شَفَةُ الحَقِّ تَثبُتُ لِلأَبَد و لسانُ الزُّورِ إِنَّما هو إِلى حين (ام 12 /19)
قاموس المفردات الرهبانية - عائلة الثالوث القدوس - من "ج" إلى "ص"
Body (Eng.) | Corps (Fr.) | الجسد | ||
راجع لفظة قلب. |
||||
Dejection | Tristesse | الحزن | ||
يحدّدون وليس أسوأ على الإنسان من الحزن فإنه يكسر ويدعو الذهبي الفم إلى مقاومة الحزن بالصبر ودونك ما ورد في كتاب "أصول الحياة الروحية" لدير الحرف عن هذا الهوى: "... الحزن... شيطان ملحّ كَلِب |
||||
Cloister (Monastery) | Enclos (Monastère) | الحظيرة | ||
اللفظة |
||||
Sin | Péché | الخطيئة | ||
المعنى الأوّلي للفظة اليونانية (amartia) هو "الإخفاق"، أو " بصورة خاصة، "الإخفاق في إصابة الهدف"، وتالياً "إضاعة الهدف" و "الضلال"، وفي المدى الأخير "الإخفاق في تحقيق القصد الذي خُلق الإنسان من أجله". من هنا ارتباط الخطيئة بالوهم. |
||||
Exactitude | Exactitude | الدقّة | ||
هو التعبير عن مكنونات النفس بالكلمة. وهو كشف الأفكار لأحد الشيوخ. فيما بعد صارت اللفظة اليونانية تعني الإعتراف الأسراري. |
||||
Nous (Intellect) | Esprit (Intellect) | الذهن | ||
Oum (Rus.) |
يستعمل آباء الكنيسة لفظة نوس
(ذهن) بمعان شتى. وهم يشيرون، بصورة أساسية، إلى الذهن باعتباره النفس أو
طبيعة الإنسان الروحية، على حدّ تعبير القدّيس إسحق السوري. كذلك يعتبر
العديد من الآباء ان الذهن هو القلب أو جوهر النفس. وعلى وجه أخصّ يشكّل
الذهن لديهم عمق القلب، كما يقول القدّيس ديادوخوس الفوتيكي. غير انهم
يشيرون إليه، أيضاً، باعتباره "عين النفس"، كما عند القديس يوحنا الدمشقي،
أو "عضو المعاينة أو الثاوريا"، على حدّ تعبير القدّيس مكاريوس، "الذي
يستغرق في الصلاة النقيّة" (القدّيس إسحق السوري). وإذ يشير آباؤنا إلى
قوة الذهن يسمّونها "قوة النفس" (القدّيس غريغوريوس بالاماس) وقوامها
أفكار وصور مفاهيمية. غير ان الغالب هو تعريف قوة الذهن باعتبارها قوة
النفس فيما يُعرف القلب بجوهر النفس. من جهة أخرى يحدّدون الذهن بصفته
أسمى قوى الإنسان. به - شريطة ان يكون منقّى - يعرف المرء الله أو الجواهر
والمبادئ الداخلية للمخلوقات من خلال الفهم المباشر أو الإدراك الروحي.
والذهن، بخلاف العقل ،
لا يعمل على أساس صياغة المفاهيم المجرّدة والدخول في جدل وصولاً إلى
نتيجة من خلال الاستدلالات المنطقية، بل يفهم الذهن الحقيقة الإلهية
بوساطة الخبرة المباشرة والحدس أو، بما يسمّيه القدّيس إسحق السوري،
"الإدراك البسيط". يستقر الذهن في "أعماق النفس" ويشكّل من القلب، بكلام
القدّيس ديادوخوس الفوتيكي، المقوِّم الأكثر عمقاً. والذهن، هو عضو
المعاينة (ثاوريا) وعين القلب.
المرء الذهول (أو الانخطاف) حين ينفصل الذهن، بالتعاون ونعمة الله، عن
العقل والبيئة المحيطة، ويُستعاد إلى القلب. إذ ذاك، بكلام القدّيس
غريغوريوس بالاماس، "يصعد الذهن، من خلال القلب، إلى الله". خلال هذه
الحالة، يُوجد الذهن في حقل مختلف هو حقل الروح. ليس الذهول تعطيلاً
لأفعال النفس والذهن بل لأفعال الجسد وحسب، كالأكل والنوم وما شابههما.
تعني
اللفظة، لغوياً، الكفّ عن نشاط ما والراحة التعويضية والراحة بعد التعب.
