جماعة الناس مدعوون، و لكن القليلين هم المختارون ( مت 22 /14)
سر مسحة المرضى: مقدمة - لاهوت طقسي قبطي
سر مسحة المرضى
1) مقدمة
سر مسحة المرضى هو سر مقدس من أسرار الكنيسة السبعة به ينال المريض المؤمن شفاه الأمراض النفسية والجسدية، اذ يمسحه الكاهن بزيت مقدس ويستمد له نعمة الشفاء من الله.
ويسمى سر القنديل لأن المسيحيين الوائل كانوا يضعون الزيت فى قنديل يخرج منه سبعة قناديل تضاء كل واحدة منها فى أول كل صلاة، وما زالت هذه العادة جارية
ولكنهم يستبدلون القنديل بطبق زيت وبه سبعة قناديل من القطن تضاء واحدة فى بداية كل الصلاة من صلوات القنديل السبع، وهذا العدد الكامل يشير الى سبعة أرواح الله المذكورة فى سفر الرؤيا (رؤ 3: 1)،
لأن روح الله يحل ويقدس الزيت لشفاء الذين يدهنون به ويستحسن أن تكون القناديل السبع موضوعة على شكل صليب.
أسس السيد المسيح له المجد هذا السر عندما قال لتلاميذة "اشفوا مرضى طهروا برصا..." (مت 10: 8).
وقوله "وأية مدينة دخلتموها وقبلوكم... فاشفوا المرضى الذين فيها وقولوا لهم قد اقترب منكم ملكوت السموات" (لو 10: 8، 9). لأن الرب
يسوع جاء لكى تكون لنا حياة ويكون لنا أفضل (يو 10: 10). فشفى المرضى وأقام السقماء، وفتح أعين العميان طهر البرص، أقام المقعدين والمشلولين بعد أن خلصهم من العلة الاساسية للمرض وهى الخطية، "كان يسوع يجول يصنع خيرا ويشفى جميع المتسلط عليهم ابليس" (أع 10: 38).
لأنه هو الذى تنبأ عنه ملاخى النبى قائلا: "ولكم أيها المتقون إسمى تشرق شمس البر والشفاء فى اجنحتها" (مل 4: 2).
وقد مارسه الاباء الرسل بناء على أوامر سيدهم، فيقول الكتاب "فخرجوا وصاروا يكرزون (للناس) أن يتوبوا، وأخرجوا شياطين كثيرة ودهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم" (مر 6: 12، 13).
نصح معلمنا الرسول المؤمنين بممارسة هذا السر عند مرضهم طلبا للشفاء من الله الذى يقول: "أنى أنا هو الرب شافيك" (خر 15: 26) وقول المرنم شاكرا الرب قائلا "باركى يا نفسى الرب... الذى يشفى كل أمراضك الذى يفدى من الحفرة حياتك"