Skip to Content

مقالة إنّ العلامة التي تشير إلى أنّك بدأت تعرف الله، هي رغبتك في أن تزداد معرفة له.





إنّ العلامة التي تشير إلى أنّك بدأت تعرف الله

هي رغبتك في أن تزداد معرفة له.

Click to view full size image

جان لافرانس

 1- أتريد أن تعرف إن كنت تسير في طريق معرفة الله؟ اسأل المصلّين الكبار في الكتاب المقدّس، وارض بأن تعيش أنت أيضا خبرتهم الطويلة. فموسى تأمل الله الذي لا يُسبر كماله من خلال العلّيقة المضطرمة.

انّه أفسح للّه في المجال بأن يجعله أليفا، فأصبح صديق الله الحميم وأليفه: وكان الربّ يكلّم موسى وجها إلى وجه، كما يكلّم المرء صاحبه ( خروج 33/ 11 )

 2- لقد بلغ موسى، إذا، درجة سامية من معرفة الله الذي كشف له عن اسمه، أي عمق كيانه الخاص.

إنّه صديق الله. ولكن لاحظ أنّ موسى يسأل الله المزيد عن معرفته. اقرأ بانتباه وصمت هذه الصلاة التي رفعها موسى، وتبنّ أنت أيضا الطلب الثلاثي الذي وجّهه إلى الله: " عرّفني طريقك، لكي أنال حظوة في عينيك... أرني مجدك" ( خروج 33/ 12- 23 )

 3- فالعلامة على أنك بدأت تعرف الله ليست الأفكار الجميلة التي تصوغها عنه، ولا المتعة التي تجنيها من الصلاة، بل الشوق المضطرم إلى المزيد من معرفته. فما كنت لترغب في الله لو لم تعرف من هو.

ولو لم يكن الله فيك، لما استطعت أن تشعر بغيابه. ففي حفرة الشوق ينكشف حضور الله. إنّه حضور في الغياب.

 4- إنّ الله سرّ ينكشف لك شيئا فشيئا. وبقدر ما تمضي بعيدا في معرفة الله، بمقدار ذلك، ستلاحظ أنّ السرّ يبقى ويشتدّ كثافة، وبمقدار ذلك يزداد أيضا شوقك إلى المزيد من معرفته: " إن كان هناك من رغبة، وإن كان موضوع الرغبة هو حقا، النور، فالرغبة في النور تلد النور ".

 5- أتريد أن تعرف ما نوع حياة الصلاة لديك؟ ابدأ بالسؤال ما نوع أشواقك ورغباتك. يقول القديس بولس:

" إنّ الذين يسلكون سبيل الروح ينزعون إلى ما هو للروح" ( روم 8/5).

فكلما غزاك روح الله، كانت رغباتك بحسب هذا الروح. ولكن يجب أن تكون هذه الأشواق فعّالة، وتبلغ التحقيق الفعلي، مهما كان جزئيا.

فاطرح على نفسك هذا السؤال: " هل أنا عطشان إلى الله؟ هل إنّ قلبي وجسمي يصرخان إليه؟".

إن معرفة الله الحقّة لا يمكن التعبير عنها. فإن الله لا يعبّر عنه: " يا رب اجعلني أشتاق إليك".

وشدّة شوقك إلى الله هي العلامة على نوعية محبتك. فهل تشعر بالحنين إلى الصلاة؟

 6- ويستجيب الله رغبة موسى بإدخاله إلى سرّه شيئا فشيئا. ولتحقيق ذلك، يجب على موسى أن يمرّ عبر موت جذري: " أما وجهي فلا تستطيع أن تراه، لأنه لا يراني إنسان ويعيش" ( خروج 33/20).

إنك الآن، تعرف الله كما " في مرآة"، وبعدئذ ستعرفه وجها لوجه، كما يعرفك هو، وذلك حينما تكون قد رضيت بالموت. فلا تستطيع أن تتخيّل ما ستراه غدا.

 7- أما الآن فعليك أن ترضى بالبقاء في نقرة الصخرة، تكتنفك أحلك الظلمات، وتظلّلك يد إله. وإذ ذاك، مثل موسى، سترى الله من خلف، أي من علامات حضوره.

 فسيمرّ الله، حينئذ، وعليك أن تناديه صارخا: " الربّ، الربّ، اله رحيم رؤوف، طويل الأناة كثير المراحم والوفاء" ( خروج 34/6). وكلّ مرّة يظهر الله لك، فهو يتجلّى بصورة الرحمة الشاملة.

 8- ثم لاحظ ما فعله موسى عند عبور الله. لقد خرّ على ركبتيه إلى الأرض ساجدا وضاعف في تواضعه

( خروج 24/8). لأن مفعول المحبّة هو السجود، وهو الإتضاع. وإذ تدّفقت صلاة موسى بالتشفّع قائلا: " إن حظيت في عينيك يا ربّ، سار الربّ، إذا، فيما بيننا. ( خروج 34/9).

انك ستعرف حقيقة تأملك من خلال تواضع حياتك كلّها واهتمامك بخدمة إخوتك والتشفّع لهم. ومثل موسى، لن تستطيع أن تكون شفيعا ووسيطا إلا بمقدار ألفتك مع الله.فاطلب إلى الروح القدس أن ينحت منك نفسا عامرة بالرغبات

 






عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +