أَللَّهُمَّ، مِن أَعْدائي أَنقِذْني و مِنَ الَّذينَ يَقومونَ علَيَّ اْحْمِني (مز 59 /2)
مقالة سر التوبة و المصالحة - المطران يوسف أنيس أبي عاد
|
||||||
1- سر التوبة والمصالحة: نظرة لاهوتية2- الصعوبات التي تعترض هذا السر
3- دور الكاهن خادم السر |
||||||
أولاً- سر التوبة والمصالحة |
||||||
نظرة لاهوتية
السؤال: ما هو المهم في سر التوبة والمصالحة وفي ممارسته الصحيحة؟
الجواب: يعرض الإرشاد الرسولي وسيلتين مهمتين لبلوغ هذه الغاية وهما التعليم المسيحي، والحوار . فالتعليم المسيحي هو من أجل أن يكون المؤمن عالماً بأهمية هذا السر و قدسيته ومفاعيله ،أما الحوار ،فلكي يستطيع كل إنسان انطلاقاً من وضعه الخاص، أن يتفهّم هذا التعليم ويأتي بلهفة إلى قبول هذا السر.
- يتم هذا التعليم المسيحي من خلال مبادرات عديدة في الوعظ والمحاضرات والمناقشات والمباحثات ودورات الثقافة الدينية ... وفي إقامة الرسالات الشعبية والرياضات الروحية على مستوى المجموعات المنظمة أو التجمعات التلقائية.
- أما الحوار فيمكن أن يتم في أي وقت ومكان، لكن الحوار الأهم هو الذي يتم في أجواء سر التوبة بالذات حيث نعمة السر تُلهِم المرشد والتائب إلهاماً خاصاً.
- وإلى جانب توضيح معنى الخطيئة ومفاعيلها، يركّز التعليم المسيحي على وجهين متكاملين من سر التوبة وهما "عمل" التوبة و "إحلال" المصالحة.
أ- عمل التوبة :
التوبة تعني من خلال الإنجيل المقدس، التغيير الذي يحدث في أعماق القلب تحت تأثير كلام الله و بالنظر إلى الملكوت (متى 4/17)، وتعني أيضاً تغيير الحياة تجاوباً مع تغيير القلب. إنما هذا التغيير لا يكون صحيحاً ما لم يترجم إلى أعمال توبة: "اعملوا أعمالاً تليق بالتوبة" (لوقا 3/8).
ومن هذه الأعمال: الجهاد الروحي ascèse أي الجهد اليومي العملي، الرامي بمساندة النعمة، إلى إهلاك الحياة من أجل المسيح، فإن هذه هي الطريقة الوحيدة لإيجادها (متى 16/24)، وقمع ما هو جسدي، وتغليب ما هو روحي و التسامي باستمرار فوق ما هو أرضي سعياً إلى ما هو في العُلى حيث المسيح (كولوسي 3/1).
فالتوبة هي ارتداد، وباليوناني (متانويا)، والكلمة تعني حرفياً: انقلاب النفس واتجاهها نحو الله. ولابد من استعدادات لهذا الارتداد، وعلى التعليم المسيحي أن يشرحها بمفاهيم تتوافق ومختلف الأعمار وتنوع الأحوال على الصعيد الثقافي و الأخلاقي و الاجتماعي.
ب- المصالحة :
مصالحة الإنسان مع الله ، مع إخوانه ، مع ذاته و مع الخليقة كلها ... والمصالحة لكي تكون كاملة تستدعي التحرر من الخطيئة التي يجب رفضها في أعماق جذورها. وفيما يحثنا المجمع على السعي إلى المصالحة بكل قوانا، ينبهنا إلى أنها قبل كل شيء، عطية يجود الله بها علينا, فالله هو الذي صالحنا بالمسيح وأعطانا خدمة المصالحة ... (2قور5/18) فبهذه العطية تُفضّ الكثير من الخلافات وتحسم العديد من النزاعات وتمّحي الانقسامات صغيرة كانت أم كبيرة، وتُسترجع الوحدة ... وقد شدّد يسوع على موضوع المصالحة الأخوية عندما تكلم عن تقدمة الخد الآخر، وترك الرداء لمن يطلب الثوب، ووجوب المغفرة حتى للأعداء مرات لا عدّ لها ... (متى 5/38-48)
وهناك أيضاً مصالحة على مستوى العائلة البشرية جمعاء، ومن خلال ارتداد قلب كل من الناس، وعودته إلى الله. فَوَحْدة البشر لا يمكن أن تتحقق ما لم يغير كلٌ من الناس ما في نفسه.
