Skip to Content

يارب هيىء لى أسباب التوبة

 
يارب هيىء لى أسباب التوبة


 

 

 

 

هوذا موسم للتوبة والنقاوة أرجو أن تحسبنى فيه مع أهل نينوى القديسين الذين لم نسمع عن سبب آخر لتوبتهم سوى " مناداة يونان " يوما واحدا قائلا لهم " إنه بعد 40 يوما تنقلب المدينة " ! ... والذين لم تشهد لهم ياربى يسوع المسيح عن أعمالهم سوى أنهم " تابوا بمناداة يونان " ( مت 12 : 41 ) !
بمجرد سماعهم هذا النداء قامت المدينة كلها وتاب الشعب جميعه لهذا السبب الواحد كأنهم أطفال صدقوا مناداة يونان فى الحال ، وتابوا فى الحال ... كانت توبتهم بعمق وشمول بعد إيمانهم وتصديقهم . حتى الملك نزل عن كرسيه لكى يجلس الله على كرسى الملك واختار هو التراب ونزع عن نفسه رداء الملك وتغطى بالمسوح ... كل ذلك فعله لمجرد أنه سمع ماقيل عن مناداة يونان ... لقد أعطى هؤلاء التائبون القديسون مالم يقدمه أهل السفينة نفسه : فأهل السفينة إحتاجوا إلى أسباب :
1- عصيان يونان
2- كسل يونان ونومه
3- ريح شديدة وعاصفة كادت تكسر السفينة ... حتى تجردوا عن أمتعتهم الكثيرة والثمينة وتابوا ونذروا وآمنوا .

أما يونان فاحتاج إلى أسباب أكثر :
1- لقد دعاه الرب للخدمة كسبب أول مثلما دعا يهوذا إلى خدمة الصندوق لعل دعوة الخدمة ذاتها تفبق الخادم إلى توبته فيتشرف ويشرف ... ثم
2- نداء أهل السفينة إليه للإستيقاظ والصلاة لإلهة ، ثم
3- إلقاء القرعة عليه ، ثم
4- الفضيحة أمامهم والتحقيق معه : " ماهو عملك ؟ ومن أين أتيت ؟ وما هى أرضك ؟ ومن أى شعب أنت ؟ "
5- ثم الحوت الذى مهما كان كغواصة حامية لكنه سجنا يضغط ( ولو بضيق التنفس أو التنفس غير الطبيعى ) على يونان ليتوب ...

وهنا بعد خمس أسباب ظهرت أول بادرة توبة وهى صلاة من جوف الحوت ... ومن أجل هذه البادرة أمر الرب الحوت بإخراجه على أرض نينوى .

بعد هذه الفتيلة المدخنة من جانب يونان والتى لايحتقرها الرب أبدا مهما كان ماضى صاحبها أمامه ...بعدها
6- أعاده إلى رتبة الكارزة مره ثانية مثلما صنع مع بطرس " أتحبنى ؟ " ..." ارع خرافى " ، حتى أنه إستخدم أسلوب الكرازة السريع فقد استغرق ندائة لنينوى يوما واحدا وهى مسيرة ثلاثة أيام ... وكأن الرب يعلن له أن التوبة  السريعة والعميقة والقوية لأهل نينوى ليس لإعداده المناسب للكرازة ولا لقدرته على التبليغ أو فصاحته فى الإقناع ، بل بعمل الله فى القلوب المستعدة لإلتقاط إشاراته السماوية بينما كان يونان فى قلبه لايتوقع ذلك ، وكان يمكن لهذة النتيجة الباهرة أن تفرحه إذ استخدم الله ضعفه وسرعته فى عمل إلهى كبير تاب بواسطتة 120 الف نسمة ، الإ أنه إعتاظ ووقف يصلى " آه يارب" ! . وهذا سبب سابع لتوبة يونان نفسه :
7- أن الله المحب سمح له بالصلاة والوقوف قدامه والتأوه من شىء ليس فى محله لعل وقفته أمام الله ترهبه وتفيقه !! ... لكنه فى الصلاة برر حكمته فى الهروب مع أنه بخوف قال عن الرب أنه رحيم ورءوف ... وكان نتيجة أو ثمرة هذه الصلاة أنه خرج خارج نينوى وجلس شرقى منها وبنى لنفسه مظلة منتظرا تحقيق كلمته فى أن توبتهم توبة سطحية سيعقبها سقوط سريع ! ...
فأعاد الرب من جديد سببا ثامنا للتوبة وهى
8- اليقطينة ، النبات الذى نمى فى ليلة لعله يفرح ... وفرح فعلا فرحا عظيما .
9- حتى أرسل الرب الدودة فى وقت لايراها يونان فيها لئلا يقضى عليها إذ رآها تفسد اليقطينة ، أرسلها فى وقت طلوع الفجر لتضرب اليقطينة .
10- ثم عند طلوع الشمس أرسل الرب .
11- ريحا شرقية تحمل معها حرارة الشمس وتزيد من ضربة اليقطينة حتى انكسر يونان جدا وقال " موتى خير من حياتى " وهنا
12- نزل الرب بشخصه تعالى ليعاتب يونان : لماذا فرح ؟ ولماذا اغتنم ؟ وكيف لايشفق هو تعالى ويفرح على مدينة بها 120 الف نسمة " لايعرفون شمالهم من يمينهم " وبهائم كثيرة ... قد استفادوا وتابوا بهذه الإثنى عشر سببا سعى الرب من أجل توبة يونان خادمة ونبية !

أهكذا ياإلهى تتعب فى توبة خدامك وأولادك ؟!! اننى أفهم الآن لماذا قلت ياسيدى : " إن العشارين والزوانى يسبقونكم إلى ملكوت الله " ( مت 21 : 31 ) ... لقد سبق أهل نينوى الوثنين الأممين النبى اليهودى وخادم الرب فى التوبة وسرعة الإستجابة لندائها ولسبب واحد من الأسباب ...

ياإلهى ... أناديك أن تعوننى لكى لا أتعبك فى توبتى ، بعد أن أتعبتك خطاياى وأحزنتك شرورى وآثامى ... أريد ياإلهى أن أكون مريحا لك فى توبتى ، فلا لتستغرق معى الأسباب الإ سببا واحدا : مناداة أو عظة أو قراءة أو حدث أطيعك من خلاله طاعة سريعة وعميقة ... نعم هيىء نفسى بالطاعة الطفولية الكاملة من أول سبب للتوبة تعرضه أمامى ... بشفاعة دمك الغالى وأهل نينوى القديسين أعطنى

يارب توبة السبب الواحد .

" من كتاب يوميات تائب لأبونا يوسف أسعد "

 

 

 

» زيارات المقال : 759
» تــاريخ المقال : 15/2/2010
» موقع سلطانة الحبل بلا دنس - www.peregabriel.com - عنوان المقال : يارب هيىء لى أسباب التوبة

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +