قاموس المفردات الرهبانية - عائلة الثالوث القدوس - من "ل" إلى "ي"
Lavra (Eng.) | Lavre (Fr.) | اللافرا | ||
Vicus (Lat.)
كانت |
||||
Theology | Théologie | اللاهوت | ||
تشير |
||||
Dispassion | Impassibilité | اللاهوى | ||
Humilitas (Lat.) |
يتحقّق
اللاهوى (apatheia) حين تتّجه قوى النفس الثلاثة (العقلية والشهوانية
والغضبية) باتجاه الله. اللاهوى هو تجلّي القوة الأهوائية للنفس (أي قوة
النفس الأكثر عرضة لعطب الأهواء، وهي الشهوانية والغضبية) لا مجرّد كبحها.
اللاهوى، في هذا المعنى، لا يعني ضرباً من اللامبالاة الرواقية (الرواقية
هي المذهب الفلسفي الذي أنشأه زينون حوالي العام 300 ق.م. هذا قال إن
الرجل الحكيم يجب ان يتحرّر من الانفعال ولا يتأثّر بالفرح والترح ويخضع،
من غير تذمر، لحكم الضرورة القاهرة)، بل، بالأحرى، تجلّي قوى النفس
وتقديسها، لا النفس وحسب بل الجسد أيضاً، ولكن في المدى الأخير.
ينطوي هذا القول على اعتبار الأهواء،
أساساً، صالحة. هذا ما يقول به قدّيسون كإشعياء المتوحّد. آخرون يعتبرون،
بالعكس، ان الأهواء شرّيرة وهي ناتج الخطيئة. لهؤلاء اللاهوى هو استئصال
الأهواء ولأولئك هو الحالة التي يتعاطى فيها المرء الأهواء وفق نقاوتها
الأصلية. فيكون اللاهوى، بهذا المعنى الأخير، إعادة تكامل وحرّية روحية.
بالإضافة
إلى المعاني الشائعة للفظة sarx "لحم" التي هي إنسان أو بشَرة أو جنس
البشر فإنها تشير أيضاً، في السياق الرهباني، إلى الأهواء الجسدية أو إلى
طريقة جسدانية في التفكير.
تشير اللفظة اليوناينة
(Monachos) إلى من يسلك في الوحدة. Monos تعني الواحد والوحيد. من لم
ينسحب إلى داخل نفسه لا يُعدُّ متوحّداً ولا راهباً ولو عاش في أشدّ
الأديرة عزلة. راجع لفظة "اعتزال".
المتوخيون
عبارة عن ملكية تابعة لدير. يمكن ان يقيم بعض الرهبان فيها لإدارتها.
أُعطي للفظة معنى أشمل فقيل ان المتوخيون هي الملكية غير المنقولة لكنيسة
أو دير ما، وتقع على مسافة منها (أو منه).
راجع لفظة "العُجب".
تعني
الكلمة، اشتقاقاً، محبّة الذات، وهي، آبائياً، ما يكمن في أساس الرذائل أو
الأهواء الثمانية الأساسية التي هي الشراهة والزنى والبخل والغضب والحزن
والكسل والعُجب (المجد الباطل) والكبرياء. المعلّم الكبير عن محبّة الذات
هو القدّيس مكسيموس المعترف. يحدّدها باعتبارها "الهوى المتّجه نحو الجسد"
و "الرفق بالجسد خارج حدود المعقول". وهو يعتبر ان الخيار الأساسي بين
الذهن وملاذ الحواس هو الخيار بين السعادة واللذّة (أو المتعة). فمحبّة
الذات هي ان يكون المرء "صديق نفسه ضد نفسه"، على حدّ تعبيره. والمرء، في
هذا، يَعبُر من محبّة الذات إلى البحث عن اللذّة الحسّية، ومن ثم، من خلال الرذائل كلّها، إلى الكبرياء.
راجع لفظة "التدبير".