وباعتقادنا أن المصالحة السرية، التي تُعطى لأبناء الكنيسة, تتحول إلى ينبوع للمصالحة العامة, إذ أن النعمة التي تُوهب لهؤلاء الأبناء تصبح خميرة روحية تُفصح من جرّاء وجودها عن إمكانية تصالح الناس مع بعضهم على غرار ما يقول بولس الرسول :" ذلك فإن الله كان في المسيح يسوع مصالحِاً للعالم وغير محاسب لهم على زلاّتهم، ومستودِعاً إيانا كلمة المصالحة (2قور 5/19)
فالغفران المُعطى للمؤمنين من خلال سر التوبة، فيما يكون فيهم منبع سلام وراحة، يشير بالوقت نفسه إلى أنّ الخلاص دخل إلى العالم وبدأ يعمل عمله فيه.
التعليم المسيحي وممارسة التوبة :
أ- أصل هذا السر :
سر التوبة يتأصّل في ذبيحة المسيح الخلاصية: "اشربوا منها (الكأس) كلكم فهذا هو دمي دم العهد الذي يُراق من أجل جماعة الناس لغفران الخطايا" (متى 26/27-28)
مغفرة الخطايا سلمها يسوع، بواسطة الروح أناساً بسطاء ، مُعرَّضين للوقوع في الخطيئة، أعني رسله، بقوله لهم: "اقبلوا الروح القدس ، من غفرتم خطاياه غُفرت له، ومن أمسكتموها عليه أُمسِكت" (يوحنا 20/22).
"فلقد خوّل يسوع الرسل هذا السلطان - الذين بإمكانهم نقله – على ما فهمت الكنيسة ذلك منذ فجر وجودها – إلى خلفائهم الذين تلقّوا من الرسل أنفسهم رسالة مواصلة عملهم ومسؤولية هذا العمل العادي، بوصفهم مبشرين بالإنجيل و خَدَمة فداء المسيح
ب- سر التوبة هو الطريق العادي لنيل الصفح و الغفران :
فليس من الحماقة إذاً و حسب، بل من الاعتداد الباطل ترك أسرار النعمة والخلاص التي رسمها الرب، وإهمالها كيفياً، والادّعاء بقبول الغفران من دون اللجوء إلى السر الذي رسمه السيد المسيح "فالكلام الذي يعرب عن الحَلّة، عند منح هذا السر، و الحركات التي ترافقه يدل، في عظمته، على بساطة لها معناها:
"أغفر لك"، أو "ليَغِفر لك الله" ... ووضع اليد، و إشارة الصليب المرسومة على التائب هذا كله يدل على أن هذا الأخير يتلقّى قوة الله ورحمته وفيها يُمنح ما في آلام المسيح وموته وقيامته من قوة خلاصية.
ج- سر التوبة والنقاط الأخرى المتداخلة فيه:
هناك نقاط أخرى في سر التوبة والمصالحة: كنوعية هذا السر ودوره وأعمال التائب... سيأتي ذكرها في العناوين اللاحقة. |
||||||
ثانياً- الصعوبات التي تعترض هذا السر |
||||||
1 - الحصول على المغفرة من الله رأساً
السؤال: لستُ أرى نفعاً لسر التوبة، طالما أني حاصل على الغفران من الله مباشرةً. فلماذا الإلحاح على اقتبال هذا السر؟
الجواب:
أ- نظرة تاريخية
إن سر التوبة وُجد في الكنيسة منذ العصور الأولى، وقد وُجدت وثيقة قديمة منذ حوالي سنة 150 في روما هي كتاب "الراعي لهرماس"… الذي يطرح السؤال على إمكانية منح سر التوبة للذين أخطأوا بعد العماد… ثم جاء ترتليانوس بأطروحته عن التوبة يرفض فيها مصالحة الخاطئ خاصة إذا ما اقترف إحدى الخطايا الثلاث: الزنى أو القتل أو الجحود. لكنه بعد موجة الاضطهاد القاسية التي حدثت في منتصف القرن الثالث من قبل الإمبراطور داسيوس (250-253)، وسقط الكثيرون في خطيئة الجحود، قام القديس قبريانوس يكتب ويدعو إلى إعادة الساقطين تحت وطأة الاضطهاد إلى حضن الكنيسة ومنحهم المصالحة. ووافقت الكنيسة على ذلك في مجمع قرطاجة عام 251، وقبلت بأن يُمنح سر التوبة مرةً واحدة في الحياة فقط.
