَهبِطوا إِلى أَسافِلِ الأَرض (مز 63 /10)
الملائكة - كنيسة مار افرام السرياني
الملائكة
تعريفهم : هي أرواح سماوية عاقلة ناطقة. خلقهم الله تعالى في بدء المخلوقات لتمجيده وتسبيحه وخدمته، كما يستنتج من (أيوب 38: 4-7).
صفاتهم: تمتاز الملائكة بعدة صفات غريبة عن الجنس البشري منها:
1- أرواح لهم أجساد هوائية لطيفة (عب 1: 7) لا ترى بالعين المجردة ولا تخضع للحاجات التي تحتاجها أجسادنا البشرية.
2-مخلوقون ليس لهم أجساد طبيعية بشرية لا يموتون ولا يشيخون ولا يمرضون. وصف الملاك الذي دحرج الحجر عن القبر بعد قيامة الرب بأن منظره كالبرق ولباسه كالثلج (مت 28: 3).
3-لا يولدون ولا يزوجون ولا يتزوجون، فالله لم يمنحهم القدرة على التناسل (مت22: 3)
4-هم أرواح خادمة (عب 1: 14).
5-الملائكة ذو إرادة حرة نستدل على من سقوط الشيطان الذي مال إلى الشر بملء حريته وإرادته (أس 14: 12-15).
6-مكانهم هو السماء ويرسلون إلى الأرض لخدمة البشر (مز 115: 16).
7-يفوق الملائكة بني البشر معرفة وعلماً وقوة وقدرة، ويعرفون الأمور المستقبلية التي لا بد من وقوعها أما الأمور المقيدة بإرادة سماوية أو أرضية فلا سبيل لهم إلى معرفتها، لأن معرفتها من خصائص الله (مز 8: 4-5).
8-أعدادهم كبيرة (مز 68: 17).
9-يعبد الملائكة الله ويسجدون له ويسبحونه باستمرار وينفذون مشيئته وأوامره، فالله غير منظور ويتصل بالإنسان بواسطة الملائكة.
رتبهم: التسمية: جاءت تسميات عامة للرتب ووردت في الكتب المقدسة وعلينا أن نأخذ بها فقط ونتمسك بها بإحكام، وتسمية الطغمات مسلمة إلينا من قبل الروح القدس لكن لجميع هؤلاء تسمية شاملة وفاعلة وهي واحدة (الملائكة).
كما أن تسمية القوات تشمل جميعهم لأنها تشمل جميع القوات التي هي في خدمة الملوك الأرضيين، وهكذا أيضاً بالنسبة إلى القوات السماوية والملك السماوي فهي قوات سماوية لملك سماوي (لو 13: 2)، وهي جنود سماوية وروحية غير هيولية (رؤ 19: 14).
الطغمات التسع ممثلة ثلاث كنائس سماوية: عليا - وسطى- وسفلى، كل كنيسة تحتوي ثلاث طغمات:
1-الكنيسة العليا تتألف من: السرافيم- الكروبيم- العروش.
2-الكنيسة الوسطى تتألف من: السادات- الأجناد- السلاطين.
3-الكنيسة السفلى تتألف من: الرئاسات- رؤساء الملائكة- الملائكة.
ومن جهة لاهوتية أخرى ترمز الرتب الثلاث إلى رتب الكهنوت المسيحي الثلاث: الأسقفية- القسوسية- الشماسية.
ومن صفات الطغمات العليا قد تحتوي الطغمات الأدنى الملائكة (لا تنعكس).
معاني أسماء الملائكة ووظائفهم: هم يسبحون دائماً، ويختلف التسبيح حسب الرتب وبالشكل التالي:
1-السرافيم: تعني الاحتراق والحرارة لكونهم أقرب المقربين إليه تعالى, وقد وصفوا بأن لديهم ستة أجنحة اثنان تغطي الوجه واثنان تغطي الأرجل وباثنان يطير بها. نوع التسبيح (قدوس قدوس قدوس رب الجنود) (اش 1: 6-3).
2-الكروبيم: تدل على اتساع المعرفة وفيض الحكمة، بواسطتهم تكمل إرادة الله ومقاصده، ويفوقون باقي الجوقات قوة واقتدار (تك 3: 24). نوع التسبيح يباركون.
