أَحبَبتُ الرَّبَّ لأَنَّه يَسْمعُ صَوتَ تَضَرُّعي (مز 116 /1)
تصدق انك طلعت اعمى !!!
كان أحد الخدام يتحدث عن محبة اللَّه الفائقة، وكيف نزل إلينا الإبن الوحيد الجنس ليقدم حياته فداء عنا ويحملنا إلى سمواته، جرى رجل من وسط الجماهير نحو المنصة، وأشار إلى الجماهير أن ينصتوا إليه، ثم قال:
إذ انتهى الرجل من الحديث إنسحب آخر من وسط الجماهير إلى المنصة وقال للجماهير:
أصدقائي الأحباء،،،
لقد سمعت أنه يوجد نهر يجري ليس بعيدًا عن هذا الموقع، وأنا لا أصدق هذا.
قال كثيرون لي إنه توجد حديقة عامة على بعد أميال قليلة، عشبها أخضر، وتنسيق أزهارها جميل، وأنا لا أصدق هذا.
يقولون أنه توجد في شوارع مدينتنا أشجار شهية للنظر وأنا لا أصدق.
إني واثق أن الكثير من الحاضرين الآن يقولون إني أتحدث كغبي لكنني لست غبيًا. إني جاد فيما أقوله.
إني لم أر نهرًا، ولا عشبًا، ولا زهرة، في كل حياتي، لأني وُلدت أعمى.
كلما تأكدتم مما أقوله لكم تثقون إني بحق أعمى. أنا أعمى!
محتاج إلى بصيرة، فأنظر النهر والعشب والأشجار، وكل ما هو حولي.
بماذا تحكمون؟! هل أحتاج إلى عينين أنظر بهما كل هذه الأمور فأؤمن بوجودها؟!
ثم توجه الرجل نحو الذي سبقه في الحديث، وقال له:
وأنت يا سيدي بحديثك هذا للجماهير لم تبرهن خطأ ما قاله هذا الخادم.
إنما أكدت لنا حقيقة أكيدة أنك أعمى، أعمى روحيًا، لهذا لم تفهم ما يراه الآخرون ويؤمنون به كحقائق يعيشون فيها ويتمتعون بها.