Skip to Content

لست أنت الذي تتضرّع إلى الله ليأتي إليك، بل هو يسألك أن ترتضي فتفتح قلبك ويديك لكي تتلقّى ابنه يسوع - جان لافرانس



 

لست أنت الذي تتضرّع إلى الله ليأتي إليك

بل هو يسألك أن ترتضي فتفتح قلبك ويديك
لكي تتلقّى ابنه يسوع
.

 

جان لافرانس

 

1-     طريقة تفكيرك تشبه طريقة المتسلّق، فتذهب كل
يوم إلى اقتحام الله وغزوه بقوّة ساعديك؛ أو أنك تتضرّع إلى الله أن يأتي إليك، وتذكّره
بلطف بما يبدو وكأنه قد نسيه.

إلا أنّ هذه
الصلاة وهذا الموقف الأخير لا معنى لا مبّرر لهما عند المسيحي.

 

2-     فمنذ عهد
بعيد أقبل الله إليك واستمالك. لقد سبق وأحبّك أولا حتى أنّه أعطاك ابنه يسوع المسيح
لكي يخلّصك.

فما عليك
أن تفتّش عنه بما أنّه قد ملأ نهائيا تلك الهوّة التي كانت تفصلك عنه. وليس لك أن تقنع
الله، فإنه منذ أمد بعيد قد جاء بين خاصّته.

إلا أنّ المأساة
هي أنّك لم تقبله:
إلى خاصّته جاء وخاصّته لم تقبله ( يوحنا 1/ 11 ). فالصلاة هي أن تدع الله يفتّش عنك
ويجدك.

 

3-     الواقع أنّ
تربية الله كلّها هي تذكيرك بهذا الحضور وهذا المجيء إلى العالم. فالعالم ليس صحراء،
الله غائب عنها؛ بل انّه حجاب لحضور المسيح الخفي.

فكّر في الصوم
الذي يبدو لك فترة مزعجة ومحزنة، لأنّه يذكّرك بجهود التوبة التي عليك أن تبذلها، في
حين أن الصوم هو، قبل كلّ شيء، زمان نعمة وخلاص.

فطيلة هذه
الفترة، يقدّم الله لك حضور ابنه المائت والقائم من الموت، والوصول إليه لا يتطلّب
منك تحقيق البطولات: إنه ههنا، في متناول يدك، وهو يُقدّم لك بلطف في خبز كلمة الله
والافخارستيا.

 

4-     وما يطلب منك إذ ذاك هو إطالة التأمل في محبّة
الله الذي لا يفتأ يخرج من ذاته لكي يأتي إليك.

 

5-     ولن تجد
هذه المحبّة في نهاية جهودك، بل في صلاة صامتة ومكثّفة، فيها يشقّ الله الحجاب ويكشف
لك عن خزائن المحبّة التي يحتويها قلب ابنه.

إن هذا الوعي
لمحبّة الله لنعمة سرّية لا يمكن التعبير عنها بألفاظ وأفكار بشريّة. ولكن إذا منّ
الله عليك يوماً أن تختبرها، فستفهم إذ ذاك لماذا كان
القدّيس عبد الأحد والقدّيس فرنسيس يبكيان ليالي برمّتها ويقولان: " الحبّ ليس محبوباً ".

 

6-     وإذا حصلت
على نعمة هذا الإكتشاف فستفهم قساوة قلبك وصلابته. فخطيئتك الكبيرة هي أنك تضطهد، أو
بالأحرى ترفض، بوعي تام أو بغير وعي كاف، أن تفسح في المجال لله بأن يحبّك.

والمسيح لا
يكفّ عن طرق باب قلبك لكي تفتح له وتشاركه طعام الصداقة. ألا فليكسر الروح القدس فيك
قلب الحجر، فيفتح بهذا الشقّ منفذاً ليغزوك الحبّ.

 

7-     في الصلاة، لا تطلب من الله أن يغيّر رأيه، وأن يأتي
أخيراً إليك لكي يحبّك،

بل بالعكس،
إنك تحفر في أعماق قلبك، قلب الحجر، لكي تغيّر موقفك وتقبل أخيراً محبّة الله.

 

8-     وما زمن
الصوم إلا الوقت الممتاز لمجيء الله في حياتك. فانغمس في السكوت الداخلي، لكي تحسن
الإصغاء إلى صوت الله الذي يجعل ذاته حاضراً بيسوع، ويدعوك إلى مقاسمة حياة الثالوث
الحميمة.

 

9-     أن تتوب، هو أن ترضى بفتح قلبك لحبّ الله اللامتناهي،
وأن تفتح يديك واسعتين لاقتبال سرّ الافخارستيا.

وإذ ذاك سترى
ما هي علامات التوبة الواقعيّة التي تزيد من استعدادك لاستقبال المسيح.

فالمهم أن
تكون طيلة أيامك ولياليك في حالة السهر والإصغاء لئلا تتخلّف عن هذا الموعد، موعد الحبّ





عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +