Skip to Content

مقالة معجزات يسوع ( 2 ) - المطران ميشيل يتيم

  معجزات يسوع ( 2 ) 
معجزة شفاء الرجل المولود أعمى (الأكمه)

Click to view full size image

مقدمة
كان يسوع يسير مع تلاميذه في الطريق فصادف رجلاً أكمه (مولود أعمى), فسأله تلاميذه:" من أخطأ أهو أم أبواه حتى وُلد أعمى؟" . أجاب يسوع " لا هذا أخطأ ولا أبواه, وُلد أعمى ليتمجد الله فيه". وطلى يسوع عيني الأعمى بالطين وأرسله إلى بركة سلوام ليغسل عينيه. فذهب وغسلهما فعاد بصيراً.
فالجيران شكّوا في أمره ثم تأكدوا أنه هو الأعمى وقد شُفي. والفريسيون حققوا معه ومع والديه ثمَّ طردوه من الهيكل. ويسوع رآه في الهيكل وسأله هل يؤمن به, فعبّر الأعمى عن إيمانه بيسوع.
إن لهذه المعجزة مكانة خاصة بين معجزات يسوع لأنها تطرح أربعة أسئلة بالغة الأهمية وهي:

    ما سبب الألم في حياتنا ؟
    هل معجزات يسوع صحيحة أم وهميّة ؟
    من هو يسوع لمن لا يعرفه على حقيقته ؟
    لماذا معظم البشرية لا تؤمن بيسوع ؟

نعالج هذه الأسئلة واحداً بعد واحد

 السؤال الأول : ما سبب الألم في حياتنا؟
سأل التلاميذ يسوع:" من أخطأ؟ أهذا أم والداه؟" كان التلاميذ يعتقدون كسائر الناس في أيّامهم أن كل مصيبة تحلّ بالإنسان إنما هي عقاب الخطيئة التي ارتكبها أو سيرتكبها. ولذلك فإن جميع أصحاب العاهات خطأة يتحمّلون عقاب خطاياهم. إن سبب الألم في نظرهم هو الخطيئة أو بالأحرى عقاب الخطيئة. هكذا كان أصحاب أيّوب يعتقدون. فلما رأوا أن المصائب قد حلّت به أكدوا له أنه رجل خاطئ يتظاهر بالتقوى ولذلك عاقبه الله وأنزل به هذه المصائب الشديدة في أمواله وأولاده السبعة وجسمه. فاحتج أيوب على تفكير أصدقائه, ولكنه لم يقدّم الجواب الصحيح عن ألمه.
ونتيجة لهذا التفكير إن من لا يخطأ لا ينزل به الألم. عندما نسمع جواب التلاميذ وجواب أصحاب أيوب نتساءل: هل هو صحيح؟ وما مقدار الصحة فيه ؟
إن لدينا ثلاثة أجوبة عن هذا السؤال : جواب الخبرة اليومية, وجواب الكتاب المقدس, وجواب حكمة الله السريّة, وإليكم هذه الأجوبة باختصار.

    جواب الخبرة اليوميَة: إن الخبرة اليومية تقول إن للألم أسباباً كثيرة غير عقاب الخطيئة, ومن أبرزها الموت والمرض والفقر وكوارث الطبيعة والحروب والاضطهادات والوراثة الطبيعية المشوّهة والإخفاق في العمل وسوء التربية واختلاف الطباع وفقدان السلام في الأسرة والتعديات الظالمة، وغير ذلك من الأسباب الظاهرة والخفية المادية والمعنوية التي لايُحصى عددها لكثرتها. كل هذه الأسباب تُحدث الألم في أجساد الناس ونفوسهم، وهم في كثير من الأحيان أبرياء وضعفاء لا يستطيعون التغلّب عليها والتخلّص منها.
    جواب الكتاب المقدس: إن الكتاب المقدس قد تطرّق عدة مرات إلى الحديث عن الألم وبيّن بعض أسبابه. وإليكم أهم هذه الأسباب:

