يَفتَدي الرَّبُّ نَفوسَ عَبيدِه و جَميعُ المُعتَصِمينَ بِه لا يُعاقَبون ( مز 34 /23)
قـدوة المحبة للخدام و الخادمات - لنيافة الانبا يوأنس
قـدوة المحبة للخدام و الخادمات
لنيافة الانبا يوأنس
يقول بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس
" كن قدوة للمؤمنين فى المحبة "(1) المحبة مؤشر دقيق جداً عن علاقة كل واحد بربنا، لذلك قال رب المجد " اثبتوا فى محبتى "(2).
كل واحد عبارة عن غصن فى كرمة الحب الإلهى " أنا الكرمة وأنتم الأغصان "(3) فربنا هو الكرمة الحقيقية.. هـو الحـب ومصدر الحـب، " فالله محبة "(4)، وعلى حسب كل واحد فينا إن كان غصن كبير يفيد .. تتدفق فيه عصارة الحب بغزارة، وإن كان غصن صغير يتدفق فيه الحب ببساطة
محاور المحبة فى حياة الخادم
المحـور الأول : محبة الخادم لربنا
" يا سمعان بن يونا أتحبنى أكثر من هؤلاء ؟
قال له : " نعم يارب أنت تعلم أنى أحبك
قال له " أرع خرافى
وكرر ربنا يسوع على سمعان هذا السؤال 3 مرات، وإذ أجابه بنعم قال له أرع خرافى، أرع غنمى، أرع غنمى
كل ما يوجد محبة بيننا وبين ربنا كل ما يوجد داخلنا طاقة حب نحو الخدمة، فقوة إنطلاق الخادم بحسب محبته لربنا
هكذا أيضاً نلمـس محبة الخادم لربنا فى صلاته بحب.. فى قراءاته للإنجيل
(1تى4: 12). (2)- (يو15: 9). (3)- (يو15: 5)
(1يو4: 16). (5)- (يو21: 15- 17)
يا سمعان بن يونا أتحبنى ؟
بشغف .. فى صومه بحب " كما يشتاق الإيل لجداول المياه هكذا تشتاق نفسى إليك يا الله "(1)
إن كنتم تحبوننى فاحفظوا وصاياى
كل خادم يراجع نفسه ويكشف لنفسه عن مدى الحب بينه وبين ربنا، واحذر من أن تكون مشغول عنه والدنيا شغلاك أو الخدمة آخذة كل وقتك .. إنها كهربا الحب .. كل ما تكون الكهربا قوية توصل للمحور الثانى والمحور الثالث، وإن كانت الكهربا مجرد ملمسة مع الله، فسنجد ضعف فى محبة الخادم للخدام، وضعف فى محبته للمخدومين.
المحور الثانى : محبة الخادم لاخوته الخدام
فى ملوى عقد المتنيح الأنبا بيمن للخدام مؤتمر بعنوان : (نحب بعض .. نحترم بعض .. نختلف مع بعض)
الخادم يحترم الخدام حتى الذين يختلفون معه فى الرأى، ويوم ما يرى الخادم المختلف معك الحب فى عينيك يعرف إنك بتحبه ويهون عليه إنك مختلف معه بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذى إن كان لكم حب بعضاً لبعض
السيد المسيح يقول لتلاميذه : " لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأى أجر لكم ؟ أليس العشارون أيضاً يفعلون ذلك وإن سلمتم على اخوتكم فقط فأى فضل تصنعون ؟ أليس العشارون أيضاً يفعلون هكذا ؟ )
الشطارة إنى أحب من أختلف معه
وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضاً بعضكم بعضاً
بطرس الرسول : " فأحبوا بعضكم بعضاً من قلب طاهر بشد6
(مز42: 1). (2)- (يو14: 15). (3)- (يو13: 35)
(مت5: 46، 47). (5)- (يو13: 34). (6)- (1بط1: 22)
لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة لأن المحبة تستر كثرة من الخطايا1)
بولس الرسـول : "المحبة تتأنى وترفق.. لا تحسد لا تتفاخر لا تنتفخ لا تقبح )
القديس يوحنا الحبيب : " نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة، لأننا نحب الاخوة من لا يحب أخاه يبقى فى الموت. كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس )
أوضح القديس يوحنا الحبيب 3 أنواع .. إما المحبة أو كراهية أو لا محبة ولا كراهية
من يحب يعيش الحياة ويكون قد انتقل من الموت إلى الحياة
من يكره فهو قاتل نفس !! ومن لا يحب ولا يكره كأنه ميت، لا يزيد ولا ينقص مثل الترابيزة
تدريـب
نحب بعض .. نحترم بعض .. نختلف مع بعض
قلبك واسع وكبير يحتمل كل أنواع الناس (الذوق، المشاغب، الحبيب والعدو، البعيد والقريب، إللى معك والمختلف معك ...).. هكذا تكون قدوة للجميع فى المحبة
المهم أن يملأ ربنا قلبك بالحب فتحب كل الناس لأن " الله محبة "، تمتلئ من ربنا من فوق فتمتد محبتك للجميع .. واعلم لن تجد كل الناس تحبك وتقبلك
يوحنا الرسول الذى لقب بالحبيب وكان وديعاً لم يكن ديوتريفس يقبله .. حتى ربنا يسوع نفسه لم يقبله الجميع
(1)- (1بط4: 8). (2)- (1كو13: 4). (3)- (1يو3: 14، 15)
المحور الثالث : محبة الخادم للمخدومين
بولس الرسول يقول "من يضعف وأنا لا أضعف من يعثر وأنا لا ألتهب
يا أولادى الذين أتمخض بكم أيضاً إلى أن يتصور المسيح فيكم
هل أنت كخادم كالأم التى تتمخض بأولادها ؟!
