بِبَأسٍ نَعمَلُ بِعَونِ اللّه و هو يَدوسُ مُضايِقينا (مز 60 /14)
التوبة مسيرة شخصية: أيام الصوم والانقطاع
التوبة مسيرة شخصية:
أيام الصوم والانقطاع
توطئة:
يشهد عالمنا اليوم بحضاراته المختلفة تطورات ثقافية واجتماعية ادت إلى اكتشافات ايجابية، ولكنها في الوقت ذاته ادت إلى تنصيب الإنسان سيداً على البشرية. وجعل ذاته سيداً ادى به في بعض الاحيان إلى فقدان معنى الله.
فالله غائب من حياة بعض الناس كما يقول البابا يوحنا بولس الثاني في رسالة إنجيل الحياة حينما يبنون حضارة الموت، وهذه الحضارة تجعلهم يبتعدون عن وصايا الله، ويتناسون الخطيئة التي هي اهانة لله تعالى وللقريب.
فنحن سنبحث عن عودة إلى الله ومصالحة معه، وذلك من خلال مفهوم التوبةالنابع من فضيلة الديانة.
فالتوبة هي مسيرة شخصية
هذا ما يعلمنا تعليم الكنيسة الكاثوليكية: "التوبة مسيرة شخصية وكنسية للاهتداء" و" بدون هذه التوبة الباطنية، تبقى أعمال التوبة الطاهرة عقيمة زائفة، بينما الارتداد الباطن يهيب بالانسان إلى أن يعبر عن توبته بادلة حسية وافعال توبة واعمال" (رقم1430)
تعليم التوبة في الكتاب المقدس:
العهد القديم
يعطينا العهد القديم كيفية علاقة الشعب الاسرائيلي في الله، كانت الخطيئة تعمل شرخ، وفصل في هذه العلاقة. وبالرغم من الخطيئة التي كانت ترتكب في حياة الشعب نجد امانة الله لعهوده ولحبه للإنسان. وبقبوله التوبة عندما تقدم له.
وكان الشعب او الخاطئ يقوموا بافعال توبة جماعية أو فردية، من هذه الافعال، رش الرماد (اشعيا58/5) لبس المسوح (1ملوك20/31) الصيام (1ملوك21/8) واذا اردنا أن نأخذ احد الامثلة سنختار صورة داود الملك الذي قام بفعل توبة وارتداد إلى الرب بعد خطيئته الشنيعة.
الخطر يكمن في هذه الممارسات أن تبقى فقط على الصعيد الطقوس الخارجية دون أن تمس القلب من الداخل، وان تعمل فقط من باب الواجب وليس من باب الدافع الشخصي والجماعي للقيام بمسيرة توبة وارتداد في حياتنا.
العهد الجديد:
هو استمرار لرسالة العهد القديم. في العهد الجديد نجد يوحنا المعمدان ينادي الناس إلى التوبة، والى تحضير ذواتهم لاستقبال حمل الله. عندما بدأ يسوع رسالته بدأها بالدعوة "توبوا وامنوا بالانجيل" (مرقس1/15) ويسوع يدعو البشرية جميعها إلى الارتداد والإيمان.
الارتداد: هو تغيير الطريق، وتجديد القلب من الداخل، واصلاح ما تشوه. ويعني تغيراً داخلياً وكلياً ومصيرياً واساسياً لحياة جديدة في المسيح يسوع.
باقتراب التائب من المسيح، يستنير الإنسان بنورٍ جديد، ويعترف بالتالي بقداسة الله وبدناءة الخطيئة. وباتباع المسيح ينكر المسيحي ذاته ويحمل صيبه ويشترك في عذابات المسيح، فإذا متنا معه سنحيا معه أيضا.
تعاليم الكنيسة:
وضع البابا بولس السادس في 17 شباط 1966 وثيقة كنسية توضح لنا التوبة، وهذه الوثيقة هي "البانيتاميني" (paenitemini )، هدف الوثيقة:
1- التذكير بمعنى وبأهمية وصية التوبة.
فضلاً للوحدة التي يملكها أعضاء جسد المسيح. فجميع المؤمنين مدعوون للاشتراك في عمله الخلاصي، وبالتالي في انتشاره.
الكنيسة المقدسة بحاجة دوماً إلى العكوف على التوبة والتجدد اللذان لا يتمان فقط بطرقة فردية وداخلية، بل أيضا بطريقة خارجية واجتماعية.
2- على الكنيسة واجب تحذير ابنائها من التشبه بامور هذا العالم.
الممارسات المسيحية وتمارين تطوعية لاعمال التوبة الخارجية:
التوبة الحقيقة هي جهد جسدي:
يقول البابا بولس السادس في الوثيقة "كل كياننا نفساً وجسداً يجب أن يشترك بهذا العمل الديني الذي تعترف به الخليقة بقداسة وسيادة الله".
تمارين التوبة (تعليم الكنيسة الكاثوليكية رقم 1434- 1438)
تركز الكنيسة خصوصاً على ممارسة التوية
عمل الواجبات المطلوبة التي تقتضيها فضيلة التوبة.
تقبل صعوبات الناتجة عن العمل.
تقبل الصعوبات الناجمة عن المعاشرة الانسانية.
احتمال التجارب في الحياة الأرضية.
قد تشوب الحياة بعض العاهات، المرض، الفقر... وهي مناسبات لاتحاد الامنا لآلام المسيح.
الكنيسة تدعو جميع المؤمنون إلى الاستجابة الى وصية التوبة الإلهية ببعض اعمال تطوعية، والقيام باعمال الرحمة واعمال توبة.
ومن أعمال التوبة المقترحة:
الامتناع عن بعض الاطعمة المفضلة.
عمل روحي (اماتة) أو جسدي.
قرأة يومية من الكتاب المقدس.
ممارسة عمل تقوي في إطار العائلة، مثل صلاة المسبحة.
الامتناع عن بعض النشاطات الترفيهية والسينما.
قانون التوبة في الحق القانوني الكنسي:
سنستعرض الان ما يقوله الحق القانوني الكنسي في شأن فضيلة التوبة، ويشمل هذا الصيام والانقطاع، والموانع، واوقات التوبة...
اسباب واهداف أيام التوبة:
قانون 1249: يُلزِم القانون الإلهي جميع المؤمنين، كل بطريقته الخاصة، بالقيام بأعمال التوبة، غير أنه ولكي يتحد الجميع في ممارسة مشتركة لأعمال التوبة، تُفرض أيام توبة، يكون على المؤمنين فيها أن يتفرّغوا للصلاة بطريقة خاصة، وأن يُمارسوا أعمال التقوى والرحمة، وأن يكفروا بذواتهم، متممين واجباتهم الخاصة بأمانة أكبر، وحافظين بصورة خاصة الصوم والإنقطاع بموجب القوانين اللاحقة.
اوقات التوبة الجماعية:
الواجب الاخلاقي للتوبة تبعاً لوصية المسيح، يمتد على طول حياة المسيحي، فعليه ممارسة التوبة بطريقة مستمرة ودائمة. ويحدد القانون ادناه اوقات التوبة، وتأخذ التوبة أيضا المفهوم الجماعي بالإضافة إلى الفردي.
قانون 1250: أيام وأزمنة التوبة، في الكنيسة جمعاء هي أيام الجمع من السنة كلها، والزمن الأربعيني.
كل يوم جمعة: لذكرى الام وموت المسيح.
الزمن الاربعيني: للتحضير للزمن الفصحي.
واجب الانقطاع والصيام:
قانون 1251: يجب مراعاة الإنقطاع عن أكل اللحم أو عن أي طعام آخر، بموجب تعليمات مؤتمر الأساقفة، جميع أيام الجمع من السنة، ما لم يقع فيها أي من الأعياد الاحتفالية؛ كما يجب مراعاة الإنقطاع والصوم يومي أربعاء الرماد والجمعة الحزينة، حيث تذكر الكنيسة آلام ربنا يسوع المسيح وموته.
في اربعاء الرماد والجمعة العظيمة يجب تناول وجبة واحدة من الطعام خلال اليوم، مع تناول القليل جداً من الطعام صباحاً ومساءً.
