فما جمعه الله فلا يفرقنه الإنسان (مر 10 /9)
التعارف عبر الانترنت - سامي فوزي هلسه
التعارف عبر الانترنت
سامي فوزي هلسه
فمررت بك ورأيتك وإذا زمنك زمن الحب
حزقيال 16: 8
ايها الرب الهنا يا من سبق فخطب لنفسه الكنيسة التي من الامم عذراء نقية
الحياة لقاء، وطرق اللقاء بين البشر أصبحت متعدّدة وسريعة بشكل مذهل، والإنترنت ساعد إلى حد كبير في ذلك
التعارف، فالعارف عبر الانترنت له خطورته، والكنيسة لاتمنع ولا تسمح، بل تحذّر من هذا التعارف، فالكنيسة تعلّمنا أن غاية التعارف يجب أن تكون النيّة الحسنة والصدق. ويجب أن يتم التعارف مباشرة ليتمّ التعرّف على هويّة الشخص المقابل، ما هي ديانته؟ ومذهبه؟ وقوميته؟ ثم يتمّ الدخول في التفاصيل كآراء وأفكار الآخر. وإذا كانت جميع الأمور موافقة للمؤمن، فلماذا لا يتمّ الزواج، ولكن قبل إتمام الزواج يجب أيضاً أخذ فترة للتعارف بشكل شخصي ومباشر.
الكنيسة ليست ضد التكنولوجيا والتطور، لكنها تحبّذ استعمال هذه التكنولوجيا أيضاً لنشر كلمة الله ولخير البشر، وليست أبداً ضد تعارف البشر وزواجهم.
غاية الارتباط في الكنيسة : إنشاء عائلة مسيحية تحيا بظلّ المسيح، وعلى خطاه، تسعى لتحسين المستقبل من خلال تنشئة أبنائهم تنشئة مسيحيّة صالحة.
يجب أن نعلم أن كل الأمور تسير لخير الذين يحبون الله كما يقول القديس بولس الرسول، وحتى الإنترنت إن حَسُن استخدامه أضحى خيراً للناس.
التعارف عبر الانترنت هو بداية الطريق وليس نهايته فخمس دقائق من الحديث المباشر خير من تمضية سنة كاملة على الشات.
لقد كسر الانترنت الحدود بين الأشخاص من كافة الديانات، فالجالس خلف الجهاز ويخاطب الآخرين عبر الشات لا يمكنه الجزم بهويّة المتحدّث الآخر شاباً كان أم فتاة أو كهلاً أو قاصراً فكم من أشخاص أصابتهم الخيبة لمعرفتهم وبعد فترة بشخصية الآخر وتبين أنه يخالف تصوراتهم بدرجة كبيرة.
ولنسأل أنفسنا كمسيحيين، ما الغاية من التحدّث مع آخرين لا نعرفهم من خلال الانترنت؟
إذا كانت غايتنا التسلية فهذا عار علينا فقد يكون الشخص أو الفتاة في الطرف الآخر جاداً وهو يبني الآمال على هذه المحادثة، فهل نقبل أن يصيبنا ما قد يصيب الآخرين..؟
أما إذا كنّا جادّين فلا بديل لنا على التعرّف مباشرة على الشريك في المرحلة التالية ونعرف ديانته وميوله الاجتماعية والثقافية....
وكما نعلم فالمسيحية تنظر إلـى الزواج كسرّ مقدّس وعهد بين المرأة والرجل أسّسه السيّد المسيح.
ولا بدّ هنا من الحديث عن الزواج المختلط " ما بين شاب مسيحي وفتاة من ديانة أخرى أو العكس" فهذا الزواج يُعتبر باطلاً ويكون الزوجان في حالة زنى دائم والأولاد الذين قد تخلّفهم هذه الزيجات لن يُعرف لهم دين. ومن خلال تلك الزيجات لا نجني فقط على أنفسنا بل على كل من حولنا من أولاد وأهل..
وأخيراً أطلب من الجميع أن يطرحوا على أنفسهم هذا السؤال:
- ما عدد الذين أعرفهم وتعارفوا من خلال الانترنت كانت نهايتهم سعيدة ومسيحية..؟
- ما عدد الذين أعرفهم وتعارفوا من خلال الانترنت أصيبوا أو أصابوا الآخرين بخيبة أمل..؟
هذه دعوة لنا لنقيّم أنفسنا ونراجع ضمائرنا ونعيد حساباتنا في استخدام الانترنت