Prayer rope | Rosaire monastique (Chapelet) |
تُعرف
لفظة Comboskini عند الروس بأسماء عدّة خصوصاً tchotki . تتضمّن المسبحة
اليونانية، في العادة، مائة حبّة، وتكون من الخشب أو النسيج. العرف ان كل
حبّة تقابل صلاة واحدة ليسوع ومطانية واحدة. ونميِّز نوعين من المطانيات،
الصغيرة أو الإنحناءة العميقة، وتكون دون ثني الركبتين، والكبيرة أو
السجدة الكاملة التي تلامس فيها جبهة الرأس الأرض. في جبل آثوس تُعمل، في
العادة، ألف ومائتان من المطانيات الكبار خلال النهار وثلاثمائة خلال
المساء. وتتّخذ صلاة يسوع أحد شكلين: الشكل العادي الموسّع "أيها الرب
يسوع المسيح، ابن الله وكلمته الحيّة، بصلوات والدتك الكلية الطهارة وجميع
قدّيسيك، ارحمنا وخلّصنا". والصلاة القصيرة "أيها الرب يسوع المسيح، ابن
الله، ارحمني". هذه تعتبر شكلاً توبوياً. الأعراف الروسية مختلفة. تتضمّن
المسبحة الروسية مائة وسبع عقد موزّعة على النحو التالي: عقدة كبيرة وسبع
عشرة عقدة صغيرة، ثم عقدتان كبيرتان وثلاث وثلاثون عقدة صغيرة، ثم عقدة
كبيرة وأربعون عقدة صغيرة، ثم عقدة كبيرة وأثنتا عشرة عقدة صغيرة. هذه
التوزيعات الأربع تمثّل الأنساب الأربع لخدم الصلاة اليومية: الغروب
والنوم والسحر والصلوات المسمّاة تيبيكا. يستعمل الروس صيغة "أيها الرب
يسوع المسيح، ابن الله، ارحمنا". وهم يضربون المطّانيات بأعداد تقلّ عن
الأعداد التي يضربها اليونانيون. في استعمال الروس للمسبحة يبدأون بعشرة
مطّانيات كبيرة ثم يضربون ثلاثين مطّانية صغيرة (هذه وتلك مرفقة بصلاة
يسوع). وتتبع ذلك ستون صلاة ليسوع من دون مطّانيات. وعلى الحبّات
المتبقّية مطّانيات كبيرة. ويجب ان تقال المسبحة خمس مرّات في اليوم.
يقابل تعداد صلاة يسوع، في الاستعمال الروسي، الخدم الليتورجية اليومية
وفق المقادير التالية: خمسمائة لصلاة الغروب؛ مائتان لصلاة النوم؛ خمسمائة
لصلاة السحر؛ سبعمائة لصلاة التيبيكا.
تعني اللفظة اليونانية
النظر أو المشاهدة أو المعاينة ويستعملها الآباء القدّيسون بثلاث معان
مختلفة: المعنى الأول "الرؤية" أو "المشاهدة" المادية. والمعنى الثاني،
وهو مجازي يمتّ إلى الإدراك العقلي، إلى "البحث"و "التفكير"و "التأمل
الفلسفي". وباعتبار هذا المعنى تعادل الـ
لفظة Contemplation ، في الإنكليزية والفرنسية. والمعنى الثالث هو
المشاهدة الذهنية (noetic) التي هي أسمى حالات الصلاة. في هذه الحال نبقي
على لفظة ثاوريا ونستغني عن لفظة مشاهدة أو تأمل أو Contemplation . ولفظة
ثاوريا، بحسب هذا المعنى، درجنا، في العربية، على تعريبها أو على مقابلتها
بلفظة "معاينة".
تفصيلاً للمعنى الثالث للثاوريا أو المعاينة
نقول إنها "معاينة الروح" أو "الرؤية غير الحسّية للذهن" (القدّيس إسحق
السوري). أي انه، من خلال الثاوريا، يمنح الروح القدس المرء فهم أسرار
الله والخليقة، وهي الأسرار المخبوءة عن العقل البشري المفكّر. المعرفة
الناجمة عن الثاوريا هي رؤية من فوق. ليست الثاوريا عملاً عقلياً بل عملاً
من أعمال الروح القدس الذي يفتح عيني النفس لتعاينا الأسرار الإلهية. وفي
مقابل الثاوريا يتحدّث آباء الكنيسة، غالباً، عن العمل Praxis بمثابة شرط
أساسي لبلوغ الثاوريا. في المرحلة الأولى من الثاوريا، تُقال الصلاة من
دون تشتّت وبحسّ بحضرة الله مصحوب بالمحبّة والسلام والحزن. في المرحلة
التالية يمتدّ الذهن ليشعر بما شعر به آدم في الفردوس قبل السقوط فيما كان
يعاين، روحياً، كيف ان الطبيعة كلّها تمجِّد الله. كذلك يعاين الذهن كيف
ان الله كليُّ القدرة، عارف بكل شيء ومعتنٍ بالجميع. يُعرف هذا الأمر، عند
القدّيس مكسيموس المعترف، بإدراك الجواهر الداخلية ومبادئ الكائنات
المخلوقة. أما في المرحلة الأخيرة من الثاوريا فيعاين الواحد الله نفسه في
النور غير المخلوق.