الاشخاص الملزمون بالواجب ومهام الرعاة والاهل:
القانون 1252: يُلزَم بقانون الإنقطاع، مَن أتموا الرابعة عشرة من العمر؛ أما قانون الصوم، فيُلزَم جميع مَن بلغوا سن الرشد، وحتى بداية السنة الستين من عمرهم؛ غيرأنه، على رعاة النفوس والوالدين أن يسهروا، على تربية مَن هم غير ملزمين، لصغر سنهم، بقانون الصوم والإنقطاع، على معنى التوبة الأصيلة.
يشهد عالمنا اليوم بحضاراته المختلفة تطورات ثقافية واجتماعية ادت إلى اكتشافات ايجابية، ولكنها في الوقت ذاته ادت إلى تنصيب الإنسان سيداً على البشرية. وجعل ذاته سيداً ادى به في بعض الاحيان إلى فقدان معنى الله.
فالله غائب من حياة بعض الناس كما يقول البابا يوحنا بولس الثاني في رسالة إنجيل الحياة حينما يبنون حضارة الموت، وهذه الحضارة تجعلهم يبتعدون عن وصايا الله، ويتناسون الخطيئة التي هي اهانة لله تعالى وللقريب.
فنحن سنبحث عن عودة إلى الله ومصالحة معه، وذلك من خلال مفهوم التوبةالنابع من فضيلة الديانة.
فالتوبة هي مسيرة شخصية
هذا ما يعلمنا تعليم الكنيسة الكاثوليكية: "التوبة مسيرة شخصية وكنسية للاهتداء" و" بدون هذه التوبة الباطنية، تبقى أعمال التوبة الطاهرة عقيمة زائفة، بينما الارتداد الباطن يهيب بالانسان إلى أن يعبر عن توبته بادلة حسية وافعال توبة واعمال" (رقم1430)
العهد القديم
يعطينا العهد القديم كيفية علاقة الشعب الاسرائيلي في الله، كانت الخطيئة تعمل شرخ، وفصل في هذه العلاقة. وبالرغم من الخطيئة التي كانت ترتكب في حياة الشعب نجد امانة الله لعهوده ولحبه للإنسان. وبقبوله التوبة عندما تقدم له.
وكان الشعب او الخاطئ يقوموا بافعال توبة جماعية أو فردية، من هذه الافعال، رش الرماد (اشعيا58/5) لبس المسوح (1ملوك20/31) الصيام (1ملوك21/8) واذا اردنا أن نأخذ احد الامثلة سنختار صورة داود الملك الذي قام بفعل توبة وارتداد إلى الرب بعد خطيئته الشنيعة.
الخطر يكمن في هذه الممارسات أن تبقى فقط على الصعيد الطقوس الخارجية دون أن تمس القلب من الداخل، وان تعمل فقط من باب الواجب وليس من باب الدافع الشخصي والجماعي للقيام بمسيرة توبة وارتداد في حياتنا.
العهد الجديد:
هو استمرار لرسالة العهد القديم. في العهد الجديد نجد يوحنا المعمدان ينادي الناس إلى التوبة، والى تحضير ذواتهم لاستقبال حمل الله. عندما بدأ يسوع رسالته بدأها بالدعوة "توبوا وامنوا بالانجيل" (مرقس1/15) ويسوع يدعو البشرية جميعها إلى الارتداد والإيمان.
الارتداد: هو تغيير الطريق، وتجديد القلب من الداخل، واصلاح ما تشوه. ويعني تغيراً داخلياً وكلياً ومصيرياً واساسياً لحياة جديدة في المسيح يسوع.
باقتراب التائب من المسيح، يستنير الإنسان بنورٍ جديد، ويعترف بالتالي بقداسة الله وبدناءة الخطيئة. وباتباع المسيح ينكر المسيحي ذاته ويحمل صيبه ويشترك في عذابات المسيح، فإذا متنا معه سنحيا معه أيضا.
تعاليم الكنيسة:
وضع البابا بولس السادس في 17 شباط 1966 وثيقة كنسية توضح لنا التوبة، وهذه الوثيقة هي "البانيتاميني" (paenitemini )، هدف الوثيقة:
1- التذكير بمعنى وبأهمية وصية التوبة.
فضلاً للوحدة التي يملكها أعضاء جسد المسيح. فجميع المؤمنين مدعوون للاشتراك في عمله الخلاصي، وبالتالي في انتشاره.