الراحة، عند الآباء، مرتبطة بالحكمة والتعب والحذر. هذه تترافق. أحد آباء
البريّة قال إن الراحة لا تأتي قبل المعركة بل تتبع الظفر. الأنبا بيمين
يؤكّد انه حيثما التعب هناك الراحة. "إذا طلبنا الراحة هربت منا، وإذا
هربنا منها لاحقتنا". لنجدَ الراحة ينصحنا القدّيس دوروثاوس الغزّاوي
بالطاعة والاتضاع وعدم الثقة بالنفس ومكابدة الأتعاب واحتمال ما لا يُحتمل
ولوم النفس والثقة بالأب الروحي والامتناع عن طلب الراحة الجسدية. ويؤكّد
القدّيس برصنوفيوس ان خير وسيلة لاقتناء الراحة هو الرضى بالتجارب والجهاد.
راجع لفظة "التجربة".
رفيق القلاّية |
رفيق الراهب في قلاّيته. وقد تعني اللفظة رتبة كنسية يُعتبر صاحبها مساعداً أو مستشاراً للبطريرك أو رئيس الأساقفة. والـ هو الأول في الدار الأسقفية.
راجع لفظة قلب.
يحدّد
بعض الآباء الزنى بأنه اشتهاء مختلف الأجساد. ويحدِّدون للجسد ثلاث حركات:
واحدة طبيعية وواحدة تتأتّى من الإفراط في تناول المآكل والمشارب وثالثة
من الشياطين. فإذا لم تكن الأفكار مصحوبة بهوى فإنها لا تعيقنا في سعينا
إلى معرفة الله. هذا وهوى الزنى، للراهب، خطر جداً لأنه يتهدّد كيانه
الأصلي الذي هو البتولية والحياة الملائكية. فعليه التزام أشدّ الحرص، لا
من المناسبات وحسب بل من المطالعات والكلام والأفكار التي تجلب له الشهوة
أيضاً. وبالنسبة لأفكار الزنى، على الراهب ألا يدخل في مداولة وإياها بل
يلقي بنفسه في فكر طاهر بالكلية ويستصرخ رحمة يسوع. وعلى قدر العزم
والثبات والانتباه ووضوح الجهاد تتبدّد التجربة ويأتي السلام.
تشير
السهرانة إلى الخدمة الكنسية التي تُؤدَّى طول الليل بمناسبة أحد الأعياد
المهمّة، أو إلى صلاة الراهب الشخصية التي تستمر ساعات خلال الليل. ولفظة
عُرِّبت، عندنا، بلفظة غربنية. ولما كانت السهرانة لا تجري عادة اليوم،
إلا في بعض الأديرة، فقد صارت اللفظة تشير بخاصة، في عيد ممتاز، إلى تقديس
الخبزات الخمس والقمح والخمر والزيت خلال صلاة الغروب الكبير..
أولى
الرذائل أو الأهواء الثمانية ومبدأ الأهواء. يميِّز القدّيس اكليمنضوس
الاسكندري ثلاثة مظاهر لهذه الرذيلة: الاستعمال غير المعتدل للأطعمة
اللذيذة، وما يسمّيه جنون البطن، وأخيراً جنون الحلق. ويشير القدّيس يوحنا
كاسيانوس إلى الشراهة التي تدفع بالراهب إلى تناول الطعام قبل أوانه، وتلك
التي تدفعه إلى الإمعان في الأكل، ثم، أخيراً، إلى تلك التي تحثّه على
البحث عن نوعية الطعام وما يُطيِّب الذوق. أما أفغريوس فتعني الشراهة لديه
التجربة التي تدفع الراهب إلى التخفيف من شدّة الصيام بحجّة ان النسك يؤذي
الصحّة. ويتحدّث القدّيس يوحنا السلّمي عن الرغبات والخيالات والأحلام
وسواها باعتبارها اثباتات ان الشراهة لم تُُقمع، في النفس، بالكامل. وثمّة
تجربة يشار إليها عند الرهبان، في هذا الإطار، هي الأكل في الخفاء. ما لم
يضبط الراهب الشراهة فقد تصبح لديه مصدراً للشهوة والزنى.
ويعدِّد
الآباء وسائل جسدية تساعد في قهر هذه الرذيلة. ويستدرك القدّيس يوحنا
كاسيانوس بالقول:"لا يمكننا ان نحتقر لذائذ الأطعمة الحاضرة ما لم تجد
النفس لذاتها فرحاً يفوق هذه اللذائذ في المعاينة الإلهية".