المعرفة
gnosis ، بالمعنى الروحي للفظة، لها دلالتها الخاصة. فمن خلال عملية
التألّه Theosis (راجع اللفظة في موضعها) (deification) يبلغ الإنسان
معرفةً في مستوى أسمى من أية معرفة بشرية أخرى وأرقى من أية معرفة طبيعية.
وهي ليست ضرباً من التجريد العقلي بشأن الله ولا معرفة عن الله. نشوؤها هو
من خبرة شخصية لله، أولاً من خلال الصلاة المجموعة، غير المشتّتة،
المصحوبة بسلام الله ومحبّته أو بما يُعرف بـ"الحزن البهي"، ثم، في مرحلة
متقدّمة، بوساطة المعاينة (الثاوريا)، معاينة النور غير المخلوق.
راجع لفظتَي "القابلية" و "التجربة".
"النسك"
askisis هو جهاد الإنسان حفظاً لوصايا الرب يسوع المسيح. يشمل لا الجهد
الجسدي والروحي وحسب بل، كذلك، الطريقة التي بوساطتها يعبر مراحل الحياة
الروحية الثلاث: نقاوة القلب و استنارة الذهن و التألّه. من هنا ان النسك
أداة أساسية لتقديس الإنسان. بكلمات القدّيس غريغوريوس بالاماس، النسك،
بصورة أساسية، هو "الحياة الإنجيلية القائمة على أساس التوبة؛ إعداد
الإنسان للاتحاد بالمسيح".
تعني اللفظة
ما له إيقاع خاص. قديماً كانت تعني الإرادة الخاصة. ثم صارت تعني النظام
الرهباني الذي يترك لكل راهب حرّية تقرير نمط حياته الرهبانية واقتناء
الملكية الخاصة. في النظام الإيديوريتمي هناك رئيس ، لكن صلاحياته إدارية فقط. يعمل الراهب، في إطار هذا النظام، على تأمين طعامه بنفسه.
يعيدون
نظام الحياة الرهبانية المشتركة إلى زمن الرسل ويعتبرون شركة المسيحيّين
الأوائل نموذجاً للشركة الرهبانية (القدّيس يوحنا كاسيانوس). غير ان نشأة
نظام الشركة في الرهبانية، كما يتّفق الدارسون، كانت على يد القدّيس
باخوميوس (+346م). وكان مشرّعها الكبير القدّيس باسيليوس الكبير(+370م).
أسس الحياة المشتركة، كما حدّدتها القواعد الباسيلية، بقيت هي إياها،
تقريباً، في الشرق. تشريع يوستنيانوس الأول ساهم في توسيعها بقدر غير
قليل. ثم عمل الإصلاح الستوديتي على المزيد من تنقيحها والتبسّط فيها. هذا
ترك أثراً بالغاً في الرهبانية في الفلكين البيزنطي والسلافي معاً على مدى
العصور.
هذا ويفترض النظام الشركوي، وفق الخطوط
الباسيلية، حياة مشتركة إنجيلية لا يشكّل فيها مجتمع الإخوة عائقاً في
سبيل السعي إلى الوحدة مع الله، بل، بالعكس، معيناً ثميناً. فالحياة
المشتركة تعرِّف الراهب على الكثير من واقعه الداخلي، فيتمكّن، من التصدّي
للنزعات والأفكار الإنّية الآثمة فيه، كما تفسح له في المجال للخروج من
ذاته، من مشيئته الذاتية وحبّه لذاته Philautie.
راجع لفظة قلب.
ينطوي النوح (Penthos )،
في القاموس الروحي المتداول، على الحزن الذي يستبدّ بالإنسان نتيجة
الإساءة أو الغم الذي يتسبّب بهما لمن يحبّه وكذلك على الإحساس العميق
بضياع الخلاص. هذا ويترافق الأسى على الخطايا السالفة وخشية الدينونة
العتيدة.
الحزن، لدى الراهب، موقف أساسي لديه وتعبير
عن تواضعه. يحدّده القدّيس غريغوريوس النيصصي باعتباره حزن النفس على
حرمانها مما تشتهيه. ويقول عنه الأنبا بيمين إنه ربيب الراهب كل أيام
حياته. سأله أخ مرّة:"ماذا عليّ ان أفعل؟" فأجاب:"ما إن وطئ إبراهيم أرض
ميعاده حتى اشترى قبراً، وبفضل القبر اقتنى الأرض ميراثاً". "ولكن إلاما
يشير هذا القبر؟" "إلى موضع الدموع والنوح!" والرهبان، تحديداً، على حدّ
تعبير القدّيس إسحق السوري، "هم البكّاؤون". وعنده أيضاً ان "عزاء الراهب
وليد نوحه". أما السلّمي فيعتبر النوح "الإبرة الذهبية" للنفس و "سابق
اللاهوى المغبوطة". على أساسه يؤدّي الراهب الحساب في اليوم الأخير. إلى
ذلك، من النوح تدفق الدموع (القدّيس برصنوفيوس) والدموع، لآباء البرّية،
تعبير عن النوح، أو بالأحرى تجسيد للنوح. والحزن الحق للإنسان، في المدى
الأخير، هو على عدم كونه قدّيساً. وإذا ما كان للحزن، بشريّاً، مفعول
مدمّر يفضي بالمرء إلى اليأس ويتسبّب في شتّى الاضطرابات النفسانية
والجسدانفسانية لديه فإن للنوح الإلهي، وكذا "للحزن البهي"، في النفس،
أثراً موجباً إذ يأتيه بسلام عميق وتصميم على الجهاد الصلْب وصولاً إلى
تمثّل الحياة في المسيح.
الهدوئي هو من يحيا في الهدوء، في عزلة عن العالم. وهو مكرّسٌ كلُّه لله. جهاده الأكبر هو ان يأتي بذهنه إلى قلبه.
يشير الهذيذ (
Meleti)، وفق استعمال الآباء القدّيسين للفظة، إلى التفكّر في مظهر من
مظاهر الإيمان كالتجسد ورحمة الله والصلب والتجلّي وخطيئية الإنسان...
يختلف هذا عمّا هو معروف بـ"التأمل التجاوزي" الشرق أقصوي الذي يستعين
بتقنيّات جسدانفسانية الغرض منها التماهي و "كائن أسمى" (أو ألوهية ما)،
أو واقع لاشخصاني" أو حتى "العدم". من جهة أخرى، يفضي التأمل ، للمسيحي الأرثوذكسي، إلى الاتضاع والشكران والمحبّة، وهو تهيُّؤ للصلاة التي هي خبرة شخصانية لله الحي، الحقيقي، الواحد
هو
مرض روحي يسطو على النفس. عندما يقع المرء، مرّة تلو الأخرى، في خطيئة ما،
فإنها تصبح بمثابة طبيعة ثانية ? هوى - بالنسبة إليه، يشدّه إلى الخطيئة
من جديد. وهكذا، فإن من يسيء استعمال قوى النفس الممنوحة من الله كالرغبة
والغضب، وكذا من يستسلم، بتواتر، لتجارب الفسق والحقد والخبث والحسد،
وأيضاً للصلف والمجد الباطل فإنه يكتسب هذه الأهواء. فقط من خلال الطاعة
لشيخ مختبَر، بصورة أساسية، يتنقّى المرء أو قل يُشفى من أهوائه ويبلغ
اللاهوى.
هذا ويُذكر ان لفظة هوى ،
في اليونانية، تعني ما يحدث لإنسان ما أو لشيء ما بمثابة خبرة سالبة. من
هنا الشهية أو الحافز، نظير الغضب أو الرغبة أو الحسد الذي يسطو على النفس
بعنف. في هذا الإطار ثمة آباء عديدون ينظرون إلى الأهواء باعتبارها،
جوهرياً، آثمة، مرضاً من أمراض النفس كما ذكرنا أعلاه. فالقدّيس يوحنا
السلّمي يؤكّد ان الله لم يخلق الأهواء وانها غير طبيعية وغريبة عن الذات
الحقّانية للإنسان. ولكنْ هناك آباء آخرون ينظرون إلى الأهواء باعتبارها
حوافز أَودعها الله الإنسانَ، في الأصل، وكانت صالحة، رغم انها تشوّهت،
حاضراً، بالخطيئة (القدّيس إشعيا المتوحّد). وعلى هذا تكون الأهواء برسم
التربية لا الاستئصال، برسم التجلّي لا القمع، برسم الاستعمال الإيجابي لا
السلبي.