إلى أن أتى الرهبان الارلنديون في منتصف القرن الخامس، وعمّموا مبدأ التوبة الشخصية الخاصة حيث يوجد الكاهن والتائب وجهاً لوجه بمعزل عن الناس، فيصغي الكاهن إلى اعتراف التائب ويفرض عليه كفّارة مناسبة غالباً ما كانت مُضنية للحصول على الندامة الكاملة… ودخل في هذا الاعتراف السري جميع أنواع الخطايا…
وسارت الأمور على هذا المنوال مع تطورات طفيفة إلى أن جاء مجمع اللاتران المنعقد سنة 1215 فأعطى قراراً يُلزِم كل مؤمن بعد بلوغه سن التمييز أن يعترف بخطاياه وجهاً لوجه إلى الكاهن أقلّه مرة في السنة … وأصبح عمل الاعتراف هذا سراً من أسرار الكنيسة السبعة...
وجاء الإصلاحيون وبالأخص مارتن لـوتر (1483-1546)، فأصدر كتابه عن "أسر بابل" عام 1520 رافضاً فيه الأسرار البيعية السبعة ومكتفياً فقط بالسرين الأساسيين العماد والافخارستيا، ومبرراً عمله هذا بأن المسيح لم يرسم بذاته سر التوبة، وبالتالي يمكن الاعتراف إلى الله مباشرة والاكتفاء بأعمال التوبة التقليدية.
لكن الكنيسة الكاثوليكية لا تزال على ما حددته المجامع الكبرى المسكونية، فكان رد واضح في المجمع التريدنتيني على مزاعم الإصلاحيين الذي وسَّع تعاليم مجمع اللاتران وأتت المجامع الأخرى لكي تثبِّت هذه التعاليم.
ب - الفحوى اللاهوتي
تعتبر الكنيسة أنّ الإنسان عندما يرتكب خطيئة ما ثقيلة فإنما يخَطأ ضد الله وضد الكنيسة في آن... وبالتالي ضد البشرية كلها والعالم... لذلك فهو لا يستطيع أن يُصالح نفسه بنفسه مع الله والآخرين. فسلطان "الحل والربط" (يوحنا 20/23) أعطي للرسل وخلفائهم في الكنيسة لكي يعملوا به حسب الأصول المرعية، فيصالحوا التائب باسم المسيح ويردّوه إلى الحظيرة البيعية بواسطة سر التوبة والمصالحة فيعود إليها مسترجعاً مكانته الأولى وكرامته.
2 - الاكتفاء بأعمال التوبة
|
||||||
ثالثاً- دور الكاهن بشكل عام |
||||||
وبمناسبة الرد على هذه الأسباب لا بد لنا من أن نتوقف على دور الكاهن لما له من أهمية في منح هذا السر المقدس. فالتعليم المسيحي المُعطى جماعياً لا يكفي وحده... بل يجب أن تُؤمَّن ظروفٌ يلتقي بها الكاهن والمؤمن ويتبادل وإياه في شؤون حياته الإيمانية الشخصية. وسر التوبة والمصالحة يتيح لهما مناسبة فريدة يضفي عليها السر قدسية خاصة، فيتم فيها إصغاء كبير من قِبل الكاهن، وتفهّم عميق لحالة التائب، وإعطاء تعليم الكنيسة وتلقّيه بطريقة مُشخْصَنة والتشديد على الرحمة الإلهية وفرح الله والملائكة والقديسين لعودة الخاطي. ولهذا الدور، علاوة على ما ذكرنا أعلاه أوجه عديدة أهمها:
1- التشبه بالمسيح :
- إن الكاهن، خادم التوبة، مثله على المذبح حيث يحتفل بالإفخارستيا، يعمل "بشخص المسيح" ... والمسيح الذي يحضّره الكاهن والذي يتم بواسطته سر مغفرة الخطايا، يبدو:
- أخاً للإنسان( متى 12/49-50 ، روم 8/29)
- حبراً رحيماً أميناً شفوقاً ( عبرا2/17)
- طبيباً يشفي و يقوي ( لوقا 5/31)
- راعياً يسعى دائماً وراء النعجة الضالة ( لوقا 15)
- معلماً أوحد ... يرشد إلى سبيل الله (متى 22/17)
- قاضياً للأحياء و الأموات ( أعمال 10/42)
- حاكماً يحكم بالحق و ليس حسب الظواهر (يوحنا 8/16)
2- أعمال الكاهن :
1- الإطلاع على نقائص المؤمن و زلاته
2- تقدير رغبته في النهوض و ما يقتضي له من حهود .
