Skip to Content

مقالة المجد لله في الأعالي و علي الأرض السلام و في الناس المسره - القمص مرقس عزيز خليل





المجد لله

في الأعالي و على الأرض السلام 

 

و في الناس المسره

 

 

صلاه حاره نرفعها الي الله لكي
يبارك بلادنا الحبيبه مصر و يعطي للجميع عاما جديدا سعيدا افضل من كل الأعوام
السابقه. و ان يحفظ لكل انسان ايمانه عاملا حيا . ثابتا قويا ليواجه به سلطان
الظلمه .

و قوات الشر و الأنحرافات
الأخلاقيه و السلوكيه التي تطل برأسها علي عالمنا هذا . ضراعه بها أسكب نفسي أمام
الهي أن يعطي كل منا عمرا سعيدا مكملا بالصحه و السعاده و الهدوء و القداسه .
شاهدا لمجد الله و عمل نعمته في كل منا
. ساطعا بنور الفضائل منيرا أمام الجميع السبيل الي
السماء
.

يرتبط بدء العام الميلادي
الجديد بتلك الترنيمه التي اصبحت علي كل لسان يتحدث بها الفم . و علي غرارها و من
معانيها ينشد الكثير من الأناشيد و تلقي العظات العديده .

(المجد
لله في الأعالي و علي الأرض السلام و في الناس المسره) .

و الذين يؤمنون بالسيد المسيح
يرون في هذه الأنشوده ملخصا قويا لما أتي السيد المسيح لأجله . و أختصارا قويا لما
حوته تعاليمه . و الذين لا يؤمنون بالسيد المسيح يرون فيها تبشيرا للعالم بالسلام
.

و أراحه لقلب العالم الواجف و
نداء يذكرونه كلما مرت فتره من التوترات و التهديدات . و يطالبون القاده بأتباع
نورها و السير بوحيها و حل المشكلات علي هديها
. أنها صوره في كلمات منيره جميله لأراده الله و
اراده البشر . أن الله يريد ان يتمجد في خليقته . و ان تمجده خليقته . و يريد
للأرض سلاما لأنه اله السلام . و يريد للناس المسره النابعه من السلام المنبثقه من
الطمأنينه التي يهبها رب السلام
..

ان العالم يبحث الآن عن الطريق
الي السلام .

الطريق الي اصلاح سياسي و
اجتماعي كامل
. الطريق
الي اخاء شامل . الي سعاده تامه و محبه كامله . ولست أدري لماذا يتخبط في البحث عن
الطريق بينما الطريق واضح أمامه مضيء . أن العالم في تخبطه ذاك كمن يحوي بيته كنزا
عظيما و لكنه يجول منقبا و يحفر هنا و هناك لعله يعثر علي هذا الكنز . يقينا انه
لن يجد الكنز الذي تطمح نفسه اليه
. و حتي اذا عثر عليه فسيري فيه كنزا هزيلا لا يشبع
من جوع و لا يروي من عطش و لا يسمن من جسد .

فالعالم يجري وراء الشر . وراء سفك
الدماء و الأغتيالات . أنه يجري وراء السطوه و القوه و القوي يلتهم الضعيف و ليس للسلام
مكانا في داخله . أنه يجري وراء المظاهر الخارجيه حتي أبتعد الأحتفال بميلاد السيد
المسيح عن العمق الي السطحيات . ليت العالم يفيق و يعود الي ماضيه عندما كانت
القلوب تفرح مع دقات اجراس الكنائس في مختلف انحاء العالم لتعلن في ليله الميلاد
ذكري ميلاد السيد المسيح و تسري في القلوب فرحه و تغمر النفوس موجه من البهجه
الصادقه و الأمل الباسم . لأنها ذكري مولد المحبه و السلام .

ولكن للأسف أصبحت
القلوب واجمه و الأحتفالات جافه روحيا و منتعشه عالميا . لقد تعرضت البشرية لضيقات
كثيرة تحطمت معها قلوب العذارى وتقوست منها ظهور الشباب .

فقد تفشت الأنانية وعم
الفساد
. كلت العيون من التطلع إلي
السماء انتظار للمخلص المرتقب و الفادي المنتظر
. لقد ظلت الخليقة كلها تئن وتتمخض ? لقد تعبد
الناس لعشتاروت وبعلزبول و الزهرة آلهة الشر والشهوة ? لقد اتقوا و عبدوا المخلوق
و تركوا الخالق
? لقد
اشتكي العالم من ثقل خطاياه فبلغت مسامع رب الجنود صيحاه (أيها الرب ألهنا خلصنا)
(أش 37: 20) فاستجاب الرب وأعلن استعداده للخلاص" قريب بري قد برز
خلاصي
"(اش 51 : 5
).

