كل شيء ممكن للذي يؤمن (مر 9 /23)
مقالة الصلاة قمة كل سعى صالح : القديس ابو مقار الكبير
القديس ابو مقار الكبير
قمة كل سعى صالح وتاج كافة التدبيرات المتقنة هى الادمان على الصلاة لان بواسطتها ننال باقى الفضائل ,
وقوة الصلاة تبتدئ فى الذين حسبوا مستحقين لشركة قداسة الله ودخلوا تحت
عنايته الروحانية ,حتى يصير عقلهم ملتصقآ بالرب بمحبة لا توصف.
لان من أدمن الصلاة نتيجة الصلاة فى كل وقت وفى كل حالة ويكرم محبة الله فى كل شيئ
فأنه يحصل على حرارة المحبة الالهية ,
حتى يتقد بها ويوهب نعمة الروح القدس.
ان حياة النفس وانشراحها تكون بالعشرة الخفية مع الملك السمائى لا غير
لانه ان كان من اجل محبة الشركة الجسدية يترك الرجل اباه وامه ليلتصق
بزوجته ,
فكم بالحرى الذين يحسبون أهلآ لشركة الروح القدس الذى هو المحبوب السمائى
فأنهم بدون نزاع يتجردون بالكلية من حب العالم حيث يظهر لهم كل شيئ فيه
نفاية نظرآ لكونهم يمتلئون من الشهوة السمائية ويألفون دوام فعلها .
كل من يشاء أن يرضى الرب بالحق وينال منه النعمة السمائية وأن ينمو ويكمل فى الروح القدس
فعليه أن يخضع بكل قلبه
الى وصايا الرب مهما كانت ضد مشيئته كما هو مكتوب :
" لاجل هذا بازاء كل وصاياك قومت نفسى
وكل طريق ظلم أبغضت " مز 119: 104
ليس عسير على الانسان الذى ظل طول النهار مشغولآ بأعمال المعيشة أن يخصص
نفسه للصلاة ساعة معينة ...يختطف فيها الانسان الباطن الى عمق التعبد فى
تأمل العالم الاخر الذى لا نهاية له ,
وبصلاة كثيرة فيهدأ عقله ويتغرب عن مشاغل العالم اذ يرتفع وينتقل الى هناك
وحينئذ تمتد سحابة ذهول على أفكاره تحجبه عن الارضيات وتشغل ذهنه فى أمور
سماوية لا نهاية لها فيدرك أشياء أكيدة عجيبة لا يمكن وصفها بفم انسان حتى
تنحصر صلواته ,وكل ما يقوله وقتئذ فى معنى "
"يا ليت نفسى تخرج مع صلاتى "