- الشر المتغلغل في قلب الإنسان: إن الشر دفع قايين إلى أن يقتل أخاه هابيل ظلماً, وقد ظهر هذا الشر على شكل حسد أسود قتّال حمله على ارتكاب الجريمة.
- عقاب الخطايا المرتكبة بكثرة: لقد ارتكب الناس في أيام نوح الخطايا الكثيرة فعاقبهم الله بالطوفان وأحرق سكان سدوم وعمورة بالنار والكبريت.
- مقاومة الديانة اليهودية: قاومت هذه الديانة انتشار الدين المسيحي الناشئ وحملت اليهود على رجم اسطفانس واضطهاد بولس الرسول اضطهاداً شديداً.
- حِقْد رؤساء اليهود على يسوع: اضمروا في نفوسهم عليه حقداً أسود فقادوه إلى الوالي الروماني وهيّجوا عليه الشعب وتمكنوا من قتله على الصليب.
- طاعة يسوع لإرادة الله الآب: قَبِلَ يسوع الألم بكل رضى طاعة لإرادة أبيه السماوي لكي يكفّر عن خطايا البشر ويفتح لهم أبواب السعادة الأبدية.
إن هذه الفكرة واردة في الإنجيل ورسائل القديسين بطرس وبولس ويوحنا مرات كثيرة بأساليب متعددة, وقد عبّر عنها بولس الرسول بكل وضوح فكتب:" فمع أن يسوع في صورة الله لم يَعدّ مساواته لله غنيمة, بل تجرّد من ذاته متخذاً صورة العبد وصار على مثال البشر وظهر في هيئة إنسان فوضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب".(فيلبي 2/6-8).
- تحقيق مجد الله على الأرض: هكذا وُلد هذا الشاب الأعمى محروم البصر ليصَنع له يسوع معجزة تفتح عينيه فيتمجد بها الله أمام الناس.
    جواب حكمة الله السرية: هناك حوادث مؤلمة لم يأتِ الكتاب المقدس على ذكرها ولا تستطيع الخبرة البشرية أن تفسرها. وإليكم مثالاً عنها: أسرة مكونة من أب وأم وأربعة أطفال. الأب عامل نشيط, تقي, محب لأسرته. أصابته يوماً في محل عمله شرارة كهربائية قوية فقتلته فوراً. فأصبحت المرأة أرملة والأطفال أيتاماً وحلَّ الشقاء بهذه الأسرة. فالسؤال الذي نطرحه: كيف سمح الله بأن يُقتل هذا الرجل المعيل لأسرته؟ ليس لدينا جواب عنه. إن هذا الحادث المؤلـم يبقى سراً من أسرار حكمة الله لا يُدركه العقل البشري، ولا جواب له ولا تفسير.
وفي بعض الأحيان، وهذا نادر جداً، يكشف الله لنا عن سر حكمته. وإليكم في هذا المجال حادثاً من حياة القديسة ريتا. تزوجت ريتا شاباً عنيف الطباع شرس الأخلاق عذّبها عذاباً شديداً فأنجبت منه ولدين. وصلّت ريتا كثيراً وتحمّلت كثيراً فقبل الله صلاتها فتغيرت طباع زوجها وامتنع عن ارتكاب المعاصي والتعديات على الآخرين. وبعد موته لاحظت ريتا أن ولديها اللذين بدءا يكبران كانت لهما طباع أبيهما وشراسة أخلاقه وميله إلى ارتكاب الخطايا فصلّت إلى الله وقالت: "يا إلهي خذهما وهما لا يزالان صغيرين لكي لا يكبرا ويهينا اسمك بارتكاب المعاصي" وسمع الله صلاتها فمات الصبي الأول بمرض مجهول. وبعد مدة مات الآخر بالمرض نفسه.هذه حالة نادرة ظهرت فيها حكمة الله بوضوح وهي أن الله قبل صلاة أمهما ليمنع عنهما ارتكاب الخطيئة ويخلّص نفسيهما قبل أن يستسلما إلى الشر المؤدي إلى الهلاك.
ولكن الألم يبقى في كثير من الأحيان سراً لا نعرف سببه, ولا نتوصل إلى إدراك هدفه. ومن ناحية أخرى إننا نؤمن بأن الله أبٌ حنون حكيم, يحب أبناءه ويعتني بهم ولا ينساهم. قال الله في هذا الموضوع: "هل تنسى الأم رضيعها فلا ترحم ابن بطنها؟ لكن لو أن الأمهات ينسين فأنا لا أنساك" (أشعيا 49/15). إن الله لم يشأ أن يطلعنا على كل أسرار حكمته. فليكن اسمه مباركاً حتى في وسط أشد الآلام هولاً.

 السؤال الثاني: هل معجزات يسوع صحيحة أم وهمية؟
رأى يسوع الأعمى فطلى عينيه بالطين ليمنع عنه كل رؤية ممكنة وأمره بأن يغسلهما في بركة سلوام, فغسلهما وأبصر. بعدما حدثت هذه المعجزة جرى في شأنها تحقيق من قبل الجيران والمعارف وتحقيقان من قبل الفريسيين فأثبتت هذه التحقيقات الثلاثة أن المعجزة صحيحة لا أثر فيها للغش أو الخداع أو الوهم. وإليكم تفصيل هذه التحقيقات الثلاثة.