3- تبيّن عمل الروح القدس في قلبه – و نقل الغفران إليه
4- تشجيع التائب على عدم الرجوع إلى الخطيئة
3- صفات الكاهن:
"خدمة الكاهن هذه هي أصعب خََدَماته وأكثرها دقةً وإرهاقاً وخطراً... وبالوقت نفسه هي أجملها وأدعاها إلى التعزية" . ولذلك فإن خدمته هذه تتطلب منه صفات أساسية:
أ- صفات إنسانية : كالفطنة و الرصانة و القدرة على التمييز، والحزم المُلطَّف بالعذوبة والطيبة. ونضيف عدم الحِشْرية الزائدة بالتوقّف على الأعمال المُذِلَّة...
ب- صفات علمية: لابد له من الإطلاع المتجدّد على مختلف العلوم اللاهوتية، وأن يكون ضليعاً في معرفة كلام الله معرفة حية، عميقة مستساغة للأسماع، ويجب أن ينهل من العلوم الإنسانية و منهجية الحوار بما فيه الكفاية.
ج- صفات روحية: ما يحتاج إليه الكاهن بالأَوْلى هو الحياة الروحية الناشطة الصادقة ... وأن يعطي بأفعاله البراهين عن خبرة حقيقية بالصلاة المُعاشة، وممارسة الفضائل الإنجيلية والطاعة لإرادة الله والمحبة للكنيسة والانقياد لسلطتها التعليمية، وهذه الصفات الروحية تقوده إلى أن يترك كل شيء، عندما يأتيه تائب ولا يتخلّف، عن إهمال أو لِحُججٍ أخرى، عن الموعد المضروب للمؤمنين في كرسي الاعتراف ... ويبذل المزيد من العناية لكي لا يذهب إلى هذه المهمة السِرّية بدون استعداد.
د- ميزة الكاهن الأساسية: الاعتراف الشخصي :
• حياة الكاهن الروحية .... تتعلق من حيث نوعيتها و حرارتها، بممارسة شخصية متواترة واعية لسر التوبة ... فإذا كان الكاهن لا يعترف أو يعترف اعترافا سيئاً فإنّ كيانه الكهنوتي وعمله يتأثران سلبياً من جراء ذلك ... ولا تلبث الجماعة التي يرعاها من أن تلاحظ هذا الأمر.
• خبرة الاعتراف الشخصي عند الأسقف والكاهن يجب أن تصبح حافزاً على مزاولة خدمة هذا السر المقدس، مزاولةً ناشطة مثمرة متأنية، حارة ... تجعلهما راعيين صالحين لإخوتهما ... فتنكسر شوكة الخطيئة ... ويبرز مكانها سلام وبر وفرح.
