الرَّبُّ الإِلهُ سورٌ و تُرْسٌ يَهَبُ النِّعمَةَ والمَجْد لا يَمنعُ الخيرَ عنِ السَّائرينَ في الكَمال (مز 84 /12)
الصوم والتوبة - لقداسة البابا شنودة الثالث
الصوم والتوبة
لقداسة البابا شنودة الثالث
لأن الصوم هو بلاشك فترة توبة. وتداريب التوبة كثيرة نذكر منها :
1- التركيز على نقطة الضعف أو الخطية المحبوبة:
وكل إنسان يعرف تماماً ما هى الخطية التى يضعف أمامها، ويتكرر سقوطه فيها، وتتكرر فى غالبية اعترافاته.
فليتخذ هذه الخطايا مجالاً للتدرب على تركها أثناء الصوم. وهكذا يكون صوماً مقدساً حقاً.
2- وقد يتدرب الصائم على ترك عادة ما :
مثل مدمن التدخين الذى يتدرب فى الصوم على ترك التدخين، أو المدمن مشروباً معيناً، أصبح عادة مسيطرة لا يستطيع تركها، كمن يدمن شرب الشاى والقهوة مثلاً. أو الذى يصبح التفرج على التليفزيون عادة عنده تضيع وقته وتؤثر على قيامه بمسئولياته.
كل ذلك وأمثاله تكون فترة الصوم تدريباً على تركه.
3- وقد يتدرب على تركه خطية كالغضب أو الإدانة :
وهى من الخطايا المشهورة التى يقع فيها كثيرون. وربما تشمل التداريب مجموعة من خطايا اللسان تعود الإنسان السقوط فيها، فيدرب نفسه فى الصوم على التخلص منها واحدة فواحدة.
اسكب نفسك أمام الله، وقل له: نجنى يارب من هذه الخطية. أنا معترف بأننى ضعيف فى هذه النقطة بالذات، ولن أنتصر عليها بدون معونة منك أنت، لتكن فترة الصوم هذه هى صراع لك مع الله، لتنال منه قوة تنتصر بها على خطاياك. درب نفسك خلال الصوم على هذا الصراع.
وما أسهل أن يضع أمامه آيات خاصة بالخطية :
فمثلاً يذكر نفسه كلما وقع فى خطية النرفزة بقول الكتاب : "لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع 2:1). ويكرر هذه الآية بكثرة كل يوم، وبخاصة فى المواقف التى يحاربه الغضب فيها.
ويبكت نفسه قائلاً: ماذا أستفيد من صومى، إن كنت فيه أغضب ولا أصنع بر الله؟