و النور يشرق في الظلمات و لم تدركه الظلمات (يو 1 /5)
في طول الصلوات - للقديس يوحنا كرونشتادت
في طول الصلوات
للقديس يوحنا كرونشتادت (+1908)
حينما ندخل إلى الكنيسة ننسى هموم العالم وشهواته، وفي حضرة الله نمتلئ رهبة وخشوعًا وتقديسًا.
نحس داخل نفوسنا بصلتنا بالحياة الاخرى، ونشعر ببنوتنا لله.
عندما نصغي إلى الالحان الخشوعية الصاعدة من أفواه الكهنة المقيمين الصلوات من داخل الهيكل تجاوبها أصوات العابدين من الخارج، حينئذ تشملنا غبطة وهدوء يسريان إلى أعماق النفس.
وعندما نتابع كلمات قارئ الفصول وهو يـتلوها بصوت خشوعي مؤثـّر، تنفتح قلوبنا إلى المعرفة وتستـنيـر أذهانـنا بكلمات الحيـاة.
ان هذه المشاعـر كلها هي عربون لتذوق سعادة الحياة الأبدية...
حينما تُتلى صلاة طويلة على مسامع الشعب، كالقداس أو صلاة البَرَكة الأخيرة أو غيرها من الصلوات والقراءات الطقوسية، يهمس الشيطان في أُذنك أن لا داعي لهذا التطويل
وأن الشعب لا يفهم الكلمات، وأنها مضيعة للوقت، فلا ضرورة لها، ثم يدعوك إلى الاختصار.
ولكننا بذلك نتغافل عن صوت النعمة وعمل الروح القدس. فكم من مرة استخدم الروح القدس كلمات صلوات والقراءات في الكنيسة لخلاص ألوف من الشعب!
كل الصلوات والقراءات في الكنيسة هي من أقوال الله، فهي تعاليم حيّة.
كذلك فيها تمجيد وتسبيح دائم وشكر وحمد لله، وفيها حثّ على محبة الآخرين وتحريض على التوبة بصلاة العشار: ارحمني. وهكذا كل من يفتح قلبه للصلاة في الكنيسة فانه يمتلئ معرفة وحياة.
فلنَتْلُ اذًا صلواتنا وقراءاتنا في الكنيسة بكل تأنّ ووضوح، ولا نختصرْ شيئًا قط،
وبذلك نعطي فرصة للروح القدس أن يستخدم الكلمات لإنذار قلوب السامعين.
عليك أن تلقي البذار وتتركها للرب فهو يُنميها حسب مسرته