هذا الشعب يكرمني بشفتيه وأما قلبه فبعيد مني (مر 7 /6)
الوصايا العشر - الوصية الثالثة - الأب د. أنطون فرنسيس
لاهوت أدبي: الوصية الثالثة
بقلم: الأب د. أنطون فرنسيس
"اليوم السابع للرب إلهك..." تث 14:5
1) ما تأمر به الوصية الثالثة:
"احفظ يوم السبت وقدسه" (تث 14:5).
كانت الوصية في العهد القديم تأمر بحفظ يوم السبت وتقديسه
لأنه يوم الرب:
"واليوم السابع سبت للرب إلهك، فلا تصنع فيه عملاً، وأنت وابنك وابنتك، وخادمك وخادمتك، وثورك وحمارك،
وجميع بهائمك، ونزيلك الذي في داخل مدنك، لكي يستريح خادمك وخادمتك مثلك" (تث 14:5).
أما أسباب تقديس ذلك اليوم للرب، فهي:
1. (خر11:20): "لأن الرب، في ستة أيام خلق السموات والأرض والبحر وجميع ما فيها. وفي اليوم السابع استراح. ولذلك بارك الرب يوم السبت وكرسه".
2. (تث15:5): وأذكر أنك كنت عبداً في أرض مصر، فأخرجك الرب من هناك، بيد قديرة وذراع ممدودة. وهو لذلك أمرك بأن تحفظ يوم السبت".
تقديس السبت هو إذن تعبير احتفالي جماعي عن الإيمان الأساسي. هو إقرار عملي بأن الكيان والحياة
ومقوماتها كلها من الله خالقنا. وهو احتفال وحمد وتمجيد، وعرفان دائم بالجميل لله مخلصنا.
ارتباط الوصية الثالثة بالوصية الأولي الأساسية
إن الله هو مبدأ كياني وكل كياني تدور الوصية الأولى حول هذه الحقيقة الإيمانية الأساسية. عندما خلق الله الإنسان، أعطاه سلطاناً على سائر المخلوقات والكائنات، وطلب منه أن يُخضع الأرض، ويستثمرها خير استثمار لصالحه (تك28:1، 15:2و20).
العمل إذن من ضمن الوزنات التي أنعم بها الله على الإنسان، ليشاركه في الخلق والاهتمام بالكون.
كان على الإنسان أن يستثمر هذه الوزنة، بطاعة الإيمان والرجاء والمحبة. وكان دور الوصية الثالثة أن تجعل جوابه يزداد باستمرار عمقاً وسمواً بتقديس يوم الرب.
فبعد العمل طوال الأسبوع
يكون اليوم السابع راحة في الله. أي يقوم فيه الإنسان بمراجعة ذاته عن حياته طوال الأسبوع. وبمقدار ما يكون أميناً في هذا اللقاء مع الله، بمقدار ما يمتلئ به
ويقوم برسالته كوكيل وشاهد له، فيمتلئ بالسلام الباطني. وفي هذا تكون الراحة الحقيقية الباطنية.
وفي الحياة المسيحية اليوم، لا يكتمل تقديس يوم الرب بالاشتراك في القداس فحسب
بل يلزم تقديس اليوم كله من خلال مراجعة جميع أعمال الأسبوع الماضي في ضوء دعوة الله للمسيحي.
لذلك تلزم أن تكون الشهادة لله بالحياة، وسط العمل والتعاملات، ففي هذا اليوم يعيش المسيحي بأكمل صورة طاعته للوصية الأولى:
لأنه يوم الرب:
"واليوم السابع سبت للرب إلهك، فلا تصنع فيه عملاً، وأنت وابنك وابنتك، وخادمك وخادمتك، وثورك وحمارك،
وجميع بهائمك، ونزيلك الذي في داخل مدنك، لكي يستريح خادمك وخادمتك مثلك" (تث 14:5).
ومقوماتها كلها من الله خالقنا. وهو احتفال وحمد وتمجيد، وعرفان دائم بالجميل لله مخلصنا.
العمل إذن من ضمن الوزنات التي أنعم بها الله على الإنسان، ليشاركه في الخلق والاهتمام بالكون.
فبعد العمل طوال الأسبوع
يكون اليوم السابع راحة في الله. أي يقوم فيه الإنسان بمراجعة ذاته عن حياته طوال الأسبوع. وبمقدار ما يكون أميناً في هذا اللقاء مع الله، بمقدار ما يمتلئ به
ويقوم برسالته كوكيل وشاهد له، فيمتلئ بالسلام الباطني. وفي هذا تكون الراحة الحقيقية الباطنية.
بل يلزم تقديس اليوم كله من خلال مراجعة جميع أعمال الأسبوع الماضي في ضوء دعوة الله للمسيحي.
لذلك تلزم أن تكون الشهادة لله بالحياة، وسط العمل والتعاملات، ففي هذا اليوم يعيش المسيحي بأكمل صورة طاعته للوصية الأولى:
"أنا هو الرب إلهك".
فيجدد حبه ووعوده لله ويتذكر أمانة الله معه، وإهماله هو في بعض المواقف طوال الأسبوع. إن تقديس يوم الرب يكون بالانفتاح على الله للامتلاء منه، لأن الإنسان محتاج إلى هذا الامتلاء، ليواصل شهادته للرب طوال الأسبوع المقبل.
مفاهيم وممارسات خاطئة للوصية الثالثة.
1. الفريسية أو الحرفية الشكلية:
وهي المطالبة والاكتفاء بالتنفيذ الحرفي، بالامتناع عن أي عمل في يوم الرب
حتى إذا كان فعل الخير. وهذا ما كان يتمسك به الفريسيون. لذلك ثاروا على السيد المسيح، عندما كان يصنع خيراً يوم السبت.
