ومَن لم يَحمِلْ صَليَبهُ و يَتبَعني لا يَستَطيعُ أَن يكونَ لي تِلميذاً (لو 14 /27)
إرسالية الخدمة - لنيافة الأنبا موسى
إرسالية الخدمة
نيافة الأنبا موسى
لما قام الرب من الأموات... قضى أربعين يوماً يظهر لتلاميذه، ثم صعد إلى السموات... وأمر الرسل بأن يمكثوا فى أورشليم للصلاة، طلباً للإمتلاء بالروح القدس..
وفى اليوم الخمسين حلّ عليهم مثل ريح عاصفة وألسنة نار، وبدأ الرسل يتكلمون بلغات جديدة لم يتعلموها قبلاً، البعض يتكلم والبعض يترجم، دون معرفة سابقة بهذه اللغات.
وهذه طبعا معجزة سمح بها الرب، ليعرف المجتمعون فى أورشليم، والذين جاءوا إلى أحد الأعياد اليهودية، أن الله بالحقيقة فى هؤلاء الناس، وأن دينهم دين سماوى وحقيقى
كانت هناك جنسيات عديدة فى القدس، عرب، ومصريون، وكريتيون، ورومانيون، وقادمون من العراق وآسيا... الخ. وكان رسول يتلكم بإحدى هذه اللغات إلى القادمين من أبناء هذه اللغة، أو من اليهود المشتتين فى كل مكان، يتعلمون - بجوار العبرية - لغة البلد الذى يعيشون فيه
كانت معجزة ضخمة، أثبتت للعالم أن يسوع المسيح هو الله المتجسد، وأن روحه القدوس هو العامل فى البشر، من أجل خلاصهم
إلى الخدمة... إلى الكرازة
بعد أن حلّ الروح القدس على التلاميذ فى هذه الصور الثلاثة: الريح وألسنة النار، واللغات العجيبة، وقف بطرس يتحدث بالعبرية، وهى اللغة التى كان يعرفها الكل ... فالكل كانوا
إما يهوداً من أبناء البلد
أو يهوداً يعيشون فى الشتات... أى البلاد الأخرى مثل مصر وانطاكية وآسيا... الخ
أو أممين من بلاد العالم المختلفة، لهم جنسياتهم ولغاتهم، ولكنهم آمنوا بالديانة اليهودية وتعلموا العبرية، وجاءوا لحضور الأعياد
تحدث معلمنا بطرس عن السيد المسيح، وكيف أنه الإله الذى تجسد، وفدانا على الصليب، وقام من الأموات، وصعد إلى السموات، وأرسل لنا الباراكليت (أى المعزى) ثم نادى على الناس أن يتوبوا، وؤمنوا بالمسيح الفادى، ليقبلوا عطية الروح القدس. فلما فعل الناس ذلك، وكان عددهم نحو 3000 نفس، عمَّدهم التلاميذ بالتغطيس فى النهر، وقبلوا الروح القدس، وصاروا هيكلاً مقدساً له
وهكذا بدأت "الكنيسة" (اكليسيا)، أى جماعة المؤمنين، المقودة بالاكليروس، والمجتمعين معاً حول جسد الرب ودمه فى الافخارستيا، بحضور الملائكة والقديسين
لذلك يسمى البعض عيد حلول الروح القدس أنه "عيد ميلاد الكنيسة" وهذا تعبير مجازى، فالكنيسة تشمل كل مؤمنى العهد القديم، الذين نقلهم الرب بموته من الجحيم إلى الفردوس.
الكنيسة هى الجسد، والمسيح هو الرأس!! الكنيسة هى العروس، والمسيح هو العريس!