تحقيق الجيران والمعارف :
كان الجيران والمعارف يرونه أعمى يجلس ويتسوّل. فلما عاد إليهم وهو يبصر عرفه بعضهم وشك في هويته بعضهم الآخر. وظنوا أنهم يرون شاباً آخر يشبهه. فأكد لهم أنه هو الشاب الأعمى الذي كان يرونه يتسوّل. وسرد عليهم كيف ذهب إلى بركة سلوام وغسل عينيه المطليتين بالطين وشفي من عماه. فلما كانت المعجزة فريدة من نوعها وقد حدثت يوم السبت أرتأى الجيران والمعارف أن يعلموا بها الفريسيين ليطّلعوا عليها ويبدوا رأيهم فيها.
تحقيق الفريسيين الأول :
جرى هذا التحقيق مع الشاب الأعمى أولاً ثم مع والديه, سأله الفريسيون كيف أبصر فسرد عليهم باختصار قصة شفائه. فلم يصدقوا كلامه بل كانوا مقتنعين أن عماه كان حيلة قد لجأ إليها ليتسوّل ويربح المال من دون أن يقوم بعمل متعب.
وأرادوا أن يتحققوا من واقع عماه فاستدعوا والديه وسألوهما عن وضع ولدهما. فأقرّ الوالدان بكل بساطة وصدق أن ولدهما قد وُلد أعمى وأنه كان يتسوّل ليربح معيشته ولكنهما لايعرفان شيئاً عن أمر شفائه.

تحقيق الفريسيين الثاني :
ولما لم يصل الفريسيون مع الوالدين إلى نتيجة ترضيهم قاموا بتحقيق ثان مع الأعمى نفسه. قالوا له: "نحن نعلم أن هذا الرجل خاطئ لأنه يخالف شريعة راحة يوم السبت. أما أنت فإذا كنت أعمى فقل لنا كيف أبصرت؟" فأجابهم:"لقد كنت أعمى وقد شفاني رجل لم أكن أعرفه. إن هذا الرجل لا يمكن أن يكون خاطئاً كما تقولون لأن الله لا يؤيّد الخطيئة والخطأة."
فامتعضوا من جوابه وقالوا له : "أنت إنسان جاهل وقد ولدت في الخطايا وتريد أن تعلمنا؟" وطردوه من المجمع. لاحظوا سوء نية الفريسيين: المعجزة أمر واقع حقيقي واضح ومع ذلك رفضوا أن يقبلوه، هذا مفعول الحقد.
الحقد أعمى قلوبهم فرفضوا الإيمان بقدرة يسوع، مع أن التحقيقات الثلاثة قد بيّنت أن المعجزة التي صنعها يسوع لم تكن عملاً من أعمال السحر، ولا ضرباً من ضروب الخداع و الوهم، بل كانت معجزة حقيقية ثابتة صنعها يسوع فشفى بها الأعمى وبرهن على قدرته الإلهية.
لقد ألّح يوحنا الإنجيلي في سرد هذه المعجزة على ذكر تفاصيل التحقيقات الثلاثة ليؤكد لنا أنها معجزة صحيحة صنعها يسوع الإله القادر على أكبر العاهات سوءاً، وأن كل معجزاته ثابتة وحقيقية على مثال هذه الأعجوبة.

 السؤال الثالث : من هو يسوع لمن لا يعرفه ؟
صنع يسوع هذه المعجزة ليقول "من هو" لمن لا يعرفه. الأعمى لم يكن يعرف يسوع فاطلعه يسوع على شخصيته، قال له: "أتؤمن بابن الإنسان؟" أي المسيح المنتظر؟ أجاب الشاب: "بلى، ولكن من هو لأؤمن به؟ "عندئذ كشف له يسوع حقيقته، قال له: "لقد رأيتَه وهو الذي يكلمك"، قال له: "لقد آمنت سيدي وسجد له".
وصنع يسوع هذه المعجزة ليقول للناس أجمعين من هو، إنه نور العالم، قال: "ما دمت في العالم فأنا نور العالم". فيسوع نور العالم بتعاليمه السماوية، وفضائله السامية وحياته المثالية ومحبته الشاملة وشخصيته المشعة الجذابة. فمن آمن به غمره نور هذا المعلم الإلهي ومن رفض الإيمان حُرم بهاء هذا النور وعاش في الظلام.
وقد عبّر يسوع عن هذه الفكرة بأسلوبه الخاص فقال: "جِئتُ لأُصدِرَ الحُكْمَ. والحُكمُ هو أن العُميانَ يُبصرون والذين يُبصِرون يعمون". لقد آمن الأعمى به فأبصر النور.
أما الفريسيون الذين رفضوا أن يؤمنوا به ويعرفوه على حقيقته فأضحوا عمياناً لا يبصرون نور الله ولا يستطيعون أن يسيروا في طريق الخلاص.