واجههم المسيح بحزم، وحاول أن يرفع ضمائرهم إلى روح الشريعة:
"أيحل في السبت عمل الخير أم عمل الشر؟ إنقاذ نفس أم إهلاكها؟" (مت4:3).
أراد أن يفهمهم أن عمل الخير ليس من الأعمال العادية. إنه يرتبط بالوصية الأولى والأساسية
فهو إقرار الإيمان وشهادة عملية بمكانة الله الأولى، والله محبة.
وأعلن المسيح كمال الشريعة بقوله:
"الله جعل السبت للإنسان، وما الإنسان للسبت" (مر27:2).
وهنا يوضح يسوع كرامة وعظمة الإنسان، صورة الله ومثاله. يبقى يوم الرب مكرساً ومخصصاً لله. ويقدسه الإنسان بعمل الخير. فالرحمة قبل الذبيحة (مت8:12)
"والإنسان كم هو أفضل من الخروف. لذلك يحل عمل الخير في السبت" (مت8:12).
يقدس الإنسان يوم الرب، عندما يرجع إلى ذاته، وينفتح على الله، المبدأ الأول، وعلى القريب ليكون له شاهداً على حب الله.
2. المادية العصرية:
وفي العصر الحديث، اتجه التقديس إلى الراحة الجسدية الأسبوعية، ولو ليوم واحد في أسبوع العمل، حتى يستطيع الشخص أن يواصل عمله بنشاط في الأسبوع المقبل. ونحن لسنا ضد هذا المفهوم والتنظيم. وإنما للأسف، يتمسك ويكتفي أغلبية الناس بالراحة الجسدية وحدها، متغاضين عن حياتهم الروحية. فيصبح هنا اليوم يوم كسل وخمول
أو ترفيه عالمي، أو رياضة جسمية، وأحياناً فرصة لملذات شريرة... بينما كان يجب أن يكون فرصة لمراجعة الذات، ولأعمال مقدسة، تربطنا أطول وقت بالرب
وفي عبادة الرب احتفالياً وجماعياً، وفي أعمال الرحمة والمشاركة مع الآخرين في أعمال المحبة.
حتى إذا كان فعل الخير. وهذا ما كان يتمسك به الفريسيون. لذلك ثاروا على السيد المسيح، عندما كان يصنع خيراً يوم السبت.
"أيحل في السبت عمل الخير أم عمل الشر؟ إنقاذ نفس أم إهلاكها؟" (مت4:3).
أراد أن يفهمهم أن عمل الخير ليس من الأعمال العادية. إنه يرتبط بالوصية الأولى والأساسية
فهو إقرار الإيمان وشهادة عملية بمكانة الله الأولى، والله محبة.
"الله جعل السبت للإنسان، وما الإنسان للسبت" (مر27:2).
وهنا يوضح يسوع كرامة وعظمة الإنسان، صورة الله ومثاله. يبقى يوم الرب مكرساً ومخصصاً لله. ويقدسه الإنسان بعمل الخير. فالرحمة قبل الذبيحة (مت8:12)
"والإنسان كم هو أفضل من الخروف. لذلك يحل عمل الخير في السبت" (مت8:12).
يقدس الإنسان يوم الرب، عندما يرجع إلى ذاته، وينفتح على الله، المبدأ الأول، وعلى القريب ليكون له شاهداً على حب الله.
أو ترفيه عالمي، أو رياضة جسمية، وأحياناً فرصة لملذات شريرة... بينما كان يجب أن يكون فرصة لمراجعة الذات، ولأعمال مقدسة، تربطنا أطول وقت بالرب
وفي عبادة الرب احتفالياً وجماعياً، وفي أعمال الرحمة والمشاركة مع الآخرين في أعمال المحبة.
كيف أتصرف في ظروف المجتمع الحالي؟
قد تفرض عليّ ظروفي الواقعية، أن أذهب إلى العمل يوم الأحد. كيف أقدس إذن يوم الرب؟ أقدس يوم الرب بأن أقدم عملي لله. وأعمله بروح جديدة، بروح مختلفة عن الأيام الماضية. أقدم فيه شهادة حقيقية من خلال العمل لله. يجب أن يتحول كل يوم إلى يوم الرب.
وهنا يتقدس يوم الرب هذا بالعمل. يجب أن أعيش كل يوم، كما لو كان يوم أحد، يوم الرب. وهكذا أقدس كل أيام الأسبوع، وأجعلها شهادة حقيقية أمام الآخرين لله.
أما إذا قصرنا يوم الرب على يوم الأحد
فسوف نقع في الحرفية والفتور الروحي. وإنما يجب أن يكون ليوم الرب صبغة خاصة دائماً لأنه يوم الرجوع والارتباط الخاص بمبدأ وغاية الكيان، الأول والآخر. وهو يوم الاحتفال بالله مخلصنا لذلك غيرت المسيحية السبت إلى الأحد، الذي في تم خلاصنا بقيامة المسيح. ويمكن استثمار وقت الراحة، لإعطاء دفعة للآخرين، وتثبيتهم في الإيمان والرجاء والمحبة. وما أجمل وأنفع أن تجتمع العائلة معاً
لتعميق حياة أفرادها الروحية، وتمجيد الله معاً.
بهذا يتعمق الإيمان والرجاء والمحبة، ويزداد الارتباط بالوصية الأولى والأساسية. وهي، مع الوصية الثانية والثالثة، تزيد علاقة المسيحي بالله.
فبقدر ما يعيش بروح الوصايا والفضائل، بمقدار ما يمتلئ بالله، ويكون شاهداً صالحاً لحبه.
فبقدر ما يعيش بروح الوصايا والفضائل، بمقدار ما يمتلئ بالله، ويكون شاهداً صالحاً لحبه.