راجع لفظة "الأخوية".
الشيخ (الروحاني) |
الشيخ
الروحاني هو كاهن راهب، أو كاهن أو راهب بلغ، على أمثل وجه ممكن، مرتبة
اللاهوى، بنعمة الله. وبسبب خبرته، بات في وسعه ان يقود أبناء روحيّين إلى
اللاهوى. وبمعنى أشمل، تُطلق التسمية، بمثابة لقب توقيري، على أي أب روحي
أو راهب شيخ تقدّم في أيامه، أو حتى أي كاهن أو راهب.
الصبر
هو الصمود وعدم الخضوع والثبات في تحمّل الجوع والطقس والبرد والحرّ
والإهانات والضربات. والصبر مقاومة الإنسان أو مواد البناء للضغط. وهو
موقف الإنتظار الواثق الذي يسمح باحتمال التجربة دونما تردّد.
قال
شيخ لتلميذه:"أتريدني ان أصلّي إلى الله ليخفّف عنك حرب الزنى. فأجاب: إذا
كنتُ في التعب يا أبي فأقلّه أني أرى الثمرة في نفسي. لذا اطلبْ من الله،
بالحري، ان يهبني الصبر".
الصبر
يولّد اللاهوى (أفغريوس). وهو علاج الضجر. ولا تقدّم في المسار الروحي من
دونه (القدّيس دوروثاوس الغزّاوي).والتوبة الحقيقية هي الصبر في المحن
(القدّيس يوحنا السلّمي).
Prière Circulaire | الصلاة الدائرية |
ورد
لدى القدّيس نيقوديموس الآثوسي، في شأن الصلاة الدائرية، ما يلي:"يشير
القدّيس ديونيسيوس الأريوباغي إلى ثلاثة أشكال للصلاة: المباشر واللولبي
والدائري. هذا الأخير وحده لا مجال فيه للوهم، ويُسمّى الصلاة الدائرية
لأنه كما ان الحدّ الخارجي للدائرة يعود إلى النقطة التي انطلق منها،
كذلك، بالنسبة لهذه الحركة الدائرية، إذ يعود الذهن Nous إلى ذاته ويصير
واحداً. لهذا السبب قال القدّيس ديونيسيوس، ذاك اللاهوتي الجليل:"تكون
حركة النفس دائرية لأنها تترك الأمور الخارجية وتدخل إلى ذاتها موحّدة
قواها الذهنية في حركة دائرية تحفظ النفس من الوهم" (الأسماء الإلهية،
الفصل الرابع). إلى ذلك لاحظ القدّيس باسيليوس "ان ذهناً لا يتشتّت، من
نحو الأمور الخارجية، وليس مبعثراً، من خلال الحواس، بالنسبة لأمور
العالم، يعود إلى ذاته ويرتقي، من خلال ذاته، إلى فهم الله" (الرسالة
الأولى). والقدّيس غريغوريوس بالاماس ذكر، أيضاً، في رسالته إلى برلعام،
ان الوهم يمكن ان يتسلّل إلى الصلاة المباشرة واللولبية، لا إلى الصلاة
الدائرية. وباعتبار ما يقوله القدّيس ديونيسيوس الأريوباغي، فإن الصلاة
المباشرة هي نشاط الذهن مستنداً إلى الإدراكات الخارجية التي ترفع الذهن
إلى نشاط عقلي بسيط. أما الصلاة اللولبية فتحدث متى استنار الذهن بالمعرفة
الإلهية، ولم تكن الصلاة بعدُ ذهنية غير متغيِّرة بالكلية، بل عقلية
انتقالية تختلط فيها الصلاة المباشرة بشيء من الصلاة الدائرية. لذلك، من
رغب في الصلاة التي لا وهم فيها عليه ان يشغل نفسه، بالأكثر، بالصلاة
الدائرية للذهن، التي تتحقّق بعودة الذهن إلى القلب وبالصلاة الذهنية فيه.
"هذه الصلاة شاقة ومتعبة جداً، لكنها مثمرة،
بقدر ما هي صعبة، لأنها حرّة من الوهم. هذا هو نشاط الذهن الأكثر أهمية
والأكثر سموّاً لأنه يوحِّد الذهن بالله الذي هو فوق كل الأشياء. خلاصة
القول ان هذه الحركة الدائرية للذهن تنقّي وتضيء وتأتي بالذهن إلى حال
الكمال أكثر من كل علوم الجبر والفيزياء وما وراء الطبيعة (الميتافيزيقيا)
وعلوم الفلسفة الدهرية الأخرى. هذه الصلاة الذهنية تجعل الإنسان روحياً
ومُساراً لله فيما الفروع الأخرى للمعرفة العقلية تجعله طبيعياً وحسب. ولكن، كما قال القدّيس بولس، "الإنسان الطبيعي [غير الروحاني] لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة" (1 كور 2: 14).
هي
صلاة تؤدَّى بالذهن دونما تشتّت، داخل القلب. وثمّة تسمية أخرى لها هي
"صلاة القلب". وهي غير الصلاة العقلية المؤدّاة بالعقل (راجع لفظة عقل).
هذه أسمى الصلاة. فيها يُحفظ الذهن في القلب بنعمة الروح القدس. ما يأتي
بعد هذه الصلاة هو المعاينة.
صلاة
يسوع عبارة عن صلاة يردِّدها المرء بتواتر، وتتمحور حول اسم الرب يسوع.
هذه يمكن ان تتّخذ صيغاً مختلفة كالقول "يا رب ارحم"، أو كالقول "أيها
الرب يسوع المسيح، ابن الله الحي، ارحمني أنا الخاطئ (الروس يضيفون "أنا
الخاطئ") ". تشكّل هذه الصلاة الصيغة المحورية للصلاة، بعامة، في التراث
الرهباني الأرثوذكسي. وقد يُطلق عليها تعريف "الصلاة" فقط بأل التعريف.
كما تشكّل لبعض الأديرة الأرثوذكسية، والنسّاك الهدوئيين اليقظين خصوصاً،
أكثر الصلاة التي يؤدّونها في سعيهم إلى التألّه. يُذكر، على ما ورد، ان
ممارسة صلاة يسوع أُحييت في جبل آثوس خلال القرن الرابع عشر بواسطة
القدّيس غريغوريوس السينائي.
هذا
وتوافق صلاة يسوع المؤمنين في العالم والرهبان معاً. وكثيرون، اليوم،
يتعاطونها. من ميزاتها انها لا تحتاج لا إلى وقت ولا إلى مكان محدَّدين،
وتركّز، بخاصة، على اعتراف المؤمن بكونه خاطئاً وعلى طلب رحمة الله وذكر
الإسم الحسن ليسوع الذي يعني حضوره الشخصي، وهذه أهم عناصر الصلاة قاطبة.
(راجع عبارة "المسبحة الرهبانية")
الصوت الداخلي |
يشرح القدّيس نيقوديموس الآثوسي معنى عبارة "الصوت الداخلي" أو "العقل الداخلي" على هذا النحو:
"ما
إن تأتي بذهنك إلى القلب فيجب ألا يبقى هناك، متلفّتاً بطّالاً، بل عليه
أن يجد سبباً لمكوثه في القلب، أي صوت القلب الداخلي الذي به نفكّر ونؤلّف
المقالات ونصيغ الأحكام ونحلّل ونقرأ كتباً، برمّتها، بصمت، دون ان ننبس
ببنت شفة.
بعد
ان يجد الذهن هذا الصوت الداخلي لا تدعه يقول شيئاً ما خلا هذه الصلاة
القصيرة، ذات الجملة الوحيدة:"أيها الرب يسوع المسيح، ابن الله، ارحمني".
ليس هذا وحسب، بل من الضرورة بمكان، أيضاً، تفعيل إرادة النفس حتى تردّد
هذه الصلاة بكل الإرادة والقدرة والمحبّة. بكلام أوضح، ليردِّد صوتك
الداخلي الصلاة (صلاة يسوع) وحسب. وليوجِّه الذهن انتباهه، من خلال الرؤية
الروحية والسماع الروحي، إلى كلمات الصلاة وحدها، خصوصاً إلى معنى الكلمات
دونما تخيّل لأي شكل أو هيئة أو مدرَك أو معقول، داخلي أو خارجي، حتى ولو
كان جيِّداً أو صالحاً... لتلتصقْ كل إرادتك بكلمات الصلاة عينها بحب،
بحيث يصير الذهن والصوت الداخلي والإرادة ? هذه الأبعاد الثلاثة المكوِّنة
للنفس ? واحداً والواحد ثلاثة، فإن الإنسان، الذي هو صورة الثالوث
القدّوس، يتّحد، على هذا النحو، بالنموذج الأصلي، كما قال القدّيس
غريغوريوس بالاماس، الذي هو الممارِس الأكبر للصلاة الذهنية واليقظة
ومعلّمها".