 السؤال الرابع : لماذا معظم البشرية لا تؤمن بيسوع ما دام نور العالم ؟
لقد مضى على ظهور الدين المسيحي ألفا عام ولا تزال أكثرية البشرية لا تؤمن بيسوع مع أن يسوع قد صنع معجزات مبهرة ثابتة هدفها تمجيد الله وخير الإنسان وبرهن بها على أنه مرسل من قبل الله.
وإني أقول أكثر من ذلك، فإن الدين المسيحي تراجع في أقطار كان سائداً فيها وهو الآن يتراجع في بلدان عُرفت في الماضي بأنها مسيحية تناصر الدين المسيحي بكل قواها. لماذا هذا التراجع؟
إن الجواب عن هذا السؤال عسير و مؤلـم. يقول البعض أن الدين المسيحي صعبٌ، صعبٌ بعقائده وصعب بمطالبه الخلقية وصعب بأهدافه السامية. والإنسان ميال بطبيعته إلى السهولة. فهو يختار الدين الأسهل، ويتكيف مع هذا الدين الأسهل، ويعتبر نفسه أنه أرضى الله وضميره.
إن هذا الجواب صحيح في بعضه وغير صحيح في بعضه الآخر لأنه ينكر ما في الإنسان من نزعة تميل إلى البطولة، البطولة في التفكير، و البطولة في الأخلاق، و البطولة في السعي لإصابة أهداف سامية، بل أهداف مثالية. ولدينا مثَل ألوف الشهداء، الذين ماتوا تحت العذاب ولم ينكروا دينهم لأنهم كانوا أبطالاً.
السبب الحقيقي موجود في مثَل القمح والزؤان ( متى 13 / 24- 30) يسوع زرع القمح الجيد، والعدو أي الشيطان زرع بينه الزؤان. لقد رفض صاحب الحقل وهو الله أن يُقلَع الزؤان قبل القمح بل أراد أن ينبتا معاً إلى يوم الحصاد. عندئذ يفصل الزؤان عن القمح.

ما هو الزؤان ؟ إنه عمل الشيطان.
  وهو في الواقع انقسام المسيحيين بعضهم على بعض لأسباب كثيرة، أهمها أسباب سياسية وقومية وفلسفية. لقد نسي المسيحيون خلال التاريخ أن الوحدة هي الشهادة الحقة التي تدعم انتشار الدين المسيحي في العالم. قال يسوع ذلك بصراحة : "ليكونوا واحداً ليؤمن الناس أنك أرسلتني" (يوحنا 17 / 20) ما دمنا منقسمين لا يمكن أن ينتشر الدين المسيحي انتشاراً كلياً. ولدينا شهادة المرسلين عند الوثنيين. فالوثني يسمع تبشير المرسَل الكاثوليكي ويسمع تبشير المرسَل البروتستانتي ولا يعرف أيهما يختار. فيرفض الإثنين معاً.
    و الزؤان هو الحضارة المادية المسيطرة على عقول الناس. لقد رفضها يسوع بقوة. قال: "ماذا ينفع الإنسان أن يربح العالم كله ويخسر نفسه" (مرقس 8 / 36). فالحضارة المادية تبعد الإنسان عن الدين وعن كل ما له صلة بالدين وخصوصاً بالدين المسيحي.

أتكون نظرتنا إلى مستقبل المسيحية متشائمة أم متفائلة؟ الجواب يعطيه يسوع نفسه في مثل الزرع الذي ينمو من تلقاء ذاته. (مرقس 4 / 26-9 ) الزارع ينام، ولكن الزرع ينمو ولا يتوقف عن النمو. إن الله أقوى من انقساماتنا وأرفع من ميولنا المادية.

 ختام الحديثين
نختم الحديثين عن المعجزات بتوجيه تربوي : كيف يجب على المربي أن يعرض قصة معجزات يسوع على الطلاب في جميع مراحل الدراسة الابتدائية والإعدادية والثانوية؟ هناك أربع قواعد ينبغي له أن يتقيد بها:

  1- أن يعرض المعجزة وهو مؤمن بصحة ما جاء فيها من دون أي إشارة إلى نقد أو شك. 
  2-
ألاّ يكتفي بسرد قصة المعجزة بل أن يستنتج منها النتائج الروحية الحياتية والفضائل المسيحية.
 3- أن يبيّن أن هدف المعجزة هو البرهان الحسي عن رسالة يسوع الإلهية وعن حنانه على المتألمين.
  4- والقاعدة الرابعة، وهي أهم القواعد، أن المعجزة هي مرحلة فقط تقود الإنسان إلى الإيمان بيسوع، أي أن الإنسان يؤمن لا لأن يسوع صنع المعجزات فقط بل لأنه نور العالم ولأنه الطريق والحق والحياة. وهذا ما قلته في الحديث الأول وأعيده لما له من أهمية روحية. وبذلك تكون المعجزة وسيلة تحمل الطلاب على أن يتعلّقوا بشخص يسوع ويُعجبوا به ويحبّوه

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +