همسات روحية<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" />
لنيافة الأنبا رافائيل
نصوص ليتورجية
خلاص أبينا آدم
في تسبحة الأم العذراء البتول مريم، والتي وردت في ثيؤطوكية يوم الأحد، ونرتل لها يوميًا بعد الهوس الأول، وكذلك في تماجيد العذراء والقديسين نقول عبارة: "السلام لكِ يا مريم خلاص أبينا آدم".
والسؤال الآن .. كيف تكون العذراء مريم خلاصًا لآدم، ونحن نعلم أن السيد المسيح وحده هو المُخلِّص؟ خاصة عندما نرجع للآيات التالية:
& "وليس بأحَدٍ غَيرِهِ الخَلاصُ. لأنْ ليس اسمٌ آخَرُ تحتَ السماءِ، قد أُعطيَ بَينَ الناسِ، بهِ يَنبَغي أنْ نَخلُصَ" (أع4: 12).
& "لأني أنا الرَّبُّ إلهُكَ قُدّوسُ إسرائيلَ، مُخَلصُكَ" (إش43: 3).
& "أنا أنا الرَّبُّ، وليس غَيري مُخَلصٌ" (إش43: 11).
& "حَقًّا أنتَ إلهٌ مُحتَجِبٌ يا إلهَ إسرائيلَ المُخَلصَ" (إش45: 15).
& "أليس أنا الرَّبُّ ولا إلهَ آخَرَ غَيري؟ إلهٌ بارٌّ ومُخَلصٌ. ليس سِوايَ" (إش45: 21).
& "فيَعلَمُ كُلُّ بَشَرٍ أني أنا الرَّبُّ مُخَلصُكِ، وفاديكِ عَزيزُ يعقوبَ" (إش49: 26).
حقًا .. لا يوجد خلاص خارجًا عن ربنا يسوع المسيح المُخلِّص الوحيد لكل البشرية، ولكن مع ذلك فإننا نسمع مُعلمنا بولس الرسول يقول:
& "لَعَلي أُغيرُ أنسِبائي وأُخَلصُ أُناسًا مِنهُمْ" (رو11: 14).
& "صِرتُ للضُّعَفاءِ كضَعيفٍ لأربَحَ الضُّعَفاءَ. صِرتُ للكُل كُلَّ شَيءٍ، لأُخَلصَ علَى كُل حالٍ قَوْمًا" (1كو9: 22).
& "لأنَّهُ كيفَ تعلَمينَ أيَّتُها المَرأةُ، هل تُخَلصينَ الرَّجُلَ؟ أو كيفَ تعلَمُ أيُّها الرَّجُلُ، هل تُخَلصُ المَرأةَ؟" (1كو7: 16).
& "لاحِظْ نَفسَكَ والتَّعليمَ وداوِمْ علَى ذلكَ، لأنَّكَ إذا فعَلتَ هذا، تُخَلصُ نَفسَكَ والذينَ يَسمَعونَكَ أيضًا" (1تي4: 16).
ونسمع أيضًا:
& "وخَلصوا البَعضَ بالخَوْفِ، مُختَطِفينَ مِنَ النّارِ، مُبغِضينَ حتَّى الثَّوْبَ المُدَنَّسَ مِنَ الجَسَدِ" (يه23)
& "فإنَّ مَنْ أرادَ أنْ يُخَلصَ نَفسَهُ يُهلِكُها، ومَنْ يُهلِكُ نَفسَهُ مِنْ أجلي يَجِدُها" (مت16: 25).
& "فليَعلَمْ أنَّ مَنْ رَدَّ خاطِئًا عن ضَلالِ طريقِهِ، يُخَلصُ نَفسًا مِنَ الموتِ، ويَستُرُ كثرَةً مِنَ الخطايا" (يع5: 20).
واضح هنا أن: بولس يمكن أن يخلّص الناس، والمرأة تخلّص زوجها، والرجل يخلّص زوجته، والخادم يخلّص نفسه والذين يسمعونه أيضًا.
وواضح أيضًا أن هذا التعبير لا يُعني اطلاقًا أن بولس والناس والخدام يخلّصون بعضهم بعضًا بعيدًا عن المسيح إلهنا المخلّص الحقيقي الوحيد، ولكنها تُعني أنه إذا ساعدت الناس على الإيمان وقبول المسيح، فقد خلّصتهم حسب قول الكتاب:
& "وهو يُكلمُكَ كلامًا بهِ تخلُصُ أنتَ وكُلُّ بَيتِكَ" (أع11: 14).
& "فاقبَلوا بوَداعَةٍ الكلِمَةَ المَغروسَةَ القادِرَةَ أنْ تُخَلصَ نُفوسَكُمْ" (يع1: 21).
& "يَمنَعونَنا عن أنْ نُكلمَ الأُمَمَ لكَيْ يَخلُصوا، حتَّى يُتَمموا خطاياهُمْ كُلَّ حينٍ. ولكن قد أدرَكَهُمُ الغَضَبُ إلَى النهايَةِ" (1تس2: 16).
إذًا الخلاص هو بالسيد المسيح فقط، لأنه فدانا بدمه على الصليب، ولكن هذا الخلاص يصل إلينا عن طريق رجال الله القديسين بالوعظ والتعليم والتعميد والحِل والغفران الممنوح بفم الأب الكاهن.
وكذلك عن طريق القدوة الصالحة التي تجتذب الناس إلى محبة المسيح والإيمان به.
فأنت تستطيع أن تخلّص الآخرين بخدمتك وحياتك وقدوتك وصلواتك .. فكم بالحري أم النور الطاهرة العذراء القديسة مريم، التي جلبت لنا الخلاص بميلادها الطاهر للسيد المسيح إلهنا المُخلص.
حقًا هي خلاص آدم وكل ذريته.
ربي يسوع ..
خلصني بنعمتك ..
واجعلني سببًا لخلاص نفوس كثيرة لمجد اسمك القدوس،
وبنيان ملكوتك الإلهي في الناس