لقد ظل البشر طوال أربعة قرون
ينتظرون وحيا من السماء ، و لكن هيهات لهم ذلك .. لقد اعتقدوا أن السماء ناصبتهم
العداء . و صار ظنهم أن السماء لا تهب و لا تعطي بل تطلب و تأخذ العطاء .. و
قديماً اعتقد قدماء المصريين أن إلههم
(النيل) يطلب منهم كل عام أجمل عذراء و كانوا
يقدمونها له .. و أعتقد العمونيين أنهم يسترضون الههم (مولوخ) بتقديم أبناءهم و
فلذات أكبادهم علي ذراعيه المحميتين بالنار .. الخ. و لكن حينما جاء السيد المسيح
فرح البشر بهدية السماء . لقد رأو فيه حب السماء للأرض متجسداً ومتجلياً و أدركوا
ان السماء تعطي وتهب . لقد تعود البشر قديماً أن تجاوبهم السماء و تستجيب لهم و
ترعد بالنار و تبرق بالصواعق ، و لكن بعد الميلاد تغيرت الأحوال فلا بروق ولا رعود
ولا صواعق ولا دخان بل نور مضيء وقاد و أصوات وأفراح وتهليل و غناء
.

لقد لجأت البشرية قديماً إلي
كل الوسائل لتتخلص من الظلام الدامس القائم حولها و الليل الحالك الممسك بزمامها.
ذلك الظلام الذي تختلط فيه دماء آثامها بدموع آلامها . تطلعت إلي الطبيعة بأنهارها
و جبالها لعلها تجد فيها ما يشفيها و لكن هيهات لها أن ترثى المتألم .. أنها حقاً
تسحر الإنسان بجمالها لكنها تسخر منه و لا تشفق عليه .. تطلعت إلي قوة الرومان
لعلها تعوضها عن ضيقاتها وعن سقطاتها فوجدتها وقد تخدرت و سكرت بدماء انتصاراتها المتعددة
فالقوة غادرة بقدرتها كالنار


المتأججة تلتهم كل ما يقابلها . تطلعت إلي الحكمة في أثينا . لعلها ترشدها و
تفيقها فوجدتها غارقة في أوهامها و ضلالاتها . أضف إلي ذلك أن الحكمة تتعالى علي
البشر في ضعفاتهم و جهالاتهم و لا تهديهم في ضلالاتهم . تطلعت إلي عبدة أورشليم و
لكنها وجدتها كالحمامة التي حطم النسر الروماني جناحيها و هيهات لها حينئذ أن تترنم
فالعبادة الصورية تشقى بنورها الخافت و لا تشفي .. لكن ها هي الإنسانية تعود إليها
سعادتها وحريتها المفقودة فتصبح متمتعة بحرية أولاد الله .. لقد شاءت عناية السماء
ان تقدم للبشرية هدية طربت لها قلوب الشباب و الأشياب.

لقد فتحت السماء المغلقة
أبوابها تنفيذاً لأمر الفادي الحبيب الذي أعلن قائلاً (من الآن ترون السماء مفتوحة
و ملائكة الله صاعدة و نازلة). وافتقد الرب شعبه . و تم المكتوب و زال القضيب من
يهوذا و جاء شيلون . لقد انسكبت الرحمة بغنى وفير و فاض حب الله العزيز فها هي حنة
تترنم وسمعان الشيخ يهتف قائلاً " الآن تطلق عبدك يا سيد بسلام
" .

لقد توقع بعض حكماء اليهود
وأتقياءهم أن هدية السماء المرتقبة سوف تأتي في وضح النهار وعلي أجنحة النور و لكن
السماء أرسلت هديتها في جنح الظلام لأن نور العالم وشمس البر ليس في حاجة إلي
أنوار .

و في أورشليم المتعبدة و التي كانت في نظر العالم في مكانة القلب للجسد
توقع رجالها أن تضع السماء هديتها في أحضان مدينتهم . . و في روما المتسلحة مصدر
القوة و الحياة توقع فلاسفتها أن تشرفهم السماء بأن تكون هديتها من بلادهم . لكن
لا ! لقد قدمت السماء هديتها في بيت لحم
.

إن ميلاد السيد المسيح إنما هو
ميلاد النور "كان النور في العام ، و لم يعرفه العالم و النور يضئ
الظلمة" لقد أنار الحياة و الخلود .. نور أشرق علي الجالسين في الظلمة و ظلال
الموت .. استنارت به أفكار المؤمنين فسمت إلي البر و استيقظت ضمائرهم فنأت عن الشر
و ثبتت فيه إرادتهم فدأبت علي الخير، و من يعمل الحير يقبل إلي النور لكي تظهر
أعماله ? أنها بالله معمولة ، و أضاء نور كلماته القدسية في قلوبهم أشد لمعاناً من
كل ضياء
? و لا عجب فهو شمس البر و
الشفاء في أجنحتها و هو القائل : أنا هو نور العالم من يتبعني لا يمشي في الظلام






عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +