اللَّهُمَّ عَلَيَّ المُتَكَبِّرونَ قاموا و جَماعَةُ أشِدَّاءَ نَفْسي طَلَبوا و لم يَجْعَلوكَ نُصبَ عُيونهم (مز 86 /14)
قصةوعبرة : الديك والثعلب
العين المصلوبة عين مختونة محفوظة لله ..
حيث تتدرب فى المخدع على القداسة والطهارة وتخزين الصور الشهية للصليب
فى قاع العين ليستخدمها الفكر ويتمتع بها إلى أن ينام بسلام فى بحر من هذه المناظر الشهية
(من أقوال أبونا بيشوى كامل )
- يا لك من طائر جميل يا أيها الديك العجيب.
- شكرًا!
- إني معجب بصوتك العذب،
هل تسمح فتصيح مرة أخرى.
إذ صاح الديك للمرة الثانية طلب منه الثعلب أن يصيح للمرة الثالثة فالرابعة. وأخيرًا بصوت هادئ رقيق قال الثعلب:
"لماذا نعيش بعد في عداوة؟!
إني معجب بجمالك وبصوتك العذب?
لماذا لا نعيش معًا في صداقة؟!
لنقم عهد صلح،
ولتنزل لكي أقبِّلك قبلة الصداقة والحب".
قال الديك: "لتصعد إليّ إن أردت المصالحة".
قال الثعلب:
"لا أستطيع الصعود،
لكن فلتنزل أنت،
فإني مشتاق أن أقبٍّلك.
انزل سريعًا لأن لديّ مهمة عاجلة وأريد أن أعلن المصالحة معك قبل مغادرتي المكان".
قال الديك:
"لا مانع لديّ،
انتظر دقيقتين.
فإني أرى كلبًا قادمًا من بعيد يجري بسرعة نحونا.
أود أن يكون حاضرًا لا للشهادة عن صداقتنا فحسب، بل ولكي يفرح معنا بقبلاتنا،
فربما يشتاق أن يقبلك!
إذ سمع الثعلب أن كلبًا قادمًا بسرعة ترك الموضع وهرب وهو يقول: "لنؤجل اجتماعنا إلى يوم آخر، فإنني مشغول جدًا".
هكذا نجا الديك من قبلات الثعلب القاتلة.
هوذا إبليس يظهر كملاك نورٍ ليخدعني.
يريد أن يقَّبلني بروح الخداع.
يقدم لي ملذات العالم وشهوات الجسد كما لراحتي.
يدفعني للنوم والكسل خوفًا على صحتي.
بحبه المخادع يفتح فمه ليبتلعني.
يدخل بي إلى الجحيم القائم فيه.
هوذا الرب نفسه مع ملائكته حصن لي!
لأثق بالرب، فيبُدد بنوره ظلمة العدو.
ليهبني حكمة سماوية تبدد خداع العدو!