بل كنا مترفقين فى وسطكم كما تربى المرضعة أولادها هكذا إذ كنا حانين إليكم كنا نرضى أن نعطيكم لا إنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضاً لأنكم صرتم محبوبين إلينا )
هذه الآية فيها حنان .. أمومة .. رفق .. حب .. عطاء النفـس، أعطاهم ليس هدية فقط، ولا مال، ولا حتى إنجيل الله فقط، بل أنفسنا أيضاًً !!
بولس الرسول يرسل لتلميذه فليمون ليحثه على قبول أنسيموس فيقول
" إقبله الذى هو أحشائى ")
الأحشاء أى القلب والرئة والكبد أى إنه قلبى .. وليس جزء منه، لأن بولس الرسول غصن كبير ثابت فى المسيح، كل مخدوم هو قلبه .. تقدر تكلم قلبك كلمة سيئة .. تقدر تنتهره .. تقدر تعامله معاملة من فوق لتحت ؟!
المحبة دى تُحـس ولا تُقال .. المخدومين يحسـوا بمحبتك وتظهر فى عظتك " كنت أنذر بدموع كل واحد
كل واحد هو قلبك .. هو ابنك .. ستكلمه بدموع قلبك .. انت بتكلم أحشاءك .. عظاتك .. أبوتك .. بنوتك للكبار
حتى الفقير عندما ترحمه أعطى له بحب، وكأنك تعطى رب المجد نفسه، تعطى أحشاءك .. تعطى له بملئ الكرامة
الخــلاصــة
توجد درجة من المحبة متميزة جداً هى درجة المجروحين حباً
(1كو11: 29). (2)- (غل4: 19). (3)- (1تس2: 7، 8)
(فل12). (5)- (أع20: 31)
عروس النشيد تقول : " أسندونى بأقراص الزبيب انعشونى بالتفاح فإنى مريضة حباً )
وسـفر التثنية يقول : " ويختن الرب إلهك قلبك فتحب الرب إلهك من كل قلبك "(2).. يشبهه بالختان(3) .. فى أوقات يكون فى القلب زوائد من محبة الكرامة .. محبة المال .. شهوة الجسد .. تعطل محبة ربنا فى القلب.. ربنا يقطع الزوائد فيتنقى القلب، فيحب الرب من كل القلب .. يحب الرب من كل جوارحه
بولس الرسول يقول لأهل روميه : " لأن اليهودى فى الظاهر ليس هو يهودياً ولا الختان الذى فى الظاهر فى اللحم ختاناً بل اليهودى فى الخفاء هو اليهودى وختان القلب بالروح لا بالكتاب هو الختان الذى مدحه ليس من الناس بل من الله )
ختان القلب بالروح (الروح القدس) ربنا يختن القلب، ما قاله موسى النبى هو نفس ما قاله بولس الرسول .. ربنا بمشرط روحانى (لمسات الحب الإلهى) يزيل زوائد القلب .. الله يأسرنا بمحبة شديدة جداً فى المخدع .. فى القداس .. ربنا قرب من قلبك ولمس قلبك .. يقطع ربنا زوائد القلب، وبالتالى
القلب يتنقى من كل زائدة
القلب يتكرس لله (سكينة دخلت فى القلب، فالقلب مات عن العالم)
القلب جرح (لما قطعت الزوائد)
إذن أنا مجروحة حباً .. لما أتناول من جسد ربنا يسوع (أقراص الزبيب)، ودم ربنا يسوع (التفاح) يرطب هذا الجرح فيهدأ
الجسد والدم قمة الحب الإلهى .. يعمق الحب الإلهى داخلك فنقول ثانية أتناول، وهكذا يقول يشوع بن سيراخ " من أكلنى عاد إلى جائعاً ومن شـربنى
(نش 2: 5). (2)- (تث30: 6)
الختان هو قطع جزء زائد من الجسم. (4)- (رو2: 28، 29)
عاد ظامئاً )
كل ما تتناول تريد أن تتناول مرة أخرى .. إنها دائرة القلب المجروح حباً بالحب الإلهى
يوم ما ربنا يلمس قلبنا ويختن كل زائدة فيه نجد صليل إلهى يجرى ويظهر فى خدمتنا .. يبحث عن كل واحد من أولاده بقلبه المجروح حباً
يا سلام لوعشت بالحب الإلهى تكون مسبى لربنا قلبك .. يصل حبنا لربنا على مستوى المجروحة حباً (المريضة حباً)
ولربنا المجد الدائم إلى الأبد آمين