الكنيسة المقدسة بحاجة دوماً إلى العكوف على التوبة والتجدد اللذان لا يتمان فقط بطرقة فردية وداخلية، بل أيضا بطريقة خارجية واجتماعية.
2- على الكنيسة واجب تحذير ابنائها من التشبه بامور هذا العالم.
التوبة الحقيقة هي جهد جسدي:
يقول البابا بولس السادس في الوثيقة "كل كياننا نفساً وجسداً يجب أن يشترك بهذا العمل الديني الذي تعترف به الخليقة بقداسة وسيادة الله".
تمارين التوبة (تعليم الكنيسة الكاثوليكية رقم 1434- 1438)
تركز الكنيسة خصوصاً على ممارسة التوية
عمل الواجبات المطلوبة التي تقتضيها فضيلة التوبة.
تقبل صعوبات الناتجة عن العمل.
تقبل الصعوبات الناجمة عن المعاشرة الانسانية.
احتمال التجارب في الحياة الأرضية.
قد تشوب الحياة بعض العاهات، المرض، الفقر... وهي مناسبات لاتحاد الامنا لآلام المسيح.
الكنيسة تدعو جميع المؤمنون إلى الاستجابة الى وصية التوبة الإلهية ببعض اعمال تطوعية، والقيام باعمال الرحمة واعمال توبة.
ومن أعمال التوبة المقترحة:
الامتناع عن بعض الاطعمة المفضلة.
عمل روحي (اماتة) أو جسدي.
قرأة يومية من الكتاب المقدس.
ممارسة عمل تقوي في إطار العائلة، مثل صلاة المسبحة.
الامتناع عن بعض النشاطات الترفيهية والسينما.
سنستعرض الان ما يقوله الحق القانوني الكنسي في شأن فضيلة التوبة، ويشمل هذا الصيام والانقطاع، والموانع، واوقات التوبة...
قانون 1249: يُلزِم القانون الإلهي جميع المؤمنين، كل بطريقته الخاصة، بالقيام بأعمال التوبة، غير أنه ولكي يتحد الجميع في ممارسة مشتركة لأعمال التوبة، تُفرض أيام توبة، يكون على المؤمنين فيها أن يتفرّغوا للصلاة بطريقة خاصة، وأن يُمارسوا أعمال التقوى والرحمة، وأن يكفروا بذواتهم، متممين واجباتهم الخاصة بأمانة أكبر، وحافظين بصورة خاصة الصوم والإنقطاع بموجب القوانين اللاحقة.
الواجب الاخلاقي للتوبة تبعاً لوصية المسيح، يمتد على طول حياة المسيحي، فعليه ممارسة التوبة بطريقة مستمرة ودائمة. ويحدد القانون ادناه اوقات التوبة، وتأخذ التوبة أيضا المفهوم الجماعي بالإضافة إلى الفردي.
قانون 1250: أيام وأزمنة التوبة، في الكنيسة جمعاء هي أيام الجمع من السنة كلها، والزمن الأربعيني.
الزمن الاربعيني: للتحضير للزمن الفصحي.
واجب الانقطاع والصيام:
قانون 1251: يجب مراعاة الإنقطاع عن أكل اللحم أو عن أي طعام آخر، بموجب تعليمات مؤتمر الأساقفة، جميع أيام الجمع من السنة، ما لم يقع فيها أي من الأعياد الاحتفالية؛ كما يجب مراعاة الإنقطاع والصوم يومي أربعاء الرماد والجمعة الحزينة، حيث تذكر الكنيسة آلام ربنا يسوع المسيح وموته.
الاشخاص الملزمون بالواجب ومهام الرعاة والاهل:
القانون 1252: يُلزَم بقانون الإنقطاع، مَن أتموا الرابعة عشرة من العمر؛ أما قانون الصوم، فيُلزَم جميع مَن بلغوا سن الرشد، وحتى بداية السنة الستين من عمرهم؛ غيرأنه، على رعاة النفوس والوالدين أن يسهروا، على تربية مَن هم غير ملزمين، لصغر سنهم، بقانون الصوم والإنقطاع، على معنى التوبة الأصيلة.