لا تخافوا (يو 6 /20)
بطرس: مسؤول ومربّي في جمعيّة يسوع - المربي سمير عبدو
بطرس: مسؤول ومربّي في جمعيّة يسوع
المربي سمير عبدو
عندما يذكر أحدهم أمامنا اسم القديس بطرس، يخطر في بالنا فوراً ما نعرفه عنه: هامة الرسل، مندفع في الكلام بدون تفكير، قطع أذن أحد خدام الهيكل، أنكر المسيح، عانى صعوبة في معاملة الوثنيين مثل اليهود.
هل خطر في بالنا يوماً أن نرى في بطرس شخص المسؤول المثالي أو شخص المربي؟
كانت حياة بطرس مليئة بالصعوبات ومشاغل الصيد. وعندما دخل الرب يسوع إلى حياته أصبح هذا الصياد البسيط شخصاً جديداً له أهداف جديدة وأولويات جديدة.
إذا أمعنا النظر في حياة بطرس بعد دخول المسيح إلى حياته نرى أنه تعلم طريقة التعامل مع الناس، كيف تعلم من السيد المسيح ثم علمهم، من دون أن يكون له فضل عليهم أو يتذمر من مسؤوليته. نرى كيف يتقبل التوبيخ من المسيح برحابة صدر، وبدون أن يتذمر ويقول: كيف يوبخني أمامهم وأنا أكبر التلاميذ وهامتهم؟ أما التوبيخ، فلأن أفكار بطرس كانت لا تطابق في بعض الأحيان أفكار المسيح.
لقد تعلم بطرس من المسيح أن يكون مسؤولاً متواضعاً، لا يفتخر لكونه هامة الرسل، كان أول من اندفع إلى حمل البشارة.
في العشاء السري، تعلم من السيد المسيح تواضع المسؤول حين غسل المسيح أقدام تلاميذه.
تعلم أنه لكي يكون مسؤولاً عليه أن يكون خادماً. وهذا ليس مسكاً سهلاً بالنسبة إلى كثير من الناس الذين يحملون مسؤولية، والذين يصعب عليهم خدمة واحترام الذين أدنى منهم أو أقل مقاماً أو أضعف قدرةً.
تعلم بطرس من السيد المسيح أنه يجب على المسؤول أن يتعامل مع الناس بالتساوي وبدون انحياز. وهكذا، لم يتردد بطرس عن المبيت في بيت سمعان الدباغ، والدباغة في نظر اليهود مهنة نجسة، لأنها تقتضي لمس الحيوانات الميتة.
تعلم بطرس من المسيح أن الصعوبات لا تعيق تحقيق مشيئة الله إذا كان المسؤول يعتمد على الله لا على ذاته وقدراته. لقد تعلم بطرس أن هذا هو الشرط الوحيد الذي يجعل عمله فعالاً لبناء ملكوت الله. وخير دليل على ذلك، موقف بطرس حين شفى الكسيح عند باب الهيكل. فقد بدأ يعظ الناس ويعلن يسوع المسيح (إنه لقاء ديني) وحين اعترض آخرون أجاب جملته الشهيرة: «الله أحق بالطاعة من الناس.»
تعلم بطرس من المسيح ما هي الجرأة المسيحية. إنها ليست وقاحة ولا تهوراً، بل شجاعة في مواجهة الخوف وعمل بما نؤمن بأنه صواب وحق. تعلم كيف يكون الجريء أكثر جرأة عندما يصلي ويستعين بقوة الروح القدس ليمنحه شجاعة إعلان المسيح أمام الآخرين. فشجاعة يسوع في جدالاته مع الفريسيين ومعلمي الشريعة، وتحديه للكهنة حين طرد الباعة، وصلاته لله قبل إقامة لعازر، كانت مصدر تأمل استنبط منه بطرس دروساً لشجاعته.
تعلم كيف يقبل المسؤول رفض الآخرين وانزعاجهم منه، ولا يعتبر هذا اضطهاداً بل فرصةً ليكون أكثر شجاعة وأشد التزام برسالته. هذا ما تعلمه من معاناة يسوع لمقاومة وانتقادات الفريسيين وأهل وطنه للرسالة التي ينشرها.
فمن خلال هذه المقاومة ازداد المسيح شجاعة وإصراراً، واكتشف أبعاداً جديدة لرسالته بين الوثنيين.
خلاصة القول: حين دخل المسيح إلى حياة بطرس، أصبح بطرس مربياً ومسؤولاً مسيحياً