في كتاب "أصول الحياة الروحية" (رهبنة دير
الحرف. منشورات النور) ان الأهواء هي ينبوع الخطيئة مغروسة في طبيعتنا.
الطبيعة البشرية خُلقت من الله من دون تشويه الأهواء، خُلقت على شكل الله
Theomorphos، لكن التمرّد الأول، الانفصال عن الله، شوَّه الطبيعة. صار
الإنسان، بالأهواء، خارجياً، خارج محوره، متجهاً إلى مراكز اهتمام عديدة
مختلفة غير الله. لقد تشتّت الإنسان. تحطّم حرفياً، صار عبداً، عبداً لهذه
المراكز المختلفة التي حلّت محلّ الله، ظاناً إمكان إملاء كيانه بها. لفظة
أهواء Passion... subir = passivere تدلّ على الخضوع، على شيء سلبي، على
سيطرة آخر على الإنسان. ان كياننا صار يتّجه كلّه بل يخرج نحو موضوع
أهوائه والشراهة مثلاً أو الغضب أو الشهوة، فأصبحت هذه بمثابة أصنام:
يوجّه الإنسان إليها ما هو لله فقط" (ص 122- 23). (راجع لفظة التجربة).
الوهم،
بالمعنى الآبائي للفظة fantasia، صورة فكرية تتشكّل في الذهن إما من المرء
نفسه وإما من الأبالسة. الأوهام وسائل أساسية يستعين بها الأبالسة لسوق
الإنسان إلى الخطيئة. وعلى حدّ تعبير القدّيس هزيخيوس الكاهن "من غير
الممكن للخطيئة ان تلج القلب قبل ان تنقر على بابه، أولاً، في شكل وهم
يثيره الشيطان". على انه يمكن للأوهام المتولِّدة، في ذهن المرء، ان تكون
نافعة أحياناً. فمثلاً، من المساعد للإنسان ان يتأمل في الموت والسماء
والجحيم حين يكون الذهن في مستهل الصلاة لأن القلب، بذلك، يصير مهيَّئاً
للصلاة بصورة أفضل. غير انه من الممكن للمرء، أيضاً، ان يتأمل، في ذهنه،
بما هو خاطئ أو من العالم. رغم ذلك تشكّل الأوهام، بعامة، عقبة تحول دون
الصلاة النقيّة التي تستلزم ذهناً مجموعاً ليس ما يشوِّشه.
تشير لفظة اليونانية إلى حالة الاحتراس واليقظة في مقابل لفظة méthuein التي تعني حالة الخمول والغفلة.
واليقظة، في القاموس الروحي، هي موقف النفس
الصاحية، الحاضرة لنفسها ولله، اليقظة، الحذِرة، المنتبهة التي لا تدع
العدو الشيطاني يفاجئها محاولاً الولوج إلى الذهن أو القلب بوساطة الأفكار
logismoi الشرّيرة الوقحة التي يتفنّن في الإيحاء بها، بل تسرع إلى صدّه
منذ المحاولة الأولى. موقف الدفاع هذا يُدعى أيضاً الانتباه (Phulaké) . اليقظة، إذاً، هي حالة العقل كسيِّد لنفسه ويمارس ضبطاً ذاتياً. (Prosoché) أو حفظ الذهن أو حفظ القلب
اليقظة ضرورة إذا لم يشأ المرء ان يذهب تعبه
سدى (القدّيس أرسانيوس الكبير). الإنسان كالشجرة: التعب الجسدي هو الورق
واليقظة الداخلية هي الثمر (الأنبا أغاثون). لا حاجة لنا لأكثر من ذهن يقظ
(الأنبا بيمين). اليقظة هي في أصل معرفة الله ومعاينته. بمقدار يقظة
الراهب يكون أصيلاً (القدّيس هزيخيوس). أهمية اليقظة تتردّد عند أكثر
الآباء الرهبان. "أنام وقلبي مستيقظ". أصل اليقظة وغايتها، على ما ورد في
الميامر المقارية، هي المحبّة. غاية اليقظة توجيه الاهتمام إلى الرب