• موضوع الحوار داخل سر التوبة والمصالحة يتأثر بكل ما ذكرنا ... وهناك من الكهنة من يُغفِله بسبب قلة الوقت أحياناً ... أو عدم التهيئة لذلك أو الخوف من عدم الجدارة وفقدان المستوى الثقافي ... فالاستعداد الكافي ليس متوفراً عند جميع المُعرِّفين ... لكنه يبقى أنّ "الحلَّة" تُعوِّض عن نقص الحوار .... وتتجاوب معها قداسة الكاهن الشخصية فيشعر التائب بها و يتأثر بمفعولها المنسكب في قلبه تفهّماً وحناناً وتشفعاً وصلاة ... |
||||||
الخاتمة |
||||||
- نعود إلى كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية لكي نوجز مفاعيل سر التوبة والمصالحة ونقول إنّ في هذا السر الكنسي تتم الأمور التالية:
- المصالحة مع الله التي بها يستعيد التائب النعمة الإلهية، والمصالحة مع الكنيسة، ومحو العقاب الأبدي والعقوبات الزمنية... والتنعّم بالسلام والطمأنينة وراحة الضمير، وتنامي القوى الروحية في سبيل الجهاد المسيحي الروحي
وإلى هذا نضيف: إن الصعوبات التي تقف أمام المؤمن لقبول سر التوبة، تَجدر مجابهتها بروح المحبة المسيحية، الذي يجب أن يتحلّى بها كل مسيحي وبخاصة الكهنة خَدَمة هذا السر المقدس... وأن يكون تعاون في الكنيسة بين ذوي الاختصاصات العلمية واللاّهوتية والمشهود لهم بعمق الحياة الروحية، لكي يُرجِعوا المؤمنين إلى ينابيع القداسة بكل تفانٍ واتضاع وطول باع ومثابرة...
ولأجل كل ما ذكرنا في سياق هذه الرسالة، من صعوبات أنطروبولوجية وايدولوجية ولاهوتية وغيرها، فإننا نقترح التركيز على ما هو معمول به في أوساطنا، ألا وهو الاستفادة من العيدين الكبيرين، عيديْ الميلاد والفصح، (ومن سائر الأعياد) والزمن الذي يسبقها لإحياء سر التوبة في حفلات جماعية ذات أجواء خاصة ضمن مجموعات راعوية أو منظمات مختلفة مما يضع المؤمنين في أجواء تأمل وتذوق لكلمة الله ومن ثم يسهل فحص الضمير ويميل بالتائب إلى الإقرار السري وطلب الغفران وتجديد رغبة العيش مع الله.
وفي النهاية نوجّه الدعوة إلى أبناء الكنيسة، كهنة وعلمانيين، إلى إعادة قراءة مضامين الحياة الشخصية تحت نظر الله والاعتراف به خالقاً ومخلِّصاً بالمسيح يسوع، وطلب مساعدة الروح القدس المعزّي لكيما يتأصّل الاعتراف بالخطايا بهذا الاعتراف بالله الثالوث و يتأصّل من ثم في حياة المؤمن ويكوّن فيها محطة أساسية في حياته الشخصية وانطلاقة وثّابة في مسيرته الإيمانية.
ولا يمكننا أن نختم هذه الرسالة من دون أن نوجّه المؤمنين إلى شخص العذراء مريم "أم الرحمة والرأفة" و"ملجأ الخطأة"... ففي كنف هذه الأم الحنون نستطيع أن نفهم شناعة الخطيئة وضرورة الإسراع إلى ملاقاة المسيح المُخلِّص ونيل غفرانه الطيب عن يد الكنيسة الأم والمعلمة. |
||||||
ملحق |
||||||
التعرف على الخطيئة أيضاً وأيضاً والعلامات التي تدل عليها
ما ذكرنا أعلاه عن معرفة الحالة الخاطئة ومن ثم عن التعرّف إلى الخطيئة يبدو غير كافٍ بالنسبة لعقلية مُتعلْمِِنة وبخاصة عند شباب اليوم. فيأتي السؤال كالآتي:
هناك أوضاع مُعقَّدة وحالات صعبة، ومُناخات متلبّدة لأعمال قد نقوم بها لا يمكن التمييز فيها بسهولة والتيقن أننا خَطِئنا أم لم نَخَطأ. فهل من علامات إضافية تدل بالتأكيد على ارتكاب الخطيئة أو عدم ارتكابها؟!
|
||||||
|
||||||
المصادر والمختصرات |
||||||
|
||||||
1) – البابا بيوس الثاني عشر: رسالة مذاعة إلى المؤتمر الوطني بشأن التعليم المسيحي في الولايات المتحدة الأميركية. بوسطن 26/10/1946.
2) – البابا يوحنا بولس الثاني: إرشاد رسولي بشأن المصالحة والتوبة في رسالة كنيسة اليوم.
|