3-الكراسي (العروش): تدل على الرفعة و التسامي، وترمز إلى رضا الرب وسروره بهم. والعرش يشير إلى الراحة والسمة والكرامة. نوع التسبيح يهتفون.
4-السادات: تعني الرفعة والتحرر من أي عبودية، وتدل على السمو في الكرامة والسلطان, نوع التسبيح يكرمون.
5-الأجناد (القوات): تدل على الجبروت الراسخ والبطولة التي لا تقهر. نوع التسبيح يبجلون.
6-السلاطين: تدل على حسن النظام في إقتبال الأشعة الإلهية. نوع التسبيح يمدحون.
7-الرئاسات: دالة على الرئاسة. نوع التسبيح للرئاسات يهللون.
8-رؤساء الملائكة: نوع التسبيح يرتلون.
9-الملائكة: تدل على الإرسالية والخدمة (لأن كلمة ملاك في السريانية تعني المرسل)، فهم المرسلون ويقومون بالخدمة.
ظهورات للملائكة: بعض ظهورات الملائكة التي ذكرت في الكتاب المقدس:
1-ظهور الملاك جبرائيل للسيدة العذراء (لو 1: 28).
2-دحرج الملاك الحجر من باب قبر الرب وجلس عليه بعد قيامة الرب من الأموات (يو 2: 12).
3-ظهور الملاك لزكريا (لوقا 1: 11).
بعض أعمال الملائكة:
1-الطاعة والتسليم (مز103: 20).
2-حراسة طريق الجنة (تك 3: 24).
3-حراسة الأمم والشعوب.
4-للمساعدة والدفاع عن المؤمنين (مت 26: 53).
5-تبليغ أوامر الله ونواهيه.
6-حمل أرواح الموتى.
الملاك الحارس:
شاءت عناية الله ومحبته للبشر أن يقيم تعالى لكل إنسان مؤمن ملاكاً يحرس نفسه وجسده، ويلازمه منذ بدء تكوينه في بطن أمه وإلى أن تنفصل نفسه عن جسده فتعود الروح إلى الله باريها. ويعتقد بعضهم أن الطفل وهو جنين في بطن أمه أعطيت مسؤولية حراسته إلى الملاك الحارس لأمه، وحالما يولد يُخصص له ملاك حارس. والملاك الحارس يرافق المؤمن في هذه الحياة، ويحمل صلاته إلى الله، ويتشفع به إليه تعالى، ويرشده إلى طريق الاستقامة لعمل مشيئة الله تعالى، وتجنب مواطن التهلكة.
والملاك الحارس يسكن السماء ولكن بإمكانه أن يهرع إلى الأرض بلحظات لإتمام خدمته بحراسة من أوكلت إليه حراسته. وإذا صحّ أن ننسب إلى الملائكة الانفعالات النفسية التي تطرأ علينا نحن البشر، من فرح وحزن وتعجب وغيرها، نشعر بمشاركة الملائكة البشر في ظروف حياتهم كلها. وقد قال الرب "هكذا أقول لكم يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب" (لو 15: 10). فالملائكة يحاولون إبعاد المؤمنون عن الخطيئة ويحاربون عنهم الأرواح الشريرة ويصونونهم من سهام إبليس، من المصائب والكوارث التي يثيرها ضدهم والتجارب التي يدخلونها. وذلك بالصلاة لأجلهم (مت 18: 10).
ويبقى الملاك الحارس مع المؤمن حتى انفصال نفسه عن جسده، حيث أن الملائكة يحملون نفوس الصالحين ويصعدون بها إلى العلاء (لو 11: 22).
فالملائكة يُدخلون الأرواح الطاهرة إلى فردوس النعيم، لتنضم إلى نفوس الأبرار منتظرة مجيء الرب ثانية لتتحد بأجسادها وترث معها ملكوت السماء.
وارتأى بعضهم أن أرواح الأشرار بعد مغادرتها أجسادها تحملها الشياطين إلى أماكن الظلمة لتنتظر العذاب يوم القيامة العامة حيث تنال عقابها الأبدي. وخالفهم بعض اللاهوتيين بقولهم أن الملائكة الصالحين فقط يحملون أرواح الأبرار والأشرار إلى الفردوس أو إلى الظلمة